السلام عليكم
يذكر المدير العام للمجموعة التجارية في المجلس الأوروبي للصناعات الكيماوية (CEFIC) في لقاء حديث قبل أيام لإحدى المواقع أن الصناعة الكيماوية في أوروبا تخضع حالياً لقوى سياسية وإقتصادية عالمية جديدة والتي تخلق حالة من عدم اليقين , لكنها في الوقت نفسه توفر فرصاً مثيرة .
ويشير السيد Marco Mensink أن التوترات التجارية وانفصال بريطانيا عن أوروبا (Brexit) والتباطؤ الإقتصادي تخلق توتراً حول المستقبل لكن القضايا على المدى الطويل كالدورة الإقتصادية والرقمنة تعني أن العمل في الصناعة الكيماوية سيكون رائعاً .
يشير إلى أن حالة عدم اليقين تجاه نهاية العام آخذه في التزايد , ونحن نشهد نوعاً من التباطؤ . فالناس يحبسون أنفاسهم للتطورات الرئيسية وقد تتأخر بعض قرارات الإستثمار بسبب الشكوك . ويذكر السيد Mensink أن معدلات التشغيل تتراجع قليلا ونحن مقبلون على نهاية العام وربما يتباطأ الطلب .
خلال الأسبوعين الماضيين ووفقاً لآخر الإحصائيات فإن هناك تراجع في مؤشرات مديري المشتريات في جميع المناطق الرئيسية بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تظهر حتى الآن مرونة إقتصادية .
يقول Mensink أن هناك نقاشات حول مسائل التجارة بين أمريكا والصين وكذلك مسألة خروج بريطانيا عن الإتحاد الأوروبي وكلاهما يحتمل أن يكون له تأثير كبير والناس يحبسون أنفساهم ليروا كيف سيتعاملون مع الوضع . ويشير إلى أن اوروبا كان لديها سنتين أوثلاث سنوات جيدة ولكن بما أن صناعة الكيماويا هي صناعة دورية فالناس يسألون كم من الوقت ممكن أن يستمر هذا الأداء الجيد .
التدفقات التجارية وإعادة الترتيب
ويذكر السيد Mensink أن الحرب التجارية بين أمريكا والصين سوف تؤدي إلى إعادة ترتيب التدفقات التجارية بدلاً من خفض الطلب العالمي بشكل مباشر . فالطلب العام لايزال قوياً مع تزايد عدد السكان الذي يعني استهلاك المزيد من المواد الكيماوية .
يقول " أعتقد أن الصين سترفع من مستوى الإكتفاء الذاتي وأن الخليج العربي سيزود المزيد إلى آسيا وأن الولايات المتحدة ستستورد كمياات أقل مع دخول الطاقات الجديدة للبوليمرز ووفقاً لهذا المشهد على أوروبا أن تجد طريقها "
وقال أن العالم سيصبح أكثر تجزؤاً وليس بالضرورة أن يتحول إلى كتلتين تجاريتين متنافستين ويمكن أن يكون هناك تجارة أقل داخل المنطقة مايجعل من المهم للشركات الكيماوية أن يكون لها إنتاج في تلك المناطق , وبالطبع ستواصل الشركات الاستثمار في الصين وأمريكا , وستعمل الشركات العالمية في جميع تلك المناطق لكن مع تدفقات تجارية أقل بين المناطق .
افريقيا كسوق واعدة
ينبه السيد Mensink إلى أن السوق الإفريقية تتمتع بإمكانيات ضخمة كسوق للمواد الكيماوية بالنسبة للشركات الأوروبية وأشار أنه بحلول عام 2100 سيكون الأفارقة أكثر ب10 مراات من الأوربيين وبحلول عام 2050 سيصل عدد النيجيريين فقط نحو 500 مليون نسمة وهو مثل عدد سكان الاتحاد الأوروبي الآن .
يشير إلى االصينيين بدأوا في استهداف افريقيا عن طريق مبادرة (حزام واحد - طريق واحد)* هذا وقد أشار مؤخراً مفوض الاتحاد الأوروبي جان كلود يونكر إلى أن هناك سوق ضخمة على الحدود الجنوبية مع أوروبا ، والتي يمكن للأوروبيين أن يخدموها.
تأثير البوليمرز الأمريكي
وعندما سُئل السيد Mensink عن تأثير نحو 4 ملايين طن من البوليمرز الأمريكي خلال العامين القادمين فقال أن معظم الشركات العالمية لديها أصول إنتاج في أوروبا وأمريكا وأن الطاقات الجديدة من المرجح بيعها في السوق الآسيوية وأمريكا اللاتينية حيث أن هذه الأسواق ليست متشبعة بعد . نحن جزء من نظام عالمي مع شركات عالمية وستتكيف الشركات وتجد الفرص في السوق وأن قوة أوروبا هي ارتباطها بسلاسل القيمة النهائية مايجعل استبدال سوق أوروبا مسألة ليست سهلة للغاية .
يقول " إذا فكرت في الدورة الإقتصادية - انظر إلى منتصف عام 2020 - حين تأتي الطاقات الفائضة ولا أعتقد أن ذلك سيحدث غداً لكن بالتأكيد ستأتي اللحظة في العقد القادم وإذا تباطأ الإستهلاك فسيأتي في وقت أبكر مما ننتوقع .
البريكسيت
كان المجلس الأوروبي للصناعات الكيماوية (CEFIC) يقوم بحملات لإبقاء البيئات التنظيمية للاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة عن القطاع الكيماوي مرتبطة بعد انتهاء Brexit ، وقد قامت المجموعة بصياغة أوراق توجيهية حول كيفية الاستعداد لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
يشعر Mensink بالتفاؤل حيال ذلك ونه سيتم التوصل لإتفاق لأنه سيخدم الجميع ويؤمن دائما بأن المفاوضات السياسية تنتهي بصفقات مبكرة يبدو عليهم التعب والعرق لكنني لم أر ذلك بعد . وستكون اللوجستيات أكثر تعقيدا للإدارة في مفاوضات الاتحاد الأوروبي حول مسألة الرسوم الجمركية فالشركات تقوم بشحن البضائع عدة مرات عبر القناة الإنجليزية وأن دفع رسوم جمركية لمرتين أو ثلاث مرات سيغير من هيكلة التكاليف والتدفقات التجارية .
الرقمنة
في ختام حديثه تحدث عن الرقمنة وأن Cefic تقوم بتطوير استراتيجية في منتصف القرن تبحث في تأثير الرقمنة وأن الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة ستعمل على تغيير الطريقة التي تنتج بها الصناعة والسماح بتحسينات مثل الصيانة التنبؤية. وبالنسبة إلى Mensink ، يمكن أن تشهد الفترة 2020-2030 حقبة جديدة للصناعة الكيميائية ، مدفوعة بالتحول الرقمي والاقتصاد الدوري . وتحدث عن البلوكتشين blockchain ودور البيانات الضخمة في سلاسل القيمة ويعتقد أن الشركات ستغير اللعبة بعد 20 أو 30 سنة من الآن .
ختم حديثه "نعم ، يزداد عدم اليقين ، لكنه سيكون أيضًا عقدًا مثيرًا للغاية".
* مبادرة (حزام واحد - طريق واحد) هي مبادرة طموحة أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ عام 2013، تهدف لتطوير وإنشاء طرق تجارية وممرات اقتصادية تربط أكثر من 60 بلدا.
|
 |
 |
|||
 |
 |
||||
رد مع اقتباس
المفضلات