تحقيق : نوال الراشد

احتل سوق الأسهم السعودي المركز الرابع في مراتب الأسواق العالمية حيث كان قبل عدة أشهر يتمتع بالمركز التاسع وقد كان هذا الارتفاع نتيجة توسع حركة التداول في السوق فقد نشطت عمليات التداول السهمية لتصل إلى 60% مؤشر ويحقق رقماً قياسياً بلغ 4500نقطة ويعد الأعلى حتى الآن في تاريخ السوق ويرى بعض المحللين الماليين ان السوق سوف يواصل ارتفاعه في نسبة تعاملاته نظراً إلى زيادة حجم السيولة المالية المتوافرة فيه والقادمة من الخارج التي ستضخ المزيد من حجم هذه السيولة نظراً لندرة القنوات الاستثمارية البديلة، ومن جانب آخر اثر ارتفاع أسعار الأسهم القيادية لبعض الشركات الكبرى من زيادة القيمة السهمية في السوق كما أكد المحللون بعد ان طرحت شركة الاتصالات اسهمها للاكتاب وارتفاع اسهمها بشكل كبير ساعد هذا الانتعاش على حركة التداول في السوق وشجع نسبة كبيرة من المتعاملين الجدد في دخول هذا المضمار حيث كان للسيدات نصيب لهذا النوع من الاستثمار ولم يعد يقتصر على الرجال بالرغم من أنه يحمل الكثير من المخاطر، ومن خلال هذه المتابعة قامت "الرياض" بجولة على بعض الفروع النسائية للبنوك للتعرف على تفاعل المرأة مع متغيرات سوق الأسهم وارتفاع تعاملاته
المالية فخرجنا بهذه الآراء.

تغير الرؤية المالية للمرأة
في بداية الجولة التقيت مديرة فرع أحد البنوك المحلية في شمالي الرياض التي رفضت ذكر اسمها فقالت: استطيع ان أقول لك ان المرأة السعودية اصبح لديها وعي أفضل من السابق في التعاملات المالية في البنوك فلم تعد تقتصر على السحب والابداع إنما بدأت تدخل سوق الأسهم وهي مقتنعة بذلك ولقد زادت نسبة دخول المعلمات بشكل لافت لمجال الأسهم مما غير نظرة الاستثمار المالية لهذه الفئة من السيدات اللاتي كن يفضلن فيما مضى الاستثمار العقاري أو التجاري فكونهن بدأن بالتغير فهذه ظاهرة مالية جديدة ولقد خدم الأداء السوق المالي للأسهم طوال الأسابيع الماضية قناعة هؤلاء العميلات بأهمية الخوض في هذا النوع من الاستثمار كما أحب ان اذكر ان لدينا سيدات كبيرات في السن أو غير متعلمات يحرص الدخول في مجال الاستثمار عن طريق المحافظ الاستثمارية ذات ربحية طويلة المدى فهذه النوعية من السيدات لديهن اللاتي يراقبن متغيرات السوق بفارغ الصبر واستطيع ان اختتم حديثي وهو ان المرأة السعودية ونظراً للمتغيرات الاجتماعية ودخولها العمل واتساع مسؤولياتها الأسرية اصبحت تحرص ان تبحث عن الفرص الاستثمارية لأجل أسرتها وحتى تستطيع ان تحقق لأبنائها حياة مرفهة فتجدينها تحرص على هذا النوع من الاستثمار.
وعند شاشة عرض الأسهم التقيت باحدى السيدات وسألتها عن اهتمامها بالأسهم وحركة التداول فقالت: أنا منى الأصبحي سيدة أعمال مهتمة بمجال الأسهم واحضر بصفة دورية إلى الفرع لانجز أعمالي المتعلقة بالأسهم وكون السوق السعودي قد قفز إلى مستويات عالية في الأسواق العالمية فهذا نتيجة متانة الاقتصاد ونزاهة التعامل المالي هنا بالاضافة إلى ان المتغيرات السياسية في العالم اعطت التأكيد لكثير من المستثمرين السعوديين ان أسواق المال في الخارج قد تسبب لهم خسائر غير متوقعة نظراً لتغير سياسة الأسواق هناك في تعامل المستثمر السعودي بالذات وهذا مما حدا ببعضهم سحب كميات كبيرة من الأسهم وتحويلها إلى سيولة نقدية بدأت تضخ في السوق السعودي بطمأنينة وهذا مما عزز ارتفاع حركة التداول في السوق المحلية وتوسعها.

السوق خلال 20عاماً

- جواهر.ع، مستثمرة ومتعاملة في سوق الأسهم منذ سنة 2000حيث كان التعامل مع الأسهم بالنسبة للمرأة جداً بدائي ولا تتعرف على آلية السوق إلا من خلال زوجها أو أبيها ومع ذلك تكون غير مُلمة بشكل واضح بكل ما يستجد فيه وكان تداول أسهم البنوك هو الغالب ولم يكن هناك دراية كاملة عن اسهم الشركات التجارية الكبرى أو المحافظ الاستثمارية التي تقترح عليها موظفة البنك وأما الآن وبعد أن دخلت المرأة مجال الوظيفة وأصبح لديها دخل أو تكون سيدة لديها رأس مال فلم تعد الفكرة هي الايداع فقط إنما بدأت تأخذ مجال المخاطرة ودخول السوق وبخاصة في الشركات القوية التي لها حضور في السوق وتعتمد ايضاً على وعي المرأة واهتمامها بالثقافة المالية أسهم في السوق وحرصها على الاستفسار من خلال الانترنت أو الصحف اليومية أو مركز تداول لتعطيها فعاليات السوق ساعة بساعة ولايزال كثير من السيدات يفضلن للأسهم العقارية فهي مضمونة النتائج مع الشركات القوية التي لها اسم في السوق وتعاملها واضح مع المساهمين فهي تحقق عائدات أفضل من البنوك فالبنوك مهما وصل ارتفاع العائدات فهو لا يتعدى 3% ولكن الأسهم العقارية قد تصل إلى 10% وهذا الفارق يدعم الدخول فيه.
كما ان المتعاملة بالأسهم عن طريق البنوك لا تستطيع ان تبيع أو تشتري إلا عن طريقهم وهذا نوعاً ما يعيق العملية أو يؤخرها وعموماً المرأة اصبحت أكثر وعياً ولاتزال تحتاج إلى الوعي المالي باستمرار لأن السوق المالي سريع التقلب ويحتاج إلى متابعة سريعة.

سوق الأسهم يحتاج إلى وعي
تعلق مديرة فرع في أحد البنوك في جنوبي الرياض التي رفضت ذكر اسمها وقالت: لدينا تعليمات مشددة من ادارة البنك بعدم التحدث إلى الصحافة ولكن سوف اتكلم من خلال عملي في هذا الفرع فأذكر قبل سنوات كان هناك عدد قليل من النساء الراغبات في الدخول مجال الأسهم وذلك لعدم وجود الوعي الكافي من السيدات على هذا النوع من الاستثمار ولكن بدأت نظرة المرأة تتغير نظراً للظروف الاقتصادية ورغبتها في زيادة رأس المال وكما هو معروف ان أغلب عميلات البنوك هن من العاملات في مجال التعليم بصفة أكثر وهن من يحرصن على الاستثمار ولكن بدأت الآن أعداد كبيرة من هذه الفئة بالاتجاه نحو الأسهم وخصوصاً بعد دخول شركة الاتصال في السوق وبعد ارتفاع قيمة السهم إلى مبالغ غير متوقعة فأعطت انطباعاً جيداً لدخول المرأة لمجال الأسهم والتعرف على السوق والشركات القوية فيه.