منتديات أعمال الخليج
منتديات أعمال الخليج

النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: كمتداول خليجي كيف استفيد من التغيرات الأخيرة في الأسواق العالمية؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    10-May-2005
    المشاركات
    4,923

    كمتداول خليجي كيف استفيد من التغيرات الأخيرة في الأسواق العالمية؟

    كمتداول في الاسواق الخليجية كيف استفيد من التغيرات الأخيرة في الأسواق العالمية؟

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    هذا الموضوع هو مداخلة منفصلة في موضوع الأسواق العالمية 2017 & 2018
    ولأهميتها أحببت ان اطرحها في موضوع مستقل لتعم الفائدة بإذن الله
    طبعاً هذه توقعاتي الشخصية لحركة الأسواق العالمية والخليجية في الأسابيع والاشهر القادمة
    فإن اصبت فبفضل من الله ثم بفضل دعواتكم الطيبة وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان ومنكم العذر والسموحة
    وتقبلوا تحياتي


    في هذه المداخلة سأحاول الإجابة على السؤال الذي يهم الأغلبية منكم وهو " كيف استفيد من هذه النظرية كمتداول في الأسواق الخليجية؟
    وهذه الإجابة ليست إلا التطبيق العملي للنظرية في العالم الحقيقي، ولكي اربط الإجابة او التطبيق العملي بالنظرية بشكل كامل سأحاول أن أذكر كل مبدأ في النظرية ومن ثم أوضح كيف استفيد منه في التطبيق العملي في الأسواق الخليجية

    فبسم الله نبدأ

    1. أن الاقتصاد الأمريكي يتحسن وينمو بشكل مضطرد ويقترب من اغلاق فجوة طاقته الإنتاجية
    لعل هذه النقطة لا تهمنا كثيراً كمتداولين في الأسواق الخليجية عدى عن كونها تؤثر بشكل إيجابي على أسعار النفط والتي لها إرتباط مباشر بالناتج القومي الخليجي وبحجم الانفاق الحكومي في الأسواق الخليجية
    ولكن تحسن الاقتصاد الأمريكي سيؤثر على سوق العمل الأمريكي والذي يقف فيه معدل البطالة عند مستويات منخفضة تاريخياً (%4.1)، فسنلحظ ارتفاع ملحوظ في متوسطات أجور العمالة ومن شأن ذلك أن يؤثر بدوره على رفع أسعار المنتجات في السوق الأمريكي وبالتالي رفع معدلات التضخم والتي سترفع بدورها معدلات الفائدة على السندات الأمريكية

    2. أن أسعار الطاقة وأسعار السلع الأولية بدأت بالارتفاع بشكل ملحوظ بسبب تحسن الاقتصاديات الرئيسية في العالم ومنها الاقتصاد الأمريكي والاقتصادي الصيني
    هذه النقطة مهمة جداً لأسواق الأسهم الخليجية، فارتفاع أسعار النفط والغاز الطبيعي سيؤثر بشكل إيجابي على تنافسية شركات البتروكيميكلز وشركات الأسمدة الخليجية، اما ارتفاع أسعار السلع الأولية فسيؤثر إيجابياً على أسعار منتجات شركات التعدين وبالتالي سيؤثر على نتائجها المالية بشكل ملحوظ
    بقية القطاعات في الأسواق الخليجية ستستفيد كذلك ولكن بشكل غير مباشر وذلك عن طريق تحسن الدخل القومي وارتفاع الانفاق الحكومي

    3. أن التضخم بدأ بالعودة الى الأسواق بسبب 1. ارتفاع أسعار النفط بسبب خفض الإنتاج من قبل اوبك 2. وارتفاع أسعار السلع الأولية بسبب ارتفاع الطلب الناتج عن تحسن النمو الحقيقي لبعض الاقتصاديات العالمية الرئيسية 3. وانخفاض معدلات البطالة في الاقتصاد الأمريكي
    هذه النقطة مهمة لك كمستثمر خليجي فهي تعني ان الكاش ليس بأفضل الخيارات في المرحلة المقبلة وأنه لا بد أن يكون جزء من محفظتك مخصص للتحوط من تضخم العملات، ويمكن تفعيل ذلك عملياً بالاستثمار في شركات التعدين كمعادن السعودية والشركات التي تعتمد في عملياتها التشغيلية على الطاقة كمصانع التكرير والسلع الأولية كالبتروكيمكلز والاسمدة والإسمنتيات، وقد وضحت هذه النقطة بشكل جلي في موضوع "لمن يستطيع الصبر" قبل اكثر من شهرين
    أحد طرق التحوط الأخرى هو الإستثمار المباشر في سبائك المعادن الثمينة كالذهب والفضة ولكن العيب الكبير في هذه الطريقة أن هذه السبائك لا تتوالد وليس لها عوائد او توزيعات نقدية وفي ذات الوقت يجب تزكيتها بشكل سنوي، ولكنها قد تكون في الحالات النادرة أفضل خيارات الاستثمار

    4. أن العائد على السندات الحكومية الامريكية (10 سنوات) بدأ بالارتفاع وسيستمر بالارتفاع لسببين رئيسيين: الأول هو ارتفاع معدلات التضخم، والسبب الثاني هو ارتفاع نسبة النمو الحقيقي في الاقتصاد الأمريكي
    لعل هذه من اهم نقاط النظرية وللاستفادة منها عملياً يجب أن تضع في اعتبارك أنه من المحتمل اأ يرفع المركزي الأمريكي معدلات الفائدة أربع مرات خلال عام 2018م، وستواكب البنوك المركزية الخليجية هذه الارتفاعات في الفائدة الامريكية كون اأن عملاتها مرتبطة بالدولار الامريكي
    فإن كنت مدير تنفيذي لاحدا الشركات الخليجية فيجب أن تحرص على التخلص وبأسرع وقت من الديون متغيرة الفائدة، لأن تكاليف خدمة هذه الديون سترتفع بشكل ملحوظ في الفترة المقبلة
    أما إن كنت متداول او مستثمر في الأسواق الخليجية فأنصح أن تبتعد عن الشركات ذات المديونية العالية (نسبة الديون الى الأصول أكثر من 40%)، فعادة ما تضطر تلك الشركات بسبب ارتفاع مديونيتها الى اخذ قروض متغيرة الفائدة وقد تعلن انها قروض بنظام المرابحة الإسلامية في حين انها ديون متغيرة الفائدة ومرتبطة بمعدلات الفائدة الامريكية او الخليجية، ففي حال ارتفاع معدلات الفائدة من قبل المركزي الأمريكي او مؤسسة النقد السعودي فسترتفع تكاليف تلك القروض
    ومن الأمثلة على الشركات التي ستعاني من هذه المشكلة هي شركة اتحاد اتصالات (موبايلي)، بالإضافة الى شركة الكهرباء السعودية
    وكذلك شركة معادن، ولكن شركة معادن حالة خاصة سنتحدث عنها في نهاية المداخلة بإذن الله
    اما إن كنت موظف فيجب أن تستفيد من معلات الفائدة المنخفضة حالياً وأن تحمي القوة الشرائية لراتبك في السنوات الخمس القادمة، فعلى سبيل المثال يفضل ان تأخذ قرض بنسب الفائدة المنخفضة حالياً وان تضعه في شركات تدر عليك عائد سنوي بنسبة اعلى من نسبة القرض، وفي ذات الوقت انصح ان تفتح محفظة للأسهم قبل ان تطلب القرض وان تشتري أسهم من البنك بالآجل وتحولها الى محفظتك في ذات البنك فتنتفي بذلك شبه الربا بالكلية، ولاختيار الأسهم انصح بالرجوع لموضوع "لمن يستطيع الصبر" وانتقاء الأسهم التي مازالت تتداول قريباً من أسعار القيعان المقترحة في ذلك الموضوع كالمتقدمة واسمنت اليمامة والخدمات والتموين

    5. أن الأسعار الحالية للأسهم الامريكية (الداو جونز 26 الف) تعتبر مرتفعة جداً خاصة إذا ما اعيد تقيمها واخذ في عين الاعتبار الارتفاع المتسارع لمعدلات الفائدة معدومة المخاطر (العائد على السندات الحكومية الامريكية 10 سنوات و 30 سنة)
    ولله الحمد اشرت قبل ثلاثة اس ابيع وبتاريخ 2018/01/15 الى أن أسواق الأسهم الأمريكية بصدد تشكيل قممها وأنها ستتجه الى الهبوط بشكل سريع، وقد أغلق مؤشر الداو جونز الأمريكي هذا الأسبوع عند 25,521 نقطة منخفضاً بنسبة 4.1% خلال أسبوع واحد فقط (اغلاق الأسبوع السابق 26,617)، كما إنخفض مؤشر RSI من 92 نقطة الى 69.6 نقطة بنسبة 24% خلال أسبوع واحد فقط.

    ولكن ينبغي التنويه على أن انهيار بعض أسواق الأسهم العالمية يجب أن لا يؤثر على خطتك الاستثمارية في الأسواق الخليجية، فقد يستغل صانع السوق وكبار المضاربين إضطراب الأسواق الأسهم العالمية لخلق حالة من الهلع في الأسواق المحلية لغرض جمع المزيد من الأسهم، فمن غير المتوقع أن يؤثر انهيار أسواق الاسهم العالمية على الاسوق المحلية على المدى المتوسط والبعيد.

    6. أن معظم رؤوس الأموال الذكية التي ستخرج من أسواق الأسهم الامريكية ستتجه الى أسواق السلع الأولية والنفط والذهب بالإضافة الى بعض أسواق البلدان الناشئة والتي تعتمد اقتصاداتها على النفط والسلع الأولية
    هذه النقطة واضحة جداً ويمكن تفصيلها في عدة نقاط:
    - أن أسعار النفط والسلع الأولية والمعادن الثمينة ستستمر في الارتفاع وسينعكس ذلك على حجم صادرات دول الخليج وعلى ميزانية حكوماتها وعلى الإنفاق الحكومي في اقتصاداتها
    - أن أسعار منتجات شركات التعدين وشركات تكرير مشتقات النفط وشركات البتروكيماويات وشركات السلع الأولية سترتفع وسينعكس ذلك على أرباح تلك الشركات وبالتالي سترتفع أسعار أسهمها في الأسواق الخليجية
    - أن بقية قطاعات السوق ستتأثر إيجابياً ولكن عن طريق تحسن ميزانيات الدول الخليجية ورفع الإنفاق الحكومي
    - أنه من المتوقع عودة السيولة الوطنية من الأسواق الامريكية الى السوق المحلي بالإضافة الى دخول سيولة خارجية جديدة الى الأسواق الخليجية، فالأسواق الخليجية ستكون جهة محبذة لبعض رؤوس الأموال العالمية بسبب إنخاض مكررات ابارحها الحالية وبسبب النمو المتوقع لعوائد شركاتها للأسباب الموضحة أعلاه، واتوقع ان نرى هذا التطور بكل وضوح من خلال ارتفاعات ملحوظة لمؤشرات أسواق الأسهم الخليجية الرئيسية خلال الربعين الأول والثاني من هذا العام خاصة في حال انضمام السوق السعودي لمؤشرات الأسواق الناشئة

    7. السيولة الجديدة التي ستخرج من أسواق الأسهم وستدخل في أسواق السلع الأولية سترفع معدلات التضخم من جديد وستسبب دورة جديدة من ارتفاع معدلات الفائدة وانخفاض القيم العادلة للأسهم (two upward spiral and one downward spiral)
    هذه النقطة واضحة وسبق وأن وضحنا تبعاتها من خلال شرح التطبيق العملي للنقاط السابقة

    8. أن مؤشر الدولار (DX) والذي يقيس قوة الدولار امام سلة من العملات الرئيسية كاليورو والين الياباني سيرتفع بسبب ارتفاع معدلات الفائدة على السندات الامريكية، فالمحافظ التي اقترضت من الداخل الأمريكي للاستثمار في الأسواق العالمية ستضطر الى التخارج من الأسواق الغير أمريكية لسداد القروض الامريكية بأسرع وقت وقبل ارتفاع معدلات الفائدة الامريكية الى مستويات اعلى، ولكن سينخفض الدولار امام السلع الأولية والنفط والمعادن الثمينة وامام عملات الدول المصدرة للسلع الأولية كالدولار الأسترالي والدولار الكندي واتوقع ان يسجل زوج الدولار الامريكي/الكندي 1.11 خلال ستة أشهر من الآن كما هو موضح في الرسم البياني المرفق
    من الممكن ان يستفيد متداولي العملات والفوركس من هاتين النقطتين، ويجدر التنويه على أن ارتفاع الدولار امام معظم العملات العالمية لا يعني بالضرورة أنه سيحتفظ بقوته الشرائية، فعلى أن الدولار والعملات المرتبطة به كعملات دول الخليج ستتحسن امام معظم العملات العالمية الأخرى إلا انها ستنخفض امام القيمة الحقيقية كقيم السلع الأولية والمعادن الثمينة

    9. أن الدول التي تعتمد على السلع الأولية ستتحسن اقتصاداتها بسبب ارتفاع أسعار النفط واسعار السلع الأولية، ومنها المملكة العربية السعودية وكندا بسبب تحسن أسعار النفط وأستراليا بسبب تحسن أسعار السلع الصناعية
    هذه النقطة تعني باختصار أن أسواق الأسهم الخليجية ستدخل في سوق صاعدة تمتد لخمس سنوات على الأقل بمشيئة الله


    كيف سيتأثر سعر سهم شركة معادن السعودية
    لدى شركة معادن الكثير من الديون وقد بلغت نسبة الديون الى إجمالي الأصول 63% وهي نسبة مرتفعة جداً، كما أن معدلات الفائدة على بعض هذه الديون متغيرة، وسترتفع تكلفتها في حال تغير أسعار الفائدة من قبل المركزي الأمريكي ومؤسسة النقد السعوي
    وفي المقابل فإن أرباح الشركة سترتفع بسبب ارتفاع أسعار منتجاتها الناتج عن ارتفاع أسعار السلع الأولية في البورصات العالمية
    وسيكون تأثير العامل الثاني على صافي أرباح الشركة أكبر بكثير من تأثير العامل الأول
    وبالإضافة الى ما سبق فإن أسعار الأسهم في الأسواق لا تعتمد بالضرورة على التقييم الصارم للقيم العادلة للأسهم، بل هي تتأثر بشكل كبير بعواطف المتداولين في السوق (Sentiments)، ومع عودة التضخم سنجد توجه لبعض المستثمرين للتحوط ضده من خلال الاستثمار في شركات التعدين وعلى رأسها شركة معادن السعودية والتي تكاد أن تكون الخيار الأوحد في السوق السعودي.
    فالجواب بإختصار هو أن سعر سهم شركة معادن سيتأثر إيجاباً في حال تحققت هذه النظرية
    وللأسف لا املك في السهم حتى وقت طرح هذا الموضوع
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    13-Feb-2002
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    2,058
    تسلم يا أخي أبوعبدالله .. ماكرو

    دراسة ورؤية وشرح متأني ودقيق .. أتمنى من الله أن يجعل ما سطرته وقصدت فيه الوقوف مع أخوانك وأخواتك .. أن يجعله في ميزان أعمالك

    وألف شكر لك ..
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    23-Aug-2013
    المشاركات
    396
    ماشاء الله كلام من ذهب وفكر عقلاني
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    12-Feb-2009
    المشاركات
    10,904
    مشكور والله يجزاك خير
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    4-Sep-2013
    المشاركات
    2,264

    Lightbulb

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماكـرو مشاهدة المشاركة
    كمتداول في الاسواق الخليجية كيف استفيد من التغيرات الأخيرة في الأسواق العالمية؟

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أن أسواق الأسهم الخليجية ستدخل في سوق صاعدة تمتد لخمس سنوات على الأقل بمشيئة الله

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي أبو عبدالله ...

    المهم وفقك الله إذا حصل لا نريد سابك تحوس السوق كالعادة عند نزولها للنسبة الدنيا

    سوق نيويورك نزل اكثر من 650 نقطة والشركات من 5٪‏ وتحت :

    الاســـم:	jv6tm4a.jpg
المشاهدات: 310
الحجـــم:	15.4 كيلوبايت
    الاســـم:	jjNGJsA.jpg
المشاهدات: 315
الحجـــم:	172.3 كيلوبايت



    عندنا تقفل سابك نسبة تحت يجييك ( سوق النفسية ) معها نسب تحت

    سواءًا القانع أوالمعتر فيهم ،،،



    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    5-Mar-2008
    المشاركات
    662
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماكـرو مشاهدة المشاركة
    كمتداول في الاسواق الخليجية كيف استفيد من التغيرات الأخيرة في الأسواق العالمية؟

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    هذا الموضوع هو مداخلة منفصلة في موضوع الأسواق العالمية 2017 & 2018
    ولأهميتها أحببت ان اطرحها في موضوع مستقل لتعم الفائدة بإذن الله
    طبعاً هذه توقعاتي الشخصية لحركة الأسواق العالمية والخليجية في الأسابيع والاشهر القادمة
    فإن اصبت فبفضل من الله ثم بفضل دعواتكم الطيبة وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان ومنكم العذر والسموحة
    وتقبلوا تحياتي


    في هذه المداخلة سأحاول الإجابة على السؤال الذي يهم الأغلبية منكم وهو " كيف استفيد من هذه النظرية كمتداول في الأسواق الخليجية؟
    وهذه الإجابة ليست إلا التطبيق العملي للنظرية في العالم الحقيقي، ولكي اربط الإجابة او التطبيق العملي بالنظرية بشكل كامل سأحاول أن أذكر كل مبدأ في النظرية ومن ثم أوضح كيف استفيد منه في التطبيق العملي في الأسواق الخليجية

    فبسم الله نبدأ

    1. أن الاقتصاد الأمريكي يتحسن وينمو بشكل مضطرد ويقترب من اغلاق فجوة طاقته الإنتاجية
    لعل هذه النقطة لا تهمنا كثيراً كمتداولين في الأسواق الخليجية عدى عن كونها تؤثر بشكل إيجابي على أسعار النفط والتي لها إرتباط مباشر بالناتج القومي الخليجي وبحجم الانفاق الحكومي في الأسواق الخليجية
    ولكن تحسن الاقتصاد الأمريكي سيؤثر على سوق العمل الأمريكي والذي يقف فيه معدل البطالة عند مستويات منخفضة تاريخياً (%4.1)، فسنلحظ ارتفاع ملحوظ في متوسطات أجور العمالة ومن شأن ذلك أن يؤثر بدوره على رفع أسعار المنتجات في السوق الأمريكي وبالتالي رفع معدلات التضخم والتي سترفع بدورها معدلات الفائدة على السندات الأمريكية

    2. أن أسعار الطاقة وأسعار السلع الأولية بدأت بالارتفاع بشكل ملحوظ بسبب تحسن الاقتصاديات الرئيسية في العالم ومنها الاقتصاد الأمريكي والاقتصادي الصيني
    هذه النقطة مهمة جداً لأسواق الأسهم الخليجية، فارتفاع أسعار النفط والغاز الطبيعي سيؤثر بشكل إيجابي على تنافسية شركات البتروكيميكلز وشركات الأسمدة الخليجية، اما ارتفاع أسعار السلع الأولية فسيؤثر إيجابياً على أسعار منتجات شركات التعدين وبالتالي سيؤثر على نتائجها المالية بشكل ملحوظ

    بقية القطاعات في الأسواق الخليجية ستستفيد كذلك ولكن بشكل غير مباشر وذلك عن طريق تحسن الدخل القومي وارتفاع الانفاق الحكومي

    3. أن التضخم بدأ بالعودة الى الأسواق بسبب 1. ارتفاع أسعار النفط بسبب خفض الإنتاج من قبل اوبك 2. وارتفاع أسعار السلع الأولية بسبب ارتفاع الطلب الناتج عن تحسن النمو الحقيقي لبعض الاقتصاديات العالمية الرئيسية 3. وانخفاض معدلات البطالة في الاقتصاد الأمريكي
    هذه النقطة مهمة لك كمستثمر خليجي فهي تعني ان الكاش ليس بأفضل الخيارات في المرحلة المقبلة وأنه لا بد أن يكون جزء من محفظتك مخصص للتحوط من تضخم العملات، ويمكن تفعيل ذلك عملياً بالاستثمار في شركات التعدين كمعادن السعودية والشركات التي تعتمد في عملياتها التشغيلية على الطاقة كمصانع التكرير والسلع الأولية كالبتروكيمكلز والاسمدة والإسمنتيات، وقد وضحت هذه النقطة بشكل جلي في موضوع "لمن يستطيع الصبر" قبل اكثر من شهرين
    أحد طرق التحوط الأخرى هو الإستثمار المباشر في سبائك المعادن الثمينة كالذهب والفضة ولكن العيب الكبير في هذه الطريقة أن هذه السبائك لا تتوالد وليس لها عوائد او توزيعات نقدية وفي ذات الوقت يجب تزكيتها بشكل سنوي، ولكنها قد تكون في الحالات النادرة أفضل خيارات الاستثمار

    4. أن العائد على السندات الحكومية الامريكية (10 سنوات) بدأ بالارتفاع وسيستمر بالارتفاع لسببين رئيسيين: الأول هو ارتفاع معدلات التضخم، والسبب الثاني هو ارتفاع نسبة النمو الحقيقي في الاقتصاد الأمريكي
    لعل هذه من اهم نقاط النظرية وللاستفادة منها عملياً يجب أن تضع في اعتبارك أنه من المحتمل اأ يرفع المركزي الأمريكي معدلات الفائدة أربع مرات خلال عام 2018م، وستواكب البنوك المركزية الخليجية هذه الارتفاعات في الفائدة الامريكية كون اأن عملاتها مرتبطة بالدولار الامريكي
    فإن كنت مدير تنفيذي لاحدا الشركات الخليجية فيجب أن تحرص على التخلص وبأسرع وقت من الديون متغيرة الفائدة، لأن تكاليف خدمة هذه الديون سترتفع بشكل ملحوظ في الفترة المقبلة
    أما إن كنت متداول او مستثمر في الأسواق الخليجية فأنصح أن تبتعد عن الشركات ذات المديونية العالية (نسبة الديون الى الأصول أكثر من 40%)، فعادة ما تضطر تلك الشركات بسبب ارتفاع مديونيتها الى اخذ قروض متغيرة الفائدة وقد تعلن انها قروض بنظام المرابحة الإسلامية في حين انها ديون متغيرة الفائدة ومرتبطة بمعدلات الفائدة الامريكية او الخليجية، ففي حال ارتفاع معدلات الفائدة من قبل المركزي الأمريكي او مؤسسة النقد السعودي فسترتفع تكاليف تلك القروض
    ومن الأمثلة على الشركات التي ستعاني من هذه المشكلة هي شركة اتحاد اتصالات (موبايلي)، بالإضافة الى شركة الكهرباء السعودية
    وكذلك شركة معادن، ولكن شركة معادن حالة خاصة سنتحدث عنها في نهاية المداخلة بإذن الله
    اما إن كنت موظف فيجب أن تستفيد من معلات الفائدة المنخفضة حالياً وأن تحمي القوة الشرائية لراتبك في السنوات الخمس القادمة، فعلى سبيل المثال يفضل ان تأخذ قرض بنسب الفائدة المنخفضة حالياً وان تضعه في شركات تدر عليك عائد سنوي بنسبة اعلى من نسبة القرض، وفي ذات الوقت انصح ان تفتح محفظة للأسهم قبل ان تطلب القرض وان تشتري أسهم من البنك بالآجل وتحولها الى محفظتك في ذات البنك فتنتفي بذلك شبه الربا بالكلية، ولاختيار الأسهم انصح بالرجوع لموضوع "لمن يستطيع الصبر" وانتقاء الأسهم التي مازالت تتداول قريباً من أسعار القيعان المقترحة في ذلك الموضوع كالمتقدمة واسمنت اليمامة والخدمات والتموين

    5. أن الأسعار الحالية للأسهم الامريكية (الداو جونز 26 الف) تعتبر مرتفعة جداً خاصة إذا ما اعيد تقيمها واخذ في عين الاعتبار الارتفاع المتسارع لمعدلات الفائدة معدومة المخاطر (العائد على السندات الحكومية الامريكية 10 سنوات و 30 سنة)
    ولله الحمد اشرت قبل ثلاثة اس ابيع وبتاريخ 2018/01/15 الى أن أسواق الأسهم الأمريكية بصدد تشكيل قممها وأنها ستتجه الى الهبوط بشكل سريع، وقد أغلق مؤشر الداو جونز الأمريكي هذا الأسبوع عند 25,521 نقطة منخفضاً بنسبة 4.1% خلال أسبوع واحد فقط (اغلاق الأسبوع السابق 26,617)، كما إنخفض مؤشر RSI من 92 نقطة الى 69.6 نقطة بنسبة 24% خلال أسبوع واحد فقط.

    ولكن ينبغي التنويه على أن انهيار بعض أسواق الأسهم العالمية يجب أن لا يؤثر على خطتك الاستثمارية في الأسواق الخليجية، فقد يستغل صانع السوق وكبار المضاربين إضطراب الأسواق الأسهم العالمية لخلق حالة من الهلع في الأسواق المحلية لغرض جمع المزيد من الأسهم، فمن غير المتوقع أن يؤثر انهيار أسواق الاسهم العالمية على الاسوق المحلية على المدى المتوسط والبعيد.

    6. أن معظم رؤوس الأموال الذكية التي ستخرج من أسواق الأسهم الامريكية ستتجه الى أسواق السلع الأولية والنفط والذهب بالإضافة الى بعض أسواق البلدان الناشئة والتي تعتمد اقتصاداتها على النفط والسلع الأولية
    هذه النقطة واضحة جداً ويمكن تفصيلها في عدة نقاط:
    - أن أسعار النفط والسلع الأولية والمعادن الثمينة ستستمر في الارتفاع وسينعكس ذلك على حجم صادرات دول الخليج وعلى ميزانية حكوماتها وعلى الإنفاق الحكومي في اقتصاداتها
    - أن أسعار منتجات شركات التعدين وشركات تكرير مشتقات النفط وشركات البتروكيماويات وشركات السلع الأولية سترتفع وسينعكس ذلك على أرباح تلك الشركات وبالتالي سترتفع أسعار أسهمها في الأسواق الخليجية
    - أن بقية قطاعات السوق ستتأثر إيجابياً ولكن عن طريق تحسن ميزانيات الدول الخليجية ورفع الإنفاق الحكومي
    - أنه من المتوقع عودة السيولة الوطنية من الأسواق الامريكية الى السوق المحلي بالإضافة الى دخول سيولة خارجية جديدة الى الأسواق الخليجية، فالأسواق الخليجية ستكون جهة محبذة لبعض رؤوس الأموال العالمية بسبب إنخاض مكررات ابارحها الحالية وبسبب النمو المتوقع لعوائد شركاتها للأسباب الموضحة أعلاه، واتوقع ان نرى هذا التطور بكل وضوح من خلال ارتفاعات ملحوظة لمؤشرات أسواق الأسهم الخليجية الرئيسية خلال الربعين الأول والثاني من هذا العام خاصة في حال انضمام السوق السعودي لمؤشرات الأسواق الناشئة

    7. السيولة الجديدة التي ستخرج من أسواق الأسهم وستدخل في أسواق السلع الأولية سترفع معدلات التضخم من جديد وستسبب دورة جديدة من ارتفاع معدلات الفائدة وانخفاض القيم العادلة للأسهم (two upward spiral and one downward spiral)
    هذه النقطة واضحة وسبق وأن وضحنا تبعاتها من خلال شرح التطبيق العملي للنقاط السابقة

    8. أن مؤشر الدولار (DX) والذي يقيس قوة الدولار امام سلة من العملات الرئيسية كاليورو والين الياباني سيرتفع بسبب ارتفاع معدلات الفائدة على السندات الامريكية، فالمحافظ التي اقترضت من الداخل الأمريكي للاستثمار في الأسواق العالمية ستضطر الى التخارج من الأسواق الغير أمريكية لسداد القروض الامريكية بأسرع وقت وقبل ارتفاع معدلات الفائدة الامريكية الى مستويات اعلى، ولكن سينخفض الدولار امام السلع الأولية والنفط والمعادن الثمينة وامام عملات الدول المصدرة للسلع الأولية كالدولار الأسترالي والدولار الكندي واتوقع ان يسجل زوج الدولار الامريكي/الكندي 1.11 خلال ستة أشهر من الآن كما هو موضح في الرسم البياني المرفق
    من الممكن ان يستفيد متداولي العملات والفوركس من هاتين النقطتين، ويجدر التنويه على أن ارتفاع الدولار امام معظم العملات العالمية لا يعني بالضرورة أنه سيحتفظ بقوته الشرائية، فعلى أن الدولار والعملات المرتبطة به كعملات دول الخليج ستتحسن امام معظم العملات العالمية الأخرى إلا انها ستنخفض امام القيمة الحقيقية كقيم السلع الأولية والمعادن الثمينة

    9. أن الدول التي تعتمد على السلع الأولية ستتحسن اقتصاداتها بسبب ارتفاع أسعار النفط واسعار السلع الأولية، ومنها المملكة العربية السعودية وكندا بسبب تحسن أسعار النفط وأستراليا بسبب تحسن أسعار السلع الصناعية
    هذه النقطة تعني باختصار أن أسواق الأسهم الخليجية ستدخل في سوق صاعدة تمتد لخمس سنوات على الأقل بمشيئة الله


    كيف سيتأثر سعر سهم شركة معادن السعودية
    لدى شركة معادن الكثير من الديون وقد بلغت نسبة الديون الى إجمالي الأصول 63% وهي نسبة مرتفعة جداً، كما أن معدلات الفائدة على بعض هذه الديون متغيرة، وسترتفع تكلفتها في حال تغير أسعار الفائدة من قبل المركزي الأمريكي ومؤسسة النقد السعوي
    وفي المقابل فإن أرباح الشركة سترتفع بسبب ارتفاع أسعار منتجاتها الناتج عن ارتفاع أسعار السلع الأولية في البورصات العالمية
    وسيكون تأثير العامل الثاني على صافي أرباح الشركة أكبر بكثير من تأثير العامل الأول
    وبالإضافة الى ما سبق فإن أسعار الأسهم في الأسواق لا تعتمد بالضرورة على التقييم الصارم للقيم العادلة للأسهم، بل هي تتأثر بشكل كبير بعواطف المتداولين في السوق (Sentiments)، ومع عودة التضخم سنجد توجه لبعض المستثمرين للتحوط ضده من خلال الاستثمار في شركات التعدين وعلى رأسها شركة معادن السعودية والتي تكاد أن تكون الخيار الأوحد في السوق السعودي.
    فالجواب بإختصار هو أن سعر سهم شركة معادن سيتأثر إيجاباً في حال تحققت هذه النظرية
    وللأسف لا املك في السهم حتى وقت طرح هذا الموضوع


    السلام عليكم أخي ابو عبدالله ونشكرك كثيرا على طرحك المميز المفيد وهذا ما تعودناه منك دائما وفقك الله

    ليس هناك ما يمكن اضافته لموضوعك الشامل ولتوقعاتك الحصيفة

    الإشارة التي يمكن اضافتها وهي ما سيؤثر إيجابا على اقتصاديات دول النفط وبالتالي على حجم الانفاق الحكومي وزيادة السيولة هو رفع الفائدة بشكل متسارع على اسعار النفط بعد امتصاص صدمة الهبوط التصحيحي للداو جونز وبقية الاسواق العالمية المتأثرة به مرحليا

    منذ العام 2010 وحتى العام 2014 استمر نمو انتاج النفط الصخري الامريكي بشكل متسارع فأصبح منافسا شرسا للنفط الاحفوري حتى بدأت اتفاقية اوبك لخفظ الانتاج مع المنتجين من خارجها , المتوقع الان بعد رفع الفائدة هو زيادة تكلفة القروض على شركات النفط الصخري الامريكي وبالتالي ارتفاع تكلفة الانتاج وسيؤثر ذلك على اسعار النفط ايجابا بعد صدور البيانات ربما هذا الاسبوع او بعده فالشركات ستواجه ارتفاع في التكلفة بسبب ارتفاع الفائدة على التمويل والاجور . الامر الاخر هو ارتفاع الاجور وانخفاض طلبات الاعانة اي زيادة التوظيف سيزيد استهلاك الفرد الامريكي وهو المحرك الاساسي للاقتصاد العالمي الصناعي وهذا سيدعم النمو في الصين وبالتالي زيادة الاستهلاك من منتجات النفط .ربما اننا بصدد العودة مجددا الى الوضع الطبيعي قبل انهيار اسعار النفط في 2014 وهذا كما تفضلت في مقالك سيدعم الانفاق الحكومي لدينا ويزيد من السيولة المتداولة ويؤثر على البورصة . نقطة اخرى هي ان السيولة لدينا لم يعد لها خيارات متاحة غير الودائع او سوق الاسهم فلم يعد سوق العقار مطمئنا كثيرا .
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    10-May-2005
    المشاركات
    4,923
    اشكر كل من شارك في الموضوع
    ولضيق الوقت لن استطيع الرد بتفصيل

    أخي سعود
    تحليلك ممتاز وصحيح عدا عن نقطة واحدة
    الودائع غير جيدة لاسباب وضحتها في الموضوع الاصلي (الاسواق العالمية)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماكـرو مشاهدة المشاركة
    لعل هذا الموضوع او المداخلة تكون من اهم المواضيع التي كتبتها في تحليل الأسواق
    وقد ترددت كثيرا في طرح هذا الموضوع لشدة تعقيده وصعوبة تبسيطه ولإرتفاع نسبة الخطاً فيما جاء فيه من توقعات
    ولكن حسمت أمري ورأيت أن لا بأس من أن أضع تصوري كما أراه الآن فإن اصبت فهو بفضل من الله ثم بفضل دعواتكم الطيبة، وإن أخطأت فسيكون هذا الموضوع تجربة تحفر ندباتها في جسد خبراتي فلا انساها ما حييت، فإما النجاح او التجربة الغنية، فلا فشل إنما هو منحدر قصير في طريق النجاح.

    وكمقدمة لهذا الموضوع المهم لابد أن أوضح العلاقة المباشرة والمهمة بين 1- التضخم داخل الاقتصاد الأمريكي 2- وأسعار السندات الحكومية الامريكية 3- وتقييم الأسهم الامريكية
    وسنبدأ بالعلاقة المباشرة والوطيدة بين نسبة التضخم في الاقتصاد ونسبة العائد (الفائدة) التي يتوقعها المستثمرون على السندات الامريكية وخاصة السندات طويلة الأجل 10-20-30 سنة
    فالعائد المتوقع على السندات الامريكية يعتمد على عاملين رئيسيين:
    الأول هو معدل النمو الحقيقي في الناتج القومي الأمريكي (Real GDP Growth Rate)
    والثاني هو معدل التضخم المتوقع خلال السنوات التي تغطيها مدة السند (Expected Inflation Rate)
    ويمكن تبسيط الامر والقول بأن ما يطلبه المستثمرين كعائد من هذه السندات لابد أن يساوي او يزيد عن مجموع العاملين السابقين
    عائد السند % = معدل النمو الحقيقي للاقتصاد % + معدل التضخم المتوقع %
    فإذا ما كان عائد سندات العشر سنوات الامريكية يتداول عند 2.5%، وإذا ما كانت آخر الإحصائيات تشير الى أن الاقتصاد ينمو نموا حقيقياً بمعدل 1.8، فهذا يعني بأن المستثمرين يتوقعون أن لا تزيد نسبة التضخم في الفترة القادمة عن 0.7%
    2.5% = 1.8% + 0.7%
    فالعلاقة بين معدل التضخم المتوقع وبين العائد على السندات علاقة طردية، فكلما ارتفع التضخم ارتفع العائد الذي يتوقعه المستثمرون من السندات الامريكية

    وبعد أن وضحنا العلاقة الوثيقة بين التضخم ومعدل العائد على السندات
    سنحاول أن نوضح العلاقة المباشرة بين معدل العائد على السندات وتقييم الأسهم

    المؤسسات الاستثمارية المتخصصة تستخدم عدة طرق لتقييم الأسهم، ومن أشهر هذه الطرق وأكثرها دقة واحترافية طريقة خصومات التدفقات النقدية وطريقة خصومات التوزيعات النقدية
    وتشير كلمة خصومات في مسميات الطريقتين الى أنه يتم إعادة احتساب التدفقات النقدية المستقبلية او التوزيعات النقدية المستقبلية لتعكس قيمتها الحقيقية في الوقت الحالي لكي يتم احتساب القيمة العادلة الحالية للسهم، وتتم عملية الخصم بقسمة التدفق النقدي لكل سنة مستقبلية على معامل الخصم الخاص بتلك السنة المستقبلية، فالعلاقة هنا عكسية، ولكن وبالمجمل فإن معامل الخصم يعتمد اساساً على تكلفة رأس المال او العائد الذي يتوقعه المساهمين على حقوقهم في حال استثمروا في شركة مشابهة، وتكلفة رأس المال او العائد المتوقع لحقوق المساهمين يعتمد بالدرجة الأولى على عدة عوامل، أهم تلك العوامل هو معدل العائد على السندات الحكومية الامريكية.
    https://i.investopedia.com/inv/dicti...terms/CAPM.gif
    فيظهر مما سبق بأن هناك ارتباط وثيق بين احتساب القيمة العادلة للأسهم وبين معدل العائد على السندات الامريكية، والعلاقة بينهما عكسية، فكلما ارتفع معدل العائد على السندات الامريكية انخفضت القيمة العادلة للأسهم.

    ومما سبق نستطيع القول بأن معدل التضخم يؤثر على معدل الفائدة او العائد على السندات الامريكية والتي بدورها تؤثر وبشكل مباشر على احتساب القيمة العادلة للأسهم
    ففي حال ارتفعت توقعات معدلات التضخم في الاقتصاد الأمريكي ارتفع العائد الذي يطلبه المستثمرون من السندات الامريكية، وإذا ارتفع العائد على السندات الامريكية انخفضت القيمة العادلة للأسهم.

    ونختم هذه المقدمة بتوضيح لاهم اسباب التضخم، فأول مسبباته هو زيادة الطلب الناتج عن تسارع عجلة الاقتصاد بوتيرة أسرع من أن يتواكب معها سرعة رفع الإنتاج كما حدث لقطاع الاسمنت السعودي في الفترة ما بين 2007 و 2010 أو أن يحدث زيادة في المعروض النقدي من قبل البنك المركزي تتسبب بزيادة أسعار المنتجات، والسبب الرئيس الآخر هو ارتفاع تكاليف الإنتاج كأن ترتفع أسعار النفط والسلع الاولية والتي يتم استيرادها من خارج الاقتصاد المحلي او كإرتفاع أجور العمالة بسبب فرض رسوم حكومية جديدة او بسبب انخفاض شديد لمعدلات البطالة.

    وندخل الآن في صلب الموضوع، وسأبدأ بوضع توقعاتي ثم سأوضح كيف انتهيت الى هذه التوقعات
    أتوقع ان تتسارع وتيرة ارتفاع التضخم في الاقتصاد الأمريكي في عام 2018، وأتوقع ان تُـنهي السندات الامريكية سوقها الصاعدة وتدخل في سوق هابطة تنخفض فيها أسعار السندات وترتفع عوائدها، وقد يسجل عائد سندات العشر سنوات 3.5% قبل نهاية الربع الثالث من هذا العام 2018، واتوقع أن يستمر الاقتصاد الأمريكي بالتحسن والتعافي وقد يسجل نسبة نمو سنوية تصل الى 4% في الربع الثالث من عام 2018م (أي ارتفاع بنسبة 1% في ذلك الربع)، واتوقع أن يسجل سوق الأسهم الأمريكي قمته ويبدأ بالهبوط قبل نهاية الربع الأول من عام 2018م.

    فالسؤال هنا هو كيف يتحسن الاقتصاد الأمريكي وتتسارع وتيرة نموه في حين تنهار أسعار الأسهم الامريكية؟
    الجواب هو "بسبب ارتفاع معدلات التضخم وارتفاع نسبة النمو الحقيقي للناتج القومي الأمريكي واللذان سيؤديان الى ارتفاع العائد على السندات الامريكية مما سيؤدي الى خفض القيم العادلة للأسهم"!

    الارتفاعات الأخيرة للنفط والذهب وغيرهما من السلع الصناعية ينذر بعودة التضخم داخل الاقتصاد الامريكي الى مستويات اعلى من 2%، هذا بالإضافة إلى أن تحسن الاقتصاد الأمريكي الذي سيؤدي الى زيادة الطلب على المنتجات بمختلف أنواعها وبوتيرة اعلى من ارتفاع معدلات الإنتاج.
    ومن ناحية أخرى فإنا نرى الكثير من الاقتصاديات حول العالم تتعافى وتعود الى نسب النمو الطبيعية كما حدث في الاقتصاد الصيني مؤخراً، وهو ما من شأنه أن يزيد الطلب على الطاقة والسلع الأولية ويرفع أسعارها.
    وعلى أن الدولار الأمريكي سينخفض امام السلع الأولية وامام عملات الدول المصدرة لهذه السلع ككندا وأستراليا إلا أن مؤشر الدولار وبشكل عام سيرتفع لأن الكثير من الشركات والتجار الأمريكيين استغلوا معدلات الفائدة المنخفضة في الفترة الماضية للاقتراض والمتاجرة خارج أمريكا، ومع ارتفاع معدلات الفائدة سيحاولون أن يتخارجون من الأسواق غير الامريكية وأن يشتروا الدولار ليتمكنوا من سداد هذه القروض الامريكية بأسرع وقت ممكن وقبل ان ترتفع معدلات الفائدة لمستويات اعلى.

    أحد الأسئلة المهمة التي تأتي كنتيجة لهذه التوقعات هو أين ستذهب رؤوس الأموال التي ستخرج من أسواق الأسهم الامريكية؟
    عادة ما تذهب رؤوس الأموال المتخارجة من أسواق الأسهم الى أسواق السندات ولكنها هذه المرة لن تفعل لأن سوق السندات الامريكية دخلت في سوق هابطة متمثلة بإرتفاعات معدلات الفائدة في الفترة الماضية وذلك بسبب إستمرار ارتفاع التضخم وتحسن النمو الاقتصادي، ومن المرجح أن يكون الملاذ الآمن الوحيد لهذه الأموال هو أسواق السلع الأولية مما سيتسبب في رفع أسعارها مرة أخرى، مما سيؤدي الى دخول معدلات التضخم في دورة جديدة من الارتفاعات والتي سترفع العائد على السندات مرة أخرى وتخفض القيم العادلة للأسهم مرة أخرى، ومن المتوقع ان تستمر هذه الدوامة من الارتفاعات في أسعار الطاقة والسلع الأولية والتضخم ومعدلات الفائدة على السندات الامريكية حتى نصل الى منطقة توازن جديدة للأسعار والأسواق.


    مرفق شارت للإرتفاعات الأخيرة في معدلات الفائدة على سندات العشر سنوات الامريكية والذي يوضح بداية السوق الهابطة في هذه السندات.
    واضع هنا ايضاً رابطين لمقابلتين توضحان العلاقة بين تأثير ارتفاع العائد المتوقع للسندات الامريكية على تقييم الأسهم
    كان هذا هو تحليلي حينها
    والذي لاحظته خلال جلسات التداول الاخيرة أن عائدات السندات الامريكية بعيدة المدى (10 & 30) ارتفعت في اول يوم نزول للسوق الامريكي (يوم الخميس الماضي) (بيع) في حين إنخفض العائد على السندات متوسطة وقصيرة المدى (شراء)
    يوم امس الاثنين انخفضت عوائد جميع السندات بما في ذلك السندات طويلة الاجل (شراء قوي)
    هناك هروب من اسواق الاسهم العالمية بسبب ارتفاعاتها الكبيرة وبسبب الارتفاع الاخير في عوائد السندات الامريكية (10 سنوات) الى سوق السندات
    ولكن الهروب تركز في البداية على السندات قصيرة المدى ولكن حين اشتد الهبوط في سوق الاسهم الامريكية بدأت السيولة بالإتجاه الى السندات طويلة الاجل
    وهذا متوقع كون ان السيولة كبيرة وليست كلها محترفة

    ولكي نحدد التوجه الحقيقي للسيولة فلنراقب ايضاً اسواق السلع وخاصة الذهب والنفط والسلع الصناعية كالنحاس

    اعتذر عن الاختصار لظروف العمل
    لكن كرهت أن اتركم بهذه الظروف بدون توضيح
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    10-May-2005
    المشاركات
    4,923
    الله يسلمك أخي عالم نفس
    وأشكر لك كلماتك ودعواتك الطيبة

    حياك الله اخي آيفون
    والذهب ذوقك بارك الله فيك

    أخي طالع نسبة
    حياك الله والله يجزاك خير

    اخي المرحرح
    تخوفك في محله وهذه اساليب وادوات صانع السوق
    لهذا نصحت سابقاً ومازلت اكرر بأنه من الافضل عدم التركيز على المؤشر العام
    بل يفضل التركيز على اسهم المحفظة

    أخوي سعود
    اشكر لك مشاركتك القيمة
    وبودي اوضح نقاط سريعة
    ارتفاع الفائدة من قبل البنوك المركزية او من قبل كبار المستثمرين يكون عادة بسبب ارتفاع اسعار السلع الاولية او تكاليف الاجور (تضخم)، وغالباً ما يكون سبب ارتفاع الاجور او السلع الاولية هو تحسن وتسارع الاقتصاد او تسهيل نقدي من قبل البنوك المركزية
    طبعاً في الشرح اعلاه تبسيط كبير ولكن لإيصال الفكرة الرئيسية

    من المتوقع في الاسابيع القليلة القادمة بإذن الله ان يتراجع النفط قليلا او ان يدخل في قناة عرضية
    ولكن مآله الى الصعود ومواصلة ارتفاعاته بإذن الله الى الاهداف التي حددناها في موضوع "طرح ارامكو"

    بالنسبة لملاحظتك حول ارتفاع التكاليف بسبب رفع الفائدة فهي في محلها
    ايضاً ما ذكرته بخصوص تحسن الاقتصاديات العالمية وأثرها الايجابي على اسعار النفط فهو تحليل منطقي وصحيح

    المعضلة الاخيرة في التحليل الذي ذكرته في موضوع الاسواق العالمية (النظرية) هو الى اين ستذهب رؤس الاموال الذكية، وسبق ووضحت الخيارات الموجودة حاليا واثر كل واحد منها

    ويبقى مفاجأة تدخلات البنوك المركزية في حال واصلت اسواق الاسهم هبوطها
    ويغلب على ظني بأن البنوك المركزية لن تتدخل هذه المرة
    وإن فعلت فسنرى ارتفاع كبير في اسعار المعادن الثمينة والسلع الاولية وهبوط للعملات الرئيسية امامها
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    13-Feb-2002
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    2,058
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماكـرو مشاهدة المشاركة
    الله يسلمك أخي عالم نفس
    وأشكر لك كلماتك ودعواتك الطيبة

    حياك الله اخي آيفون
    والذهب ذوقك بارك الله فيك

    أخي طالع نسبة
    حياك الله والله يجزاك خير

    اخي المرحرح
    تخوفك في محله وهذه اساليب وادوات صانع السوق
    لهذا نصحت سابقاً ومازلت اكرر بأنه من الافضل عدم التركيز على المؤشر العام
    بل يفضل التركيز على اسهم المحفظة

    أخوي سعود
    اشكر لك مشاركتك القيمة
    وبودي اوضح نقاط سريعة
    ارتفاع الفائدة من قبل البنوك المركزية او من قبل كبار المستثمرين يكون عادة بسبب ارتفاع اسعار السلع الاولية او تكاليف الاجور (تضخم)، وغالباً ما يكون سبب ارتفاع الاجور او السلع الاولية هو تحسن وتسارع الاقتصاد او تسهيل نقدي من قبل البنوك المركزية
    طبعاً في الشرح اعلاه تبسيط كبير ولكن لإيصال الفكرة الرئيسية

    من المتوقع في الاسابيع القليلة القادمة بإذن الله ان يتراجع النفط قليلا او ان يدخل في قناة عرضية
    ولكن مآله الى الصعود ومواصلة ارتفاعاته بإذن الله الى الاهداف التي حددناها في موضوع "طرح ارامكو"

    بالنسبة لملاحظتك حول ارتفاع التكاليف بسبب رفع الفائدة فهي في محلها
    ايضاً ما ذكرته بخصوص تحسن الاقتصاديات العالمية وأثرها الايجابي على اسعار النفط فهو تحليل منطقي وصحيح

    المعضلة الاخيرة في التحليل الذي ذكرته في موضوع الاسواق العالمية (النظرية) هو الى اين ستذهب رؤس الاموال الذكية، وسبق ووضحت الخيارات الموجودة حاليا واثر كل واحد منها

    ويبقى مفاجأة تدخلات البنوك المركزية في حال واصلت اسواق الاسهم هبوطها
    ويغلب على ظني بأن البنوك المركزية لن تتدخل هذه المرة
    وإن فعلت فسنرى ارتفاع كبير في اسعار المعادن الثمينة والسلع الاولية وهبوط للعملات الرئيسية امامها
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

    أنت ذكرت اخي ابوعبدالله أن سيولة الفارين من إرتفاعات الأسواق العالمية وخاصة منها من تصاعدت أرتفاعاته بشكل غريب وملفت .. تبحث عن ملاذات آمنة في مجالات متنوعة وواعدة .. سؤالي :

    هل بالإمكان أن يستوعب بعضهم سوقنا بحسب الأنظمة المعمول بها في سوقنا ؟

    خاصة وأن الإعلان والإشارة من ولي عهدنا حفظه الله وسدد خطاه .. كانت واضحه وهي أستيعاب رؤوس أموال خارجية .. أم هي محصورة فقط في مجالات الصناعة والتجارة ؟؟

    وإذا كان الجواب (( نعم )) فهل يكون هذا الهبوط الحاصل الآن في أسواق العالم .. هل يمكن أن تكون من الدلالات للبحث عن فرص أفضل لبعض الفارين من تلك الأسواق .. واقصد البحث عنها هنا في سوقنا ؟؟

    وشكرا لك
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    10-May-2005
    المشاركات
    4,923
    حياك الله اخي عالم نفس
    والجواب على سؤالك المهم هو نعم
    وسبق ووضحت هذه النقطة حين حاولت شرح تبعات النقطة (6) من النظرية في بداية الموضوع
    وتقبل تحياتي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماكـرو مشاهدة المشاركة
    6. أن معظم رؤوس الأموال الذكية التي ستخرج من أسواق الأسهم الامريكية ستتجه الى أسواق السلع الأولية والنفط والذهب بالإضافة الى بعض أسواق البلدان الناشئة والتي تعتمد اقتصاداتها على النفط والسلع الأولية
    هذه النقطة واضحة جداً ويمكن تفصيلها في عدة نقاط:
    - أن أسعار النفط والسلع الأولية والمعادن الثمينة ستستمر في الارتفاع وسينعكس ذلك على حجم صادرات دول الخليج وعلى ميزانية حكوماتها وعلى الإنفاق الحكومي في اقتصاداتها
    - أن أسعار منتجات شركات التعدين وشركات تكرير مشتقات النفط وشركات البتروكيماويات وشركات السلع الأولية سترتفع وسينعكس ذلك على أرباح تلك الشركات وبالتالي سترتفع أسعار أسهمها في الأسواق الخليجية
    - أن بقية قطاعات السوق ستتأثر إيجابياً ولكن عن طريق تحسن ميزانيات الدول الخليجية ورفع الإنفاق الحكومي
    - أنه من المتوقع عودة السيولة الوطنية من الأسواق الامريكية الى السوق المحلي بالإضافة الى دخول سيولة خارجية جديدة الى الأسواق الخليجية، فالأسواق الخليجية ستكون جهة محبذة لبعض رؤوس الأموال العالمية بسبب إنخاض مكررات ابارحها الحالية وبسبب النمو المتوقع لعوائد شركاتها للأسباب الموضحة أعلاه، واتوقع ان نرى هذا التطور بكل وضوح من خلال ارتفاعات ملحوظة لمؤشرات أسواق الأسهم الخليجية الرئيسية خلال الربعين الأول والثاني من هذا العام خاصة في حال انضمام السوق السعودي لمؤشرات الأسواق الناشئة
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
المنتدى غير مسؤول عن أي معلومة منشورة به ولا يتحمل ادنى مسؤولية لقرار اتخذه القارئ بناء على ذلك