تفضل ودوس على الرابط التالي


لا خلاف مع «سابك» على أسعار المواد الخام وحصة الشركة من السوق بين 25 و35 في المئة
الرياض - سعد الأسمري
الحياة 2004/03/28



مؤيد عيسى القرطاس. (الحياة)



نفى المدير العام لـ«شركة التصنيع الوطنية»، نائب رئيس مجلس الإدارة العضو المنتدب لـ«شركة التصنيع الوطنية للبتروكيماويات» الدكتور مؤيد عيسى القرطاس ان تكون لشركته خلافات مع «الشركة السعودية للصناعات الاساسية» (سابك) في شأن ارتفاع اسعار المواد الخام. مشيراً الى ان السوق السعودية لا تزال بحاجة الى شركات كبيرة متخصصة في مختلف الصناعات خصوصا في صناعة البتروكيماويات. واكد في حديث الى «الحياة» ان شركته من اكبر الشركات المستثمرة في الصناعات المختلفة بحجم استثمار يصل الى نحو 13 بليون ريال (3.4 بليون دولار)، وان حصتها من السوق تصل الى 35 في المئة في بعض الصناعات.

وتملك الشركة استثمارات واسعة في عدد من المشاريع الصناعية، منها مشروع شركة «كريستل» ، ومشروع تصنيع البتروكيماويات في الجبيل. اضافة الى مشاريع اخـــرى متعددة منها شـــركة «بطاريات» في الريــاض، و«مسابك» في الدمام، وشركة «معدنية» في الجبيل، وشركة «رصـــــاص» في الـــــــرياض، وشركة «الرواد» التي تعمل في مجال الصناعات البلاستيكية وهي شركة متعددة النشاطات.

وفي ما يلي الحوار:


ماذا عن خلاف شركات البتروكيماويات السعودية مع شركة «سابك» حول ارتفاع اسعار المواد الخام، وموقف شركة «التصنيع» من ذلك؟

- لم تكن شركة «التصنيع» طرفاً مع شركات البتروكيماويات في هذه المناقشات ولا الخلافات مع «سابك» في شأن موضوع ارتفاع المواد الخام.


كيف تنظرون الى التنافس بين شركات البتروكيماويات في السعودية (سابك، والتصنيع والمجموعة الوطنية)؟

- لكل من هذه الشركات نطاق صناعي معين، ومجال انتاجي محدد. ولأن الصناعة البتروكيماوية صناعة ضخمة، فكل شركة تنتج منتجات مختلفة لا تتنافس بالضرورة مع منتجات الشركات الاخرى ما عدا «سابك». فهي الشركة الأكبر في المنطقة المتخصصة في الصناعات البتروكيماوية وتعتبر شركة شاملة. وعندما توجد منافسة بقدر معين فإن ذلك في مصلحة المستهلك وفي مصلحة الصناعة، لأن المصانع المختلفة تسعى الى تقديم افضل المنتجات وافضل الخدمات الى المستهلك، وهذا مردوده ايجابي..كما ان الصناعة البتروكيماوية السعودية صناعة كبيرة، ومنتجاتها تزيد بنسبة كبيرة على احتياجات السوق المحلية، لذا فكل الشركات البتروكيماوية السعودية تصدر الجزء الاكبر من انتاجها الى الخارج. والسوق الدولية كبيرة، وما تصدره الشركات السعودية لا يمثل إلا نسبة صغيرة من الاحتياج الدولي، اضافة الى ان السوق مفتوحة للجميع والتنافس موجود فيها حتى بين الشركات العالمية ولا ينحصر فقط بين الشركات السعودية.


ما مدى حاجة السوق الى شركات اخرى في مجال البتروكيماويات؟

- لا يزال حجم الاستثمارات في الصناعات البتروكيماوية اقل مما ينبغي في بلد مثل السعودية يملك اكبر احتياطات هيدروكربونية في العالم، ما يجعل من الضروري نمو الصناعات البتروكيماوية السعودية.

واما ان يكون النمو المطلوب عن طريق زيادة عدد الشركات العاملة في هذا المجال، أو تعدد محدود للشركات ذات الاستثمارات الكبيرة القادرة على الدخول في السوق الدولية. ومن الافضل ان يكون عبر الشركات ذات رؤوس الاموال الكبيرة القادرة على المنافسة، التي أُسست بصورة مدروسة ولها مقومات النمو مثل شركة «سابك» التي تتمتع بادارة جيدة وفهم لطبيعة السوق البتروكيماوية ولها القدرة على تأسيس مشاركات مع شركاء ذوي ثقة يخدمون هذه الصناعة السعودية.


هل لدى الشركة توجه للاستثمار خارج السعودية بالتعاون مع شركاء اجانب؟

- لا يوجد في الوقت الحاضر اتجاه الى لاستثمار في الخارج. لكن عندما تتوافر فرصة استثمارية يكون لها ترابط قوي مع استثمارات الشركة داخل السعودية، فإن ذلك سيكون محل بحث واهتمام.


ما هي الأسواق التي تصدر الشركة اليها؟

- تخضع عملية التصدير لنوع المشروع، وعندما يكون المشروع كبير الحجم ودولياً لا بد ان يُسوَّق عالمياً ولكي تخفض كلفة الانتاج يجب ان يكون المصنع كبيراً ويكون التسويق في الخارج اضافة الى الداخل. وأود أن أشير الى ان الشركة، في مشاريعها الحالية او المستقبلية، ستركز على الانتشار والتسويق في جميع انحاء العالم. ولا توجد عقبات امام الشركة في عملية التصدير، على رغم تكاليف النقل وغيرها اضافة الى الجانب الجمركي الذي يُعتبر سيادياً لكل بلد. ونأمل مع انضمام السعودية الى منظمة التجارة الدولية ان يكون لذلك تأثير ايجابي في حماية الصناعة الوطنية من اي اجراءات حمائية قد تفرض عليها.


كم تُقدر حصة الشركة من السوق السعودية ؟

- للشركة حصص عدة من السوق السعودية، وذلك حسب نوعية المنتج خصوصاً ان لنا منتجات كثيرة لكن في مجال صناعة البلاستيك تُقدر نسبة حصتها بين 25 في المئة و35 في المئة، وسنواكب تطور السوق في المرحلة المقبلة.


هل لدى الشركة توجه لرفع رأس مالها من خلال طرح أسهم لتمويل مشاريعها الجديدة؟

- تعمل الشركة على تنفيذ مشاريع ضخمة في مجال البتروكيماويات، ومعها عدد من الشركات من الداخل والخارج. وتحتاج هذه المشاريع الى تمويل كبير، ويتم ذلك عبر رفع رأس المال او من خلال القروض من صندوق التنمية الصناعية او غير ذلك. لذلك تدرس الشركة الامر، واذا استقر رأيها على شيء سيتم من خلال اجتماع الجمعية العامة غير العادية للمساهمين المخولة اتخاذ القرار في مثل تلك المواضيع.


هجرة رؤوس الأموال


كيف تنظرون الى هجرة بعض رؤوس الاموال والاستثمارات السعودية الى الدول المجاورة؟

- هناك عوامل عدة قد تؤدي الى هذه الهجرة، منها المواد الخام على رغم توافرها بشكل كبير وباسعار مناسبة في السعودية. واستبعد ان تكون المواد الخام للبلاستيك متوافرة في دبي مثلاً بأسعار أرخص من السعودية. واذا صح ان هناك فعلاً هجرة للاستثمارات السعودية، فإن ذلك ينظر اليه في المحيط العام مثل سهولة تأسيس الشركة، واقامة المصنع، والتكاليف الكلية، وسهولة استقدام العمالة، وسهولة تصدير المنتجات، اضافة الى مسائل اخرى.

ومن امثلة ذلك منافسة الصناعة الخليجية داخل السعودية كصناعة محلية، باعتبار ان جميع الدول الخليجية يربطها اتحاد جمركي واحد. لكن اذا كان هناك مصنع ما تكاليف تأسيسه داخل المملكة أعلى بكثير من تكاليف مصنع في دبي، سيكون ذلك دافعاً لبناء المصنع في دبي في ظل انخفاض كلفة اليد العاملة وغيرها من الأمور الأخرى.


كيف تنظرون الى انضمام السعودية الى منظمة التجارة الدولية، وأثره في قطاع الصناعة مع اعتراض بعض القطاعات على هذا الانضمام؟

- يوفر الانضمام الى المنظمة حماية للصناعات السعودية في ظل وجود انظمة وقواعد عامة تُطبق على كل اعضاء المنظمة وتمنع اي عضو من اتخاذ اجراء تجاري ضد أي من الاعضاء الآخرين. وبذلك سيكون هناك نوع من الضمان لانسيابية السلع من السعودية الى معظم دول العالم.


ماذا عن أعمال الشركة العام الماضي وانعكاسها على ربحيتها؟

- حسب النتائج المعلنة هناك زيادة كبيرة في الأرباح تحققت بجهود العاملين في كل الشركات التابعة. اضافة الى ان هذه السنة هي الاولى التي تملك فيها شركة «التصنيع» حصة 66 في المئة في شركة «كريستل»، ما ادى الى ان تكون حسابات الشركة مجمعة وبالتالي كان لها اثر ايجابي على ربحية الشركة. ونأمل مع دخول مشروع البتروكيماويات مرحلة التشغيل التجاري في وقت لاحق من السنة الجارية ان ينعكس ذلك على ربحية الشركة ويكون له تأثير ايجابي في نمو الارباح.

وحققت الشركة في الارباع الثلاثة الاولى من السنة المالية التي تنتهي الشهر الجاري أرباحاً بلغت نحو 107.5 مليون ريال، ونأمل مع نهاية السنة المالية للشركة ان تُعلن النتائج وتحقق الشركة ارباحاً جيدة ترضي المساهمين.


«مشاريع الحجم العالمي»


لماذا قلصت شركتكم بعض استثماراتها أخيراً؟

- شهدت استراتيجية الشركة نوعاً من التطور حين اسهمت في عدد كبير من الدراسات والمشاريع. وفي منتصف التسعينات غيرت هذه الاستراتيجية. وبدأت في ذلك الوقت، الذي كانت تملك فيه استثمارات تزيد على الـ40 في مجالات متعددة، تركيز استثماراتها في مجالات محددة. وكان آخرها مشروع البتروكيماويات في الجبيل الذي تزيد كلفته على بليوني ريال اضافة الى مشاريع عدة تعمل الشركة على دراستها، يتوقع ان تتجاوز كلفة بعضها بليوني ريال.

وتركز الشركة الآن على عدد من المشاريع المحدودة توصف بـ «مشاريع الحجم العالمي»، تستهدف المنافسة دولياً بدلاً من ان تكون مشاريع ذات افق محلي واسواق محلية.

وهناك مشاريع قلّصت الشركة استثماراتها فيها، حيث كانت لها استثمارات في بعض القطاعات المصرفية، وكذلك استثمارات في صناعة التأمين واستثمارات في الصناعات الغذائية، وكذلك في الصناعات الخدمية اضافة الى الاستثمارات في بعض السلع الاستهلاكية التي رأت الشركة ان لا يكون لها دور كبير فيها، خصوصاً في ظل وجود مســتثمرين لهم دور اكبر في تلك المجالات. وكانت للشركة استثمارات في مشروع للملابس ومشروع صــيانة محركات الطائرات تم تقليصها جميعاً.

وفي الوقت الذي قلّصت استثماراتها في المشاريع السابقة، اتجهت الى زياردة حصتها في مشاريع اخرى من اهمها مشروع «الرواد» للبلاستيك، وحصتها في شركة «كريستل» عبر اصدار اسهم اضافية، وكذلك زيادة حصتها في مشروع شركة «رصاص». وبذلك كان تركيز شركة «التصنيع» على صناعات محددة وزيادة حصتها في عدد من المشاريع من اهمها شركة «مسابك»، وشركة «محاور» وعملت على دمجهما في شركة واحدة.

كذلك زادت الشركة نسبة استثماراتها في شركة «معدنية» عن طريق تقوية امكاناتها للمنافسة لتصل الى مرحلة الربحية. وبذلك كان الدور متوازناً بين خروج من الصناعات التي كانت نسبة التصنيع فيها هامشية وصغيرة ووجود شركاء آخرين باستطاعتهم القيام بدور افضل، وزيادة حصصها في بعض الشركات بصورة انتقائية بما ينسجم مع خطتها الاستراتيجية.


ماذا عن مشاريع الشركة المستقبلية؟

- تعمل الشركة في الوقت الحاضر على مشاريع عدة، منها مشروع شركة «كريستل» حيث تعمل على زيادة الطاقة الانتاجية من هذا المنتج الحيوي الذي يدخل في صناعة الدهانات والبلاستيك وغيرها.

كذلك هناك مشاريع في مجال الصناعات البتروكيماوية. وهناك مجمعات كبيرة في طور التخطيط في الوقت الحاضر، مثل مجمع لانتاج مادة الميثانول وحامض الخل ومشتقاته. ويُقدر حجم الاستثمار في هذا المشروع باكثر من بليون دولار ويتم بالتعاون مع شركاء من داخل السعودية وخارجها.

وهناك مشروع آخر كبير لانشاء مصنع للايثيلين بطاقة تبلغ نحو مليون طن سنوياً. وهذا المشروع سينتج كذلك بعض كميات البروبلين، وحجم استثماراته اكثر من 1.4 بليون دولار. ويتم ايضاً بالتعاون مع شركاء سعوديين وأجانب.


كم نسبة السعودييين في الشركة؟

- تختلف نسبة «السعودة» من شركة الى اخرى من شركات التصنيع، لكنها تفوق 50 في المئة في شركة «التصنيع» اضافة الى ان هناك «سعودة» في الشركات الشقيقة وجميع الادارات العليا من الكوادر السعودية المؤهلة. وكل شركة لها ظـروفها، ويحدد ذلك نوعية صنـــــاعاتها التي تسعى إلى استقطاب الشباب الســــعودي.








http://www.daralhayat.com/business/0...5ea/story.html