الاتحاد الاوروبى ومعضلة ارتفاع اليورو


بروكسل 6 ديسمبر 2003م

تبذل الفعاليات السياسية والاقتصادية الاوروبية جهودا كبيرة فى الاونة الحالية لتجنب التداعيات الاقتصادية الهيكلية المعلنة لاستمرار ارتفع سعر صرف العملة الاوروبية الواحدة اليورو مقابل مجمل العملات الرئيسية الاخرى وفى مقدمتها الدولار الامريكى .

وباتت الاوساط المسؤولة فى بر وكسل وداخل المصرف المركزى الاوروبى فى فرانكفورت تشعر بقلق فعلى أمام تجاوز اليورو خلال اليومين الاخيرين سعر الصرف المحدد له خلال عملية طرحه منذ أربعة سنوات وهو حجم لم يكن المسؤولون الاوروبيون يتوقعون تسجيله على الاطلاق .

وفاق اليورو مساء امس فى اسواق المال الدولية الدولار والواحد والعشرين سنتا وهو حجم صرف قياسى ويزيد عن الاربعين فى المائة من سعره مقارنة بالعامين الماضيين فقط .

وامتنعت المفوضية الاوروبية فى بروكسل التى ترعا اليات شؤون النقد والاقتصاد داخل منطقة اليورو التعليق على استمرار ارتفاع سعر العملة الاوروبية الواحدة .

ويتوقع المضاربون مقابل ذلك تجاوز سعر اليورو فى الفترة المقبلة الدولار والثلاثين سنتا مما سيمثل كارثة فعلية على الاقتصاد الاوروبى .

وقال جان كلود تريشى محافظ المصرف المركزى الاوروبى فى فرانكفورت والذى لم يمض على استلامه مهامه سوى أربعة أسابيع أن وتيرة النمو الاقتصادى داخل أوروبا قد بدأت ولكن هذا التصريح يثير شكوك كبيرة من بين المتعاملين والمضاربين فى أسواق المال ومن بين الفعاليات الاقتصادية الاوربية والاجنبية الى تراقب بحذر اتجاه اليورو الى بلوغ أحجام قياسية جديدة ولا تعطى مؤشرات اتجاهات الاسواق فى الاونة الاخيرة اية امال فعلية لتراع اليورو أمام الدولار أى ان الاقتصاد الاوروبى سيعانى من ضغط ارتفع حجم العملة الواحدة وما يحمله ذلك من اثار سلبية على وتيرة المبادلات التجارية الاوروبية مع العالم الخارجى حيث ستتمكن الولايات المتحدة بفضل الدولار الضعيف من اغراق الاسواق الاوروبية بمنتجاتها التنفاسية فى حين سينحى المتعاملون الدوليون عن استيراد منتجات وبضائع أوروبية تبدو باهظة الثمن بسبب سعر الصرف الاوروبى .

ويهدد اليورو المرتفع الاداء التنافسى للاقتصاد الاوروبى بشكل فعلى خاصة ان الولايات المتحدة لا تبدى اكتراثا فعليا فى الاونة الحالية لوقف انهيار الدولار .