لعلكم تذكرون تصريحات كندليزا رايس والفوضى الخلاقة وما تلاه وقد ظهر جليّا خلال الخمس سنوات الماضية حيث بدأت امريكا بتغيير جذري لسياستها مع الدول العربية من خلال دعم الثورات او ما يسمى بالربيع العربي او الفوضى الخلاقةوكذلك دعم المليشيات الارهابية من خلال صديقتها اللدودة ايران وبعد كشف وجهها الحقيقي والقبيح اصبحت الامور تتكشف تباعا في كل مكانوالحرب هي حرب دينية بالدرجة الاولى على شكل حرب اقتصادية ونفسية وثقافية وهدفهم الاكبر هو السعودية والتي تعتبر هي العمق الديني والاقتصادي للعالم الاسلامي في نظر امريكا وقد قرأت السعودية ذلك التحرّك جيدا وما التغيير الجذري للسياسة السعودية في العهد الجديد الا احدى تبعات هذه الحرب فالسعودية بين خيارين اما الانبطاح والاستسلام والخنوع او المواجهة وقد اختارت الخيار الثاني حيث يتضح ذلك من خلال دخولها القوي لليمن وقلب الطاولة في مصر والبحرين والموقف الحازم في العراق وسوريا وما قانون جيستا إلا أحد أوجه هذه الحرب وعملية تجييش العالم ضد السعودية بمختلف الوسائل الإعلامية ولعلكم تلاحظون زيادة القنوات الفضائية المعادية ووسائل التواصل وما يبث وينشر فيها من مواد لتشويه سمعة السعودية نظرا للدور السعودي الذي أفشل هذا المخطط
والسعودية تمتلك الكثير من الأدوات في هذه المواجهة فالعالم يعرفها جيدا ويعرف أن أمريكا عدوة للإسلام والمسلمين وما هذا القانون إلاّ وسيلة حرب وابتزاز وقد يتسبب جيستا بنشوء تكتلات عالمية جديدة مهمة تصبح السعودية فيها دولة محورية مهمة في العالم وتنهي الهيمنة الامريكية على الكثير من الدول ويجب على السعودية أن تلتزم بالحكمة والهدوء وضبط النفس حتى تتمكن من امتصاص هذا الفعل؟
والعلاقة الأمريكية السعودية قد مرت بأزمات تفوق أزمة جيستا
وان تطبق السعودية في المقابل شعرة معاوية في سياستها وقد ظهرت بوادر هذا في صمت الحكومة السعودية حتى الآن وهذا يدل على ان الحكمة هي ضالة المؤمن لذا يجب إدارة الامور بصمت ودهاء على الاقل في الوقت الحالي وحتى تنتهي الــ100يوم للرئيس الامريكي القادم
ورأس هذه الحكمة هو في ضبط التصريحات الرسمية المنفعلة او المتضاربة فالسعودية بالطبع ليست بقوة امريكا لا عسكريا ولا سياسيا ولا اقتصاديا ورحم الله من عرف قدر نفسه
والتهديد بسحب الارصدة السعودية وفك الارتباط بالدولار وبيع النفط بعملة اخرى او أي رد فعل طائش كلها امور كارثية على السعودية وعلى امريكا في آن واحد والمطلوب من حكومتنا ان تعد العدة من الآن وتجمع كل الأدلة والوثائق الاستخبارية والقانونية التي تبرئ موقف السعودية وتدخل الامريكان حكومة او افرادا في قفص الاتهام وهذا يتطلب جهدا كبيرا من الاستخبارات السعودية والتعاون مع استخبارات جميع الدول الصديقة ومنها باكستان وأفغانستان ومصر
وأن تسن قوانين وانظمة جديدة ونافذة بدستور السعودية ومحاكمها ومؤسساتها العدلية تتيح لمحاكمة المتورطين في كل القضايا الارهابية وتبييض الاموال والاختلاسات والرشاوي سواء لحكومات اجنبية او لشركات اجنبية او لأفراد اجانب
وحصر هذه القضية في الافراد السعوديين المشتبه بهم وليس في الحكومة السعودية وهؤلاء الافراد وردت اسمائهم في الصفحات الـــ 28 وتتهمهم بالمشاركة الغير مباشرة في ضرب ابراج التجارة العالمية وتقديمهم للعدالة والدفاع عن انفسهم ونفي التهم الموجهة اليهم امام القضاء الامريكي حتى وان كان بعضهم من العائلة المالكة
المفضلات