ماذا تفعل اذا انهارت اسعار الاسهم لا شك ان كثيرا من المستثمرين يعانون من تدني اسعار ومؤشر سوق الاوراق المالية ومن اهم اسباب هذه المعاناة قلة خبرة عدد كبير من المستثمرين في الاسواق المالية. الا انها كانت ولا زالت تجربة تضاف الى خبرات المستثمرين والى خبرات ادارة السوق ولقد استفاد من هذه التجربة عدد كبير من المستثمرين.

وبما ان المؤشر مازال هابطا فسيبقى السؤال عن الخيار والتصرف المناسب قائما في مثل هذه الاوضاع : عندما تنهار او تنخفض اسعار السوق هل يكون خيار بيع اسهمك هو الافضل ؟ ام ان خيار الاحتفاظ وشراء اسهم اكثر يكون هو الافضل؟ في هذه الحلقات سنحاول الاجابة على هذه الاسئلة.

يقوم المستثمر الواعي في الاسهم والاوراق المالية بالشراء والتخطيط لاستثمارات طويلة المدى لتحقيق ارباح ومثل بقية الاستثمارات فان الاستثمار في الاسهم يعتمد على العلم وعلى الفن. لذا فقد ظهر تخصص جديد يدعى السلوك المالي او الاستثماري ولكن لا شك ان بعض الظروف تجعل التفكير في البيع من الاولويات وتوجد عدة اسباب تدعو الى التفكير الجدي في البيع.

اولا هل ينتابك الشعور بعدم الراحة والقلق ، واسأل نفسك هل شعورك بأن احتفاظك بالاسهم التي لديك تزيد من قلقك وارقك في الليل ؟ هل تشعر بالندم على نوعية الاسهم التي لديك؟ ان الاستثمار وسيلة لكسب الربح والمال والسعادة. ولكن اذا كان الاستثمار سيجعلك تعاني فان الوقت يكون قد حان للتفكير في بيع اسهمك والمستثمر يجب ان يتعلم كيف يتقبل الخسارة ويقوم بتحويلها الى ارباح ولا يجلس في انتطار الاحداث بل يقوم باحداثها هو بنفسه.

ان الاستثمار يجب ان لا يكون السبب في انهيار اعصابك وجعلك تعاني في الليل وبادر في اتخاذ القرار بعد تقييم الوقت المناسب للبيع.

ثانيا: قيم حاجتك الى السيولة النقدية واسأل نفسك هل تعتقد بأنك ستحتاج الى النقدية الموجودة في السوق على شكل اسهم ولكن قيمتها تنقص كل يوم؟ يقول احد الخبراء: ان الاستثمار في الاسهم يجب ان يكون طويل المدى لذا فلا يجب ان تكون لديك اموال كأسهم في السوق اذا كنت ستحتاجها خلال 5 سنوات.

والذين يرغبون في الاستثمار القصير المدى فانهم لا يحصلون على الايراد الكبير الذي يمكن تحقيقه في المدد القصيرة كما لا يمكنهم الاستمتاع بتحرك مؤشر السوق كما ان مصاريف شراء وبيع الاسهم تأكل العائد.

ثالثا : ما هي الثقة التي تمتلكها نحو استثماراتك؟ ان الثقة بالاستثمار من اهم الامور التي تجعل المستثمر يحتفظ بأسهمه في السوق فالاساس هو الثقة في اختيار الشركة والثقة في توقعات المردود والثقة في ادارة واهداف وقيم الشركة.

وفي وضع انهيار الاسعار يكون الوقت مناسبا لتقييم ثقتك بتلك الشركة وادائها بغض النظر عن اداء السوق العام.

واذا وجدت نفسك لا تستطيع متابعة الاسهم وتحليل الشركات بدقة فنصيحة الخبراء هي ان تقوم بشراء اسهم صناديق الاستثمار.

رابعا: قيم الفرق بين سعر الشراء وسعر السوق الحالي فاذا كان سعر الشراء اقل من سعر البيع رغم نزول السوق فلربما يكون خيار البيع مناسبا لتحقيق مكاسب اكثر وطبعا السهم النازل ليس استثمارا مربحا ولكن من الافضل ان تقوم بمراقبة الشركات الجيدة عند نزول اسعار الاسهم والتي ربما تغرب في شراء اسهمها لاحقا كما يمكن التفكير في البيع في حالة وصول السهم الى اعلى سعر كان متوقعا.

ومن اسباب البيع التقليدية ـ سواء كانت الاسعار في انخفاض او ارتفاع ـ ان تقوم بالبيع لانك وجدت مكانا اخر يمكنك من اكتساب ارباح اكثر او ان نسبة الربح قد تحققت.

خامسا : قم بمتابعة اغراض وانشطة الشركة حيث يفضل ان تفكر في البيع سواء كانت الاسعار في ارتفاع او انخفاض اذا وجدت ان الشركة التي تملك اسهمها قد قامت بتغيير نشاطها الرئيسي بطريقة غير علمية رغم ان الاستثمار الافضل هو الاستثمار طويل المدى الا ان ذلك لا يعني ان لا تقوم بتقييم اسهمك من وقت لاخر.

فمثلا ماذا تفعل في استثماراتك التي في شركة ألبان مربحة اذا قامت هذه الشركة بتغيير نشاطها الى مصنع تغليف. لا تتردد في التقييم فاذا وجدت ان النشاط الجديد لا تتوقع منه ارباحا فقم بتغيير سلة استثماراتك ولا شك ان هناك الكثير في السوق للاختيار.

وتوجد اسباب اخرى كثيرة تجعلك تقوم بتقييم الاسهم التي لديك الا ان من اهمها بيع الشركة وانشطتها الى شركة اخرى او في حالة دخول منافس قوي في السوق او قيام المؤسسين ببيع كميات كبيرة من اسهمهم.