قالت مصادر سياسية في العاصمة الأردنية عمان لـ"إيلاف" اليوم، إن قلب رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات توقف فجر اليوم، بعد نحو إسبوع من دخوله في حالة موت دماغي أعتبر شفاءه معها أمرا مستحيلا من الناحية الطبية ، فيما لاتزال سلطات مستشفى بيرسي العسكري قرب العاصمة الفرنسية باريس الذي يعالج فيه عرفات منذ نحو إسبوعين تحترم رغبة زوجته سهى بالتكتم الكامل على التطورات الصحية للزعيم الفلسطيني السبعيني، الذي ينتظر أن تخلف وفاته صراعا سياسيا وأمنيا بدأت نذره تلوح مع التصريحات المفاجئة التي أدلت بها سهى عرفات، إذ وصفت خلالها وفدا من الساسة الفلسطينيين من بينهم الرئيس الحالي للحكومة الفلسطينية أحمد قريع والسابق محمود عباس، بأنهم حفنة من المستورثين ساعين لدفن عرفات حيا، وماتلاه من هجوم وإنتقادات لاذعة لمسؤولين فلسطينيين وصلت حد مطالبتها بالإعتذار عما أعتبر "قضيحة سياسية".
وعلمت "إيلاف" من مسؤول فلسطيني كبير تحدثت اليه عبر الهاتف من مدينة رام الله، أن رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع الذي يرأس وفدا فلسطينيا وصل مساء الإثنين الى العاصمة الفرنسية باريس ويضم رئيس الوزراء السابق محمود عباس ورئيس المجلس التشريعي روحي فتوح ووزير الخارجية نبيل شعث اتخذوا قرارا سياسيا قبيل مغادرتهم مدينة رام الله برفع الأجهزة الطبية المنعشة عن رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات الذي تأكد لهم بشأنه من مصادر رفيعة، بأنه متوف دماغيا منذ ظهر الخميس الماضي، وأن الأطباء الفرنسيين أبلغوا ذويه ومرافقيه بإستحالة إفاقته من الموت الدماغي وأنه يعتبر ميتا من الناحية الطبية ، وهو ماحاولت زوجة عرفات سهى إبقاءه سرا عن باقي أعضاء القيادة الفلسطينية.
وقالت المصادر، إن الوفد الفلسطيني سيبحث مع الجانب الفرنسي إجراءات نقل جثمان عرفات الى دولة عربية لتسهيل نقله لاحقا الى الأراضي الفلسطينية، وسط غموض إسرائيلي حول الموقف من مكان دفن عرفات ، في وقت يتشبث فيه الفلسطينيين بالأمل لدفنه في مدينة القدس وهو مايواجه برفض إسرائيلي متشدد، في ظل معلومات يتم تداولها حول عزم إسرائيل إثارة مشاكل أمنية من شأنها منع دفن عرفات داخل الأراضي الفلسطينية.
وعلمت "إيلاف"، أن ساسة فلسطينيين نجحوا من خلال مشاورات رفيعة مع قصر الإليزيه ووزارة الخارجية الفرنسية من تحييد إحتكار سهى للمسؤولية عن الأزمة الصحية لعرفات ، وسط معلومات عن طلب الإليزيه من سهى رفع يدها عن موضوع عرفات" المتوفى" ، على إعتبار أن الأضاع السياسية والأمنية الفلسطينية داخل مناطق السلطة لاتسمح البتة إبقاء عرفات معلقا بين الحياة والموت، كما أن الوفد الفلسطيني القيادي طلب من السلطات الفرنسية تجميد جميع حسابات المسؤولين الفلسطينيين وفي مقدمتهم زوجة عرفات ومستشاره للشؤون المالية محمد رشيد ، على إعتبار أن ماأفهم للفرنسيين اللذين لايزالون على حيادهم أن سهى الطويل تقوم بمحاولات مكشوفة الدوافع هدفها إبقاء الغموض حول وضع عرفات لثني الفلسطينيين عن فتح ملف أموال وحسابات وإستثمارات عرفات التي استولت عليها سهى دون وجه حق بحسب مصادر فلسطينية مطلعة. وذكرت مصادر دبلوماسية أخرى، أن الفلسطينيين يعتزمون تشييع ودفن عرفات يوم الجمعة المقبل بعد أن يكون جثمانه عاد برفقة الوفد الفلسطيني خلال الساعات المقبلة، في وقت لاينتظر معه حضورا كثيفا لقيادات عربية ومسؤولين دوليين أثناء مراسم التشييع والدفن التي لم تحسم من جهة الزمان والمكان بعد.
المفضلات