"في مقال تحت عنوان "الاستشراق المعادي للعرب في ضيافة قطر".. يتحدث كاتب في صحيفة السفير عن التحضير لمؤتمر عن السياسة الخارجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط سيعقد في قطر في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل برعاية أمير الدولة ووزير الخارجية.
ويشير الكاتب إلى أن المؤتمر سيحضره عتاة المستشرقين المعادين للعرب والإسلام ومن بينهم برنارد لويس الذي يصفه الكاتب بأنه عميد المستشرقين الصهاينة، والصحفي في نيويورك تايمز توماس فريدمان والمؤرخ الإسرائيلي مارتن كريمر"..

و نحن لا نقول إلا .. " لا حول و لا قوة إلا بالله" !!

خالد الخياط
الحد - مملكة البحرين
====
اسعد ابو خليل

يبدو ان عبقرية المبادرات السياسية القطرية لن تتوقف عن التفتق بكل جديد مستطرف.. فبعد مبادرة التطبيع مع إسرائيل والذي على أساسه يلتقي فيه وزير الخارجية القطري مع أصدقاء له في الحكومة الإسرائيلية ويتهاتف واياهم وهو قد التقى مؤخرا مع وزير الخارجية شمعون بيريز في الولايات المتحدة...
وبعد مبادرة التوسل لأميركا التي اقترحها الشيخ حمد بن جاسم حلاً لقضايانا المصيرية.
وبعد سلسلة من الأخبار الصحافية التي تحدثت عن اختيار الدولة الصهيونية كمنتجع سياحي من قبل عائلة وزير الخارجية نفسه.
يأتي اليوم خبر التحضير لمؤتمر عن السياسة الخارجية للولايات المتحدة نحو الشرق الأوسط في قطر في شهر اكتوبر (تشرين الأول) المقبل وبرعاية أمير الدولة ووزير خارجيته (وبمبادرة من الأخير).

فقد سرّب واحد من الممتعضين (وهو من غير العرب) برنامجا لمؤتمر في يومين في الدوحة بالاتفاق مع مؤسسة بروكنجز. ويرأس برنامج بروكنجز للشرق الأوسط هذه الأيام مارتن انديك الصهيوني المعروف على سن ورمح كما يقال، والذي كان ضيفا قبل أيام لأسباب محض تطبيعية، على مهرجان أصيلة في المغرب، وان كان الشعب المغربي قد سبّب له إحراجا ومضايقة جمة عند صعوده منصة الحوار.
والمستهجن في خبر هذا المؤتمر انه يستضيف عتاة المستشرقين المعادين للعرب والإسلام، والذين كان لهم دور خبيث جدا بعد تقويم أيلول الأميركي.
ضيف البرنامج هو برنارد لويس، عميد المستشرقين الصهاينة والذي أفاقته الإدارة الأميركية من سبات تقاعده (وهو في منتصف الثمانين من العمر) ليسدي لها النصح وليبث أفكاره المسمومة في الاعلام ضد الشعب الفلسطيني لرفضه الاحتلال الإسرائيلي.
وقد أعادت دور النشر الأميركية طباعة ما نفد من كتب لويس ليستفيد منها العامة والخاصة على حد سواء، وهناك أخبار صحافية لم ينفها لويس نفسه في لقاء مع شبكة <<سي سبان>> الأميركية عن ترتيب لقاء له مع جورج بوش الابن ليعطيه خلاصة علمه عن العرب والإسلام.

ويمكن استشفاف نصح لويس من خلال مقالاته الصحافية منذ أيلول، خصوصا مقالة صريحة جدا في مجلة <<ناشيونال ريفيو>> اليمينية، والذي دعا فيها ومن دون مواربة الى التعامل مع العرب <<بفظاظة>> و<<قوة>> وان على السياسة الأميركية الانكفاء عن منطقة الشرق الأوسط إذا لم تكن مستعدة لهذه الفظاظة الضرورية.

ولويس هذا صهيوني ليكودي يدعو إسرائيل الى التعامل بقوة مع ما يراه <<إرهابا فلسطينيا>>. ولويس والحق يقال لا يكره كل المسلمين والمسلمات بالتساوي. فهو من المعجبين جدا بحكم الجنرالات في تركيا، وكان صديقا للجنرال كنعان افرين. وهو يرى في منهج قمع التعبيرات الإسلامية في تركيا وفي التحالف العسكري مع الغرب وإسرائيل نموذجا يحتذى للعالم الإسلامي برمته، وهو في كتاباته التاريخية يلتذ في ذكر من لا أصول عربيه له بين العلماء والفلاسفة المسلمين تدليلا على تخلّف العنصر العربي.

ولم تنس الحكومة القطرية دعوة توماس فريدمان، المعلق في صحيفة النييويورك تايمز، وهو الذي له اليوم في كل أعراس الملوك والرؤساء العرب قرص. وللتذكير فإن ردة فعل فريدمان، وهو <<مؤلف>> مبادرة الجامعة العربية، لأحداث أيلول هو من الدعوة الى حرب لا ضد الإسلام بل <<داخل الإسلام>> على حد قوله، أي انه ضد ان يراق دم جنود أميركيين في حرب ضد المسلمين إذا تسنى لأميركا طريقة أفضل في استخدام مسلمين ضد غيرهم من المسلمين، كما تم استخدام جنود <<التحالف الشمالي>> في الحرب المستمرة في أفغانستان.
ولهذا السبب يتم تجميع الجنرالات العراقيين وتسعى واشنطن (ووزارة الدفاع بشكل خاص) الى التودد من زعماء أكراد العراق. ومثل لويس، فإن فريدمان متضايق جدا من <<الارهاب الفلسطيني>> وهو يدعو أيضا الى التعامل معه بالكثير من القوة والفظاظة.

وتحتوي مقالات فريدمان الكثير من التقريع والتوبيخ للشعب الفلسطيني، مما جعله خطيبا مفضلا في المؤتمرات الصهيونية في العالم اجمع. ومثل وزير الخارجية القطري، فان فريدمان يحبذ قضاء عطلة العائلة في اسرائيل، خصوصا عندما تكون عرضة لهجمات فلسطينية.
وللانصاف ايضا يجب التذكير بان فريدمان هذا لا يكره كل المسلمين والمسلمات بالتساوي، فهو قد كتب مقالة قبل ايام اشاد فيها بمسلمي الهند. وفريدمان غير مفتون على الاطلاق بالعرب، وان كان صديقا حميما لفؤاد عجمي (الاستاذ الجامعي ذي الاصل اللبناني من بلدة ارنون وصاحب الميول الليكودية) لكن الاخير يعتبر نفسه اميركياً، وهذا حقه.
ومن المفارقات ان فريدمان لم يتوقف عن التنديد بالوهابية منذ احداث ايلول وعن الدعوة الى تغيير المناهج الدراسية في المعاهد الاسلامية ودولة قطر هي وهابية رسمياً. ومن يدري. فقد يكون وراء دعوته استشارية حول كيفية تغيير المناهج، وهو العليم الخبير بشؤوننا.

ويشارك في المؤتمر ايضا المؤرخ الاسرائيلي مارتن كريمر، والذي يرأس اليوم تحرير مجلة <<ميدل ايست كوارترلي>> الليكودية، التي أسسها المستشرق دانييل بايبس، وهو معاد لسوريا بشكل خاص وينسق مع اللبنانيين من كان لهم حضور متألق في مؤتمر لوس انجلس الشهير>>.
والسيد كريمر كتب كراسة بعد تقويم ايلول الاميركي هاجم فيه الاكاديميين والاكاديميات الغربيين والغربيات لانهم لم يتنبهوا ولم ينبهوا للخطر الاسلامي الداهم. وعنوان محاضرة كريمر هي: <<شهداء أم مجرمون>>؟ وكريمر يعتقد ان من يقوم بالعمليات الفدائية من الفلسطينيين هم من المجرمين.
ويشارك في المؤتمر ايضا فريد زكريا (الاميركي ذو الاصل الهندي) الذي كان تلميذا لصمويل هانتنغتون في جامعة هارفرد، وهو يرأس اليوم تحرير النسخة الدولية من مجلة <<نيوزويك>>. وقد دعا زكريا الاجهزة الامنية لزيادة نشاطاتها التجسسية ضد العرب والمسلمين حفاظا على الأمن والسلامة في الولايات المتحدة.

ولم تنس الحكومة القطرية دعوة عدد من الاميركيين ذوي الاصل العربي او الاسلامي حتى لا يقال ان الحكومة القطرية لا ترحب بغير الصهاينة. لكن من الملاحظ ان كل المدعوين من ذوي الاصل العربي والاسلامي هم من الذين ايدوا <<الحرب الاميركية ضد الارهاب>> وليس بينهم واحد من مناصري الثورة الفلسطينية او من معارضي التطبيع. ولا ندري ما تهدف اليه الحكومة القطرية من وراء هذا المؤتمر (وهي وعدت بنقل الجلسة الختامية مباشرة على محطة الجزيرة تنويراً للرأي العام العربي) غير التقرب من اميركا واسرائيل