الاستثمار في الأسهم بصفة عامة يعتبر استثمارا جيدا, ويعطينا عوائد مجزية, ولقد تم إثبات ذلك عبر التاريخ, فهي من أكثر الاستثمارات التي تعطي عوائد جيدة.
وخلاف ذلك فإن الاستثمار في الأسهم له مزايا أخرى, ومنها أنه بالإمكان تحويله الى سيولة بسرعة وبيسر, فالأسهم عادة ما تكون مقسمة الى وحدات صغيرة ويتم بيعها بحوالي مبلغ 100 ريال, وحتى لو ارتفعت أسعارها فإنه يظل في حدود المعقول, ونادرا ما يزيد عن ألف ريال للسهم, وعندما يزيد عن ذلك عادة يتم تقسيم السهم الواحد الى سهمين أو أكثر بحيث يقل سعره مرة أخرى الى أقل من ألف ريال.
وخلاف ذلك فإن هناك ملايين الأسهم التي يتم بيعها يومياً في الأسواق, ولذا لا توجد صعوبة في شراء أو بيع اسهم وتحويلها الى نقد سائل فور ما نحتاج لذلك. وهذا لا يتوفر في استثمارات أخرى مثل استثمارات الأراضي, فالاستثمار بالعقار وإن كان مفيدا وله عوائد مجزية الا أنه يصعب بصفة عامة (تسييله) أو تحويله الى نقد بسرعة, فعند الحاجة قد لا تجد مشتريا جاهزا فوراً لشراء أرض, وحتى لو وجدت ذلك فإجراءات الشراء والبيع قد تأخذ أياما, إن لم نقل أسابيع.
وأخيراً لا يمكن بصفة عامة أن تبيع الأرض بالتجزئة, فلو احتجت أن تحصل على مبلغ بسيط كعشرة آلاف ريال على سبيل المثال فإنك لا تستطيع أن تبيع جزءا من الأرض يساوي عشرة آلاف ريال, وتترك باقي الأرض وإنما تحتاج لبيع كامل القطعة.
بالتالي فإن هناك مزايا واضحة للاستثمار في الأسهم, فيمكن أن تبيع أي جزء منها وتحوله الى نقد في نفس اليوم إن لم نقل في نفس الساعة, وبالتالي حتى ولو كان العقار ذا مردود أعلى, فإن للأسهم مزايا نسبية خاصة بها.
وخلاف ذلك فإن شراء الأسهم يعتبر مساهمة في شركة أو صناعة وطنية, وبالتالي يساعد على دفع الاقتصاد الوطني, كما أن سعر الأسهم البسيط الذي ذكرناه يسمح للفرد أن يساهم فيها حتى وان لم يملك سوى بضع الآلاف من الريالات.
وبالتالي فإن للأسهم مزايا وعوائد جيدة, ويعتبر استثمارا مغريا ومفيد, ولكن يجب الحذر كما ذكرت في المقالات السابقة عند الاستثمار, ولا بد من دراسة أوضاع الشركة المراد الاستثمار فيها, والانتباه لأوضاع الاقتصاد, والحذر أيضا من الاستثمار في أوقات المضاربة الشديدة, بالعكس فإن المستثمر الناجح عادة ما يشتري للأسهم في وقت انخفاضها, خصوصاً لو كانت الأسهم في شركات جيدة, وفي إقتصاد قوي.
''خلاصة 2''
بالتالي النصيحة لمن يرغب في الاستثمار في الاسهم المحلية هي ان يتوكل على الله ويستثمر, فالاستثمار في الاسهم له عدة فوائد للمستثمر وللمجتمع, ومنه كما ذكرنا ان هذا استثمار سهل, ويمكن ان يتم ولو بمبلغ بسيط مثل الف ريال, ويمكن ان يكون بمبالغ كبيرة مثل عشرات الملايين وايضا هذا استثمار يمكن بسهولة تحويله الى نقد وقت الحاجة, وبسرعة ويمكن بيع جزء صغير منه او بيعه كله حسب الحاجة, والبيع يكون فوريا والاستلام ايضا فوري, واخيرا فإن الاسهم بصفة عامة تعطينا ارباحا سنويا كما ان قيمتها ايضا -بصفة عامة- ترتفع سنويا.
بالتالي فإن الاستثمار في الاسهم يعتبر استثمارا جيدا -ان لم نقل ممتازا- ولكن قبل ان نقدم عليه -علينا بمراجعة بسيطة للتالي:-
اولا: ما هو الوضع العام للاقتصاد?
فهل امامنا فترة انتعاش ام ان امامنا فترة كساد?
وما هو وضع عملة البلد واستقرارها السياسي والامني?
فليس من الحكمة ان نستثمر في بلد يشهد انقلابات عسكرية او حرب اهلية او اضطرابات عامة, كما انه ليس من المهم ان نعمل حساب لأي تقلب في عملة الدولة التي نستثمر فيها, فحتى لو ارتفعت اسعار الاسهم المصرية خلال العام الماضي بخمسين في المائة, الا انها عند تحويلها الى الريال او الدولار تصبح اليوم اقل قيمة مما كانت عليه قبل عام. بالتالي لا بد قبل الاستثمار في اي دولة ان نعمل حساب وضعها الاقتصادي العام.
ثانيا: لا بد من دراسة وضع القطاع الذي نرغب الاستثمار فيه, فعلى سبيل المثال لو وجدنا ان اسعار النفط او اسعار الذهب في ارتفاع مستمر, فهذا يشجعنا على الاستثمار في شركات البترول او شركات مناجم الذهب, اما ان كان العكس صحيحا فعلينا الابتعاد عن النشاط او الصناعات التي نجدها في تراجع او انخفاض, بالتالي فإنه من المهم ان ندرس القطاع الذي نرغب ان نستثمر فيه قبل ان نقوم بالاستثمار, وكمثال على ذلك قد نجد ان حركة العمران المرتقبة في العراق قد تنعش قطاع الاسمنت وشركاته. اخيرا لا بد من دراسة واختيار الشركة المناسبة للاستثمار, وهكذا نكون قد اخترنا (بإذن الله) الاستثمار المناسب, وعلى الله التوفيق.
المفضلات