نشرة عرض وطلب دوت كوم الاسبوعية للأسواق المالية
نيويورك، الإثنين 23 شباط/ فبراير 2004 - العدد 44
2000 و2004: تشابهت الظروف وردة الفعل واحدة؟!
التعليق الأسبوعي للأسواق الأميركية
بقلم د. عمّار فايز سنكري وسالي عبد الوهاب
الأسبوع الماضي
شهد الأسبوع الماضي انخفاض معظم المؤشرات الرئيسية، ولا سيما مؤشر ناسداك الذي تدنى للأسبوع الخامس على التوالي، بعد ارتفاع دام عشرة أشهر. ويعزى هذا التدني إلى شك المستثمرين في قدرة الأسهم عامة وأسهم التكنولوجيا خاصة على متابعة ارتفاعها.
وقد ازداد إقبال المتاجرين على بيع أسهم التكنولوجيا يوم الخميس، بعد أن أصدرت شركة هيولت باكارد (HP) لصناعة أجهزة الكمبيوتر تقارير أرباحها للربع الأخير من عام 2003. ومع أن أرباح الشركة فاقت توقعات الأسواق، إلا أن تطلعات إدارتها بالنسبة لنمو مبيعات أجهزة الكمبيوتر خلال سنة 2004 (4%) لم تبهر المستثمرين أبداً. وقد ساهم في تراجع الأسواق أيضاً ارتفاع مؤشر سعر المستهلك لشهر يناير بنسبة فاقت المتوقع، مما أثار قلق المستثمرين من ازدياد نسبة التضخم، الأمر الذي قد يجبر الاحتياطي الفدرالي على رفع سعر الفائدة في وقت أقرب من المتوقع.
هذا الأسبوع
سيكون هذا الأسبوع حافلاً بالمحطات الاقتصادية المهمة، وأبرزها ما يلي:
1- الأرقام الاقتصادية، وأهمها رقم ثقة المستهلك، ومؤشر شيكاغو الصناعي، ومؤشر سعر المنتج.
2- إعلانات الأرباح، وسيصدر أكثرها عن شركات قطاع التجزئة كدجاي سي بيني (JCP) وغاب (GSP) وكولز (KSS).
3- خطاب آلان غرينسبان في واشنطن يوم الاثنين، ويليه خطاب آخر في كاليفورنيا يوم الجمعة. وكالعادة سيترقّب المستثمرون هذين الخطابين باهتمام كبير، ليعرفوا توقعات رئيس الاحتياطي الفدرالي بالنسبة لأسعار الفائدة والاقتصاد بشكل عام.
تطلعات
بالرغم من ارتفاع مؤشري داو جونز وستاندارد اند بورز إلى مستويات جديدة في أوائل الشهر الجاري، إلا أنهما لم يتمكّنا من المحافظة على أدائهما وبدآ بالتراجع. وقد بات من الواضح أن حماس المستثمرين أخذ يتضاءل، بعد أن صعد بالمؤشرات الرئيسية الى مستوياتها المرتفعة الحالية.
وشد ما يذكّرنا وضع المؤشرات اليوم بحالها في الربع الأول من عام 2000. فقد بلغت في تلك الفترة أيضاً مستويات لم تعهدها من قبل، وكان الانتفاخ والمبالغة في أسعار الأسهم واضحين كما هو شأنهما اليوم. كما كانت البلاد مقبلة وقتذاك على الانتخابات الرئاسية، وهو تماماً حالها اليوم. إلا أن أبرز أوجه التشابه بين الربع الأول من عام 2000 ونظيره من العام الجاري يكمن في عقلية المستثمر وتصرّفاته. فبين شهري يناير ومارس من عام 2000، حين كانت الأسواق في أوج ارتفاعها، قام المستثمرون بضخ ما يقارب 140 مليار دولار في المحفظات المالية (Mutual Funds)، خوفاً من أن يفوتهم ركب الارتفاع والأرباح. ولكن سرعان ما بدأت الأسواق تنهار، واستحال الربح خسائر مؤلمة. واليوم، بعد أن وصلت الأسواق إلى أوج ارتفاعها مرة أخرى، ها هو المستثمر يعيد الكرة ويودع 28 ملياردولار في المحفظات المالية خلال شهر يناير، في أكبر تدفّق مالي من نوعه منذ إبريل 2000. وبالطبع، فإن هذا التصرّف خطر جداً، وقد يؤدي إلى انهيار الأسواق مرة أخرى.
|
 |
 |
|||
 |
 |
||||
رد مع اقتباس
المفضلات