الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ازواجه وذريته وآله واصحابه ومن والاهم وبعد: فاننا نجيب في هذه المشاركة عن بعض الاسئلة: منها سؤال من احد الاخوة النصارى يقول فيه: مَاهُوَ الدَّلِيلُ عَلَى اَنَّ امْرَاَةَ نُوحٍ وَامْرَاَةَ لُوطٍ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ: لَمْ تَقُومَا بِخِيَانَةِ زَوْجَيْهِمَا خِيَانَةً زَوْجِيَّة: وَاِنَّمَا خِيَانَةً عَقَائِدِيَّةً كَمَا نَسْمَعُ مِنْ مَشَايِخِ الْمُسْلِمِينَ وَعُلَمَائِهِمْ: وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ اَنَّهَا لَوْ كَانَتْ خِيَانَةً زَوْجِيَّةً بِالْفَاحِشَةِ: لَاَمَرَهُمَا اللهُ بِفِرَاقِهِمَا: وَلَكِنَّ اللهَ لَمْ يَاْمُرْ لُوطاً بِفِرَاقِ زَوْجَتِهِ: بَلْ بَقِيَتْ مَعَهُ زَوْجَةً شَرْعِيَّةً اِلَى آَخِرِ لَحْظَةٍ مِنْ حَيَاتِهَا اِلَى اَنْ خَرَجَتْ رُوحُهَا: بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى لِنَبِيِّ اللهِ لُوطٍ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ آَمِراً لَهُ بِقَوْلِهِ{وَلَايَلْتَفِتْ مِنْكُمْ اَحَدٌ اِلَّا امْرَاَتَكَ: اِنَّهُ مُصِيبُهَا مَااَصَابَهُمْ: اِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ(فَمَاذَا تَفْهَمُ اَخِي الْمَسِيحِي مِنْ كَلِمَةِ{امْرَاَتَكَ(طَبْعاً لَابُدَّ اَنْ تَفْهَمَ مِنْهَا اَنَّهَا مَازَالَتْ اِلَى هَذِهِ اللَّحْظَةِ الْحَرِجَةِ وَعَلَى الرَّغْمِ مِنْ خِيَانَتِهَا الْعَقَائِدِيَّةِ: زَوْجَةً شَرْعِيَّةً لِسَيِّدِنَا لُوطٍ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام: فَلَوْ اَنَّهَا خَانَتْ زَوْجَهَا خِيَانَةً زَوْجِيَّةً فَاحِشَةً بِالزِّنَى: لَمَا بِقِيَتْ عَلَى ذِمَّةِ زَوْجِهَا لُوطٍ زَوْجَةً شَرْعِيَّةً اِلَى هَذِهِ اللَّحْظَةِ: نعم اخي: وَكَذَلِكَ السَّيِّدَةُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَاَرْضَاهَا: لَوْ اَنَّهَا خَانَتْ زَوْجَهَا خِيَانَةً زَوْجِيَّةً فَاحِشَةً بِالزِّنَى مَعَ رَجُلٍ آَخَرَ غَيْرِ زَوْجِهَا: لَاَمَرَهُ اللهُ بِفِرَاقِهَا وَطَلَاقِهَا عليه الصلاة والسلام: وَنَحْنُ لَمْ نَسْمَعْ فِي الْقُرْآَنِ الْكَرِيمِ مَايَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ: وَاِنَّمَا سَمِعْنَا آَيَةَ التَّخْيِيرِ: وَهَلْ فِي آَيَةِ التَّخْيِيرِ اَخِي دَلِيلٌ عَلَى هَذِهِ الْخِيَانَةِ الزَّوْجِيَّة: فَلَوْ كَانَتْ خِيَانَةً زَوْجِيَّةً: لَمَا كَانَ اللهُ حَرِيصاً عَلَى الْاَجْرِ الْعَظِيمِ وَالثَّوَابِ الْهَائِلِ لِاَزْوَاجِ رَسُولِهِ فِي قَوْلِهِ تَعَالىَ{فَاِنَّ اللهَ اَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ اَجْراً عَظِيمَا(وَهَلْ يُقَالُ لِزَوْجَةٍ خَائِنَةٍ: عَلَيْكِ اَنْ تَخْتَارِي مَابَيْنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزَينَتِهَا: وَمَابَيْنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَالدَّارِ الْآَخِرَةِ(وَهَلْ رَبُّنَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يَسْتَجْدِي مِنْ زَوْجَةٍ خَائِنَةٍ: اَنْ تَخْتَارَهُ: اَوْ تَخْتَارَ رَسُولَهُ: اَوْ تَخْتَارَ الدَّارَ الْآَخِرَةَ: فَاِنِ احْتَجَّ عَلَيْنَا الشِّيعَةُ: بِاَنَّ اللهَ يَقْبَلُ تَوْبَتَهَا وَلَوْ كَانَتْ زَوْجَةً خَائِنَةً: وَلَايُغْلِقُ بَابَ تَوْبَتِهِ: وَلَابَابَ الدَّارِ الْآَخِرَةِ فِي وَجْهِ الزَّوْجَةِ الْخَائِنَةِ: فَاِنَّنَا نَقُولُ لَهُمْ نَعَمْ نَحْنُ نَتَّفِقُ مَعَكُمْ: وَلَكِنْ هَلْ رَبُّنَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يَسْتَجْدِي مِنْ زَوْجَةٍ خَائِنَةٍ: اَنْ تَخْتَارَ مَابَيْنَ رَسُولِهِ: وَمَابَيْنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزَينَتِهَا: فَمَا هُوَ ذَنْبُ رَسُولِهِ: وَهَلْ يَتَنَاسَبُ مَقَامُ الزَّوْجَةِ الْخَائِنَةِ مَعَ مَقَامٍ مُرْهَفٍ حَسَّاسٍ جِدّاً كَمَقَامِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام: مَاذَا سَيَقُولُ النَّاسُ: هَلْ سَيُؤْمِنُونَ بِرَسُولٍ دَيُّوثٍ يَرْضَى الْفَاحِشَةَ عَلَى زَوْجَتِهِ وَيَسْكُتُ عَنْهَا: ثُمَّ يَقُولُ لِلنَّاسِ: اَيُّهَا النَّاس: مَكْتُوبٌ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ: اَنْتِ مُحَرَّمَةٌ عَلَى الدَّيُّوثِ(ابْتِدَاءً: اِلَّا اِذَا تَابَ اِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً: فَاِنَّهُ لَا يَسْتَفِيدُ مِنْ تَوْبَتِهِ هَذِهِ: اِلَّا اَنَّهُ يَنْجُو مِنْ عَذَابٍ اَبَدِيٍّ( بَلْ حَتَّى وَلَوْ تَابَتْ هَذِهِ الزَّوْجَةُ تَوْبَةً نَصُوحاً: وَتَطَهَّرَتْ مِنْ هَذِهِ الْخِيَانَةِ الزَّوْجِيَّةِ بِتَوْبَتِهَا: فَهَلْ يَتَنَاسَبُ مَقَامُهَا الطَّاهِرُ هُنَا اَيْضاً مَعَ مَقَامِ رَسُولِ اللهِ: هَلْ سَيَسْلَمُ رَسُولُ اللهِ هُنَا مِنْ اَلْسِنَةِ النَّاس: بَلْ هَلْ سَلِمَتْ اِلَى اَيَّامِنَا هَذِهِ مَرْيَمُ الْعَذْرَاءُ الْبَتُولُ الَّتِي اصْطَفَاهَا اللهُ وَطَهَّرَهَا وَاصْطَفَاهَا عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مِنْ اَلْسِنَةِ النَّاس: مَاذَا سَيَقُولُ النَّاسُ عَنِ الزَّوْجَةِ الْخَائِنَةِ الَّتِي غَطَّى رَسُولُ اللهِ عَلَى خِيَانَتِهَا وَسَتَرَهَا بِتَوْبَتِهَا النَّصُوحِ وَاَبْقَاهَا عَلَى ذِمَّتِهِ: هَلْ نَفْرَحُ هُنَا بِمَا عِنْدَنَا مِنَ الْعِلْمِ وَتَنْشَرِحُ صُدُورُنَا بِقَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[ اَلتَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لَاذَنْبَ لَهُ( لَا وَاللهِ لَنْ نَفْرَحَ بِهَذَا الْقَوْلِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ الْخَطِيرِ جِدّاً مِنَ الْخِيَانَةِ الزَّوْجِيَّةِ وَلَا بِتَوْبَتِهَا النَّصُوحِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ النَّاسَ سَيَقُولُونَ مَايَلِي: اِذَا كَانَ مِنْ عَادَةِ مُحَمَّدٍ اَنَّهُ يَغْفِرُ الْخِيَانَةَ الزَّوْجِيَّةَ بِالتَّوْبَةِ النَّصُوحِ: فَاِنَّنَا لَانَسْتَبْعِدُ اَنْ يَكُونَ قَدْ غَفَرَهَا لِخَدِيجَةَ كَمَا غَفَرَهَا لِعَائِشَةَ: وَمَعْنَى ذَلِكَ اَنَّ اَوْلَادَهُ مِنْ خَدِيجَةَ: هُمْ اَوْلَادُ زِنَى: وَمَعْنَى ذَلِكَ: اَنَّ فَاطِمَةَ هِيَ ابْنَةُ الزِّنَى وَالْعَيَاذُ بِاللهِ: وَلَكِنَّهُ مَعَ ذَلِكَ اَلْحَقَهُمْ بِهِ وَبِنَسَبِهِ وَاَبْقَاهُمْ عَلَى ذِمَّتِهِ؟ لِاَنَّ اَوْلَادَ الزِّنَى لَاذَنْبَ لَهُمْ فِي شَرِيعَةِ مُحَمَّد: وَبِالنَّتِيجَةِ نَحْكُمُ بِمَايَلِي: اِذَا كَانَ الشِّيعَةُ يَرْفُضُونَ الْعِصْمَةَ لِعَائِشَةَ مِنَ الْخِيَانَةِ الزّوْجِيَّةِ: فَنَحْنُ اَيْضاً نَرْفُضُ الْعِصْمَةَ لِخَدِيجَةَ مِنْ هَذِهِ الْخِيَانَةِ الزَّوْجِيَّةِ: وَنَرْفُضُ الْعِصْمَةَ لِفَاطِمَةَ اَيْضاً فِي كَوْنِهَا ابْنَةً شَرْعِيَّةً لِرَسُولِ اللهِ: وَبِالتَّالِي نَحْكُمُ عَلَيْهَا بِاَنَّهَا ابْنَةٌ غَيْرُ شَرْعِيَّةٍ لِرَسُولِ اللهِ: نعم ايها الاخوة: هَكَذَا سَيَقُولُ النَّاسُ؟ بِسَبَبِ بَعْضِ الشِّيعَةِ الْاَوْغَادِ الْاَقْذَارِ الْاَوْسَاخِ: الَّذِينَ لَايَتَوَرَّعُونَ عَنِ الطَّعْنِ بِاَزْوَاجِ رَسُولِ اللهِ وَلَوْ بِالْخِيَانَةِ الزَّوْجِيَّةِ الْقَذِرَةِ: ونترك القلم الآن لمشايخنا المعارضين قائلين: لَيْسَ مِنْ مَصْلَحَةِ دَوْلَةِ اِسْرَائِيلَ: اَنْ تُشَرْعِنَ وُجُودَ مِيلِيشِيَاتٍ شِيعِيَّةٍ فِي لُبْنَانَ وَالْعَرَاقِ وَالْيَمَنِ: دُونَ اَنْ تُشَرْعِنَ وُجُودَ مِيلِيشِيَاتٍ سُنِّيَّةٍ مُعَارِضَةٍ مُعْتَدِلَةٍ فِي ظِلِّ حُكْمِ بَشَّارِ الْاَسَدِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّنَا لَانَاْمَنُ عَلَيْهَا مِنْ خِيَانَةِ هَذِهِ الْمِيلِيشِيَاتِ الشِّيعِيَّةِ: وَاَنْ تَعِيشَ تَحْتَ رَحْمَتِهَا فِي الْمُسْتَقْبَلِ الْقَرِيبِ اَوِ الْبَعِيدِ: بِعَكْسِ الْمِيلِيشِيَاتِ السُّنِّيَّةِ الْمُعَارِضَةِ الْمُعْتَدِلَةِ فِي سُورِيَّا: وَالَّتِي يُمْكِنُ اَنْ تُسَاهِمَ اِلَى حَدٍّ كَبِيرٍ فِي الْمُسْتَقْبَلِ: فِي مُحَارَبَةِ الْمَارِدِ النَّائِمِ الْمُتَطَرِّفِ السُّنِّيِّ وَالشِّيعِيِّ مَعاً: وَلِذَلِكَ يَجِبُ عَلَى دَوْلَةِ اِسْرَائِيلَ: اَنْ تَحْتَفِظَ فِي جَيْبِهَا دَائِماً: بِكَرْتِ جُوكَرٍ بَدِيلٍ: يَنْفَعُهَا عِنْدَ حَاجَتِهَا اِلَيْهِ: وَهُوَ هَذِهِ الْمِيلِيشِيَاتُ السُّنِّيَّةُ الْمُعَارِضَةُ الَّتِي اِنْ تَمَّ الْقَضَاءُ عَلَيْهَا نِهَائِيّاً فِي سُورِيَّا: فَنَحْنُ نُؤَكِّدُ لِلْاِسْرَائِيلِيِّينَ هُنَا مُنْذُ الْآَنَ: اَنَّهُمْ يَحْفُرُونَ قُبُورَهُمْ بِاَيْدِيهِمْ؟ لِاَنَّ دُولَابَ الزَّمَانِ سَيَدُورُ عَلَيْهِمْ: وَلَنْ يَسْتَطِيعُوا بَعْدَ ذَلِكَ اَنْ يَاْمَنُوا مِنَ الْغَدْرِ وَالْخِيَانَةِ مِنْ حُلَفَائِهِمْ: بَلْ مِنْ اَقْرَبِ الْمُقَرَّبِينَ اِلَيْهِمْ: وَلِذَلِكَ لَابُدَّ اَنْ يَخْلُقَ الْاِسْرَائِيلِيُّونَ دَائِماً لِهَؤُلَاءِ الْحُلَفَاءِ وَالْمُقَرَّبِينَ: اَعْدَاءً يُوقِفُونَهُمْ عِنْدَ حَدِّهِمْ عِنْدَ الْحَاجَةِ وَالضَّرُورَةِ الْقُصْوَى: اِذَا فَكَّرُوا بِاللَّعِبِ عَلَى الْوَتَرِ الْحَسَّاسِ: وَنَحْنُ نَقُولُ لِلْاِسْرَائِيلِيِّينَ: كَبَادِرَةِ حُسْنِ نِيَّةٍ: عَلَيْكُمْ اَنْ تَقُومُوا فَوْراً: بِتَزْوِيدِ هَؤُلَاءِ الْمِيلِيشِيَاتِ الْمُعَارِضَةِ: بِمُضَادَّاتِ طَيَرَانٍ؟ لِتَكُونَ لَكُمْ عِنْدَهُمْ اَيَادِي بَيْضَاءُ؟ لِيَحْمُوكُمْ مِنْ غَدْرِ الزَّمَانِ؟ فَلَا نَدْرِي عَلَى مَنْ سَتَدُورُ الدَّائِرَةُ؟ فَقَدْ تَدُورُ عَلَيْكُمْ اَنْتُمْ اَيُّهَا الْمَسَاكِينُ: اِذَا لَمْ تَقُومُوا بِاسْتِجْدَاءِ مَنْ يَحْمِيكُمْ مِنْ جَمِيعِ الْاَطْرَافِ: وَاَنْتُمْ بِمُنْتَهَى الْحَمَاقَةِ: لَاتَثِقُونَ اِلَّا بِطَرَفٍ وَاحِدٍ: مُتَجَاهِلِينَ الْمَثَلَ الْحَكِيمَ الَّذِي يَقُولُ: اِذَا كَانَ يَجِبُ عَلَيْكُمْ اَنْ تَحْذَرُوا مِنْ عَدُوِّكُمْ مَرَّةً: فَاحْذَرُوا مِنْ اَصْدِقَائِكُمْ وَحُلَفَائِكُمْ اَلْفَ مَرَّةٍ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ اَصْدِقَاءَكُمْ سَيَخْذُلُونَكُمْ اَيُّهَا الْحَمْقَى؟ لِاَنَّهُمْ لَنْ يُخْلِصُوا اِلَّا لِمَنْ يَدْفَعُ لَهُمْ اَكْثَرَ: وَلَوْ كَانَ هَذَا الَّذِي يَدْفَعُ لَهُمْ اَكْثَرَ مِنْ اَعْدَائِكُمْ: فَاِنَّهُمْ سَيُخْلِصُونَ لَهُ بِالتَّاْكِيدِ: اَكْثَرَ مِنْ اِخْلَاصِهِمْ لَكُمْ: وَلَوْ بِفَصْلِ رُؤُوسِكُمْ عَنْ اَجْسَادِكُمْ: وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين