أشارت العديد من التقارير والأخبار المتداولة أن السعودية تنوي الاستثمار في شركة Lucid Motors للسيارات الكهربائية بقيمة تصل إلى مليار دولار.
تأتي هذه الأخبار بعد أيام قليلة من استحواذ السعودية عبر صندوق الإستثمارات العامة على حصة تبلغ 5% في تيسلا بمبلغ 2.9 مليار دولار، وفي الجهة الأخرى يتوقع العديد من المتابعين والخبراء أن شركة Lucid Motors هي المنافس الأقوى القادم لتيسلا ناهيك عن التوجه الكبير للسيارات الكهربائية حول العالم.
نبذة عن الشركة:
Lucid Motors هي شركة أمريكية تأسست في عام 2007، وكشفت عن أول سيارة اختبارية لها قبل عامين تحت اسم Lucid Air
سيارة Lucid Air من شركة "لوسيد موتورز" السيارة الأكثر إثارة للإعجاب بين السيارات الكهربائية الجديدة التي تحاول مضاهاة الصيغة الناجحة التي أطلقتها سيارات "تيسلا". مقارنة بنموذج "إس" من "تيسلا"، الأنيق إنما التقليدي، وسيارة FF91 من "فاراداي فيوتشر" الشبيهة بالـ"هومر"، تقدّم Lucid Air مثالاً جيداً عما يستطيع مصمّم السيارات تحقيقه انطلاقاً من ورقة بيضاء ومن دون أن ينشغل بتوليد القوة من طريق محرك احتراق داخلي.
في الشكل الخارجي، سيارة Lucid Air هي تقريباً بحجم سيارة "إي-كلاس" من "مرسيدس بنز" – ومن المتوقع أن تُباع ابتداءً من سعر 60 ألف دولار أميركي. غير أن المظهر الخارجي الذكي يعني أن الداخل فسيحٌ كما في سيارة "إس كلاس"، وهذا ما تُظهره جيداً المقاعد الخلفية التي يمكن إعادتها نحو الوراء بحيث تصبح ممدّدة (ميزة اختيارية).
أسلوب السيارة من الخارج مختلف أيضاً مع لمسة جميلة ومنعشة. لعلها ليست مفاجأة، نظراً إلى أن المصمم ليس سوى ديريك جنكينز الذي كان مسؤولاً، قبل عمله على تصميم سيارة "لوسيد"، عن الجيل الأخير من سيارات "مازدا ماتيا" وعن طراز "أيه 2" المبتكر من "أودي".
كان تصميم سيارة Lucid Air تحدّياً مختلفاً إلى حد كبير مقارنة بتصميم السيارتَين المذكورتَين؛ فقد كان على سيارة "ماتيا" الجديدة أن تُحافظ على المواصفات التي يُعرَف بها هذا النموذج، كما أن سيارة "أيه 2" جريئة في تصميمها لكنها تخضع أيضاً للمواصفات والمقتضيات المعتمدة في شركة "أودي".
وفي هذا الإطار، قال جنكينز في مقابلة مع "آرس تكنيكا": "لسنا نتعامل مع قطع كبيرة من المعدّات الصلبة؛ آلية توليد القوة في السيارة الكهربائية مدمَجة ويمكن توزيعها بسهولة. نخصّص الجزء الأكبر من السيارة للمساحة الخاصة بالركّاب. وهذا يمنحنا حرية أكبر في العمل نظراً إلى المرونة في أحجام السيارة؛ يمكننا أن نخرق بعض القواعد التقليدية".
وعبّر جنكينز أيضاً عن شعور ورد منذ فترة قصيرة على لسان لوك دونكرفولك، كبير مصممي سيارة "جنسيس" من "هيونداي"، قائلاً: "الأمر الثاني هو أننا لا ندين بالفضل لأي من المفاهيم القائمة في مجال العلامات التجارية. نحن أمام تجربة جديدة في نظام توليد الطاقة في السيارات الكهربائية وأمام هوية جديدة للعلامة التجارية".
قرّر جنكينز وفريقه، في إطار عملهما على ابتكار هوية للعلامة التجارية "لوسيد" التركيز على الحرَكية. ولا بد من الإقرار بأنها تعبّر عن مستقبلنا في عالم السيارات: كهربائية، مستقلة، متّصلة بالعالم الخارجي.
قال جنكينز: "أردنا البناء على تلك الأفكار مع لمسة من كاليفورنيا، لاستخدامها بمثابة قصة تسحر القلوب والعقول"، مضيفاً: "يتمثّل العقل في التكنولوجيا التي تنطلق من كاليفورنيا وتترك أثرها في عالم السيارات. أما العاطفة فتتمثّل في نمط الحياة والفنون والأفلام السينمائية وسواها من الأمور التي تتميّز بها ولاية كاليفورنيا".
الإنجاز الذي حققته سيارة Lucid Air في الاختبار لافت للغاية نظراً إلى طبيعة المسارَين اللذين جرى استخدامهما في الاختبارات. فمسار لسيين العالي السرعة يمتد على مسافة 5.4 أميال (8.7 كلم) في خط مستقيم، في حين أنه في اختبار "مركز أبحاث المواصلات"، هناك مساران مباشران يمتدان على مسافة توازي أقل من نصف المسار السابق، مع 2.5 ميلَين (4 كلم). لكننا نعتقد أن سيارات Lucid Air التي سيتم تصنيعها بهدف البيع ستكون سرعتها القصوى أقل ومحدودة بواسطة البرمجيات الإلكترونية.
تنوي شركة "لوسيد" إنتاج سيارة Air بحلول سنة 2019، يتوقّف على قدرتها على تأمين الاستثمارات اللازمة.
في تموز الماضي، أورد موقع "بلومبرغ تكنولوجي" أن "لوسيد" تجري مباحثات مع شركة "فورد موتور" في محاولة لإقناعها بشراء الشركة. لم تستبعد شركة "فورد" الاحتمال، ومن شأن الصفقة أن تمنحها سيارة كهربائية مصمّمة من الصفر. يُشار إلى أن الخطط التي وضعتها "فورد" من أجل إطلاق سيارات كهربائية، تقوم في شكل أساسي على تحويل منتجاتها القائمة إلى سيارات كهربائية هجينة. وفي حال إبرام الصفقة، سوف تتمكّن "فورد" أيضاً من الوصول إلى حافظة براءات الاختراع الخاصة بشركة "لوسيد" ، وكذلك إلى الخبرة والكفاءة في مجال تصنيع السيارات الكهربائية.
السؤال إذا كانت الصفقة منطقية بالنسبة إلى "لوسيد" يتوقّف على معرفة إذا كانت شركة "فورد" قد تعلّمت كيف تُحقِّق أداء أفضل في دور الشركة الأم مقارنة بالفترة التي كانت تمتلك فيها "جاغوار"، و"أستون مارتن"، و"فولفو". بعد الأخبار التي جرى تداولها عن احتمال قيام "فورد" بشراء شركة "لوسيد"، أورد موقع "ريكود" أن "فورد" ليست الاسم الوحيد المطروح: تجري "لوسيد" مباحثات أيضاً مع شركتَين محتملتين أخريين لم يكشف عن اسمهما، فضلاً عن المساعي التي تبذلها للحصول على دفعة إضافية من التمويل، والتي قد تتيح لها، في حال تكلّلت بالنجاح، أن تمضي قدماً بتنفيذ المشروع بمفردها.
|
 |
 |
|||
 |
 |
||||
رد مع اقتباس
المفضلات