التحول والتغيير سنة من سنن الله في خلقه
كما هي لعبة السياسي والاقتصادي المحنك
قبل يومين كنت مع ابني الصغير وكان في يده لعبة عبارة عن سيارة، شكل اللعبة مألوف كونها سيارة لكن كان يحركها بالريموت كونترول وفي وقت هو يختاره يضغط على زر تتحول من سيارة إلى رجل آلي آو كما يسميه وحش لعبة،،،،
طبعا كانت ممتعة وسر المتعة فيها التحول والاهم توقيت التحول الذي يحدده هو
يفاجئ من حوله ثم يطلق ضحكته وكأنه يقول أنا إلي متحكم بتغيير اللعبة وأحولها متى ما حبيت لوحشششششش...
فعلا من يتقن لعبة التحول أو التغيير يبرز لكنها ليست باللعبة السهلة
أتذكر اوباما أيام الحملة الانتخابية شعاره كان change change change
وكل ماراح ولاية أو خطب في حفل قال change change change
لكن المتأمل في فترة رأسته يجد انه أكثر الرؤوساء الأمريكيين تخوف من التغيير كانت سياسته هو عدم التغيير حتى لو كلفه فقدان شعبيته
خرج من البيت الأبيض كرجل عادي لم يقتنع الأمريكان انه كان يستحق أن ينتخب يبدوا انه استوعب خطورة التغيير أو انه ادرك مفاتيح اللعبة لم تكن بيده
ومثله الرئيس الحالي الذي يعد بالتغيير ولم تتضح حقيقته بعد
هل التغيير والتطور ضد الأصالة والتراث؟
بالطبع لا
ثقافتنا العربية والإسلامية أصيلة ومتطورة في نفس الوقت إذا فهمنا الثابت والمتغير فيها
وهذا دور العالم والمثقف والإعلامي بتبيين الثوابت والأصول التي بمثابة القواعد التي ينبني عليها الفروع فلا نقدم فرع على أصل
إذا اتفق الجيل على الأصول وهي واضحة والحمد لله وبينه هان أمر الفروع وسهل التطوير والتحديث بدون المس بالأصول والثوابت
عندها نكون قد امسكنا بالريموت كونترول
وتأملت حال بعض المثقفين المنفصلين عن مجتمعهم وثقافتهم كالغراب الذي حاول تقليد الحمامة لكن لم يتقن مشية الحمامة ولم يستطع أن يعود لمشيته الأصلية كما يقول المثل
الكثير من أبناءنا ابتعثوا في السنوات الماضية الكثير منهم رجعوا لخدمة بلدهم وأهلهم وساهموا مساهمة طيبة في تقدم الوطن وتطوير إمكانياته
لكن ولا شك أن منهم من لم يتوفق في التعليم أو مر بضروف صعبة او صار له مشاكل أبعدته عن التحصيل العلمي وأخذته لمناحي غير مفيدة له ومخالفة لما ذهب له
من هذه الفئة بالذات رأينا من رجع بشهادات مشكوك في صحتها أو الجهات التى صدرت منها ولعدم وجود نظام تحقق فاعل من صحة الوثائق ومصدرها استطاع البعض أن يصل إلى مناصب في بعض المؤسسات الحكومية والخاصة
تتسم هذه الفئة بالبحث عن النفوذ المالي بأي طريقة بالذات بسبب ما مرت به من ضروف قد تصل إلى التشرد أو العمل بأعمال متدنية مقابل مبالغ زهيدة في مدن لا ترحم مثل لندن والقاهرة وغيرها
كذلك تبحث عن النفوذ الإعلامي بسبب التهتك الأخلاقي والانحراف الذي عاشت فيه
كما تتجه دائما لمهاجمة ثوابت المجتمع والتشكيك في من يمثل الثوابت وخاصة العلماء والمثقفين الذين يمثلوا ثقافة المجتمع وتراثه
من المتحولين متحولو سوق الأسهم الشركات العائلية إلى شركات مساهمة
حيث بقيت بنفس الإدارات والأشخاص صانعي القرار فإذا نجحت الشركة كانت الفائدة لهم وإذا خسرت حملوها على المساهمين بتخفيض رأسمال الشركة أو بيع أصولها
ما انه كان من الواجب استمرار الشركة بثوابتها وقيمها التي هي سبب نجاحها وليس بالاشخاص
التغيير من سنن الحياة ومتعتها لكن لنفهم ثوابت المجتمع
فهل نعي دور الريموت كونترول ونغير السيارة إلى وحشش لعبة في الوقت المناسب ويكون التغيير متعة وليس نقمة
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
المفضلات