الولادة الثانية للطفرة
ورغم أن سعر برميل البترول قد وصل إلى 46,65 دولارا للبرميل الواحد فى بورصة نيويورك و43,29 فى لندن, إلا أن هذه الأسعار تعادل إذا أخذنا معدل التضخم فى الاعتبار 80 دولارا للبرميل بالنسبة لأسعار السبعينيات, أى أننا لسنا إزاء طفرة حقيقية فضلا عن أننا لم نكن مدينين فى ذلك الوقت بدين قومي قدره (630) مليار دولار يلزمنا تسديده قبل أن نفكر فى أي وجه من أوجه الإنفاق, على أن ما يحدث الآن يمكن أن يعتبر نوعا من الطفرة, فوفقاً لتقرير سامبا الذى نشرته الصحف الصادرة بتاريخ 14/8/2004 فسيبلغ الفائض فى ميزانية الدولة لهذا العام 102 مليار دولار ومن المنتظر نتيجة لزيادة الطلب العالمي على البترول (فالصين وحدها أصبحت تستورد 2,49 مليون برميل يوميا) والإنهاء المحتوم للوجود الأميريكى فى الشرق الأوسط أن تزداد أسعار البترول فى المستقبل بنسب تتراوح من 2 إلى 5%, والسؤال الذى يطرح نفسه الآن هو: هل سنستفيد من الطفرة هذه المرة ? حين جاءت الطفرة الأولى وضعنا أهدافا كان أولها وأهمها تنمية الموارد البشرية وصنع الإنسان السعودي المبدع والخلاق الذي يتمتع بمهارات عالية وخاصة فى مجال التكنولوجيا وتقنية المعلومات الأمر الذى لم يحدث إلا جزئيا وبجهود فردية بدليل أن لدينا معدل بطالة لا يقل عن 10% حسب التقدير الرسمي وأكثر من خمسة ملايين وافد, كما أن لدينا آلاف المتخرجين من كليات (حتى وما الحجازية وما التميمية) الذين لا يجدون عملا فى حين أننا نعاني نقصا كبيرا فى أعداد المتخرجين من كليات طبية وعلمية وهندسية وحاسوبية وحتى هؤلاء نجد أن مستواهم ضعيف إذا قورنوا بالمتخرجين من كليات غربية, وحتى منتخبنا الكروى لم يستفد من الطفرة ويصل إلى مستوى كمستوى اليابان التى كنا نهزمها بسهولة وأصبحت الآن تهزمنا بالثلاثة, وإذن فقد حان الوقت لأن نصحح هذا الوضع بالاستغناء عن دور المدارس المستأجرة وبناء ملاعب ومختبرات كاملة فى كل دار هيئت لتكون مدرسة, وليست مستودعا, وليكن شعارنا (حاسوب وانترنت آلى لكل طالب) فى المرحلة الإعدادية على الأقل.
اليوم 49 دولار
المصدر : عابد خزندار
اخوكم
ابوتركي
|
 |
 |
|||
 |
 |
||||
رد مع اقتباس
المفضلات