في وول ستريت في امريكا وتحديداً في يوم الاثنين 19 اكتوبر 1987 حدث في الاسواق مايعرف بيوم الاثنين الاسود والذي خسرت فيه السوق نصف تريليون دولار (500 مليار دولار) في ذلك اليوم وقال خبراء اقتصاديين ان ذلك لو استمر يوماً اخر لتسبب في انهيار اقتصاد امريكا تماماً .
ومن ذلك اليوم كانت بداية الانطلاقة لدراسة الحالات النفسية للمتعاملين باسواق المال وبالذات سلوك المضاربين في السوق والعوامل النفسية التي يخضع لها المتعاملون .
ومن الدراسات التي قدمت تلك التي استفتى فيها 2000 مستثمر عن سبب تلك الكارثة التي حدثت وكانت الاسئلة كالتالي
1- رفع مصرف كيميكال بنك لسعر فائدته
2- اعلان ارقام العجز في الميزانية الاميركية
3- الهجوم الاميركي على محطة نفط ايرانية
4- عوامل داخل السوق نفسها.
1000 مستثمر اجابوا على هذا الاستفتاء ومالت غالبيتهم الى التاكيد بان السبب يعود الى عوامل داخل السوق نفسها. حيث ذكر المستفتون ببوادر هذه العوامل في 12/10/87 (اي قبل بضعة ايام من الاثنين الاسود) يوم ظهرت تقلبات حادة في السوق. كانت مقدمة للاثنين الاسود.
وهناك دراسة اخرى اجراها الباحث السيكولوجي ستانلي شاكتو من جامعة كولومبيا. وفيها تناول العلاقة بين القيمة الفعلية الموضوعية للسهم وبين سعره المتداول. فوجد ان سعر السهم يحدد بناء على الآراء التي تسود السوق حوله وليس بناء على قيمته الفعلية. وخلص شاكتو للتأكيد بان سعر السهم يحدد بناء على الشائعات والدعاية وصورته في السوق وغيرها من العوامل النفسية .
اما الباحث فيرتون سميث (جامعة اريزونا) فقد انتقل من صعيد المراقبة الى صعيد التجريب. فاراد تحديد العوامل التي من شانها اثارة طمع و خوف المستثمرين. فقام بجمع عدد من طلابه وجعلهم يضاربون في بورصة مفترضة. فوجد انهم كانوا يطرحون الاسهم باسعار اكبر كثيرا من قيمتها الفعلية مما يؤدي لازدهار السوق.الا ان الاسهم لاتلبث وان تعود لقيمتها الفعلية وتنهار. وبذلك تحدث دورات ازدهار وهمية تسمى ب:" فقاعات السوق". وظن سميث ان هذه الفقاعات ناتجة عن جهل الطلاب بطبيعة مسار البورصة. لذلك اعاد التجربة على مستثمرين حقيقيين ففوجيء بانهم ولدوا فقاعات اكبر من تلك التي ولدها طلابه. وكان لهذه الدراسة نتيجة تحولت الى نصيحة ذهبية للمسؤولين عن الاقتصاد. وهذه النصيحة هي:" لايمكننا الاعتماد على حكمة المستثمرين والمضاربين ولا على خبرتهم." وهي قاعدة لايزال معمولا بها حتى اليوم.
كما وجد سميث ان الخبراء بين مضاربيه كانوا يدركون حقيقة الفقاعة. الا انهم كانوا يدخلون في المضاربة طمعا في الربح. لكن 15% فقط من بين هؤلاء الخبراء كان يحسن الانسحاب في اللحظة المناسبة. اي قبل هبوط الاسعار وبالتالي الخسارة.
اما الباحت ديفيد دريمن فقد اعتمد الاسلوب الاستقرائي في كتابه المعنون (( الاستراتيجية الاستثمارية المعاكسة )). وفيه يرى ان الانهيارات المالية تحدث وفق ذات الوتيرة منذ قرون. اذ يبدأ الامر بشائعة عن اشخاص حققوا مكاسب خيالية في مجال استثماري معين فيحصل الازدهار الذي يستمر لغاية ظهور شائعة مضادة فتنهار الاسهم. وبمعنى آخر فان دريمن لايحصر الامر بالسيكولوجيا عامة بل هو يخصصه بفرع منها هو سيكولوجيا الشائعات.
مذا حدث ذلك اليوم في امريكا ؟
بدأت الازمة في اللحظات الاولى لافتتاح السوق ذلك اليوم حيث ان الخلل حدث في العرض والطلب عندما وجد سيل كبير من اوردرات البيع التي لم يسبق لها مثيل وفي المقابل لم يكن امامها اوامر شراء ،
وكانت الانظمة لها دور في تخفيف تلك الازمة حيث ان بورصة نيويورك مثلاً توجد فيها انظمة تمكن المتخصص من ايقاف التداول على السهم عندما يرى ان هناك خلل في العرض والطلب حتى يتمكن من استدراك الوضع والسطيرة عليه بطلب مزيد من الاوردرات من متخصصين وبيوت المال الاخرين لمواجهة هذا العرض ولكن المشكلة حدثت على جميع الاسهم وليست على سهم شركة واحده . مما جعل الامر صعباً وقد بدأت في ذلك اليوم السوق ومرت ساعة من الافتتاح دون ان يتداول ثلث الشركات المدرجة فيه بسبب ايقاف الكثير من الشركات عن التداول
في السعودية حيث ان السوق محدد بنسبة هبوط والا فقد يحدث ما لايحمد عقباه ولو انه لايمكن ان نصف يوم الاثنين في السوق بذلك الوصف حيث ان الهبوط لم يصل الا 6 بالمئه مما يعني ان السوق في السعوديه جيد وقد تكون مفتعله من كبار المتعاملين بالسوق لايصال رساله للجدد في السوق بان هناك خطوره في اسواق الاسهم . وجعلهم يعيدون حساباتهم اما بالاستمرار او الخروج عند تلك النقطة .
ولكن الوضع في السوق السعودي بلاشك يختلف تماماً حيث ان الايجابيات تتوالى ولله الحمد كل يوم على السوق ولكن بعض المحللين لديهم رؤية اخرى واستخدموا كل الوسائل الاعلامية و التضخيم بالتصريحات اليوميه التي ملئت الصحف لتلك الرؤية واصابت السوق والمتعاملين به بنوع من التردد والخوف اللامبرر مما تسبب في ذلك الهبوط .
وهذه صورة الرسم البياني لمؤشر داو جونز في ذلك اليوم في عام 1987
المفضلات