منتديات أعمال الخليج
منتديات أعمال الخليج

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: المقاطعة لن تفيد واستخدام سلاح النفط يضر بالعرب قبل غيرهم

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    11-Aug-2001
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    11,704

    المقاطعة لن تفيد واستخدام سلاح النفط يضر بالعرب قبل غيرهم

    ( المبادلات التجارية بين العرب وأمريكا لا تزيد على 3% )

    ( المقاطعة لن تفيد واستخدام سلاح النفط يضر بالعرب قبل غيرهم )

    كثرت في الآونة الأخيرة المطالبة في الشارع العربي بمقاطعة البضائع الأمريكية واستخدام سلاح النفط والتي ترددت أصداؤها في الفضائيات وحتى تلك التي خاضت في اتجاهات بعيدة عن أحوال الأمة..!! ولكن هل تلك الدعوات التي تنطلق في الشارع العربي مدركة لمغبة استخدام النفط كسلاح وهل هو مجدٍ لصالح قضايانا ولتحقيق الأهداف المرجوة من ورائه أم إنه يخفي خسائر وأضرارا تضر بالعرب على كافة المستويات وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي من أجلها تتجدد المطالب حيال كل اعتداء يقع ويُمارس من قبل السلطات الإسرائيلية مع المدنيين من الفلسطينيين لن يكون آخرها مجزرة " جنين"، وكذلك هل سُتحدث المقاطعة للبضائع الأمريكية المأمول من ورائها أم إنها سلاح معنوي لا أكثر نشهره من باب "أضعف الإيمان"؟
    ترى د. هيفاء جمل الليل عميدة كلية عفت الأهلية أستاذ مساعد إدارة عامة سياسة عامه أن استخدام النفط كسلاح يضر بالعرب قبل غيرهم حيث إن لكل عنصر موازينه في العصر الحالي والعوامل المكونة له ومؤثراته المختلفة عن العصر الذي استخدم فيه النفط كسلاح في حرب 73 م حيث توافق مع المعطيات والظروف العالمية آنذاك حيث كان العالم الصناعي يعتمد اعتماداً كلياً على النفط في صناعاته، كما أن العالم الغربي لم يكن مستعداً لهذه المفاجأة من الدول المصدرة لذلك كان تأثير النفط كسلاح قوي وفعال في تلك الآونة.
    أما الآن في عصرنا الحاضر فالعالم الغربي استفاد من هذه التجربة وتبنى خططا بديلة ومصادر أخرى للطاقة ورفع احتياطات المخزون النفطي بطريقة تمكنه من مواجهة مثل تلك التحديات فقل اعتمادهم على البترول كمصدر وحيد للطاقة.

    أما من ناحية الدول المصدرة للبترول فعائد الدخل النفطي يمثل الأساس إن لم يكن المصدر الوحيد لدخلهم، ولقد استخدمت عائدات هذا النفط في وضع خطط تنموية طويلة الأجل للنهوض باقتصادها ومصالح شعبها ولرفعها إلى مصاف الدول المتقدمة، هذا أدى إلى اعتماد معظم هذه الدول على التعامل مع العالم الصناعي خاصة لعدم وجود الإمكانات المادية والخبرات البشرية ذات الكفاءة في الميادين المطلوبة، هذا ناهيك عن التقلبات الاقتصادية والسياسية التي عاشتها المنطقة في الحقبة الزمنية الماضية وما تعيشه حالياً مما ساهم في تكوين مديونيات وأعباء على هذه الدول وأصبح استخدام النفط للضغط على الدول الصناعية الكبرى سلاحا ذا حدين إن لم يكن أكثر حدة على العرب منه على الدول الأخرى الصناعية!
    وتؤيد د. نورة اليوسف رئيسة قسم الاقتصاد في جامعة الملك سعود ومستشارة لوزارة النفط نفس التوجه مبررة ذلك فيما له علاقة بالسعودية بوجه خاص: بأن السعودية تعتمد على النفط كمصدر رئيسي للدخل وتلعب واردات النفط دوراً أساسياً في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للسعودية، وللتعامل مع النفط كسلاح يجب مراعاة العواقب التي تترتب على ذلك، حيث تمثلت صادرات السعودية من النفط حوالي 12% من مجموع النفط في العالم لعام 2001م، وحسب تنبؤات الوكالة الدولية للطاقة فإنه يتوقع أن يرتفع نصيب السعودية من الإنتاج العالمي إلى حوالي 19% في عام 2020م، كما تملك السعودية ما يقارب ثلث احتياطي العالم، من هذا نتبين أنه من صالح الأجيال القادمة على الحفاظ على النفط كمصدر رئيسي للطاقة.

    وإذا عدنا للماضي القريب فان ارتفاع الأسعار في السبعينات أدى إلى زيادة الاستثمار في قطاع إنتاج البترول واستخراج النفط من المناطق الصعبة ومرتفعة التكاليف (البرازيل - بحر الشمال- ألاسكا- غرب إفريقيا) والتي كانت غير مجدية اقتصادياً قبل ارتفاع الأسعار، كما جرت محاولات لتطوير بدائل للنفط وترشيد استهلاك النفط، مما أثر على الطلب على النفط وأدى إلى انخفاض السعر إلى مستويات منخفضة أدت إلى أن تعاني الدول الرئيسية لتصدير النفط من عجز في الميزانية وانخفاض في إيراداتها النفطية، ولهذا فإن أي صدمة أخرى لسوق النفط سوف تؤدي إلى عواقب عكسية من آثارها ازدياد عملية الابتعاد عن نفط دول الشرق الأوسط باعتبارها مناطق غير مستقرة مما سيفضي إلى محاولة لتطوير مصادر أخرى للنفط وبدائل للطاقة وسوف تكون السعودية أكثر الدول معاناة من هذه السياسة.

    لذا فانه من الصالح العام أن تسعى السعودية إلى تمديد فترة استخدام النفط كمورد رئيسي للطاقة لسنوات طويلة وذلك لما ذُكر أعلاه من معلومات تختص بأهميته كمصدر أساسي للدولة.

    وبالعودة إلى صوت الشارع العربي المطالب بمقاطعة البضائع الأمريكية وما جدوى تلك المطالبات وتجددها من حين لآخر أشارت د. اليوسف: بأن لسياسة المقاطعة تأثيرا معنويا بأكثر من كونه تأثيرا اقتصاديا والسبب يعود لكون اقتصاديات العالم في تداخل، كما إن الاقتصاديات المحلية أكثر اتصالاً بالاقتصاديات العالمية نتيجة لزيادة حجم التعاون بين الحكومات المختلفة ونتيجة لقوانين تحرير التجارة العالمية.

    وأضافت أن هذا التداخل يشمل كل الدول معاً وأن السلع في حركة، فقد يتم تصنيع قطع في دولة وتكمل صناعتها في دولة أخرى، كما أن هذا التداخل لا يشمل فقط ما نستورده من قطع بل يتضمن ما نصدره وأن نسبة التبادل التجاري بين السعودية والولايات المتحدة تساوي 17%، أي أن مجموع ما نصدره ونستورده من أمريكا إلى مجموع صادراتنا ووارداتنا الكلية يساوي 17% وتمثل أمريكا الشريك التجاري الأول للسعودية تليها اليابان ثم بريطانيا فرنسا ثم ألمانيا.

    وبالإضافة إلى التبادلات التجارية فهناك استثمارات ضخمة واذا ألقينا نظرة اقتصادية لوجدنا أن من أهم العوامل التي تؤدي إلى النمو الاقتصادي ألا وهي الاستثمارات الأجنبية والتي تؤدي إلى نقل التكنولوجيا والتطور الصناعي وتوفير الفرص الوظيفية. كل ذلك يعتمد على فتح الباب لتلك الاستثمارات وتشجيعها كما أنها تزيد من أهمية دولتنا ومكانتها الاقتصادية والعالمية والتي تفضي إلى ثقل سياسي وأهمية أكبر في القرارات الدولية ومن ثم فإن سياسة العزل التجاري عن المناطق الاقتصادية المهمة تجعلنا في معزل اقتصادي غير واقعي.

    ومن جهة أخرى ترى د. هيفاء جمل الليل بأن مبدأ مقاطعة البضائع الأمريكية كوسيلة لمواجهة الأزمة الحالية مبدأ يحتاج إلى تحليل علمي سليم نخرج منه بنتائج تساعدنا على الاقتناع أو عدم الاقتناع بفائدته الداخلية والخارجية لكل من الدول العربية ومدى تأثيره على سياسة الإدارة الأـمريكية تجاه القضية الفلسطينية فالمنتج والموزع لهذه البضائع سواء في السعودية أو غيرها من الدول العربية هم مواطنون لهذه الدول لهم حقوق وعليهم التزامات تجاه إخوانهم وحكوماتهم، فما ذنب الموزع أو المنتج لشركة كوكا كولا الأمريكية في السعودية ودول الخليج أو أي دول عربية؟؟ وما ذنب ومصير الموظفين في هذه المصانع والمؤسسات المنتجة لهذه البضائع الأمريكية داخل الدول العربية؟ بل وما ذنب اقتصاد هذه الدول؟

    إن التأثير السلبي لهذه المقاطعة لا يقتصر على شخص واحد ولا على مصنع واحد بل يشمل الاقتصاد الوطني العربي ككل، بل قد نرى في معظم الأحيان أن مساهمات المنتجين والموزعين لهذه البضائع الأمريكية هي من أكبر المساهمات والتبرعات للقضية الفلسطينية، وإذا نظرنا للوجه الآخر من العملية ومدى تأثير هذه المقاطعة على الاقتصاد الأمريكي والضغط على قرارات الإدارة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية نجد أن نسبة الاستهلاك العربي للمنتجات الأمريكية ضئيلة عند مقارنتها بما يستهلكه العالم كله.

    مشيرة إلى أن حجم المبادلات الأمريكية مع العالم العربي لا تمثل أكثر من 3% من الحجم الإجمالي للمبادلات الأمريكية"، ولهذا فإنه من الأحرى النظر والتفكير في بدائل أخرى تستطيع بها الشعوب العربية التأثير على الإدارة الأمريكية، فتحديد تبرعات مالية ومساهمات دعائية كنسبة من مبيعات هذه الجهات يتم الاتفاق بها مع الشركة الأمريكية الأم هو بديل يساهم في تكوين حملة إعلامية تستطيع بها الدول العربية التأثير في الإعلام الغربي الأمريكي المسيطر عليه من قبل الصهيونية، وبالتالي يؤثر ذلك على قرارات الإدارة الأمريكية لصالح القضية الفلسطينية، فتحديد هذه النسبة بين الدول العربية للمساهمات الدعائية في سبيل القضية الفلسطينية كمطلب وطني عربي إسلامي على المنتج والموزع المحلي للمنتجات الغربية يضمن فعالية هذا التأثير خاصة إذا ما عرفنا العدد الكبير لهذه المنتجات ومدى تأثيرها الاقتصادي داخل هذه الدول العربية وتأثير هذه المساهمة على الإدارة الأمريكية و قراراتها تجاه القضية الفلسطينية إلا إنه من الواجب - بعد مرور الوقت- من التوزيع والاستهلاك لهذه المنتجات التفكير في منتجات محلية وطنية تحمل مواصفات ونوعية أفضل من هذه المنتجات وبسعر أقل لتشجيع الصناعات والمنتجات المحلية وتخفيف حدة التأثير الاجتماعي والاقتصادي على الدول العربية على المدى البعيد في حالة إذا ما تعرضت لأزمات مشابهة.

    الوطن
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    11-Aug-2001
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    11,704
    واليوم الخميس 9 مايو 2002م عن رويترز قالت وكالة الانباء السعودية ان وزير
    النفط السعودي علي النعيمي اكد اليوم الخميس استمرار معارضة بلاده لاي
    حظر نفطي مع تصاعد التوترات في الشرق الاوسط.

    ونقلت الوكالة السعودية عن النعيمي قوله لدي وصوله القاهرة لحضور
    اجتماع لمنتجي النفط من الدول العربية ان هذه المسألة اثيرت اكثر من مرة
    وان الطاقة ليست دبابة او مدفعا وعائداتها يجب استغلالها لمصلحة الدول
    العربية وتنميتها الاقتصادية.

    وكان يرد بذلك على سوءال عن امكانية استخدام الحظر النفطي من جانب
    السعودية . ( انتهى الخبر )

    ____________________________________

    الاخوة الاعضاء ، الاخوة المتابعين للقتصاد العالمي ......

    ما هو تعليقكم ياخوان على هذا الموضوع ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    هل هذه النظرة صحيحة ، اقول انا نعم صحيحة ، ويجب على العرب ان يبحثون بشتاء الصور عن تقوية اقتصادهم في شتاء المجالات الاقتصادية لكي تكون سلاح لهم قوي يخدم دينهم ويخدم اوطانهم .

    والله ولي التوفيق ،،،،،،،،،،،،
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    11-Aug-2001
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    11,704
    نفط أوبك لا يزال قادرا على شل الاقتصاد الامريكي

    آثار الحديث عن استخدام سلاح النفط كثيرا من الجدل في الأوساط الإعلامية والسياسية العربية، بين مؤيد يرى ضرورة استخدام النفط للتأثير على القرار الامريكي، ومن ثم التأثير على مجريات الصراع العربي الاسرائيلي، ومعارض يرى ان الظروف القائمة حاليا لا تسمح بتكرار تجربة استخدام سلاح النفط، وان استخدامه لن يؤدي سوى للاضرار بالدول العربية نفسها.

    وكان الجدل العربي حول هذا الامر في اغلبه جدلا سياسيا وانفعاليا دون التطرق لحالة الاقتصاد الامريكي في الوقت الراهن، ومدى اعتماده على نفط الشرق الاوسط حسبما توضح البيانات والدراسات الامريكية ذاتها، وقدرة هذا الاقتصاد على التحول لبدائل اخرى.

    وتشير دراسة للمجلس الامريكي لاقتصاديات الطاقة الى ان واردات الولايات المتحدة من النفط تضاعفت في السنوات الـ 15 الاخيرة، وانها تجاوزت حجم الانتاج المحلي، وان خطط زيادة كفاءة استخدام الطاقة لم تسفر سوى عن تراجع هذه الكفاءة على العكس مما كان مرجوا.

    ورغم ان عدد سكان الولايات المتحدة لا يتجاوز 5% من اجمالي سكان كوكبنا، الا انهم يستهلكون 25% من نفط العالم، الأمر الذي تضطر معه واشنطن لاستيراد عشرة ملايين برميل من النفط يوميا تبلغ قيمتها خمسين مليار دولار سنويا وفق أسعار عام 2000.

    وتوضح الدراسات ان نسبة واردات النفط الى اجمالي الاستهلاك الامريكي ارتفعت بشكل مستمر من 22% عام 1970 الى 43% عام 1980 ثم الى 51% عام 2001. ومما يزيد الامر سوءا بالنسبة لواشنطن ان الولايات المتحدة لا تمتلك سوى 2% من احتياطيات العالم من النفط، ولهذا يتوقع الباحثون، على اساس اتجاهات النمو الحالية، ان ترتفع نسبة الواردات الامريكية من النفط الى 66% من اجمالي الاستهلاك بحلول عام 2015.

    اذن حاجة امريكا للنفط شديدة وملحة، كما انها تتزايد رغم كل محاولات الاعتماد على مصادر الطاقة الاخرى، ورغم كل محاولات تحسين كفاءة استخدام الوقود التي لم تجد شيئا في السنوات الاخيرة.

    هذا عن اهمية النفط لامريكا بشكل عام، اما نفط اوبك فهو يشكل حاليا نسبة 26% من واردات النفط الامريكية حسب بيانات اوردتها مجلة "بيزنس ويك" الامريكية. وحاولت الولايات المتحدة ما وسعها الجهد تخفيض اعتمادها على نفط اوبك بعد استخدام سلاح البترول عام 1973، الا ان جهودها لم تحقق كل ما كان مرجوا.

    فقد تمكنت واشنطن من تخفيض نسبة وارداتها من اوبك من 33% عام 1975 الى 13% عام 1985. ويرجع ذلك اساسا الى ارتفاع انتاجية قطاع النفط الاميركي في هذه الفترة. لكن مع وصول جهود رفع الانتاجية لاقصى مدى متاح من جهة، ومع زيادة واردات النفط الاميركية من جهة اخرى، عادت واشنطن تدق ابواب اوبك، وعادت وارداتها من اوبك للارتفاع بشكل مذهل بنسبة 50% في الفترة ما بين عامي 1985 و1989.

    واستمر هذا الاتجاه الصعودي منذ منتصف الثمانينات وحتى الآن لتصل الواردات الامريكية من اوبك حوالي 26%. وهو الوضع الذي يثير انزعاجا مستمرا في اوساط صنع القرار الامريكي، اذ يرى الساسة الامريكيون على اختلاف اتجاهاتهم حاجة امريكا لتقليل اعتمادها على الشرق الاوسط بكل ما فيه من مشكلات.

    ولكي تكتمل الصورة عن مدى اهمية نفط الشرق الاوسط بالنسبة لامريكا، لابد من القاء نظرة على البدائل الاخرى التي يطالب السياسيون الامريكيون بالاعتماد عليها.

    فاولى هذه البدائل هي نفط بحر قزوين الذي يعد خليجا ثانيا بما يحمله من ثروات بترولية هائلة، والذي يرى كثيرون انه كان الدافع الاول للحملة الامريكية في افغانستان.

    لكن مشكلة نفط بحر قزوين انه مرتبط بمشكلات اصعب واكثر تعقيدا من الوضع في الخليج العربي. فمد خطوط انابيب النفط من بحر قزوين يتطلب المرور اما بممرات جنوبية عبر ايران او باكستان او افغانستان، وهي اراض غير محبذة استراتيجيا بالنسبة لامريكا، او بمنافذ غربية عبر تركيا وروسيا وهو ما يضع ضغوط سياسية واستراتيجية على واشنطن لا يبدو ان الولايات المتحدة مستعدة للتجاوب معها في الوقت الراهن. ولن يرحب الكثير من السياسيين الامريكيين بوضع مصادر نفط بلادهم تحت السيطرة الروسية التي يكن القوميون بها عداء شديدا لكل ما هو اميركي.

    وعلى العكس من ذلك فان مصادر نفط الشرق الاوسط تحاذي المياه الدولية. وتعد شبكة الانابيب الناقلة والمرافئ من افضل المنشآت النفطية تكاملا بالاضافة الى مرورها او وقوعها ضمن مناطق نفوذ امريكية تقليدية.

    كما ان الولايات المتحدة لا تنظر بعين الارتياح للاستثمار في آسيا الوسطى لاعتقادها ان الصين ستكون المستفيد الاول من اقامة البنية التحتية لهذه المنطقة خصوصا اذا استمرت معدلات النمو الاقتصادي فيها على ما هي عليه الآن.

    وليس من قبيل المبالغة القول ان نار صحراء الشرق الاوسط، بكل مشكلاتها، افضل من جنة بحر قزوين.

    الخيار الآخر الذي يطرحه بوش بقوة هذه الفترة هو الاتجاه الى استخراج البترول من منطقة المحمية الطبيعية في آلاسكا. ويرى خبراء البترول الامريكيون ان آلاسكا بها من 6 الى 16 مليار برميل من احتياطيات النفط. غير ان بوش يواجه معارضة شديدة من جماعات حماية البيئة التي ترفض تدمير الحياة الطبيعية في آلاسكا لاستخراج النفط. بل ان جيب بوش، شقيق الرئيس الامريكي وحاكم فلوريدا، حارب بشدة فكرة تدمير البيئة لافساح الطريق امام حفارات البترول. وعلاوة على ذلك فان تكاليف استخراج نفط آلاسكا مرتفعة، وهو ما ل اترحب به شركات النفط الامريكية.

    وبشكل عام ثمة تعارض ظاهر بين ما تريده الشركات الامريكية وما تريده الادارة الامريكية فيما يتعلق باستخراج البترول. فالشركات تريد استخراج البترول باقل تكلفة ممكنة، وهو الامر المتاح في الدول العربية. بينما تريد الادارة الابتعاد عن هموم الشرق الاوسط والاتجاه الى آلاسكا او افريقيا، ضاربة بعرض الحائط تذمر الشركات التي ترى في تكلفة استخراج البترول الباهضة عاملا محبطا لا يمكنها تجاوزه بسهولة.

    ويبدو ان الظروف تحالفت لكي تجعل خيار نفط الشرق الاوسط هو افضل خيار للشركات الامريكية والمستهلك الاميركي، لكنه الخيار المزعج بالنسبة للسياسيين الامريكيين، خاصة وان 70% من النفط الامريكي يستخدم في النقل نظرا لاعتماد حركة النقل داخل الولايات المتحدة على الشاحنات العملاقة لا على خطوط السكك الحديدية مثل دول اخرى، وحرص الامريكيين على اقتناء سيارات شخصية ذات محركات كبيرة. وهو ما يعني ان أي ارتفاع في اسعار النفط سيشعر به المواطن الامريكي على الفور في صورة ارتفاع كبير ومباشر في الاسعار، وسيطالب السياسيين بالتحرك لمواجهته، ناهيك عن الاثر النفسي الذي يمكن ان يتركه ارتفاع الاسعار على سير الاقتصاد الامريكي الذي لم يخرج بعد من حالة الانكماش التي دخلها منذ اكثر من عام.

    اما هذه المعطيات وفق ما ذكر موقع ميدل ايست اونلاين فانه من الواضح قدرة الدول العربية على استخدام النفط لتحقيق اهدافها السياسية. ولكن ذلك لا يتحقق الا بشرط ان تتعاون كل دول اوبك لتحقيق هذا الهدف، وان يكون ذلك في اطار مجموعة متكاملة من الخطوات السياسية والاقتصادية الهادفة للتأثير على القرار الامريكي.
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
المنتدى غير مسؤول عن أي معلومة منشورة به ولا يتحمل ادنى مسؤولية لقرار اتخذه القارئ بناء على ذلك