تطالعنا الصحف السعودية المحلية وحتى صحف عربية خارج الحدود بنشرات القوائم مالية للاسهم السعودية او حتى اسهم دولية وبشكل يومي عدا عطلة نهاية الاسبوع يتم عرض بشكل اجمالي لنتائج الاسبوع، هذه النشرة المرفقة «النسخة» مع قوائم الاسهم تنشر في كل صحيفة والغريب اننا نجد صحفا متخصصة يفترض انها اقتصادية تكون اكثر احترافية وتخصصا تنشر ايضا نفس النسخة لشرح القائمة الاسهم والتي هي حقيقة ليست تحليلا بقدر ماهي توضيح ما هو الابرز والاقل ولا يطلق عليها تحليل لا من قريب او بعيد، وهذه النشرة التوضيحية المرفقة مع الاسهم هي تصدر من البنك المركزي ونقصد به مؤسسة النقد او احد بنوكنا المحلية واصبحت صيغة محفوظة مكررة مع تغير الارقام فتشير الى ارتفاع المؤشر او انخفاضه وبرز سهم الرياض وانخفض الامريكي الاكثر تداولا والاقل وما هو اعلى سعر واقل سعر.

هذه النشرة التوضيحية غير تحليلة بالتأكيد لا تعني شيئا نهائيا فالمطلع على سوق الاسهم والعارف به لا ينظر لها غالبا إلا متخصص او مستثمر او مرتبط بها بشكل او بآخر، فماذا ستقدم له هذه النشرة المكررة التي لا تفيد بأي شيء، فيكفي نظرة بسيطة وشاملة وسريعة لا تحتاج دقائق لمعرفة وضع السوق وحتى تحليله للمتخصص والمهتم اذاً ما هي جدوى وجود هذه النشرة التوضيحية وللاسف تصنف تحليلا، لا يمنع نشرها بالتأكيد لكن لا ان تسمى تحليلا او تقويما للسوق وهذا غير صحيح.

سؤالي لماذا يفتقد السوق الصحفي ان صح التعبير الى المحلل «analyzer» لسوق الاسهم؟! ولا اقول القوائم المالية وقوائم الميزانية من قائمة مركز مالي ودخل وتدفقات نقدية لان هؤلاء موجود بأماكنهم إما مكاتب محاسبية وإما بنوكا وإما شركات ومؤسسات تخدم قطاعها، لكن اركز هنا لماذا يندر ولا اقول ينعدم المحلل المالي للسوق المالي او الاسهم السعودية، نريد من الصحافة والصحف المتخصصة التي تنشر القوائم الخاصة بسوق الاسهم حتى اصبحت رئيسية وثابتة ومهمة لانها تهم قطاعا كبيرا ان توجد المحلل المالي القادر على قراءة السوق ووضع رؤيته المستقبلية لسوق الاسهم بقراءة موضوعية مستقبلية.

قد يتساءل الكثير ماهو الدور المطلوب من المحلل المالي؟ او ماذا يمكن ان يقدم؟ واقول ان المحلل المالي الذي لا يعتمد على الاشاعة التي هي سمة السوق السعودي ولا اعممه على اطلاقه لكنها موجودة. لكن المحلل المالي يستطيع قراءة توقعاته المستقبلية لقيمة السهم من خلال القوائم المالية كل ربع سنة ومن خلال التغيرات التي تحدث في السوق والتأثيرات الدولية مثل ارتفاع النفط تغير سعر الفائدة انقلاب فنزويلا الفاشل مثلا اي احداث سياسية او اقتصادية على مستوى العالم ككل وكذلك المشاريع التي تقر داخل الدولة والتوجهات الحكومية وتوجهات المواطنين والتخصيص وكثير من العوامل المؤثرة حتى العوامل النفسية بسوق الاسهم السعودية وكلها مترابطة وتؤثر في الاخرى تحليل السوق كما الحرب النظامية تتنوع الاسلحة والاهداف والاغراض فكل شيء ممكن يؤثر بالسوق كما حدث من محاولة انقلابية في افغانستان واحداث 11 سبتمبر هذا كله مؤثر بسوق الاسهم السعودي وغيره كثير، هذا يحتاج الى محلل محترف متمكن وكثير من الصفات يستطيع من خلاله طرح رؤيته بسوق الاسهم وبذلك ينشر الوعي للمساهمين ويؤثر ايجابيا عليهم وحتى غير المستثمرين وهذا والى حد ما لا يحتاجه المستثمرون الكبار لانهم يدركون اكثر من المحلل المالي نفسه غالبا.

كثير من المستثمرين الصغار ولا اقول الكبار وقعوا ضحايا بيع او شراء بسبب انهم لا يعرفون اين يتوجهون او كيف يستحصلون على المعلومة خاصة اذا علمنا ان البنوك ووحدات الاسهم آخر من اخذ يفهم تحليل السوق، هم ينظرون غالبا وليس عاما ما يحيطهم بسوق الاسهم ولا يربطون معه بمتغيرات خارجية كثيرة، هذا المستثمر الصغير او حتى فوق المتوسط قد يكون لديه المال للاستثمار او رغبة بدخول عالم الاستثمار لكن لا يعرف كيف يسلك طريق ذلك ومن يفيده ويعطيه المعلومة، السوق بحاجة للمحلل المالي لسوق الاسهم وهم محدودون جدا وحتى المحلل قد يخطئ وهذا بالتأكيد مسلم به ان يحدث ولكن يشرح يبدي يظهر افضل من تغييب المعلومة كليا عن الجميع ولو من باب المعرفة والدراية، وآمل ان تهتم الصحافة المحلية بايجاد المحلل المتخصص بتحليل السوق المالي وكذلك البنوك ان توجده ولا اقول من يشرح القوائم التي تنشر يوميا لانه تأتي جاهزة فلا جديد، واعتقد ان وجدت الصحافة المحلل المالي لسوق الاسهم المقتدر والقادر فانها ستقدم خدمة كبيرة جدا للمواطن سواء كان عاديا جدا او مستثمرا او راغبا او اي شريحة وسيكون المستفيد الاكبر المستثمر الصغير وهو الباحث عمن يزيل ضبابية هذا السوق المجهول.


راشد محمد الفوزان