المصدر : عبدالاله عبدالمجيد


يقف مجموعة كبيرة من المتفرجين على ساحات تداول الاسهم المحلية وهم مندهشون من هذا السوق وهذه التداولات التي تجري ويودون بكل اخلاص ان يعرفوا اسرار الطاولة وماتحتها ولكن هيهات على نفر حديثي عهد بالسوق ان يفهموا ذلك

وشخصيا اشعر ان التجارة في تداول الاسهم مثلها مثل باقي اعمال التجارة فلا يظن البعض ان كل من لديه مالا يمكن ان يصبح تاجرا ناجحا بل هناك وسبحان الله نماذج من التجار جعلهم الله رزقا للعاملين لديهم

قال احدهم: كنت وشريكي نوقع حوالات لمدير الشركة لدينا باسمه الى دولته وكنا نظن انها حوالات مقابل بضائع سترد ومع مرور الوقت اكتشفنا أني وشريكي قد حولنا لصاحبنا هذا اكثرمن اثنين مليون دولار لحسابه في دولته وبشكل رسمي لا يمكن لنا الطعن فيه!! هذا نموذج لتجار لدينا لا يعرفون (الكوز من كوز الذرة)
وسبحان من علم الانسان مالم يعلم.

اقود هذه المقدمة لاننا اصبحنا في كل يوم نسمع عن سقوط احد المتداولين متأثرا بخسارته وانه اصيب بازمة قلبية وآخر ادخل الى العناية المركزة وآخرون نسمع انهم حققوا ملايين الريالات بالحلال طبعا فهم باعوا واشتروا وحققوا نجاحا في تلك العمليات اما من سقط فقد دخل السوق دون علم واشترى اسهما وهي في اعلى ذروتها وباع من خوف الهبوط المفاجئ او من الاشاعات التي يتداولها البعض من باب حديث وحوار (الطرشان) وهذا هو حال السوق لدينا?

كل هذا لا يهم ودع الخلق للخالق.. لكن الذي انظر اليه هو الغد القريب الذي يبدأ فيه العمل (بالبورصة) سوق الاوراق المالية واخاف من ذلك اليوم على السوق كله ليس لاني منجما بل لاني اعرف طبيعة رجالنا الذين يحضرون صالات التداول ومدى ثقافتهم للسوق ومدى (رجولتهم) في الاندفاع للشراء والبيع وحفظا لماء الوجه وللشوارب التي يقف عليه الصقر ولكل هذه الاعتبارات ستكون هناك هزات شديدة على المتداولين المساكين..

اما اصحاب الخبرات واصحاب السلال الكبيرة والذين لديهم فك واسنان اسماك الحوت وهم (القروش) او الشارك باللاتيني فهؤلاء لا خوف عليهم.

بقي الكلام المفيد بان على مقام وزارة التجارة بالتعاون مع مؤسسة النقد العربي السعودي بالاضافة الى مكاتب التدريب ان تقوم بوضع دراسة جادة لدورات مكثفة للتعريف بكيفية التداول النظيف على اقل اعتبار.. كما انه اصبح من اللازم والضروري الموافقة على فتح ابواب مستشاريين لتداول الاسهم وتحديد اتعابهم واستشاراتهم.. ودعونا في واحدة من اعمالنا ان نكون منظمين ولنبدأ بالقراءة قبل ان نبدأ بعد الضربات.. علينا قراءة المستقبل قبل الوقوع في الزلل لان السوق لدينا فعلا مجدي واخاف ان تصيبه كارثة مثل كارثة (سوق المناخ) الذي مازالت اثاره حتى هذه اللحظة وأسألوا اهل الكويت!