الدرس الثالث
الوعي الوعي
لاشك ان وجود وعي لدى المستثمر بالاساليب السليمة للاستثمار في الأسهم يمثل خط الدفاع الاول لسيادة اجواء صحية للاستثمار والتداول وبالتالي ركنا اساسيا لنجاح السوق, الا اننا حول هذا الجانب يمكننا ان نسجل بعض الملاحظات من واقع مشاهداتنا لسلوكيات وتصرفات بعض المستثمرين في سوق الاسهم . واولى الملاحظات التي نود تسجيلها حول هذا العامل هو قصر نفس المستثمرين, فنلاحظ انه حالما تحقق السوق اي ارتفاع مهم في اسعار الشركات المدرجة, يسارع اغلب المستثمرين لجني الارباح, وبالتالي فان مواقفهم تبنى على اساس المضاربات بالدرجة الاولى وليس الاستثمار او حتى المتاجرة بمفهومها الصحيح في الاسهم. وصحيح ان تبني موقف مضارب او متاجر او مستثمر يعتمد على حالة السوق, وحالة الشركة صاحبة السهم وحالة الاقتصاد ككل الا انه للاسف ايضا ان مواقف المستثمرين - في الغالب - اظهرت ضعف ارتباطها بهذه العوامل, وقد ارتبطت بشكل اقوى بالعوامل النفسية او الاستعداد لاتخاذ موقف دون غيره. والملاحظة الثانية التي نود ان نبديها - وهي حصيلة طبيعية لما ورد في الملاحظة الاولى - ان المستثمرين يبدأون وكأنهم يريدون غراما من طرف واحد مع اسواق الاسهم, فهم يريدون من السوق ان يحبهم ويكرمهم ولكنهم ليسوا مستعدين ان يبادلونه الحب والتكريم, انهم يريدون تحقيق الارباح ولكن ليسوا مستعدين لتحمل اي خسائر, ومستعدين للدخول في السوق ولكن ليسوا مستعدين ان يدافعوا عن اساسياته على الرغم من قناعتهم بتدني معظم اسعار الاسهم في الوقت الحاضر وان اغلب هذه الاسعار مادون قيمها الحقيقية. والملاحظة الثالثة - وهي نتيجة ترتبت على ماورد في الملاحظتين السابقتين - ان المستثمرين الرئيسيين اصبحوا اكثر انتقائية واكثر ميلا لممارسة هواية الغطس ومن ثم الخروج السريع من قاعة التداول مما افقد السوق اتجاها واضحا للحركة, فهو يوم في ارتفاع ويوم اخر في انخفاض. كما افقد المستثمرين الصغار الثقة, خاصة هؤلاء المستثمرين الذين اعتادوا ان يبنوا مواقفهم اتجاه شراء وبيع بعض الاسهم على اساس حركة السوق (اي مواقف المستثمرين الكبار) . ويحاول بعض المستثمرين الصغار الاجتهاد بصورة صحيحة الا ان حجم تداولهم يبقى عاجزا عن التأثير على حركة السوق ككل
المفضلات