السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أزعجنا المدعو سهمومسكي الأيام الماضية بموضوعه عن قاتل فلوريدا،
وإستغل الموضوع لكيل الشتائم والسباب للمسلمين وركز فيه على شتم أهل السنة،
وإستخدم في موضوعه ألفاظا سوقية وهابطة ومنحطة لوصف المسلمين وعقائدهم ومجتمعاتهم،
سهموسكي لم يتأنى ليتأكد من تفاصيل ما حدث قبل أن يفتح موضوعه،
ولكنه وإستنتج إستنتاجات خطيرة:
- الإجرام يجري في جينات المسلمين،
- دين المسلمين وثقافتهم ومجتمعاتهم السبب في إجرامهم،
- من يعترض على إستنتاجاته فالتهمة جاهزة: داعش،
وهلم جرا من التخريفات الفكرية والبذاءات اللفظية،
*****
قبل أيام، قام بريطاني أبيض متعصب بقتل نائبة بريطانية بيضاء،
سبب القتل أنها تؤيد إستقبال المهاجرين، وأنها تؤيد بقاء بريطانيا في الإتحاد الأوروبي
وإضافة الى قتل النائبة لميولها الإنسانية، هاجم القاتل رجلا حاول مساعدة الضحية فأصابه بجروح،
هذا الرجل عمره 77 سنه، ولا زال بالمستشفى،
اليوم مثل القاتل أمام المحكمة لمحاكمته على جريمته، ولما سألوه عن إسمه، أجاب:
"إسمي الموت للخونة، الحرية لبريطانيا"
******
السبب الذي فتحت الموضوع لأجله:
سهومسكي لم يفتح موضوعا عن هذه الجريمة (قتل النائبة البريطانية)،
ولم يستنتج أن الشعب البريطاني، ومعه الشعوب الأوروبية، ومعه كل الدول الغربية
لم يستنتج أن هذه الشعوب شعوب مجرمة والجريمة تجري في جيناتها،
ولم يستنتج أن دين وثقافة ومجتمع هذه الشعوب يغذي الإرهاب،
هنا يحق لنا أن نتساءل عن سبب إسراعه لفتح موضوع عن قاتل فلوريدا، وتعاميه عن قاتل بريطانيا،
هل السبب أنه حاقد على مجتمعنا العربي المسلم (هذا إن كان ينتمي له)؟
فإستغل الخبر ليتقيأ حقده ويفتح موضوعا يكيل الشتائم والبذاءات لمجتمعنا،
أم أنه مريض نفسيا ومهزوم في داخله وفعلا يعتقد بما يكتب،
فنفترض أنه يتبع وسائل الإعلام العالمية كالأعمى، فيسير وراءها كما توجهه بإعلامها ؟
*****
وهنا مثال لتغطية المؤسسات الإعلامية لهذا الخبر:
دخلت موقع بي بي سي العالمي بالإنجليزية، فوجدت الخبر يتصدر صفحتها
ولكن موقع بي بي سي باللغة العربية وخلال 4 ساعات من نشر الخبر أزاحه من الصفحة الرئيسية،
وكان قد نقل الخبر الى الجزء الخاص بالأخبار العالمية، وأخفاه من الأخبار المهمة بالصفحة الأولى،
ولم يظهر بالصفحة الرئيسية إلا في قائمة المواضيع الأكثر قراءة!
أي أن المشاهدين إهتموا بالموضوع فأصبح ثاني أكثر المواضيع قراءة،
ولكن إهتمام البي بي سي كان أقل، فأزاحته من الصفحة الأولى !
هنا نجد التناغم بين توجهات مفكرنا سهومسكي، وتوجهات الإعلام الموجه للعالم العربي:
التركيز على جرائم المسلمين، وإهمال جرائم غيرهم،
ولكن هناك فرق أساس: سهومسكي يتفوق في إنحطاط أفكاره وبذاءة ألفاظه !!!
وأترك للقراء إستنتاج السبب في هذا التوافق
- بين سهومسكي
- وبين الإعلام الموجه للعالم العربي !!!
*****
المفضلات