"الرياض" تكشف تفاصيل جديدة عن العملية الإرهابية في مجمع المحيا
الاربعاء 09 شوال 1424العدد 12948 السنة 39
Wednesday 03 December 2003 No. 12948 Year 39
متابعة - محمد الغنيم/تصوير - صالح الجميعة

قامت "الرياض" ظهر أمس بجولة بحي الدار البيضاء جنوب الرياض الذي منه خططت وانطلقت مجموعة ارهابية ليلة الخامس عشر من رمضان في الساعة الثانية عشرة من مساء السبت 1424/9/14هـ لتفجير مجمع المحيا السكني مخلفين وراء اعتدائهم الإرهابي هذا عشرات من القتلى والجرحى من أطفال ونساء وأبرياء بفعلهم الاجرامي المشين الذي هز المشاعر قبل أن يهز غرب العاصمة في تلك الليلة الإرهابية التي كان فيها المسلمون قد خرجوا لتوهم من صلاة التراويح..
في حي الدار البيضاء الذي يقع في أقصى الجنوب الشرقي للرياض اتخذ الإرهابيون استراحة صغيرة وسط الحي تحدها اراضي فضاء على جهتين واستراحتين على الجهتين الباقيتين مقراً لهم للتخطيط للقيام بعملهم الاجرامي الآثم خلال شهر رمضان في الوقت الذي كان فيه الجميع ينعم بالطمأنينة والهدوء في تلك الليلة التي كانت المخططات الخبيثة تحاك فيها في الخفاء للغدر والقتل وترويع الآمنين، حيث وضع أصحابها وقتها لمساتهم الأخيرة عليها استعداداً للتنفيذ.
وبعد فعلهم الآثم كشفت الأجهزة الأمنية من خلال تحقيقاتها المتواصلة المكان الذي تم فيه التجهيز لهذه العملية وهو استراحة بحي الدار البيضاء، حيث عثرت فيها على مجموعة من المعدات التي استخدمت لتمويه لون السيارة التي استخدموها في العملية وآلة كهربائية لرش الطلاء لتجهيز السيارة قبل تنفيذ مخططهم.
ويروي حارس احدى الاستراحات القريبة من موقع الاستراحة لـ "الرياض" وضع تلك الاستراحة قبل اشتباه الأجهزة الأمنية بها ولحظة مداهمتهم لها بعد تفجيرات المحيا بـ (10) أيام - كما ذكر - قائلا: قبل العملية الإرهابية كان الوضع في هذه الاستراحة طبيعياً جداً ولم نلحظ أي تحركات غير معتادة سواء في الدخول أو الخروج منها، وساعد على ذلك انه في شهر رمضان حيث تقل الحركة بالحي وقت النهار بشكل كبير وهو الوقت الذي يعتقد أنهم استغلوه لتحركاتهم حيث لا يشتبه بهم ولا يراهم أحد من القريبين من الاستراحة.
ويضيف قائلا: حتى بعدما سمعنا بالتفجير الذي وقع بمجمع المحيا لم نرَ أو نشك بأي شيء بموقع الاستراحة حتى داهمتها قوات الأمن وحاصرت موقعها بمجموعة كبيرة من الآليات، حيث علمنا وقتها أنها مشتبه بها، ولا أعرف ماذا حدث بعد ذلك، وهي الآن كما ترى "مغلقة" بعد تلك العملية الأمنية.
ومن أقرب استراحة لوكر الإرهابيين، التقينا مجموعة من الشباب الذين كشفوا لـ "الرياض" تفاصيل جديدة عن تلك العملية والاستراحة، حيث قال يوسف الدخيل في البداية إن الإرهابيين كانوا قد أوهموا مالك الاستراحة انهم يعملون في بيع الخضار حيث لديهم محل لبيع الخضار ويستفيدون من الاستراحة في جمع الخضار وتغطيتها، وذلك حتى لايشك أي شخص يراهم عند دخولهم أو خروجهم بالسيارة وهي "مغطأة" على أساس ان الذي تحت الغطاء خضار وفواكه وهي في الأصل متفجرات كانوا يجهزونها لفعلتهم الاجرامية.
وذكر عبدالعزيز الحصيني انه سبق ان شاهد سيارة جيب تدخل الاستراحة ولكنه وقتها لم يشك مجرد شك في أمرها، حيث كان الوضع في الاستراحة هادئاً ولم يلحظ أي ازعاج أو تحرك غير طبيعي فيها، مشيراً إلى اعتقاده ان الإرهابيين كانوا يختارون لتحركاتهم من وإلى الاستراحة خلال شهر رمضان وقت "الصباح والظهر" حيث لا يوجد أي شخص بالاستراحات القريبة منهم خلال تلك الفترة أو بالموقع القريب منها عموماً.
من جانبه أوضح محمد الحصيني في حديثه انهم سبق ان سمعوا اصوات اطلاق أعيرة نارية بالموقع لكنهم يعتقدون أنها صادرة من أصحاب الاستراحات البعيدة على مجموعة من (الكلاب) التي تكثر بالحي آخر الليل لاخافتها وتفريقها من الموقع.
وأكد الدخيل لـ "الرياض" في سياق حديثه ان موقع الاستراحات القريبة من تلك الاستراحة هادئ دائماً ويكاد يخلو من حركة السيارات عدا يومي الاربعاء والخميس التي يكثر فيها استئجار الاستراحات وتكثر معها الحركة.
وعن ليلة الخامس عشر من رمضان التي وقع فيها التفجير وهل شاهدوا الإرهابيين
لحظة خروجهم من الاستراحة، قال الدخيل: ليلة وقوع التفجيرات لم نأت للاستراحة إلا بعد صلاة التراويح وهذا هو الوقت الذي دائماً ما نجتمع فيه فيها حتى الساعة الثانية فجراً خلال وقت العمل وإلى وقت صلاة الفجر خلال الإجازة إلا أننا لم نلحظ أي شيء بالقرب من تلك الاستراحة حتى أننا تفاجأنا بنبأ التفجير بالتلفزيون ولم نكن نعلم أنه خطط له من الاستراحة القريبة منا، وحتى قبل التفجير بيومين لم نشاهد أي أمر غير طبيعي فيها.
وأكد الدخيل والحصيني وعدد من المواطنين ممن التقيناهم بالاستراحات القريبة من استراحة الإرهابيين استنكارهم للأعمال الإجرامية التي قام بها هؤلاء التي قتل فيها الأبرياء والأطفال والنساء، كما شاهد الجميع وسمع وروّعوا فيها الآمنين خلال الشهر الفضيل، معربين عن شجبهم لجميع تلك الأفكار الدخيلة على مجتمعنا وعلى عقيدتنا، والتي قصد من ورائها زعزعة أمن واستقرار هذه البلاد واستهداف شبابها.
وأكدوا في حديثهم وقوفهم صفاً واحداً خلف ولاة الأمر وأن يكونوا جميعاً رجال أمن لصد كل عابث بأمن بلادهم.

مشاهدات
روى شهود عيان بالموقع خلال جولة "الرياض" أنه خلال مداهمة أجهزة الأمن للاستراحة، وقبل تطويق الموقع القريب منها فرّ شخصان بسيارة يعتقد أنهما من المجموعة الإرهابية المتبقية من التي نفذت اعتداء المحيا إلا أن أجهزة الأمن تمكنت من القبض عليهما عند ثالث إشارة مرور على الطريق المؤدي للحي.
استمع رجال الأمن بعد مداهمة الاستراحة لأقوال أصحاب الاستراحات القريبة عن الموقع وجمعوا معلومات عن الاستراحة المذكورة وما يشاهد على أصحابها طوال تلك الفترة.
علمت "الرياض" أن آخر فاتورة كهرباء صدرت على استراحة الإرهابيين كان بها مبلغ (606) ريالات، وقد فصل الكهرباء عنها أمس الأول (الاثنين) 7شوال لعدم السداد!
نوّه عدد من شهود العيان بالموقع بعملية المداهمة التي قامت بها أجهزة الأمن للاستراحة بعد عشرة أيام تقريباً من تفجيرات المحيا، حيث حرص رجال الأمن على سلامة الجميع خلال العملية وطلبوا منهم البقاء في استراحاتهم ومنازلهم تحسباً لعمليات اطلاق نار من الإرهابيين خلال العملية، حيث تم تطويق الموقع بأحكام بعدد كبير من الدوريات بمشاركة عدد من القوات الأمنية وتمت العملية بنجاح.
تصل أسعار الإيجارات للاستراحات بالحي من 7- 15ألف سنوياً، ويعتقد أن المبلغ المتوسط أحد الأسباب التي دفعت الإرهابيين للاستئجار بالحي.
ذكر أحد الأجانب لدى سؤالنا له عن أصحاب تلك الاستراحة بعد مشاهدتنا لأبوابها وقد أغلقت بقفل كبير، أنها لأناس لديهم محل للخضار ويعملون في بيع الخضار حيث يجمعون ما تبقى من محصول نهاية كل يوم في الاستراحة مشيراً إلى أنه شاهدهم مرة وقد دخلوا بسيارة مغطاة حتى لا تتلف الشمس الخضروات!!؟

.......................
http://207.68.162.250/cgi-bin/linkrd...COV_1620%2ephp