اعتبر الداعية الإسلامي، الشيخ عبدالعزيز بن علي الزنبحي الكناني، أن "الطائف" هي ثالث الحرمين الشريفين، من حيث حُرمة الصيد، وقطع الشجر الأخضر فقط،
مُثبتاً ذلك بالأدلة والأحاديث والأقوال الشرعية، ومؤكداً أنه مُستعد لمُناقشة ذلك الأمر بعدما قام به من جهد وبحث وصولاً لتلك المعلومة.
وقال "الكناني" لـ"سبق": "لاشك أنه حين يُطلَق لفظ الحرمين الشريفين، فإنه لا يتبادر إلى الأذهان سوى مكة المكرمة، والمدينة المنورة - شرفهما الله -، ولكن هل هناك على سطح الأرض حرمٌ آخر غيرهما؟،
سؤالٌ قد يتبادر إلى أذهان الكثيرين، وللإجابة عليه ينبغي لنا أن نعرف معنى "الحرم"، ومعناه: أي يُحرَم فيه قتل الصيد، أو حتى تنفيره، كما يُحرَم قطع الشجر الأخضر فيه".
وأردف قائلاً: "إذا عرفنا معنى الحرَم، فإن جميع سطح الأرض حِل ( حلالٌ صيد البر فيه، ما لم يكن الإنسان محرماً بحجٍ أو بعمرة )، ما عدا مكة المكرمة، والمدينة المنورة، ووادي وج بالطائف،
على ثلاثة أقوال بين الأئمة الأربعة - رحمهم الله تعالى -
فذهب الإمام أبوحنيفة إلى أنهُ لا حرَم سوى مكة،
وذهب الإمام مالك، والإمام أحمد - رحمهما الله -، إلى أنه لا حرَم إلا مكة، والمدينة،
وذهب الإمام الشافعي - رحمه الله - إلى أنه لا حرَم إلا مكة، والمدينة، ووادي وج بالطائف، واستدلَ بحديثٍ رواه أحمد، وأبو داود، بأن النبي حرمَ وادي وج لأهل الطائف".
وأضاف "الكناني": "وعلى ضوء ما تقدم، فإذا صح لنا أن نقول ثالث الحرمين الشريفين، فإنه لا يصح إطلاقه إلا على الطائف فقط، وهو المذهب عند الشافعية،
وأما إطلاقه على المسجد الأقصى - شرفهُ الله -، فغير صحيح إطلاقاً لأنه ليس بحرم !، ولكن في القدسية والمكانة فهو الثالث دون أي نزاع بعد المسجد الحرام والمسجد النبوي، فالصلاة فيه بخمسمائة صلاة، وهو أولى القبلتين، ومسرى النبي، ولا تُشد الرِحال إلا إليه، وإلى المسجد الحرام، والمسجد النبوي، ولكنه حلٌ وليس بحرَم " .
وأكدَ "الكناني" أن هذا بعضٌ من فضائل مدينة "الطائف"، فبالإضافة إلى أنها الحرمُ الثالث على قول ما تقدم، فهي لها مكانتها التاريخية في الجاهلية والإسلام،
وقد ورد الإشارة إليها في القرآن الكريم، كما في قوله تعالى: ( وَقَالوا لَولا نُزِلَ هذا القُرآنَ عَلى رَجُلٍ مِنَ القَريَتينِ عَظيمْ )، والمراد بالقريتين "مكة والطائف".
وقال: " وإن كان شرذمةٌ من بعض صبيانها وأهلها قد رموا النبي صلى الله عليه وسلم بالحجارة في بداية البعثة، وهو فعلٌ شنيع، إلا أنه دعا لهم فدخلوا في دين الله أفواجاً، وكان منهم من قاد الجيوش، وفتح الأمصار،
ويُسجل لهم أيضاً أنهم لما ارتد أكثر القبائل بعد وفاة النبي -صلى الله علية وسلم- كانوا من القِلة الذين لم يَرتدوا عن الإسلام، وثبتوا على دين الله ونصروه". ومتابعةً لذلك الأمر، فكان قد قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى -: "وأما المسجد الأقصى: فهو أحد المساجد الثلاثة التي تُشد إليها الرحال... إلى أن قال: والأقصى: اسم للمسجد كله، ولا يُسمى هو ولا غيره حرماً، وإنما الحرم مكة والمدينة خاصة، وفي وادي وج الذي بالطائف نزاع بين العلماء.
منقول من
سبق
https://mobile./%D8%A7%D9%84%D9%83%D...B4%D8%AC%D8%B1
|
 |
 |
|||
 |
 |
||||
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سكوري
المفضلات