ذكر تحليل لصحيفة «تايمز» البريطانية ان ما يزيد على 140 بليون دولار يتوقع أن يتم ضخها في أسواق الأسهم العالمية في الأشهر القليلة المقبلة، في حال قرّر مديرو الصناديق استخدام فوائض السيولة الكبيرة لديهم وخفضها إلى مستوى التعادل. فيما أشارت دار الوساطة العالمية «ميريل لينش»، في تقرير أمس، إلى ان مديري الصناديق يحتفظون حالياً بما معدله 4.6 في المئة من أصولهم على شكل سيولة نقدية، بزيادة نقطة مئوية كاملة عن ما يُعتبر مستوى التعادل عند 3.6 في المئة.

اعتبر تقرير لـ«ميريل لينش» ان الانطباع الأول الذي يشعر به مديرو الصناديق هو ان الأسهم قد تستفيد بعد مرحلة عدم اليقين التي سبقت الانتخابات الأميركية. ويُظهر المسح الذي أجرته الشركة لشهر تشرين الثاني (نوفمبر)، «تحسناً في القابلية تجاه خوض غمار المخاطر في مناخ من وفرة في السيولة وتفضيل واضح للأسهم على السندات».

ويقول دافيد باورز، كبير مخطّطي الاستثمار العالمي في «ميريل لينش»: «في الأسابيع الأخيرة، كان المستثمرون يركّزون على نتائج الانتخابات في الولايات المتحدة أكثر من اهتمامهم بكيفية توظيف أموالهم. أما الآن فإن الغالبية تبدو مهتمة أكثر بمستقبل النمو العالمي وأرباح الشركات وقيمة الدولار. فالمستوى العالي من السيولة في المحافظ الاستثمارية يجب أن يجد مكاناً يوظّف فيه. وإذا كان هناك اعتقاد واسع بأن أسعار السندات هي أعلى من قيمتها الأساسية، فمن الأفضل للمستثمرين أن يتحولوا إلى الأسهم في الأمد القصير».

وفي ما يأتي الخطوط العريضة لنتائج المسح بشيء من التفصيل:

1- تحسن في قابلية ركوب المخاطر: ان سرعة اعلان نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية أزالت من الأسواق «مصدراً مهماً» من عدم اليقين. فالأكثرية الصافية من مديري الاستثمار الذين كانوا يتخوفون من «اتخاذ مستوى من الخطر أقل من المستوى الطبيعي» انخفضت من 16 في المئة في تشرين الأول (اكتوبر) إلى 8 في المئة الشهر الجاري. ويبدو ان المستثمرين تصرفوا بطريقة ايجابية ازاء الاستمرارية التي يعتقدون ان انتصار الرئيس جورج بوش قد يوفرها. ويشار إلى ان استطلاعاتنا الأخيرة كانت تفيد ان المستثمرين لم يكونوا، في غالبيتهم، متحمسين لانتصار المرشح الديموقراطي جون كيري.

2- مستويات السيولة لا تزال عالية: يظهر من استطلاع تشرين الثاني ان معدل مستوى النقد في المحافظ الاستثمارية هو بواقع 4.6 في المئة مقابل 4.4 في المئة في تشرين الأول، وان النسبة المئوية من المستثمرين الذين يحبذون السيولة النقدية انخفضت من 18 في المئة إلى 13 في المئة في تشرين الثاني عن الشهر السابق. فمستويات النقد ليست فوق المعدل الطبيعي وحسب، بل ان التدفقات الجديدة الصافية إلى صناديق الاستثمار قد استقرت في الأشهر الأخيرة، مع انها لا تزال بعيدة عن المستويات التي سُجّلت في مطلع العام الجاري.

3- ان التآلف بين الانخفاض في عدم اليقين والتحسن في القابلية نحو المخاطر يضغط على مديري الصناديق لأن يوظّفوا النقد الفائض. وعلى رغم رأي مديري الاستثمار للشهر الرابع على التوالي، إلا انه ليس هناك تحسن في النمو الاقتصادي، بل على العكس انهم في خوف من تدهور الأوضاع. وعندما يقابل المديرون في تقويمهم بين الاستثمار في الأسهم أو في السندات، فإن ثمة أكثرية تبلغ 75 في المئة تعتقد ان مردود السندات سيكون أكثر ارتفاعاً في غضون سنة من الآن جراء تدهور أسعارها.

4- الشعور بغلاء السندات يتزايد: ثمة 66 في المئة من الذين شاركوا في الاستطلاع يعتقدون ان السندات غالية (أي ان مردودها منخفض كثيراً)، مقابل 3 في المئة من المديرين يعتبرونها رخيصة (أي ان مردودها في غاية الارتفاع). وعلى العكس من ذلك، فإن ثمة 14 في المئة فقط من المديرين يعتبرون الأسهم غالية، في حين ان 24 في المئة يعتبرونها رخيصة. وهكذا، لما كان هناك نظرة واسعة إلى غلاء السندات وإلى رخص الأسهم، فليس من المستغرب ان يكثّف المديريون الاستثمار في الأسهم ويخفّفوا توظيفاتهم في السندات.

5- اطمئنان المستثمرين المؤسساتيين في انحيازهم إلى أسهم الصناعات الدورية: يستمر موزعو الأصول في الانحياز إلى الأسواق الناشئة العالمية، وبدرجة أقل إلى الأسهم اليابانية. فعلى رغم إعادة انتخاب بوش. إلا ان موزعي الأصول ومديري الثروات يحتفظون بسياسة الابتعاد عن الأسهم الأميركية، وهو أمر لم يسبق له مثيل منذ 5 أعوام. لكن أسهم الشركات الأوروبية هي التي تحبذها أكثرية تبلغ 42 في المئة من المستطلَعين.

6- يستمر المستثمرون العالميون في تحبيذ أسهم الشركات الصناعية والمواد الأولية وأسهم شركات الطاقة. وفي الوقت نفسه، يوصون بقطاع الهاتف الذي يأتي مباشرة بعد قطاع الطاقة في رأيهم. كما يبتعدون عن أسهم صناعة السيارات وشركات البيع بالمفرق. ويرى مديرو الاستثمار ان أسهم التكنولوجيا لا تزال غالية. كما انهم يرون ان قطاعات المواد الغذائية والمرافق مسعّرة فوق قيمتها الأساسية. ومن جهة القيمة، يحبّذون النظر في شركات الأدوية والضمان.

7- يرى المستثمرون الدولار والاسترليني غاليين، بينما يعتبرون الين مسعّراً دون قيمته. فثمة أكثرية تبلغ 28 في المئة من رجال الاستثمار يوصون بالابتعاد عن الدولار، في حين ان نسبة 28 في المئة تحبذ اقتناء اليورو. وهذا طبعاً يطابق رأي غالبية المديرين بتفضيل الاستثمار في الأسهم الأوروبية على الأسهم الأميركية. اما الجنيه الاسترليني، فإن نسبة 24 في المئة من المديرين تعتبره غالياً. وتحبذ الين الياباني أكثرية تبلغ 33 في المئة.

وبلغ عدد مديري الصناديق المؤسساتين الذين شاركوا في الاستطلاع عالمياً وإقليمياً 302 من المديرين يشرفون على توظيف 931 بليون دولار أميركي.


http://www.daralhayat.com/business/1...89c/story.html