التقنية لا تتباطأ ابداً حتى في دورة الكساد
واشنطن مكتب "الرياض ":



* منذ زمن طويل جداً "ولنقل: منذ عام من الآن" عندما لم تتمكن احدى شركات معلومات التقنية العالية من تحقيق اهدافها المالية ولم تستطع تحقيق الملايين لمستثمريها كان هذا خبراً هاماً او على الاقل واقعة شاذة.

وفي هذه الايام ومع التباطؤ الاقتصادي والانكماش التجاري بالاضافة الى الكساد الذي يؤثر في كامل الاقتصاد الامريكي ويسبب الحرج للقادة في عالم التكنولوجيا وخاصة في شركات ضخمة مثل انتل وسيسكو للانظمة وشبكات نورتل وياهو وغيرها بدأت هذه الشركات تبحث عن حلول لمواجهة الموقف بعد تخليها عن آلاف الوظائف والتفكير في الطرق التي يمكن من خلالها تخفيف الآثار السلبية لهذا الكساد على مستقبلها.

وفي استطلاع لمجلة "انفورميشن ويك" في عددها لشهر مارس والمتخصصة في متابعة تقدم الاعمال والتقنية في الولايات المتحدة وذلك لآراء مدراء الشركات في قطاع التقنية كشف الاستطلاع انه وللمرة الاولى منذ عام 1998م ان اكثر من نصف العينة وهو 51% قالوا بأن الميزانيات كانت منخفضة وفي تراجع. وبالمقارنة مع استطلاع اجرته المجلة في نوفمبر 2000فإن 28% فقط من العينة قالوا هذا الكلام.

اما صحيفة نيويورك تايمز فقد ذهبت الى ابعد من ذلك وطلبت من عدد من القياديين في عالم التقنية في الثاني عشر من مارس ان يجيبوا على تساؤلات حول موقف الاقتصاد في هذا الوقت بالذات وعما يجب على شركات التقنية عمله في ظل التباطؤ الحالي فيه.

ومن ضمن الذين شملهم الاستطلاع رئيس شركة انتل ومديرها التنفيذي كريج باريت والذي قال بأنه يعتقد ان القطاع الصناعي للاقتصاد في حالة صدمة. وانه في حالة بطء او كساد شديد او كيفما يحلو لنا ان نسميها. ويعتقد باريت بأن القطاع الصناعي في حالة ضعف شديد.

ويضيف بانه يعمل في القطاع الصناعي على مدى سبعة وعشرين عاماً وان الجميع يعلم حقيقة ان التقنية لا تتباطأ ابداً حتى في دورة كسادها.

اماكريستوفر جالفن الرئيس والمدير التنفيذي لشركة موتورولا فيقول بأنه من وجهة نظر عالية التقنية وبالنسبة لخدمات ومعدات الاتصالات وبرامج الحاسب الآلي والموصلات بالاضافة الى المنتجات عالية التقنية فإن الاقتصاد يمر بمرحلة كساد. ويضيف بأن المهم في الامر هو كيف ان حقيقة معاناة قطاع التقنية العالية في الكساد سوف تؤثر على الاقتصاد بكامله؟.. ويعتقد جالفن بان هذا الكساد سوف يؤثر سلباً اذا ما استمر على هذه الحال في كامل الاقتصاد وفي نقاط مختلفة.

ومن جانبهم فإن القادة التقنيين يرددون في الغالب نفس الكلام السابق وبشكل خاص ما يصف الاقتصاد الامريكي بأنه يمر في حالة سبات حقيقية وان رسالة السوق تدعو الى عدم الانفاق اكثر مما سيدفعه المشترون.

وفي الواقع فإن معظم هؤلاء القادة وعلى الرغم من ذلك يؤملون بأنه وان سار الوضع سيئاً في النصف الاول من عام 2001م فإن السوق سينهض من كبوته في النصف الثاني من العام القادم.

ولمواجهة ذلك يقول الاقتصادي فرشمان ان التنبؤ طويل المدى باوضاع السوق امر غير جدير بالثقة كما هو الحال في عملية التنبؤ بحالة الطقس وان دورة الاقتصاد وخاصة في مجتمع متقدم اقتصادياً كالمجتمع الامريكي فإن اتباع القوانين على انها شيء لا يمكن توقعه هو طبيعة بشرية.

ومن جهة اخرى فإن المستثمرين بصفة عامة كانوا يتساءلون عن مدى سوء حالة اسواق الاسهم، وسرعان ما تلقوا الاجابة وبصوت عال عند هبوط مؤشر ناسداك في الثاني من ابريل حيث تلقى النصيب الاكبر من عقوبات الهبوط عندما قام مستثمرون ببيع كميات كبيرة من اسهم شركات البرامج والاتصالات.

وعلى الرغم من ذلك فإن صناعة المعلومات في الولايات المتحدة حيث ان المعلومات اصبحت اليوم صناعة حقيقية سوف تزدهر بالرغم من الكساد الاقتصادي طالما انها تقدم افكاراً جديدة متطورة ومنتجات جديدة وبطريقة أو باخرى ستعمل على تحسين المناخ الملبد بالتشاؤم للهبوط الاقتصادي الحالي.