الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ازواجه وذريته وآله واصحابه ومن والاهم وبعد: فَمَا زِلْنَا مُصِرِّينَ اِصْرَاراً لَاتَرَاجُعَ عَنْهُ عَلَى اَنَّ اُوبَامَا هُوَ الْمُؤَسِّسُ الْحَقِيقِيُّ لِدَاعِشَ وَلَدَيْنَا مِنَ الْاَدِلَّةِ عَلَى ذَلِكَ مَالَايُسْمَحُ لَنَا بِعَرْضِهِ بَتَاتاً وَلِذَلِكَ نَرْجُو مِنْ جَمِيعِ الدُّوَلِ فِي جَمِيعِ اَنْحَاءِ الْعَالَمِ وَالَّتِي تَضَرَّرَتْ مِنْ اِرْهَابِ دَاعِشَ اَنْ تُطَالِبَ اُوبَامَا وَالْوِلَايَاتِ الْمُتَّحِدَةَ بِتَعْوِيضَاتٍ عَاجِلَةٍ يَدْفَعُهَا اِلَى اَهَالِي الْمَنْكُوبِينَ مِنْهُمْ، بَعْدَ ذَلِكَ فَقَدْ جَاءَتْنَا رِسَالَةٌ مُزْعِجَةٌ جِدّاً مِنْ حَسَنْ نَصْرِ اللهِ يَقُولُ فِيهَا: مَابَالُ مَشَايِخِ النُّصَيْرِيَّةِ يَنْتَقِدُونَ الشَّيْخَ الدُّكْتُورَ مُحَمَّد رَاتِبِ النَّابْلُسِيِّ وَهُمْ لَايَسْتَحِقُّونَ اَنْ يَكُونُوا مِسْمَاراً فِي كَعْبِ حِذَائِهِ وَمَا يَحْمِلُهُ مِنْ شَهَادَاتٍ فِي الدُّبْلُومِ وَالْمَاجِسْتيرِ وَالدُّكْتُورَاهِ الْفَخْرِيَّة؟ مَاذَا يَحْمِلُ مَشَايِخُ النُّصَيْرِيَّةِ مِنْ شَهَادَاتٍ فَخْرِيَّة؟ وَنَقُولُ لِحَسَنْ نَصْرَ الله: نَحْنُ نَحْمِلُ الشَّهَادَاتِ الْفَخْرِيَّةَ الَّتِي كَانَ يَحْمِلُهَا جَدُّكَ الدُّكْتُورُ الْحِمَارُ يَعْفُور رَحِمَهُ الله، ثُمَّ يَقُولُ حَسَنْ نَصْرَ الله: مَاذَا يَحْمِلُ دُكْتُورُكُمْ وَزِيرُ الْاَوْقَافِ مُحَمَّدُ السَّيِّدِ مِنْ ذَرَّةٍ مِنْ هَذِهِ الشَّهَادَاتِ الْفَخْرِيَّةِ الَّتِي يَحْمِلُهَا الدُّكْتُورُ النَّابْلُسِيُّ؟ بَلْ مَاذَا يَحْمِلُ ابْنُهُ الشَّيْخُ الدُّكْتُورُ لُوِيسْ اَلْعَاشِرْ عَبْدُ اللهِ السَّيِّد؟ ثُمَّ يَقُولُ نَصْرُ الله: وَنَحْنُ نَبْعَثُ بِعُيُونِنَا دَائِماً اِلَى مَسَاجِدِ طَرْطُوسَ: فَمَاذَا يَحْمِلُ شُيُوخُ مُدِيرِيَّةِ اَوْقَافِ مُحَمَّدِ السَّيِّدِ فِي طَرْطُوسَ مِنْ هَذِهِ الشَّهَادَات؟ هَلْ يَسْتَحِقُّ اَمْثَالُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّدْمُرِيِّ فِي جَامِعِ الْبَلَدِيَّةِ فِي طَرْطُوسَ الْمُسَمَّى جَامِعَ اَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقِ اَنْ يَكُونُوا مَشَايِخَ وَخُطَبَاءَ جُمُعَة؟ فَقُلْنَا لِحَسَنْ نَصْرَ الله: وَمَابَالُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّدْمُرِيِّ هَذَا؟ فَقَالَ غَالِبُ مَنْ يَسْتَفْتِيهِ فِي طَرْطُوسَ فِي مَسَائِلَ شَرْعِيَّةٍ فَاِنَّهُ يَقُولُ اَنَا لَا اَفْقَهُ اِلَّا قُلْ هُوَ اللهُ اَحَد وَكَاَنَّهُ يَسْتَهِينُ بِقُلْ هُوَ اللهُ اَحَدٍ الَّتِي تَعْدِلُ رُبُعَ الْقُرْآَن ِكَمَا ذَكَرْتُمْ فِي مُشَارَكَةٍ سَابِقَة، ثُمَّ يَقُولُ حَسَنُ نَصْرِ اللهِ: وَهَلْ يَسْتَحِقُّ اَمْثَالُ مَاْمُونِ شْتِيرْ وَاَمْثَالُ عُثْمَانْ مِلْحِمْ اَنْ يَكُونَا خَطِيبَيْنِ عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ الله؟ مَاذَا يَحْمِلُ مُحَمَّدُ اِسْمَاعِيلَ مِنْ شَهَادَاتٍ فَخْرِيَّة؟ بَلْ مَاذَا يَحْمِلُ وَلَدَاهُ مِنْ هَذِهِ الشَّهَادَات؟ مَاذَا يَحْمِلُ رِجَالُ الدِّينِ الْمَسِيحِيِّ فِي كَنَائِسِ طَرْطُوسَ الْاُورْثُوذُكْسِيَّةِ وَالْمَارُونِيَّةِ وَالْاِنْجِيلِيَّةِ مِنْ شَهَادَاتٍ فَخْرِيَّةٍ فِي عِلْمِ اللَّاهُوتِ الْكَنَسِيِّ تَجْعَلُهُمْ اَهْلاً لِخِدْمَةِ كَنَائِسِهِمْ؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: ثُمَّ بَدَاَ حَسَنُ نَصْرُ اللهِ يُعَدِّدُ لَنَا اَسْمَاءً كَثِيرَةً هَائِلَةً نَكْتَفِي مِنْهَا بِهَذَا الْقَدْرِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ لَاتَسْتَحِقُّ بِرَاْيِهِ اَنْ تَكُونَ اَهْلاً لِثِقَةِ وَزَارَةِ الْاَوْقَافِ وَوَزِيرِهَا مُحَمَّدِ السَّيِّد! وَنَقُولِ لِحَسَنْ نَصْرَ الله: هَذَا تَدَخُّلٌ سَافِرٌ وَوَقِحٌ فِي شُؤُونِنَا النُّصَيْرِيَّة: فَنَحْنُ نَدْعُو اِلَى تَجْدِيدِ الْخِطَابِ الدِّينِي: وَنَحْنُ لَانَسْتَطِيعُ اَنْ نُجَدِّدَ وَلَا اَنْ نَتَكَلَّمَ فِي بَيْتٍ وَلَامَسْجِدٍ يُوقَدُ فِيهِ سِرَاج: وَهَذَا هُوَ الْاَسَاسُ الَّذِي تَرْتَكِزُ عَلَيْهِ تَعَالِيمُنَا النُّصَيْرِيَّة: وَاَمَّا الشَّيْخُ الدُّكْتُورُ مُحَمَّدُ السَّيِّدِ: فَهُوَ الْحِمَارُ الْيَعْفُورُ الَّذِي نَتَشَرَّفُ بِرُكُوبِنَا عَلَيْهِ وَنَسْتَخْدِمُهُ لِيَعْمَلَ عَلَى تَدْعِيمِ هَذَا الْاَسَاسِ بِكُلِّ مَااُوتِيَ مِنْ قُوَّة: وَلِهَذَا نَحْنُ مُتَمَسِّكُونَ بِبَقَائِهِ فِي وَزَارَةِ الْاَوْقَافِ طَالَمَا اَنَّهُ يَعْمَلُ عَلَى تَرْسِيخٍ وَدَعْمٍ قَوِيٍّ جِدّاً لِتَعَالِيمِنَا الشِّيعِيَّةِ الْبَاطِنِيَّةِ وَالْاِمَامِيَّةِ الِاثْنَيْ عَشَرِيَّة: وَاَمَّا قَوْلُكَ عَنْ عِلْمِهِ وَعَنْ عِلْمِ وَلَدِهِ: فَيَبْدُو اَنَّكَ لَمْ تُرْسِلْ عُيُونَكَ لِيَحْضُرُوا دُرُوسَ وَلَدِهِ بَعْدَ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ يَوْمَيِ الِاثْنَيْنِ وَالثَّلَاثَاءِ فِي جَامِعِ خَدِيجَةَ: وَلَمْ تَسْمَعْ شَرْحَهُ لِرِيَاضِ الصَّالِحِينَ لِلْاِمَامِ النَّوَوِيِّ شَرْحاً وَافِياً كَافِياً رَائِعاً: بَلْ هُوَ اَكْثَرُ مِنْ رَائِعٍ يَجْعَلُهُ يَسْتَحِقُّ اَنْ يَكُونَ مَفْخَرَةً لِمَشَايِخِ وَعُلَمَاءِ سُورِيَّا كُلِّهَا فِي الْمُوَالَاةِ وَالْمُعَارَضَةِ: بَلْ اِنَّنَا مِنْ قُوَةِ اِعْجَابِنَا بِشَرْحِهِ اقْتَرَحْنَا عَلَيْهِ اَنْ يُخَصِّصَ دَرْساً وَاحِداً اُسْبُوعِيّاً يُدْلِي فِيهِ بِخَوَاطِرِهِ الْاِيمَانِيَّةِ فِي تَفْسِيرِ كِتَابِ اللهِ: وَلَكِنَّهُ رَفَضَ احْتِرَاماً لِمَشَاعِرِ وَالِدِهِ الَّذِي مَازَالَ يُدْلِي اِلَى الْآَنَ بِخَوَاطِرِهِ عَلَى قَنَوَاتِنَا السُّورِيَّةِ النُّصَيْرِيَّةِ الْفَضَائِيَّة: فَقُلْنَا لَهُ: اِنَّ اَبَاكَ لَنْ يُمَانِعَ بَلْ اِنَّ الْاَبَ يُحِبُّ اَنْ يَرَى نَجَاحَهُ فِي نَجَاحِ وَلَدِهِ: بَلْ يُرِيدُ مِنْ وَلَدِهِ التِّلْمِيذِ اَنْ يَتَفَوَّقَ عَلَى اَبِيهِ الْاُسْتَاذِ: وَلِذَلِكَ نَرْجُو مِنْ شَيْخِنَا وَحَبِيبِنَا وَقُرَّةِ اَعْيُنِنَا لُوِيسْ اَلْعَاشِر وَهُوَ عَبْدُ اللهِ السَّيِّدِ رَجَاءً خَالِصاً لِوَجْهِ اللهِ: اَنْ يُدْلِيَ بِخَوَاطِرِهِ الْاِيمَانِيَّةِ فِي تَفْسِيرِ كِتَابِ اللهِ، ونترك القلم الآن لمشايخنا المعارضين قائلين: لَمْ نَجِدْ اَتْفَهَ مِنْ حَسَنْ نَصْرِ الشَّيْطَانِ اِلَّا مَشَايِخَنَا الْمُوَالُونَ الَّذِينَ يُعِيرُونَهُ اهْتِمَامَهُمْ فِي الْوَقْتِ الَّذِي لَايَسْتَحِقُّ اَنْ يُعِيرُوهُ ذَرَّةً مِنِ اهْتِمَامِهِمْ، بَعْدَ ذَلِكَ اَيُّهَا الْاِخْوَة: سُؤَالٌ مِنْ اَحَدِ الْاِخْوَةِ يَقُولُ فِيهِ: مَامَعْنَى قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام [وَمَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ امْرِىءٍ مُسْلِمٍ: تَتَبَّعَهُ اللهُ حَتَّى يَفْضَحَهُ فِي قَعْرِ بَيْتِهِ( وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ: اَنَّ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ امْرِىءٍ مُسْلِمٍ: بِالتَّجَسُّسِ الْمُحَرَّمِ: وَالتَّشْهِيرِ: وَالْفَضِيحَةِ الَّتِي ذَكَرَهَا اللهُ فِي قَوْلِهِ{اِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ اَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ اَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ{اِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ: لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ: وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيم(بِمَعْنَى اَنَّ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ امْرِىءٍ مُسْلِمٍ حَرِيصاً عَلَى عُقُوبَتِهِ رَجْماً حَتَّى الْمَوْتِ: اَوْ جَلْداً قَاتِلاً: وَحَرِيصاً عَلَى اَلَّا يَدْرَاَ الْحُدُودَ بِالشُّبُهَاتِ مَااسْتَطَاعَ اِلَى ذَلِكَ سَبِيلاً: بَلْ حَرِيصاً عَلَى تَطْبِيقِ حُدُودِ اللهِ بِشَكْلٍ تَعَسُّفِيٍّ ظَالِمٍ مِنْ دُونِ ضَوَابِطَ شَرْعِيَّةٍ وَشُرُوطٍ صَعْبَةٍ جِدّاً اَوْ شِبْهِ مُسْتَحِيلَةٍ اَمَرَ اللهُ بِهَا وَرَسُولُهُ: وَحَرِيصاً عَلَى التَّشْهِيرِ وَالْفَضِيحَةِ مِنْ دُونِ اَنْ يَاْتِيَ بِاَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ اَقْوَالُهُمْ مُتَطَابِقَةٌ: فَهَذَا يَتَتَبَّعُ الْعَوْرَاتِ مِنْ اَجْلِ الْفَسَادِ فِي الْاَرْضِ{وَاللهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ(وَاَمَّا مَنْ يَتَتَبَّعُ عَوْرَاتِ النَّاسِ مِنْ اَجْلِ الصَّدَقَةِ عَلَيْهِمْ؟ لِيَسْتَعِفُّوا بِهَا عَنِ الْحَرَامِ؟ وَيَمْتَنِعُوا؟ وَمِنْ اَجْلِ اَمْرِهِمْ بِالْمَعْرُوفِ؟ وَنَهْيِهِمْ عَنِ الْمُنْكَرِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى{وَلَاتَقْرَبُوا الزِّنَى: اِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً{وَلَاتَنْكِحُوا مَانَكَحَ آَبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ اِلَّا مَاقَدْ سَلَفَ: اِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً: وَمَقْتاً: وَسَاءَ سَبِيلاً: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ اُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ(وَبَقِيَّةُ الْمُحَرَّمَاتِ بِسَبَبِ النَّسَبِ: وَالْمُحَرَّمَاتِ اَيْضاً بِسَبَبِ الرَّضَاعَةِ: وَالْمُحَرَّمَاتِ اَيْضاً بِسَبَبِ الْمُصَاهَرَةِ: وَالْمُحَرَّمَاتِ الْمِثْلِيَّةِ اللُّوطِيَّةِ وَالسُّحَاقِيَّةِ: وَالْبَهِيمِيَّةِ{ اَتَاْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ: وَتَذَرُونَ مَاخَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ اَزْوَاجِكُمْ{اِنَّكُمْ لَتَاْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ: بَلْ اَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُون(فَهَذَا لَيْسَ دَاخِلاً فِي هَذَا الْوَعِيدِ وَهُوَ قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[تَتَبَّعَهُ اللهُ حَتَّى يَفْضَحَهُ فِي بَيْتِه(اِلَّا اِذَا جَعَلَ النَّصِيحَةَ بِفَضِيحَةٍ بَعْدَ اَنْ كَانَتْ بِجَمَلٍ: وَهُوَ مَايَفْعَلُونَهُ فِي الصِّحَافَةِ الصَّفْرَاءِ مَثَلاً: مِنَ التَّشْهِيرِ بِعَوْرَاتِ النَّاسِ وَاَعْرَاضِهِمْ، نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا الرَّجُلُ: فَاِنَّهُ اِذَا رَاَى الْفَاحِشَةَ عَلَى اَهْلِهِ مُتَاَكِّداً مِنْهَا مِائَةً فِي الْمِائَةِ كَالْمِيلِ فِي الْمِكْحَلَةِ: فَلَايَنْبَغِي لَهُ السُّكُوتُ: بَلْ عَلَيْهِ اَنْ يُقِيمَ دَعْوَى زِنَى عَلَى زَوْجَتِهِ فِي جَلْسَةٍ قَضَائِيَّةٍ مُغْلَقَةٍ لَايَجُوزُ فِيهَا التَّشْهِيرُ بِحَالٍ مِنَ الْاَحْوَالِ: اِلَّا اِذَا سَكَتَتِ الْمَرْاَةُ وَلَمْ تُدَافِعْ عَنْ نَفْسِهَا بِمَا اَمَرَهَا اللهُ {اَنْ تَشْهَدَ اَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللهِ اِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ: وَالْخَامِسَةَ اَنَّ غَضَبَ اللهِ عَلَيْهَا اِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِين( فَهُنَا يَنْبَغِي التَّشْهِيرُ عِنْدَ اِقَامَةِ الْحَدِّ بِقَوْلِهِ تَعَالَى{وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِين(بَعْدَ ذَلِكَ اَيُّهَا الْاِخْوَة: سُؤَالٌ اَخِيرٌ مِنْ اَحَدِ الْاِخْوَةِ النَّصَارَى يَقُولُ فِيه: لَقَدْ اَثْبَتَتِ التَّرْبِيَةُ الْاِسْلَامِيَّةُ فَشَلَهَا فَشَلاً ذَرِيعاً؟ لِاَنَّهَا تُشَجِّعُ عَلَى الْفَاحِشَةِ بِكُلِّ اَشْكَالِهَا الْمِثْلِيَّةِ وَغَيْرِ الْمِثْلِيَّةِ وَالْمَحَارِمِيَّةِ وَالْبَهِيمِيَّةِ: بِطَلَبِهَا لِاَرْبَعَةٍ مِنَ الشُّهُودِ! فَمِنْ اَيْنَ سَنَاْتِي بِالشُّهُودِ؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ: بَلْ لَقَدْ اَثْبَتَتِ التَّرْبِيَةُ الْاِسْلَامِيَّةُ نَجَاحَهَا نَجَاحاً سَاحِقاً بَاهِراً بِطَلَبِهَا لِاَرْبَعَةٍ مِنَ الشُّهُودِ الَّذِينَ لَمْ يَكُنِ الزَّانِي بِحَاجَةٍ اِلَى اَحَدٍ مِنْهُمْ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ: بَلْ كَانَ يَاْتِي مُعْتَرِفاً بِنَفْسِهِ عَلَى نَفْسِهِ وَهُوَ وَاقِعٌ تَحْتَ تَاْثِيرِ التَّرْبِيَةِ الْاِسْلَامِيَّةِ الْاِيمَانِيَّةِ الضَّمِيرِيَّةِ الصَّاحِيَةِ الْفَاضِلَةِ الَّتِي جَعَلَتْ ضَمِيرَهُ يَصْحُو: وَلَمْ يَعُدْ مُتَحَمِّلاً اَنْ يَبْقَى تَحْتَ تَاْثِيرِ الْفَاحِشَةِ وَقَذَارَتِهَا: بَلْ يُرِيدُ اَنْ يَتَحَوَّلَ فَوْراً اِلَى تَاْثِيرِ حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللهِ وَطَهَارَتِهِ وَلَوْ كَلَّفَهُ ذَلِكَ اَنْ يَدْفَعَ حَيَاتَهُ ثَمَناً بَاهِظاً فِي نَظَرِ النَّاسِ وَلَكِنَّهُ رَخِيصٌ فِي ضَمِيرِهِ الْوُجْدَانِيِّ الْاِيمَانِيِّ الْاِسْلَامِيِّ مِنْ اَجْلِ اللهِ وَحُدُودِهِ الَّتِي لَايُرِيدُ اَنْ يَتَخَطَّاهَا اِلَى سَخَطِ اللهِ عَلَيْهِ، نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا قَوْلُكَ مِنْ اَيْنَ سَنَاْتِي بِالشُّهُودِ؟ فَانْظُرْ اِلَى الْمُجْتَمَعِ الصَّلِيبِيِّ الْاِبَاحِيِّ الَّذِي يَفْعَلُ الْفَاحِشَةَ بِكُلِّ اَشْكَالِهَا عَلَناً عَلَى حَلَبَاتِ الْمُصَارَعَةِ اَمَامَ اَرْبَعَةٍ مِنَ الشُّهُودِ: بَلْ عَشَرَاتٍ مِنْهُمْ: بَلْ مِئَاتٍ: بَلْ اُلُوفٍ مِنَ الشُّهُودِ الَّذِينَ لَايُحَرِّكوُنَ سَاكِناً حَمِيَّةً وَلَاغِيرَةً عَلَى اَعْرَاضِ النَّاسِ اَنْ تُنْتَهَكَ اَمَامَ نَاظِرِيهِمْ: اَلَا يَحِقُّ لِلدِّينِ الْاِسْلَامِيِّ اَنْ يَخَافَ عَلَى مُجْتَمَعِهِ الْاِسْلَامِيِّ اَنْ يَتَحَوَّلَ اِلَى مُجْتَمَعٍ اِبَاحِيٍّ صَلِيبِيٍّ قَذِرٍ عَاهِرٍ لَااَخْلَاقِيٍّ يَفْعَلُ الْفَاحِشَةَ عَلَناً فِي نَوَادِيهِ وَفِي مَقَاهِيهِ وَعَلَى حَلَبَاتِ مُصَارَعَتِهِ اَمَامَ جُمْهُورٍ هَائِلٍ مِنَ النَّاسِ؟ اَلَا يَحِقُّ لَهُ اَنْ يُقَيِّدَ مَطْلَبَهُمُ الْجَمَاهِيرِيَّ فِي اِشَاعَةِ الْفَاحِشَةِ بَيْنَ النَّاسِ بِاَرْبَعَةٍ مِنَ الشُّهُودِ رَاَوْا ذَلِكَ بِاُمِّ اَعْيُنِهِمْ مِيلاً فِي مِكْحَلَةٍ اَوْ شَرْجٍ اَوْ فَمٍ تُولَجُ الْاَعْضَاءُ التَّنَاسُلِيَّةُ بِهَا عَلَناً اَمَامَ الْمَلَايِينِ مِنَ النَّاسِ الَّذِينَ يُشَاهِدُونَهَا عَلَى الْفَضَائِيَّاتِ وَالْيُوتْيُوبْ؟ اَلَا يَحِقُّ لِلْاِسْلَامِ اَنْ يَخَافَ عَلَى مُجْتَمَعِهِ اَنْ يَجْعَلَ مِنْ هَذِهِ الْفَاحِشَةِ الْعَلَنِيَّةِ مَطْلَباً جَمَاهِيرِيّاً كَمَا جَعَلَهَا مُجْتَمَعُ الْاَحْفَادِ الْقُرُودِ الْقَذِرَةِ الْيَهُودِ وَالْخَنَازِيرِ الْاَنْجَاسِ الصُّلْبَانِ الْخَوَنَةِ؟ اَلَا يَحِقُّ لِلْاِسْلَامِ اَنْ يَخَافَ عَلَى مُجْتَمَعِهِ الْاِسْلَامِيِّ اَنْ يَجْعَلَ مِنْ عِبَادَةِ الْفِئْرَانِ وَالْفُرُوجِ مَطْلَباً جَمَاهِيرِيّاً قَذِراً؟ اَلَا يَحِقُّ لِلْاِسْلَامِ بَعْدَ اَنْ اَعْطَى حُرِّيَّةَ الِاخْتِيَارِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ لِلنَّاسِ جَمِيعاً اَنْ يُحَافِظَ عَلَى حَاضِنَتِهِ الَّتِي تَحْضُنُ الْخَيْرَ بَعِيداً عَنْ حَاضِنَةِ الْاَشْرَارِ: بِاَنْ يُقَوِّضَ مِنْ صَلَاحِيَّاتِ الْاِبَاحِيَّةِ الْقَذِرَةِ وَالشِّرْكِ الْاَقْذَرِ: وَاَنْ يُخَفِّفَ مِنْ غَلْوَائِهِمَا وَشَرِّهِمَا وَخَطَرِهِمَا فِي جَمِيعِ اَنْحَاءِ الْعَالَمِ وَعَلَى الْكَوْنِ كُلِّهِ وَلَوْ بِاَرْبَعَةٍ مِنَ الشُّهُود، نَسْاَلُ اللهَ الْعَافِيَة وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين