أرسل لي أحد الإخوة مقارنة بين تغريدات عبدالحميد العمري في شهر مايو تعليقًا على المطالبات حينها باستثناء العقار من رفع القيمة المضافة إلى 15% وبين تغريداته هذا الصباح بعد أن صدر المرسوم الملكي بهذا الاستثناء، كان في مايو رافضًا وبشدة لتلك المطالبات، وواصفا تلك المطالب بأنها تنصل من العقاريين من المسؤولية وتقديم لمصلحتهم الشخصية على مصالح الوطن، وأن الموافقة عليه سيزيد من تضخم العقار، وسيفتح الباب لاستثناءات أخرى، وسيضر بمصلحة الاقتصاد و.... و....، بينما وصف الأمر الملكي الذي صدر هذا اليوم بأنه يصب في مصلحة المواطنين؛ حيث سيخفف تكلفة البناء، ويسهل عمل المطورين العقاريين، وسيزيد من ضخ المساكن، وختم تغريداته بزف التهنئة للشعب عامة بهذه البشارة الغالية!!!
أمام هذا التناقض الصارخ تذكرت مقطعًا للكاتب الاقتصادي نفسه ينتقد فيه رجال الأعمال، ولفت نظري حينها حماسه وانفعاله المبالغ فيه لدرجة أنه كان يسمي رجال وسيدات الأعمال (أبو كرشة وأم مكياج)!! كان يبدو في ذلك المقطع وكأنه وحش كاسر يتهيأ للانقضاض على الفريسة، كان يزبد ويرعد ويهدد ويطيرعينيه ويصرصر أسنانه!!
يا لها من شجاعة عرجاء لا يحسده عليها إلا الجبناء، ويا له من وجه أوسع من الأراضي البيضاء الشاسعة التي تضاعفت أسعارها بفضل هجماته الدونكيشوتية على العقار وأهله، ويا لها من مبادئ وقيم أضيع من الفرص التي سنحت لراغبي تملك الأراضي في انتظار الانهيار المزعوم الذي يروج له!!!
إذا لم تستطع أن تكون شجاعا دائما فلا تكن شجاعًا أحيانا
المفضلات