السلام عليكم ورحمة الله
ينسب للشافعي قول : لايكن ظنك إلا سيئا - إن سوء الظن من اقوى الفطن . وان صح ان القول له فهو يعني ما نسميه ( التفكير النقدي ) وهو تمحيص كل خبر في المشهد السياسي وتأثيره على الاقتصاد وما يهمنا هو توقع اتجاه الاسواق لبناء تصور احتمالي للمستقبل وفي ضوء ذلك تكون المخاطرة .
تابعنا في موضوع سابق (
http://www.thegulfbiz.com/vb/showthread.php?t=384555 ) مدى تأثر السوق وتوقعاتنا بالاتجاه منذ فبراير وحتى سبتمتبر وكان التغير ايجابي برغم صعوبة الظرف ولكن التفكير النقدي ساعدنا في توقع ان الاسواق ستقتات على حزم الانقاذ التي ستفرضها الحكومات لتفادي الاسوأ ولازالت الفرص في ازدياد وسيكون هذا الموضوع لمتابعة ذلك كل ما سنحت الفرصة .
انتهى الاسبوع الماضي على خبرين يؤثر كل منهما على السوق بشكل مباشر
الاول : اصابة الرئيس ترمب بفايروس كورونا ودخوله المستشفى بعد مناظرة فاشلة مع المرشح الديموقراطي والاصابة جاءت في توقيت حساس ومريب ! واعلن طبيب ترمب الخاص تلقيه جرعه من علاج تجريبي طوره مختبر" ريجينيرون " . ( ورد بذهني فكرة ان الصراع الوجودي بين ترمب ورموز الحزب الديموقراطي دفعه لادعاء المرض او الاصابة به بإرادته كجزء من المعركة وسيخرج من المستشفى وسيعلن انه شفي تماما بفضل العلاج الذي تلقاه وهو بهذا ساهم في انقاذ الملايين وقد يعلن عن النجاح في التوصل للقاح وقائي لحصد اصوات الناخبين . ان حدث هذا السيناريو التخيلي فهو بدون شك سيدفع الاسواق الى ارتداد عالي ).
الثاني : الامر الملكي الكريم بالغاء ضريبة القيمة المضافة على السلع العقارية واستبدالها برسم على التصرف في الاصل العقاري بمقدار 5% مع كل عملية بيع بدون استرداد ويعني انها تضاف على قيمة الاصل كتكلفة تراكمية في كل عملية تداول للاصل وهو بدون شك سيضعف او يلغي مع الوقت صلاحية الارض كسلعة يتم تملكها للتربح . كما ان الاعفاءات الضريبية للمطورين المعتمدين ستخرج المقاولين الافراد من السوق العقارية لعدم القدرة على منافسة المطورين الاقل تكلفة منهم. ( وفي ذهني فكرة ان الاستمثار في السوق العقاري سيكون مقصورا على المطورين المعتمدين فقط وعلاقتهم ستكون مباشرة مع المستهلك او المنتفع النهائي فلم يعد الاستثمار العقاري وعاء مناسبا لتمنية رؤوس الاموال التي ستتدفق على اسواق المال ) .
------------------
تسيطر اخبار وتطورات الانتخابات الامريكية على الاسواق وتبقيها مضطربة وهو يحدث كل اربع سنوات وليس جديدا ولكنه هذه المرة مختلف بسبب كورونا وترمب والاثنين كل منهما يعد جائحة لا يمكن التنبؤ باتجاهها .
ا
لملاحظ ان سيولة الاسبوع الماضي رغم الاخبار السلبية لم تتجه للسلع فالذهب اغلق على انخفاض وكذلك عقود النفط والاسواق لم تنخفض بالشدة المتوقعة وهذا يمنح بعض الارتياح ان الافتتاح غدا الاثنين سيكون جيد جدا وسيؤثر ايجابا على TASI .
المفضلات