المشاركة الأصلية كتبت بواسطة saud-
السلام عليكم
في التعليق السابق اتجه الحديث عن اللقاء بين ترمب والرئيس الصيني وما نتج عنه من هدوء وتراجع عن بعض الاجراءات في الحرب الشرسة والمدمرة الاي بدأها ترمب ضد الصين وهي حرب مؤجلة لم يتجرأ رئيس قبله في خوضها وهي نار تحت الرماد منذ العام 2005 ، اقتصرت الحرب على الرسوم الجمركية كسلاح للضغط ولكن الاحداث على ما يبدو ستأخذ منحى مختلف بعد صمود الصين ، كان المتوقع ان يقوم الفيدرالي بخفض الفائدة بمقدار 25، نقطة اساس ولكن رئيسه اعلن انه يتجه الى خفض بمقدار 50، نصف نقطة اساس وهذا بتوافق مع رؤية ترمب ويعني الاندفاع الى مواصلة الخفض وبنسب كبيرة الى ان الحرب التجارية ستنتقل الى حرب عملات وقد تصل الفائدة الى صفر على الدولار او قريب منه لوقف المارد الصيني .
هناك مشكلة تواجه ترمب وهي التصاعد المستمر في العجز التجاري ففي عام 2017 بلغ 552 مليار $ وفي 2018 تخطى ال 600مليار$ برغم ارتفاع قيمة الصادرات السلعية بفارق تخطى 150مليار $ بين عام 2017 و2018 مما يعني ان الاقتصاد الامريكي يعاني من ارتفاع تكلفة الواردات وفي العموم ارتفاع قيمة العملة يجب ان يخفض قيمة الواردات ويرفع قيمة الصادرات ولكنها هنا مختلة بعد وقف الايسير الكمي ورفع الفائدة الاعوام السابقة .
قدمت لمحة عامة لحجم المشكلة وما بمكن ان تصل اليه الامور في المستقبل ولو صح ذلك فالاقتصاد الدولي سيواجه سيناريو مشابه لما حدث بعد ازمة الرهون العقارية 2008 -2013 ، والاستمرار في خفض قيمة الدولار لخدمة تنافسية صادرات السلع الامريكية سيرفع نسب التضخم ويزيد قيمة الاصول والسلع والاوراق المالية ولكنه سيكون سلبياً جداً على القطاع المصرفي ، وفي مثل هذه الظروف ليس من الحكمة الاحتفاظ بالسيولة . وافضل الفرص سيكون في المعادن والذهب افضلها وبعده الاصول العقارية تليها الاسهم في قطاعات غير مصرفيه .
هذه الرؤية قد تكون غير صحيحة او مبالغ فيها وليس توجيه لاختيار اي طريقة في ادارة المحفظة انما هي قراءة استباقية لاحداث محتمل حدوثها بنسبة ضئيلة .
السلام عليكم
بعد أن صرح الرئيس ترمب بنيته فرض رسوم 10% على ما قيمته 300 مليار $ من الواردات الصينية كان رد الصين عنيفأ جدا بالسماح لليوان بالنزول لمستوى قياسي ووقف استيراد بعض المنتجات الزراعية الامريكية , الغلبة للجانب الصيني مؤقتا كما يبدوا وعززها موقف جيروم بأول بتصريحه الاربعاء الماضي ان خفض الفائدة ربع نقطة اساس قد لا يكون مستمرا حتى نهاية العام !!
من واقع البيانات والدراسات التي تتابع المعركة بين الصين والامريكان / انخفضت صادرات الصين الى امريكا بنسبة 9% في الربع الاول 2019 كما تفيد بيانات ان الرسوم المفروضة على الواردات الصينية الى امريكا دفعها المستهلك الامريكي كاملة .
من الطبيعي ان تتاثر الاسواق سلبا خوفا من تباطؤ النمو ويؤثر ذلك على النفط بشكل رئيسي .
يفسر بعض الاقتصايين والساسة ان الاجراء الصيني بالانتقال الى حرب عملات موجه للتأثير على الناخب الامريكي بالدرجة الاولى واعتقد ان الصين في موقف صعب وهي تستعد لخوض حرب بقاء وتستعد للاجراء الذي سيرغم الفيدرالي على اتخاذه بخفض متواصل للفائدة فليس من حلول أخرى لدعم الصادرات الامريكية .
القاعدة الاقتصادية التي توضح الفكرة هي / ارتفاع قيمة العملة يخفض قيمة الورادات ويرفع قيمة المنتج المحلي وبالتالي قيمة الصادرات ويزيد الاستهلاك كون الواردات رخيصة كما يحدث الان في منطقة الدولار ونحن من ضمنها .
انخفاض قيمة العملة يرفع قيمة الورادات ويخفض قيمة المنتج المحلي وبالتالي قيمة الصادرات ويقلل الاستهلاك من الخارج كون الواردات مرتفعة الاسعار وهو يشجع التصنيع المحلي ويخفض فاتورة الواردات وهو ما يحدث الان في الصين وسمح لمنتجاتها ان تكتسح العالم .
ليس هناك المزيد من الخيارات فإما ان تقوم الصين برفع قيمة عملتها للمستوى الذي يسمح ببعض الرفاهية للفرد الصيني لينعم بمنتجات خارجية في متناول يده وتسمح للمنتجات الاخرى بالمنافسة أو ان يتخذ الفدرالي الامريكي القرار المشار له اعلاه بالاتجاه للفائدة الصفرية او قريبا منها وهذا الاجراء بالطبع سيضر كثيرا بالصين وغيرها .
المفضلات