السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
هذا الإسبوع حصل في السوق الأمريكي ظاهرة لم تحصل بهذا الوضوح من قبل،
وهي ظاهرة تسببت فيها عمليات البيع على المكشوف!
والشركة ذات العلاقة هي شركة (Gamestop) التي تبيع الألعاب الإلكترونية من نقاط بيع،
وهذا النموذج لبيع البرامج قديم حل مكانه البيع على الإنترنت، كما هو الحال مع أمازون،
ما جعل الشركة في موقع ضعيف ماليا، وإرتفاع الشكوك حول إستمراريتها!
ما حصل أن صندوق مضاربات قرر أن يضارب بالشركة على المكشوف،
أي يستدين أسهما من أحد الصناديق (أو الأشخاص) الذين يملكون تلك الأسهم مقابل عمولة محدده،
على أن يعيدها له بعد فترة معينة، يتوقع خلالها أن يشتري الأسهم بسعر أقل من السعر الحالي،
لشراهة هذه الصناديق راهنوا على هبوط قيمة السهم الى 20 دولار،
ثم راهنوا مرة أخرى على هبوطه الى 10 دولار، ثم مرة ثالثه الى 4 دولار!
هذه العمليات المتكررة هبطت بقدرة الشركة على الإستدانة من البنوك،
والتي تقدم قروضا للشركة مقابل قيمة أسهم الشركة،
أي أنه مع هبوط قيمة الأسهم، تنخفض مبالغ القروض التي تقدمها البنوك للشركة، ما يقربها للإفلاس!
الى هنا والأمر طبيعي، حيث العملية تتكرر دائما في السوق وتودي بالشركات للإفلاس!
ما حصل على غير العادة،
أن صندوق المضاربات ضارب على أسهم أكثر من الأسهم الحقيقية للشركة (140%)،
ما يعني أنه إذا تملك أشخاص غيره أسهما في الشركه،
لن يتمكن من شراء كامل كمية الأسهم التي أشتراها بسعر السوق ليعيدها بسعر منخفض!
هنا لاحظ أحد المضاربين الذي يتابع السهم هذه المعلومه، وأذاعها على الإنترنت!
وبدأ المضاربون الصغار يشترون أسهم الشركة ليدفعوا صندوق المضاربة ليشتريها بأسعار أعلى!
فإرتفع سعر السهم أضعافا مضاعفه، من 4 دولار الى 20 دولار ثم 40 دولار ثم الى 100 دولار،
وكان صغار المضاربين ينتظرون من الصندوق شراء أسهمهم بأرباح خياليه!
ما يعني أن صندوق المضاربات مجبر على أحد خيارين أحلاهما مر:
- شراء الأسهم بسعر السوق المرتفع ليعيدها لمن إستلفها منهم، والتكلفة فوق مليار دولار،
- أو مواجهة الإفلاس وخسارة كل ما يملكه في هذه الشركة وغيرها،
وأنتشرت قصة السهم على مواقع وقنوات الأخبار الإقتصادية،
هنا تدخل المستثمر المعروف إيلون ماسك، مؤسس شركة سيارات تسلا وغيرها،
وكتب على حسابه في تويتر ملاحظة عن تلك الشركة، وأنه إشترى أسهما فيها،
ومعروف أن مضاربي البيع على المكشوف حالوا ضرب سعر شركته تسلا بنفس الطريقه،
ويبدو أنه بهذه الحركة حاول ضرب صناديق المضاربات على المكشوف بزيادة ورطتها فيها!
فإرتفع سعر السهم الى 400 دولار وتعمقت ورطة صندوق المضاربات،
وهنا أيضا إستغل أحد ملاك الشركة الوضع وإرتفاع سعر السهم من 4 دولار الى 100 و 400 دولار،
فقام ببيع كل ما يملكه من أسهم فيها، محققا ربحا لم يكن يحلم به من شركة كانت تقترب من الإفلاس!
كل هذه الأحداث وقعت في عدة أيام لا تتجاوز أصابع اليد الواحده،
والى هنا كان صندوق المضاربات هو الخاسر الأكبر،
والملاك الأصليين هم الرابح الأكبر،
وصغار المضاربين هم الرابحين،
حتى هذه اللحظة من القصه!
*****
ولكن هل إستسلم حيتان السوق الأمريكي من ملاك صناديق المضاربات لهذه الخساره!
وهذه العملية، عملية البيع على المكشوف وسيلة مربحة لهم،
وإنهيار هذه الصفقة سوف يلحق بهم وبصناديقهم كلها ضررا لا يمكن إصلاحه،
وقد يتسبب في إضعاف هذا الباب من الدخل الملوث بدمار الشركات ومن يعملون فيها!
طبعا الجواب لا،
في الجزء الثاني من القصه نتابع مافعله هواميرهم للدفاع عن صاحبهم الذي وقع في فخ طمعه!
ملاحظه: هذه المعلومات منقولة من مصادر الإنترنت
*****
المفضلات