تزايد التوترات مع اقتراب موعد استفتاء الاتحاد الاوروبييجتاج الأسواق العالمية شعور بعدم الارتياح خلال تعاملات هذا الأسبوع مع ارتفاع معدلات القلق إلى ذروتها ، حيث أدت المخاوف من خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (Brexit) إلى إطلاق شرارة موجة من كره المخاطر وتراجع رغبة المستثمرين في شراء الأصول التي ينطور على تداولها مخاطر عالية. وقد تأرجح أغلب سوق العملات و الملاذاتا لآمنة بين الارتفاعا و الانخفاضات حيث قام المشاركون في السوق بالدخول في صفقات و الخروج من صفقات اخرى في محاولة منهم أن يكونوا على الجانب الصحيح. وعلى الرغم من أن الأسهم العالمية قد أظهرت ارتداد ملحوظ في التداول خلال يوم الاثنين بعد المبادرة غير المتوقعة من حملة “بقاء بريطانيا في الاتحاد الاوروبي” والتي دعمت التوقعات بفوز المؤيدين لـ “بقاء بريطانيا في الاتحاد الاوروبي”، إلا أن تزايد المخاوف قد يحد من ارتفاع الأسعار حتى الإعلان عن نتيجة الاستفتاء يوم غد. وفي جلسة التداول الآسيوية، أظهرت أغلب الأسهم مقاومة مع ارتفاع مؤشر نيكي بنسبة + 1.28% نتيجة للتفاؤل بـ “بقاء بريطانيا في الاتحاد الاوروبي”، كما قدّم ضعف الين الياباني قاعدة قوية للمشترين على المدى القصير للدخول في السوق. وبينمامن المحتمل أن تتبع الأسهم الأوروبية و الامريكية نفس هذا الاتجاه الايجابي نتيجة للتوقعات بـ “بقاء بريطانيا في الاتحاد الاوروبي”، إلا أن كبرى الأسواق قد تكون عُرضَة للانخفاض نتيجة لتزايد المخاوف بشأن الاقتصاد العالمي وأسعار النفط المتقلبة مما أدى إلى ابتعاد المستثمرين عن الأصول التي ينطوي على تداولها مخاطر عالية.الاسترليني اليومكان هناك نشاط في الفوركس بين المشترين في تداول يوم الاثنين حيث ارتفع الباوند البريطاني/ الدولار الامريكي GBPUSD الى اعلى مستوياته خلال ثلاث اسابيع فوق مستوى 1.4700 بعد استطلاع الرأي الاخير من YouGov والذي أظهر أن نسبة المؤيدين لـ “بقاء بريطانيا في الاتحاد الاوروبي” أصبحت 44%. وكان ارتفاع الباوند بهذه الطريقة ناتجًا عن التغير الحاد في استطلاعات الرأي بالإضافة الى استمرار المخاوف التي ترفع من معدلات التذبذب الى مستويات قياسية، الأمر الذي جعل من الصعب التنبؤ بحركة هذه العملة . ومع بقاء يومين فقط على استفتاء الاتحاد الاوروبي والذي سيُجرَى يوم 23 يونيو، قد ترتفع معدلات التذبذب والمخاوف الى مستويات لم نشهدها من قبل، وقد يؤذي هذا جاذبية المستثمرين تجاه الباوند. وبينما لا تزال المخاوف ستمرة بشان الفريق الذي سيفوز في هذا الاستفتاء، إلا أنه أصبح من الواضح أن هناك مخاوف من أن يكون لخروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (Brexit) تأثير سلبي على الاقتصاد البريطاني و أوروبا و الاقتصاد العالمي. وقد يكون لـ “خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (Brexit)” القدرة ليس فقط على الضغط على الاسترليني سلبيًا، وإنما على الضغط سلبًا على اليورو أيضًا، وذلك نتيجة المخاوف من أن تترك دول أخرى الاتحاد الاوروبي.ارتفع الباوند البريطاني/ الدولار الامريكي GBPUSD خلال جلسة تداول يوم الاثنين حيث سجلت الأسعار أعلى مستويات لها خلال ثلاث أسابيع فوق مستوى 1.4700.‎ وإن تمكن المشترون من اختراق مستوى 1.4750 للأعلى فقد يفتح هذا الأمر المجال لمزيد من الانخفاض إلى مستوى 1.4850.‎ماريو دراجي تحت دائرة الضوءقد يوجه المستثمرون تركيزهم إلى ماريو دراجي محافظ البنك المركزي الأوروبي (ECB) والذي سيدلي بشهادته أمام لجنة الشؤون النقدية و الاقتصادية في البرلمان الأوروبي في بروكسل. ولفترة ممتدة من الوقت ومنطقة اليورو في معركة خاسرة مع مستويات التضخم الفاترة، بينما يعاني معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي من مأساة كبيرة. لا يزال البنك المركزي الأوروبي (ECB) تحت الضغط ليقوم بدفع معدل النمو الاقتصادي، وقد أدت التطورات الخاصة بقضية خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (Brexit) إلى تعرض البنك المركزي إلى المزيد من الضغط لاتخاذ إجراء ما. وبينما توجد مخاوف من أن يؤدي خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (Brexit) إلى خلق أجواء من عدم الاستقرار في منطقة اليورو، إلا أن الاقتصاد الأوروبي يتعرض في الوقت الحالي إلى مخاطر هبوطية كبيرة وقد ينتشر ذلك في الأسواق العالمية. وبينما من المحتمل أن يؤكد ماريو دراجي على موقفه المؤيد الى السياسة النقدية الميسرة في محاولة منها لدفع اليورو للأسفل، إلا أن البنك المركزي قد يكون مستعدًا لنتيجة تصويت الاتحاد الاوروبي هذا الاسبوع.