الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ازواجه وذريته وآله واصحابه وبعد: فاننا نهنىء الامة الاسلامية بعربها وعجمها على حلول عيد الاضحى المبارك: ونسال الله ان يعيده علينا: وهو راض عنا جميعا سبحانه وتعالى: وقد غفر لنا ماسلف وماسياتي من الذنوب: وبعد ايها الاخوة: فَاِنَّ التَّقَاتُلَ عَلَى تَقْبِيلِ الْحَجرِ الْاَسْوَدِ بِدْعَةٌ لَا اَصْلَ لَهَا فِي الدِّينِ: وَاَمَّا تَقْبِيلُ الْحَجَرِ الْاَسْوَدِ مِنْ دُونِ هَذَا التَّقَاتُلِ وَالتَّزَاحُمِ فَهُوَ مَشْرُوع: وَيَالَيْتَهُمْ يَتَقَاتَلُونَ عَلَى الْوُقُوفِ فِي الصَّفِّ الْاَوَّلِ؟ مِنْ اَجْلِ اَدَاءِ الصَّلَاةِ جَمَاعَة؟ لِمَا لِذَلِكَ مِنْ ثَوَابٍ هَائِلٍ عَظِيمٍ لَايُعَدُّ وَلَايُحْصَى؟ فِي مَسْجِدٍ حَرَامٍ؟ تَعْدِلُ الصَّلَاةُ فِيهِ مِائَةَ اَلْفِ صَلَاة، بَعْدَ ذَلِكَ اَيُّهَا الْاِخْوَة: سُؤَالٌ مِنْ اَحَدِ الْاِخْوَةِ الشِّيعَةِ يَقُولُ فِيه: اَنَا اُحِبُّ آَلَ الْبَيْتِ بِمَا يُعَادِلُ اَوْ يُسَاوِي حُبِّي لِلهِ تَعَالَى! فَمَا هُوَ مَدَى حُبِّكُمْ اَنْتُمْ لَهُمْ سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِمْ؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ: مَعَ الْاَسَف: اَنْتَ مُشْرِكٌ شِرْكاً اَكْبَرَ يُخْرِجُكَ عَنْ دِينِ الْاِسْلَامِ: بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ اَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ: وَالَّذِينَ آَمَنُوا اَشَدُّ حُبّاً لِلهِ(وَلَيْسَ لَهُمْ سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِمْ، نعم اخي: وَكَلِمَةُ اَنْدَاداً: جَمْعٌ مُفْرَدُهُ نِدّ: وَالنِّدُّ هُوَ الْمُسَاوِي: بِمَعْنَى اَنَّكَ بِمَحَبَّتِكَ لِهَؤُلَاءِ الْآَلِ سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِمْ: جَعَلْتَهُمْ اَنْدَاداً: أَيْ مُسَاوِينَ لِلهِ فِي مَحَبَّتِكَ لَهُ: حِينَمَا اَحْبَبْتَهُمْ كَحُبِّ اللهِ: وَجَعَلْتَ مَحَبَّتَكَ لَهُمْ مُسَاوِيَةً لِمَحَبَّتِكَ لِلهِ: وَهَذَا شِرْكٌ اَكْبَرُ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ هَؤُلَاءِ مِنْ آَلِ الْبَيْتِ: مَخْلُوقُونَ مَحْدُودُونَ: وَكَذَلِكَ مَحَبَّتُكَ لَهُمْ يَجِبُ اَنْ تَكُونَ بِحُدُود: وَاَمَّا اللهُ الْخَالِقُ اللَّامَحْدُودُ: فَيَجِبُ اَنْ تَكُونَ مَحَبَّتُكَ لَهُ بِلَا حُدُودٍ: وَلَوِ احْتَاجَ الْاَمْرُ اِلَى اَنْ تُضَحِّيَ بِنَفْسِكَ وَوَلَدِكَ وَاَهْلِكَ وَمَالِكَ وَاِخْوَانِكَ وَعَشِيرَتِكَ؟ لِتُثْبِتَ مَحَبَّتَكَ لَهُ سُبْحَانَهُ بِلَاحُدُودٍ: وَبِمَا هُوَ اَشَدُّ مِنْ مَحَبَّتِكَ لِهَؤُلَاءِ الْاَنْدَادِ الَّذِينَ تُسَاوِي بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ اللهِ فِي مَحَبَّتِكَ وَهَذَا شِرْكٌ اَكْبَرُ غَيْرُ مَشْرُوعٍ: وَاِنَّمَا الْمَشْرُوعُ اَنْ تَكُونَ مَحَبَّتُكَ لَهُمْ اَقَلَّ مِنْ مَحَبَّتِكَ لِلهِ: وَاَنْ تَكُونَ مَحَبَّةُ اللهِ خَالِقِكَ وَخَالِقِهِمْ فِي قَلْبِكَ: اَشَدَّ مِنْ مَحَبَّتِكَ لِهَؤُلَاءِ الْآَلِ الْمَخْلُوقِينَ سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِمْ: فَاِذَا كَانَتْ مَحَبَّتُكَ لَهُمْ اَقَلَّ مِنْ مَحَبَّتِكَ لِلهِ: فَهَذِهِ مَحَبَّةٌ مَشْرُوعَةٌ: تَجْعَلُكَ تَنْجُو مِنَ الشِّرْكِ الْاَكْبَرِ: وَهُوَ اتِّخَاذُكَ لَهُمْ اَنْدَاداً: مُتَجَاهِلاً اَنَّهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ: أَيْ مُتَجَاهِلاً دُونِيَّتَهُمْ وَمَخْلُوقِيَّتَهُمْ: وَمُتَجَاهِلاً اَيْضاً اَنَّ اللهَ الْخَالِقَ اَعْلَى وَاَجَلُّ مِنْهُمْ: وَاَنَّهُمْ اَدْنَى مِنْهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ: نعم اخي: فَاِذَا اَحْبَبْتَهُمْ مَحَبَّةً مَشْرُوعَةً تَجْعَلُكَ عَادِلاً فِي مَوَازِينِ الْحُبِّ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ اللهِ خَالِقِهِمْ: ثُمَّ اَخْرَجْتَهُمْ عَنِ النِّدِّيَّةِ الْمُسَاوِيَةِ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ اللِه فِي كُلِّ شَيْءٍ بِمَا فِي ذَلِكَ مَحَبَّتُكَ لَهُمْ اَيْضاً: فَقَدْ اَصَبْتَ التَّوْحِيدَ الصَّحِيحَ: حِينَمَا تَجْعَلُهُمْ عِبَاداً لِلهِ غَيْرَ نَدِّيِّينَ وَلَا مُسَاوِينَ لَهُ فِي شَيْء: وَلِذَلِكَ حِينَمَا سُئِلَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: أَيُّ الذَّنْبِ اَعْظَمُ؟ قَالَ اَنْ تَجْعَلَ لِلهِ نِدّاً وَهُوَ خَلَقَكَ: أَيْ اَنْ تَجْعَلَ لِلهِ مِنْ عِبَادِهِ مُسَاوِياً وَاَنْتَ تَعْلَمُ جَيِّداً اَنَّ هَذَا الْعَبْدَ الَّذِي جَعَلْتَهُ مُسَاوِياً لِلهِ لَيْسَ لَهُ مِنَّةٌ عَلَيْكَ فِي خَلْقِكَ بَعْدَ اَنْ لَمْ تَكُ شَيْئاً مَذْكُوراً بَلْ كُنْتَ تَعِيشُ فِي ظُلُمَاتِ الْعَدَمِ: بِمَعْنَى اَنَّ هَذَا الْعَبْدَ الْمَخْلُوقَ الَّذِي جَعَلْتَهُ نِدّاً لِلهِ الْخَالِقِ الَّذِي خَلَقَكَ وَ مُسَاوِياً لَهُ سُبْحَانَهُ: لَمْ يَقُمْ بِخَلْقِكَ؟ لِاَنَّهُ لَايَسْتَطِيعُ اِلَى ذَلِكَ سَبِيلاً: بَلْ لَايَسْتَطِيعُ اَنْ يَخْلُقَ ذُبَابَةً: بِدَلِيلِ{اِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ: وَاِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لَايَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ: ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوب( بِمَعْنَى اَنَّ آَلَ الْبَيْتِ لَايَسْتَطِيعُونَ اَنْ يُنْقِذُوا اَنْفُسَهُمْ مِمَّا يَسْلُبُهُ الذُّبَابُ مِنْهُمْ فِي حَيَاتِهِمْ وَلَا بَعْدَ مَمَاتِهِمْ فِي قُبُورِهِمْ لَوْ قَدَّرَ اللهُ اَنْ تَكُونَ جُثَثُهُمْ مَكْشُوفَة: فَكَيْفَ يَسْتَطِيعُونَ اِنْقَاذَ عَابِدِيهِمْ سَوَاءً كَانَ هَؤُلَاءِ الْعَابِدُونَ اتَّخَذُوهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ اَنْدَاداً: اَوْ جَعَلُوهُمْ فَوْقَ اللِه زِيَادَةً عَلَى النِّدِّيَّةِ وَالْمُسَاوَاةِ: كَمَا جَعَلَ النَّصَارَى الْمَسِيحَ بْنَ مَرْيَمَ وَاُمَّهُ: بَلْ لَامَحَلَّ لِلهِ مِنَ الْاِعْرَابِ عَنِ الْعِبَادَةِ فِي قُلُوبِ الْبَعْضِ مِنْ طَوَائِفِ النَّصَارَى الَّذِينَ يَقُولُ اللهُ فِيهِمْ{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا اِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ بْنُ مَرْيَم(وَلِذَلِكَ اَخِي حِينَمَا تَسْمَعُ النَّصَارَى يَقُولُونَ: اَللهُ مَحَبَّة: فَاِنَّهَا كَلِمَةُ حَقٍّ اَرَادُوا بِهَا بَاطِلاً مِنَ الْقَوْلِ وَمُنْكَراً وَزُوراً؟ لِاَنَّ اللهَ الْمَحَبَّةَ عِنْدَهُمْ: هُوَ الْمَسِيحُ بْنُ مَرْيَمَ الَّذِي فَدَى خَطَايَاهُمْ عَلَى الصَّلِيبِ بِزَعْمِهِمْ: وَلَيْسَ هُوَ اللهُ الْاَحَدُ الْوَاحِدُ الصَّمَدُ الَّذِي فَدَى خَطَايَاهُمْ بِتَوْبَتِهِمُ النَّصُوحِ وَاسْتِغْفَارِهِمْ وَرَدِّهِمْ لِلْحُقُوقِ اِلَى اَصْحَابِهَا الشَّرْعِيِّينَ: وَلِذَلِكَ لَايُمْكِنُ لِهَؤُلَاءِ الْمُنَافِقِينَ اَبَداً اَنْ تَتَعَلَّقَ قُلُوبُهُمْ بِمَحَبَّةِ مَنْ اَرْسَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ بِزَعْمِهِمْ مِنْ اَجْلِ فِدَاءِ خَطَايَاهُمْ: وَاِنَّمَا تَتَعَلَّقُ دَائِماً بِالِابْنِ الْمَزْعُومِ الْيَسُوعِ الْفَادِي نَفْسِهِ الَّذِي مَحَبَّتُهُ فِي قُلُوبِهِمْ اَشَدُّ مِنْ مَحَبَّتِهِمْ لِلهِ الَّذِي اَرْسَلَهُ: وَلِذَلِكَ اَخِي: اِيَّاكَ اَنْ تُصَدِّقَ نِفَاقَ النَّصَارَى وَنِهَاقَهُمْ كَالْحَمِيرِ فِي قَوْلِهِمْ: اَللهُ مَحَبَّة؟ لِاَنَّهُمْ لَايُمْكِنُ اَنْ يُحِبُّوا اللهَ الْمَحَبَّةَ هَذَا سُبْحَانَهُ بِاَشَدَّ مِنْ حُبِّهِمْ لِلهِ الزَّائِفِ الْمَسِيحِ الْفَادِي الَّذِي يَرْكَعُونَ وَيَسْجُدُونَ لَهُ وَلِصَلِيبِهِ وَلِاُمِّهِ وَلِصَنَمِهِمَا وَنُصُبِهِمَا التَّذْكَارِيِّ مُتَجَاهِلِينَ دُونِيَّتَهُمْ جَمِيعاً فِي اَنَّهُمْ فِي مَرْتَبَةٍ دُونَ مَرْتَبَةِ اللهِ وَهِيَ عُبُودِيَّتُهُمْ لِلهِ: وَمُتَجَاهِلِينَ اَيْضاً لِمَرْتَبَةِ اللهِ وَهِيَ الْاُلُوهِيَّةُ الْمَعْبُودِيَّة: نعم اخي: اَيْنَ هِيَ هَذِهِ الْمَحَبَّةُ الزَّائِفَةُ الَّتِي يَتَشَدَّقُونَ بِهَا؟ هَلْ مِنَ الْمَعْقُولِ اَنْ تَصْدُرَ هَذِهِ الْمَحَبَّةُ مِنْ اِلَهٍ نَصْرَانِيٍّ صَلِيبِيٍّ اَحْمَقَ اَشْفَقَ عَلَى عَبْدِهِ اِبْرَاهِيمَ اَنْ يَذْبَحَ ابْنَهُ اِسْمَاعِيلَ وَفَدَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ: وَلَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ الْوَحِيدِ اَنْ يَذْبَحَهُ عَلَى الصَّلِيبِ عَلَى يَدِ عَبْدٍ يَهُودِيٍّ حَقِير: بَلْ جَعَلَهُ ذَبِيحَةً اِلَهِيَّةً عَظِيمَةً لِيَفْدِيَ بِهَا خَطَايَا الْبَشَرِيَّة: اَيْنَ الْحِكْمَةُ فِي عَقْلِ هَذَا الْاِلَهِ الصَّلِيبِيِّ الْمَعْتُوهِ وَقَلْبِهِ! مَا هُوَ هَذَا الْاِلَهُ الْاَحْمَقُ الَّذِي فِي عُقُولِكُمُ التَّافِهَةِ! وَمَاهِيَ هِيَ هَذِهِ الْمَحَبَّةُ الزَّائِفَةُ الَّتِي تَتَشَدَّقُونَ بِهَا اَيُّهَا الْاَوْغَادُ! لَعْنَةُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَعَلَى صُلْبَانِكُمُ الْقَذِرَة: اِذَا اَرَدْتُّمْ اَنْ تَتَعَلَّمُوا الْمَحَبَّةَ الْاِلَهِيَّةَ الْحَقِيقِيَّةَ غَيْرَ الزَّائِفَةِ الْحَقِيرَةِ الَّتِي فِي مُعْتَقَدَاتِكُمُ الْبَاطِلَةِ الْمَجْنُونَةِ: فَعَلَيْكُمْ اَنْ تَتَعَلَّمُوهَا مِنَ الْاِسْلَامِ وَكِتَابِهِ الْقُرْآَن ِفِي قَوْلِهِ تَعَالَى{كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ(فَكَيْفَ سَيَكْتُبُ سُبْحَانَهُ الشَّقَاءَ وَالْاَلَمَ وَالْاَوْجَاعَ فِي اُسْبُوعٍ مِنَ الْآَلَامِ الَّتِي لَاحُدُودَ لَهَا عَلَى ابْنِهِ الْوَحِيدِ الَّذِي مِنَ الْمَفْرُوضِ اَنْ يَكُونَ قُرَّةَ عَيْنٍ لَهُ سُبْحَانَهُ: بِدَلِيلِ اَنَّهُ سُبْحَانَهُ يُحِبُّ مِنَ الْآَبَاءِ وَالْاُمَّهَاتِ اَنْ يَسْاَلُوهُ بِقَوْلِهِمْ{رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ اَزْوَاجِنَا: وَذُرِّيَّاتِنَا: قُرَّةَ اَعْيُنٍ: وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ اِمَامَا(فَكَيْفَ يَرْضَى بَقُرَّةِ الْاَعْيُنِ لِعِبَادِهِ! وَلَايَرْضَى قُرَّةَ عَيْنٍ وَاحِدَةٍ فَقَطْ مِنِ ابْنٍ وَحِيدٍ فَقَطْ بِزَعْمِكُمْ اَنْ يَكُونَ قُرَّةَ عَيْنٍ لَهُ سُبْحَانَهُ اِلَّا اَنْ يُرْسِلَهُ عَلَى الصَّلِيبِ مُتَحَمِّلاً مِنَ الْآَلَامِ وَالْاَوْجَاعِ مَالَاتُطِيقُهُ الْجِبَالُ الرَّاسِيَاتُ: مِنْ اَجْلِ مَاذَا! مِنْ اَجْلِ فِدَاءِ خَطَايَا بَشَرِيَّةٍ جَمْعَاءَ لَمْ يَفْعَلْ وَاحِدَةً مِنْهَا وَهُوَ بَرِيءٌ مِنْهَا جَمِيعاً!! مَاهَذَا الْمَنْطِقُ اَيُّهَا الْاَغْبِيَاء! اَيْنَ عُقُولُكُمْ! هَلْ مِنَ الْمَعْقُولِ اَنْ تَكُونَ امْرَاَةُ فِرْعَوْنَ اَرْحَمَ مِنَ الَّذِي خَلَقَهَا سُبْحَانَهُ عَلَى وَلَدِهَا! بَلْ هَلْ مِنَ الْمَعْقُولِ اَنْ تَكُونَ اَرْحَمَ مِنْهُ سَبْحَانَهُ عَلَى مَنْ لَيْسَ بِوَلَدِهَا وَهُوَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام! وَذَلِكَ وَاضِحٌ فِي قَوْلِهَا{ وَقَالَتِ امْرَاَةُ فِرْعَوْنَ: قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ: لَاتَقْتُلُوهُ عَسَى اَنْ يَنْفَعَنَا اَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدَا(هَلْ مِنَ الْمَعْقُولِ اَنْ تُشْفِقَ امْرَاَةُ فِرْعَوْنَ عَلَى مَنْ لَيْسَ بِوَلَدِهَا! فِي الْوَقْتِ الَّذِي لَمْ يُشْفِقْ فِيهِ اللهُ عَلَى مَنْ هُوَ وَلَدُهُ الْوَحِيدُ بِزَعْمِكُمْ! وَاَسْلَمَهُ اِلَى صَلِيبِ الْعَذَاب! نَعَمْ اَيُّهَا الْاَغْبِيَاء! مَاهُوَ هَذَا الْاِلَهُ الْمَحَبَّةُ الَّذِي تَدْعُونَ النَّاسَ اِلَى عِبَادَتِهِ!؟ هَلْ يَسْتَطِيعُ الصُّمُودَ بِمَحَبَّتِهِ طَوِيلاً اَمَامَ النَّاسِ جَمِيعاً؟! لِمَاذَا اِذاً يُعَذِّبُهُمْ بِذُنُوبِهِمْ! بَلْ أَيُّ الْاِلَهَيْنِ اَحَقُّ بِالْعِبَادَةِ؟ هَلْ هُوَ اِلَهُكُمُ الصَّلِيبِيُّ الَّذِي لَايَسْتَطِيعُ الصُّمُودَ بِمَحَبَّتِهِ وَنَحْنُ نَرَى بِاُمِّ اَعْيُنِنَا مَايَحْدُثُ لِلنَّاسِ مِنْ اَثَرِ مَحَبَّتِهِ الزَّائِفَةِ لَهُمْ مِنْ قَتْلٍ وَتَنْكِيلٍ عَلَى اَيْدِيكُمْ! اَمْ هُوَ اِلَهٌ نَعْبُدُهُ نَحْنُ الْمُسْلِمِينَ؟ لِاَنَّهُ وَاِنْ لَمْ يَصْمُدْ بِمَحَبَّتِهِ: وَلَكِنَّهُ يَسْتَطِيعُ الصُّمُودَ كَمَا يَلِيقُ بِجَلَالِهِ بِرَحْمَتِهِ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ: وَلَكِنَّكُمْ نَزَعْتُمُوهَا مِنْ قُلُوبِكُمْ؟ لِاَنَّكُمْ لَمْ تَعْبُدُوا يَوْماً مِنَ الْاَيَّامِ اِلَهاً رَحِيماً رَحْمَاناً: بَلْ تَسْتَوْحِشُونَ مِنْ هَذِهِ الْكَلِمَةِ وَلَاتَاْنَسُونَ بِهَا اَبَداً: وَهِيَ كَلِمَةُ رَحْمَنٍ رَحِيمٍ؟ لِاَنَّ الرَّحْمَةَ لَمْ تَعْرِفْ طَرِيقَهَا اِلَى قُلُوبِكُمْ يَوْماً عَلَى الضَّحِيَّةِ: بَلْ عَلَى الْمُجْرِمِ: فَتَبّاً لَكُمْ: وَتَبّاً لِتَعَالِيمِكُمْ: وَتَبّاً لِمَا فِي قُلُوبِكُمْ مِنْ اِلَهٍ صَلِيبِيٍّ زَائِفٍ اَحْمَقَ مَحَبَّتُهُ لِلْمُجْرِمِينَ فَقَطْ؟ لِيَجْعَلَهُمْ يُفْلِتُونَ مِنْ قَبْضَةِ عَدَالَتِهِ وَعَدَالَتِكُمْ: وَاُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ الله: نعم ايها الاخوة: هَذِهِ هِيَ الْمَعَانِي الرَّائِعَةُ الَّتِي يَجِبُ اَنْ نَتَعَلَّمَهَا مِنْ هَذَا الْعِيدِ الْعَظِيمِ الْاَكْبَرِ: اِنَّهُ عِيدُ الْاَضْحَى وَالْفِدَاء: نعم ايها الاخوة: لَقَدْ كَانَ سُبْحَانَهُ حَرِيصاً عَلَى اَنْ يَكُونَ مُوسَى قُرَّةَ عَيْنٍ لِامْرَاَةِ فِرْعَوْنَ: فِي الْوَقْتِ الَّذِي كَانَ فِيهِ حَرِيصاً سُبْحَانَهُ اَيْضاً عَلَى الْمَاْسَاةِ الْعَظِيمَةِ الْهَائِلَةِ الَّتِي سَيَجْلِبُهَا مُوسَى لِفِرْعَوْنَ وَآَلِهِ: بِدَلِيل{فَالْتَقَطَهُ آَلُ فِرْعَوْنَ؟ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً: اِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِين(نعم ايها الاخوة: لَقَدْ كَانَ سُبْحَانَهُ اَيْضاً: حَرِيصاً عَلَى اَنْ يَكُونَ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَآَلُ بَيْتِهِ: قُرَّةَ اَعْيُنٍ لِاَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ: وَقَدِ اسْتَجَابَ اللهُ دُعَاءَ عَائِشَةَ وَحَفْصَةَ وَبَقِيَّةِ الْاَزْوَاجِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُنَّ فِي قَوْلِهِنَّ{رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ اَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ اَعْيُنٍ(فَكَانَ رَسُولُ اللهِ هُوَ قُرَّةُ الْاَعْيُنِ لَهُنَّ جَمِيعاً بِمَا فِيهِنَّ مِنْ الْاَرْمَلَةِ وَالْمُطَلَّقَةِ الَّتِي لَمْ تَجِدْ قُرَّةَ الْعَيْنِ عِنْدَ زَوْجِهَا الَّذِي طَلَّقَهَا اَوْ عِنْدَ زَوْجِهَا الَّذِي مَاتَ عَنْهَا: بَلْ لَمْ تَجِدْهَا اِلَّا عِنْدَ رَسُولِ الله: نعم ايها الاخوة: لَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ هُوَ قُرَّةُ الْعَيْنِ: بَلْ هُوَ قُرَّةُ الْاَعْيُنِ لِعَائِشَةَ وَحَفْصَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{ذَلِكَ اَدْنَى(أَيْ اَقْرَبُ(أَيْ اَنَّ اللهَ كَانَ حَرِيصاً عَلَى قُرَّةِ اَعْيُنِهِنَّ: بَلْ اِنَّ الْآَيَةَ تَحْتَمِلُ اَيْضاً اَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ كَانَ حَرِيصاً عَلَى اَنْ يَكُونَ بِذَاتِهِ سُبْحَانَهُ قُرَّةَ اَعْيُنٍ لَهُنَّ كَمَا يَلِيقُ بِجَلَالِهِ الْعَلِيَّةِ وَعَلَى اَنْ يَقْتَرِبَ مِنْهُنَّ اَيْضاً بِقُرَّةِ اَعْيُنِهِنَّ رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: وَاَنْ يُعَوِّضَهُنَّ عَمَّا حَرَمَهُنَّ مِنْ قُرَّةِ الْعَيْنِ فِي ذُرِّيَّتِهِنَّ مِنْ رَسُولِ اللهِ: بِقُرَّةِ الْعَيْنِ فِي رَسُولِ اللهِ فِي حَيَاتِهِ: بِمَا اَقَرَّ اللهُ مِنْ اَعْيُنِهِنَّ مِنْ اَحْكَامِهِ الشَّرْعِيَّةِ الَّتِي لَاتَجْلِبُ لَهُنَّ التَّعَاسَةَ وَلَاتُسَارِعُ فِي هَوَى رَسُولِ اللهِ عَلَى حِسَابِ سَعَادَتِهِنَّ: بَلْ جَعَلَهُنَّ سُبْحَانَهُ قَرِيرَاتِ الْاَعْيُنِ دَائِماً فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللهِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْاَحْزَابِ{ذَلِكَ اَدْنَى اَنْ تَقَرَّ اَعْيُنُهُنَّ وَلَايَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آَتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنّ( وَلَمْ يَسْتَثْنِ سُبْحَانَهُ مِنْهُنَّ اَحَداً لَاعَائِشَةَ وَلَاغَيْرَهَا: نعم ايها الاخوة: وَبَعْدَ مَمَاتِهِ اَيْضاً: بِمَا اَقَرَّ اللهُ مِنْ اَعْيُنِهِنَّ؟ تَعْوِيضاً عَمَّا حَرَمَهُنَّ اللهُ مِنَ الْاَوْلَادِ مِنْ رَسُولِ اللهِ اَنْ يُدْفَنَ اَبُو عَائِشَةَ وَاَبُو حَفْصَةَ اِلَى جِوَارِ رَسُولِ اللهِ فِي قَبْرِهِ وَفِي حُجْرَتِهِ وَحُجْرَتِهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: وَاَمَّا فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلَامُ: فَاَقَرَّ اللهُ عَيْنَهَا بِاَبِيهَا وَبِزَوْجِهَا وَبِوَلَدَيْهَا سَيِّدَيْ اَهْلِ الْجَنَّةِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: نعم ايها الاخوة: رَسُولُ اللِه الَّذِي كَانَ قُرَّةَ عَيْنٍ لِعَائِشَةَ وَحَفْصَةَ: كَيْفَ سَيَكُونُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قُرَّةَ عَيْنٍ لِمَنْ يَلْعَنُهُمَا؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ نَجِدُهُ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ: عِنْدَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: وَالَّذِي كَانَ قُرَّةَ عَيْنٍ لِمَنْ آَمَنَتْ بِهِ: وَضَرَبَ اللهُ الْمَثَلَ فِي اِيمَانِهَا مِنْ بَيْنِ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ جَمِيعاً(ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آَمَنُوا: امْرَاَةَ فِرْعَوْنَ(نعم ايها الاخوة: وَلَكِنَّ مُوسَى لَمْ يَكُنْ قُرَّةَ عَيْنٍ اَبَداً لِمَنْ يَلْعَنُهُ اَوْ يَلْعَنُ اَزْوَاجَهُ مِنْ آَلِ فِرْعَوْن: بَلْ اِنَّ آَلَ فِرْعَوْنَ هُمْ وَاللهِ الَّذِي لَا اِلَهَ اِلَّا هُوَ خَيْرٌ مِنْ هَؤُلَاءِ الْاَوْغَادِ الْحُثَالَةِ الَّذِينَ يَلْعَنُونَ اَزْوَاجَ مُحَمَّد رسول الله؟ لِاَنَّنَا لَمْ نَسْمَعْ عَبْرَ التَّارِيخِ الْفِرْعَوْنِيِّ اَنَّ اَحَداً مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ لَعَنَ زَوْجَةَ مُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَامُ: وَلِذَلِكَ لَاتَحْلُمُوا اَبَداً اَنْ يَكُونَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ قُرَّةَ عَيْنٍ لِمَنْ يَلْعَنُ اَحَداً مِنْ اَزْوَاجِهِ اللَّوَاتِي كَانَ قُرَّةَ عَيْنٍ لَهُنَّ: وَكُنَّ قُرَّةَ عَيْنٍ لَهُ اَيْضاً: بِدَلِيلِ اَنَّهُنَّ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِنَّ وَبِاَمْرٍ وَاِيحَاءٍ مِنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: اِخْتَرْنَ جَمِيعاً اَنْ يَكُنَّ قُرَّةَ عَيْنٍ لِرَسُولِ اللهِ: وَذَلِكَ وَاضِحٌ جِدّاً فِي اخْتِيَارِهِنَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآَخِرَة: نَعَمْ اَخِي الشِّيعِي: اَلَسْتَ تُؤْمِنُ اَنَّ رَسُولَ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مُسْتَجَابَ الدَّعْوَةِ؟ بَلَى: فَعَلَيْكَ اَخِي اَنْ تُؤْمِنَ بِاَنَّ اللهَ اسْتَجَابَ دُعَاءَ رَسُولِهِ فِي اَزْوَاجِهِ عَائِشَةَ وَحَفْصَةَ فِي قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام{رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ اَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ اَعْيُنٍ: وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ اِمَاماً( فَاِنِ احْتَجَّ عَلَيْنَا الشِّيعَةُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى{مِنْ اَزْوَاجِنَا(فِي اَنَّ كَلِمَةَ مِنْ تُفِيدُ التَّبْعِيضَ: أَيْ مِنْ بَعْضِ اَزْوَاجِنَا؟ لِيُخْرِجُوا عَائِشَةَ وَحَفْصَةَ مِنَ الْاَزْوَاجِ: فَاِنَّنَا نَحْتَجُّ عَلَيْهِمْ اَيْضاً فِي اَنَّ مِنْ تُفِيدُ التَّبْعِيضَ اَيْضاً فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{وَذُرِّيَّاتِنَا: أَيْ مِنْ بَعْضِ ذُرِّيَّاتِنَا؟ لِنُخْرِجَ فَاطِمَةَ اَيْضاً مِنْ هَذِهِ الذُّرِّيَّة(وَنَحْتَجُّ عَلَيْهِمْ اَيْضاً بِقَوْلِهِ تَعَالَى{وَآَتَيْنَاهُ اَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ( ونترك القلم الآن لمشايخنا المعارضين قائلين: بعد ذلك هناك سؤال من احد الاخوة يقول فيه:كُنْتُ جَالِساً عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ: فَرَاَيْتُ فَتَاةً فِي مُقْتَبَلِ الْعُمْرِ شِبْهَ عَارِيَةٍ: فَاَرَدْتُّ اَنْ اُعْطِيَ الطَّرِيقَ حَقَّهُ: بِغَضِّ الْبَصَرِ: وَالْاَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ: وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ: لِاَنَّهَا وَوَالِدَيْهَا: لَمْ يُعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ: بِكَفِّ الْاَذَى: بَلْ بِكَشْفِ الْعَوْرَاتِ السَّوْآَتِ الَّتِي تُسِيءُ اِلَى مَنْ يَنْظُرُ اِلَيْهَا: فَقُلْتُ لَهَا: لَقَدْ بَلَغْتِ مِنَ الْمَحِيضِ مَا لَايَجُوزُ اَنْ يُرَى بِسَبَبِهِ مِنَ الْمَرْاَةِ اِلَّا وَجْهَهَا وَكَفَّيْهَا: وَاَصْبَحَ الْحِجَابُ فَرْضاً لَازِماً عَلَيْكِ: اَمَا يَسْتَحِي وَالِدَاكِ وَيَخْجَلَانِ اَنْ يُطْلِقَا بَنَاتِهِمَا بِمِثْلِ هَذَا الْعُرِيِّ الْفَاضِحِ!؟ نعم اخي: ثُمَّ يَقُولُ السَّائِلُ: فَمَا كَانَ مِنْهَا اِلَّا اَنْ اَتَتْ بِاُمِّهَا تَصْرُخُ وَتُوَلْوِلُ فِي وَجْهِي: فَاجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْنَا فِي طَرْطُوسَ مِنْ قُوَّةِ صُرَاخِهَا فِي حَيٍّ مِنْ اَحْيَاءِ السُّنَّةِ وَهِيَ تَصِيحُ بِاَعْلَى صَوْتِهَا: هَذِهِ ابْنَتِي اُرَبِّيهَا عَلَى كَيْفِي: وَلَا اَسْمَحُ لِاَحَدٍ اَنْ يَتَدَخَّلَ فِي تَرْبِيَتِي لَهَا: وَهَدَّدَتْنِي بِالشَّرِطَة: وَهَدَّدَتْنِي اَيْضاً بِاِخْوَانِهَا الشَّبَابِ الْاَشْقِيَاءِ: اَنْ يَفْقَعُونِي عَلْقَةً لَامَثِيلَ لَهَا: وَاَنْ تَكُونَ فَضِيحَتِي بِجَلَاجِلَ فِي الْمَرَّةِ الْقَادِمَةِ: وَنَادَتْنِي قَائِلَةً: يَاعِرَّةَ الرِّجَالِ وَعَارَهُمْ: اِنْتَهَى كَلَامُ السَّائِل: وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ: اَنَّ اَمْثَالَ هَذِهِ الْاُمِّ الْبَائِسَةِ: هُمْ اَعْدَاءُ عَائِشَةَ وَحَفْصَةَ الْحَقِيقِيُّونَ لِمَاذَا؟ لِاَنَّهَا حَرِيصَةٌ عَلَى اَذِيَّتِهِمَا: بَلْ عَلَى اَذِيَّةِ كَافَّةِ الْاَزْوَاجِ وَالْبَنَاتِ النَّبَوِيَّةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُنَّ لِمَاذَا؟ لِاَنَّهَا حَرِيصَةٌ عَلَى اَذِيَّتِهَا وَاَذِيَّةِ ابْنَتِهَا وَاَذِيَّةِ الْمُؤْمِنِينَ مِمَّنْ يَرَاهُمَا عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ اَيْضاً لِمَاذَا؟ لِاَنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ{يَااَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِاَزْوَاجِكَ: وَبَنَاتِكَ: وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ: يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ: ذَلِكَ اَدْنَى اَنْ يُعْرَفْنَ: فَلَايُؤْذَيْنَ(نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: لَقَدْ كَانَ سُبْحَانَهُ حَرِيصاً عَلَى اَنْ يُسْدِلَ سِتَاراً مِنَ الْحِشْمَةِ وَالْعَفَافِ وَالتَّقْوَى وَالْفَضِيلَةِ عَلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ: وَبَنَاتِهِ: وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ: فَجَاءَ اَمْثَالُ هَؤُلَاءِ النِّسْوَةِ الْاُمَّهَاتُ قَبَّحَهُنَّ اللهُ؟ لِيَنْزِعُوا هَذَا السِّتَارَ عَنْهُنَّ: وَعَنْ بَنَاتِهِنَّ: وَعَنْ نِسَاءِ النَّبِيِّ: وَعَنْ بَنَاتِهِ: وَعَنْ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ: وَيَضَعُوا عَلَيْهِنَّ: وَعَلَى بَنَاتِهِنَّ: وَعَلَى بَنَاتِ النَّبِيِّ: وَنِسَائِهِ: قِنَاعاً حَقِيراً يَفْتَحُونَ بِهِ بَابَ الرَّذِيلَةِ وَالْفَاحِشَةِ وَالْاِبَاحِيَّةِ عَلَى مِصْرَاعَيْهِ بِمِفْتَاحِ الْعُرِيِّ الْفَاضِحِ اللَّاَخْلَاقِيِّ؟ وَلَمْ يَكْتَفُوا بِذَلِكَ بَلْ نَزَلُوا اَيْضاً بِمُسْتَوَى الْحِجَابِ الَّذِي فَرَضَهُ اللهُ عَلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ وَبَنَاتِهِ: قَبْلَ اَنْ يَفْرِضَهُ عَلَى نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ: اِلَى اَحْقَرِ مُسْتَوَى: وَهُوَ مَايَزْعُمُونَهُ مِنَ التَّخَلُّفِ وَالرَّجْعِيَّةِ اللَّاحَضَارِيَّةِ: وَاِلَى مُسْتَوَى اَحْقَرَ آَخَرَ اَيْضاً: وَهُوَ الْمُسْتَوَى الَّذِي يَرْضَاهُ اَحْفَادُ السَّبِئِيَّةِ الْيَهُودِيَّةِ مِنَ الشِّيعَةِ قَبَّحَهُمُ اللهُ: فِي اَذِيَّةِ اُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِنَّ؟ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَنْزِعُوا الطُّهْرَ وَالْعَفَافَ عَنْهُنَّ: فِي الْوَقْتِ الَّذِي كَانَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى حَرِيصاً عَلَى عَدَمِ اَذِيَّتِهِنَّ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِنَّ وَلَوْ بِنَسْمَةٍ مِنَ هَوَاءِ الْبَارِّ وَالْفَاجِرِ الَّتِي لَاتَرُوقُ لَهُنَّ وَلَا لَهُ سُبْحَانَهُ مِنْ شِدَّةِ غَيْرَتِهِ عَلَيْهِنَّ عَزَّ وَجَلّ: نعم اخي: وَالْخُلَاصَةُ اَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمَفْرُوضِ بِكَ اَنْ تَقُولَ لَهَا: نَعَمْ هَذِهِ ابْنَتُكِ: وَاَنْتِ حُرَّةٌ فِي تَرْبِيَتِهَا بِالطَّرِيقَةِ الَّتِي تَرُوقُ لَكِ: وَعَلَى كَيْفِكِ كَمَا تَقُولِينَ: وَاَمَّا اَنَا: فَلَسْتُ ابْنَكِ: وَلَسْتِ حُرَّةً فِي تَرْبِيَتِي بِالطَّرِيقَةِ الَّتِي تَرُوقُ لَكِ: بَلْ بِالطَّرِيقَةِ الَّتِي تَرُوقُ لِقَوْلِهِ تَعَالَى{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ اَوْلِيَاءُ بَعْضٍ: يَاْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ: وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ(اَلَسْتِ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ اللَّوَاتِي يُوَحِّدْنَ اللهَ!؟ بَلَى: وَاَنَا اَيْضاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يُوَحِّدُونَ اللهَ: وَبِالتَّالِي: اَنَا وَلِيُّ اَمْرِكِ: وَوَلِيُّ اَمْرِ ابْنَتِكِ: رَغْماً عَنْكِ؟ بِنَصِّ هَذِهِ الْآَيَة: وَاَنْتِ اَيْضاً وَلِيَّةُ اَمْرِي: رَغْماً عَنِّي: وَلَكِنْ بِمَا يُرْضِي اللَهَ وَرَسُولَهُ لِكِلَيْنَا مَعاً: وَبِمَا يُعْطِي لِلطَّرِيقِ حَقَّهُ: بِمَا يُرْضِي اللهَ وَرَسُولَهُ اَيْضاً مِنْ قَوْلِهِ{وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ: وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ: وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ: اُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ: اِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيم: وَعَدَ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ: جَنَّاتٍ: تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْاَنْهَارُ: خَالِدِينَ فِيهَا: وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً: فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ: وَرِضْوَانٌ مِنَ اللهِ اَكْبَرُ: ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيم( فَهَلْ تَرْضَيْنَ اَنْ تَكُونِي مِنْ اَهْلِ هَذِهِ الْآَيَةِ؟ اَمْ لَعَلَّكِ مَازِلْتِ مُصِرَّةً عَلَى اَنْ تَكُونِي مِنْ اَهْلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{ اَلْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ: يَاْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ: وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ: وَيَقْبِضُونَ اَيْدِيَهُمْ: نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ: اِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُون: وَعَدَ اللهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ: نَارَ جَهَنَّمَ: خَالِدِينَ فِيهَا: هِيَ حَسْبُهُمْ: وَلَعَنَهُمُ اللهُ: وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ{وَآَخِرُ دَعْوَانَا اَنِ الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِين