من عام ١٩٩٨ وانا اتداول في سوق الاسهم السعودي، كان السوق وقتها جميل للمستثمر وللمضارب فالتوزيعات كانت مجزية والمواشي ملكة المضاربة، وكانت الثنائيات فيه جميلة فأذا ارتفع الجماعي ارتفع البحري واذا انخفضت الدوائية نزل معها الغاز، واغلب الشركات أسستها الحكومة ولم تدخل الشركات العائلية بعد الا شركة او اثنتين. وفي عام ٢٠٠٣ طرحت الاتصالات السعودية وتغير معها سلوك السوق، ومن ثم أنشئت هيئة سوق المال بما لها وما عليها، ومر على السوق طفرات وازمات كثيرة واستطعت بتوفيق الله الاستفاده من الطفرات وتجاوز الازمات بطريقة او باخرى، الا انه من عام ٢٠١٥ والسوق لم يعطي اي فرصة للمضاربين للاستفاده منه الا فترات بسيطة، واصبح السوق مضيعة للمال وللوقت، وانكشفت اغلب الشركات التي كان مشهود لها بحسن الادارة مثل الخزف وغيرها، فبشكل عام اذا سلمت من فساد الادارة لم تسلم من سوء تصرفها، فلا يوجد تقريباً الا ثلاث شركات استمرت في مسار تصاعدي من تاريخ طرحها وهم (جرير، والمواساة، والعثيم) وهذ ناتج عن حسن ادارتها بالتأكيد اما البقية فتتنافس في سوء الادارة مع بعض الاستثنائات طبعاً.
كما ان القائمين على السوق (تداول والهيئة) لم يوفقوا في قرارات كثيرة، فصناديق الريتات تفتتح على النسبة نزول والشركات التي ترغب بالطرح في السوق تقوم بعملية تجميل لقوائمها المالية وبعد طرحها في السوق تنكشف الامور، وكان جل اهتماهم الوفاء بمعايير الانضمام للموشرات العالمية من دون النظر الى احتياجيات السوق الفعلية.
الآن افكر جدياً بالخروج من السوق والبحث عن سوق اخر مثل السوق الصيني مع نزوله الاخير او السوق الهندي مع نزول الروبية او بورصة لندن لوجود بعض الفرص هناك، رغم مخاطر تقلبات العملة في هذه الاسواق الا ان الوضع في تاسي حاليا لا يقل مخاطرة، اخيرا ... اتمنى ان يكون هذا الكلام مجرد سوالف ولا يتحول الى فعل.
المفضلات