تعتبر الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) واحدة من أكثر الشركات تكاملاً في مجال صناعة الكيماويات على مستوى العالم، مع استفادتها من ميزة التكاليف المنخفضة للمواد الأولية في عملية انتاجها. وتنقسم منتجات الشركة الى خمس مجموعات صناعة رئيسية هي: الكيماويات الأساسية (بطاقة انتاجية تبلغ 1457.1مليون طن)، والكيماويات الوسيطة (بطاقة انتاجية 718.2مليون طن)، والبوليمرات (بطاقة انتاجية تبلغ 420.2مليون طن)، والأسمدة (بطاقة انتاجية تبلغ 535.7مليون طن)، والمعادن (بطاقة انتاجية تبلغ 31.1مليون طن). وتشمل مجموعة الكيماويات الأساسية الأولفينات (الإثيلين، البروبلين) والأوكسجينات (الميثانول، مثيل ثالث بوتيل الإيثر)، والعطريات (البنزين، الزايلين). بينما تنقسم مجموعة الوسطيات إلى الكيماويات الوسيطة (الصودا الكاوية، VCM) والألياف الوسيطة والغازات الصناعية (MEG. PTA). كما تمتلك سابك المجموعة الأكثر شمولية من اللدائن المصنعة في العالم والتي تنتج من قبل منتج و احد، والتي تحتوي على البولي إيثيلين، وبولي كلوريد الفينيل (PVC)، والبولي سايترين (PS)، والبولي بروبلين وغيرها من اللدائن. وتنتج مجموعة الأسمدة النيتروجينات (اليوريا)، والأسمدة الفوسفاتية، والأسمدة المركبة. وتعتبر سابك أكبر مصدر وثالث اكبر منتج لليوريا في العالم، كما تصنف على انها أكبر منتج لليوريا الخشنة على مستوى العالم. وتتجاوز الطاقة الانتاجية لسابك عن 34مليون طن سنوياً.دورة أسعار المواد الأولية والمنتجاتتعد أسعار المنتجات الكيماوية هي العامل الأهم في تحديد اتجاه نمو عوائد الشركات الكبرى المنتجة لهذه الأنواع من السلع أمثال سابك. وتتأثر أسعار هذه المنتجات بشكل كبير بأسعار المواد الأولية الداخلة في العملية الانتاجية والتي ترتبط بشكل أساسي ومباشر بأسعار النفط الخام. وفي الغالب يكافح المنتجون العالميون من أجل تخطي الارتفاع الحاصل في أسعار التكلفة المترتبة من زيادة أسعار المواد الأولية المرتبطة بارتفاع أسعار النفط ومحاولة تمريرها الى مشتري منتجات هذه الشركات. وبالنسبة لسابك فإنها ستكون أقل تأثراً نتيجة لتكامل عملياتها الانتاجية، ولقدرتها على الحصول على المواد الأولية بتكلفة أقل. وقد شهدت الأسواق العالمية مؤخراً ارتفاعاً في أسعار عدد من المنتجات الكيماوية مثل الإثيلين، والميثانول، والبولي اثيلين، واليوريا، والأمونيا. ومن جانب آخر فقد تجنب معظم المنتجين العالميين أمثال (DOW CHE
MICALS, DUPONT) اعطاء توقعات مالية محددة للفترات المالية القادمة بسبب التذبذب السائد في اسعار النفط نتيجة للتوترات السائدة في كل من فنزويلا والعراق، حيث يتوقع استمرار ارتفاع أسعار النفط مما يعني استمرار زيادة اسعار المواد الأولية على مدى عام 2003م الأمر الذي يزيد من احتمال خروج عدد من المنتجين من الأسواق العالمية. ومع النجاح الأخير الذي حققه منتجو الإثيلين بتسجيلهم زيادة سعرية بلغت حوالي ( 22.5سنت في يناير، و 17.5سنت في فبراير 2003م)، فإننا نتوقع أن تسجل سابك نتائج جيدة خلال الربع الأول من عام 2003م، حيث ان أسعار الإثيلين لم يسبق لها وأن ارتفعت بأكثر من ( 2سنت) خلال شهر واحد على مدى العشر سنوات الماضية، الأمر الذي يؤكد ان ارتفاع التكاليف دفع المنتجين لرفع أسعار منتجاتهم. وبشكل عام فإنه من المتوقع أن تتحسن غالبية الهوامش بالنسبة لسابك خلال عام 2003م، وذلك نتيجة لتوفر أساس قوي لمختلف مجموعات سابك الانتاجية، ولميزتها النسبية في حصولها على المواد الأولية بأسعار منافسة. هذا بالإضافة الى أنها ستكون المستفيدة في حال قرر المنتجون العالميون رفع أسعار منتجاتهم في الأسواق العالمية. أخيراً، نخلص الى القول بأن دورة أسعار المنتجات والمواد الأولية مازالت مشجعة وايجابية بالنسبة لسابك في الوقت الحاضر.الوضع الماليتتمتع سابك بمركز مالي جيد وبتدفقات نقدية قوية. كما تعتبر سيولة ميزانية الشركة ممتازة وذلك بنقد يزيد على 2.7مليار دولار أمريكي ويغطي 80% من المطلوبات المتداولة، وبدورة تحويل المنتجات الى نقد لا تتعدى 100يوم. كذلك تجدر الاشارة الى ان سابك استطاعت أن تنفذ برنامجاً طموحاً لتوسعة وزيادة طاقتها الانتاجية دون أن تزيد في مستوى الديون والقروض لديها بدرجة كبيرة كما هو الحال عند بعض المنتجين الآخرين. ويعتبر العائد على أصول سابك والذي يبلغ حوالي 6% مناسباً مقارنة بالمنتجين الآخرين في نفس القطاع.استراتيجية الاستثمارعملياً، فإن أسهم الشركات المنتجة للسلع الأساسية مثل سابك نادراً ما تقيم بشكل عادل، حيث يتم تقييم السهم بعلاوة سعرية في فترات الركود الاقتصادي وبسعر خصم في فترات الانتعاش الاقتصادي. وفي حالة سابك فإن تفاعل سعر سهمها عادة ما يتأخر عن دورة أسعار المواد الأولية والمنتجات بفترة تتراوح ما بين أربعة إلى ستة أشهر. ومع احتمال تحسن الهوامش خلال الربعين القادمين، فإننا نرى أن الوقت مناسب الآن للتفكير بشكل جدي في الاستثمار بسهم سابك.
و تجدر الإشارة الى ان سهم سابك قد وصل فيما مضى الى مكرر أرباح بلغ 19ضعفاً عن مستوى الأرباح الحالية، والتي نتوقع أن تكون أقوى مما كانت عليه في عام 2002م.. وبافتراض معدل نمو متوسط (10% تقريبا)، فإنه من غير المستبعد أن يحقق سعر سهم سابك ارتفاعاً قد يتجاوز 20% خلال الفترة القادمة.
التوصيةشراء السهم.
المصدر جريدة الرياض
المفضلات