قصص وعبــر




قصة تتحدث عن العاقبة السيئة لمن لا يخلصون مع أصدقائهم، والعواقب التي يجنيها كل غدار، من جراء غدره ومكره بأخيه، بدأت أحداث القصة عندما نظمت في إحدى المدن مسابقة لبناء السفن، وتشجع صديقان لبناء السفينة والمشاركة في المسابقة، رغم عدم وجود الخبرة الكافية لديهما في بناء السفن، وبدأ الصديقان يخططان للمشروع بشكل جدي، وعزما على شراء دار صديقهما محمد لكي يتخلصا منه بسبب كونه صالحا ينصحهما دائما ويدعوهما لفضائل الأعمال، توجه الصديقان إلى أحد متاجر الكتب لشراء كتاب يوضح طرق بناء السفن، وبدآ بتنفيذ تعليمات الكتاب خطوة خطوة، ولأن الخبرة والمعرفة السابقة لكل عمل هما أساس نجاحه فقد فشلا في بناء السفينة بعد عدة محاولات.
هنا قام الصديقان بدعوة جارهما الطيب (محمد) وطلبا منه المساعدة في بناء السفينة، وكان الهدف من ذلك ليس الرغبة في دخول السباق بل كان وراءه حكمة أخرى تتضح لنا فيما تبقى من القصة.
بدأ محمد بوضع خطة دقيقة ومدروسة لبناء السفينة، واجتهد الصديقان في مساعدته (بهدف الإيقاع به) واستمر العمل أياما إلى أن بدأ العمل يكتمل تحت إشراف وتوجيه من (محمد)، لكن الحسد الذي كانت تنطوي عليه نوايا الصديقين دعاهما إلى وضع ثقب بشكل متعمد في السفينة بهدف غرق صديقهما والتخلص منه. انتهى بناء السفينة، وقام الصديقان بعمل الاحتياطات اللازمة لنجاتهما وحدهما لمعرفتهما بأن السفينة لا بد أن تغرق.
انطلق الثلاثة في البحر، وكان محمد سعيدا جدا بهذا الإنجاز.. وهنا بدأت السفينة تضطرب وتجرها مياه البحر وكانت هي اللحظة التي ينتظرها الصديقان حيث قفزا إلى البحر معتمدين على طوق النجاة، وبدآ يسبحان ويضحكان من صديقهما لظنهما أنهم أوقعوه في الورطة، وأنه سيلقى حتفه. ولم ينتبها إلى أن محمدا كان قد وضع قاربا للنجاة في السفينة مسبقا للاحتياط والتشبث به عند وقوع كارثة لا سمح الله.
قام محمد بكل هدوء بإخراج قاربه وبدأ يسير تاركا السفينة خلفه وهي تغرق، وأصابت الصديقان آثار الصدمة والخيبة عندما رأياه وهو يسبح في القارب مطمئنا بينما هما في البحر يسبحان وتتلقفهما الأمواج، وهنا صاحا به.." أنقذنا ياصديقنا!! الماء بارد لا نطيق الاستمرار أكثر من ذلك"
فرد عليهما وأخبرهما بأنه لا يساعد الأشرار أبدا.