المشاركة الأصلية كتبت بواسطة croom
العجيب والغريب ان امريكا والشركات الامريكية لم يتم ذكرها في الوثائق حتى الآن وهذا مثار تساؤل كبير!!
الخبير الاقتصادي الألماني أرنست وولف يقول انه بعد وثائق بنما لن تختفي مناطق " أوفشور" كظاهرة إنما ستجري عملية إعادة توجيه للتدفقات المالية التي قد تصل الى 40 ترليون دولار
ولعل الرئيس اوباما ألمح قبل ايام عن امكانية ظهور قوانين جديدة حيث قال أنه لا ينبغي للشركات والأفراد الأغنياء مراوغة النظام في حديثه عن التهرب الضريبي
تذكرت هذا الموضوع مع انفصال بريطانيا عن الاتحاد الاوروبي وماهو مصير عمليات الاوفشور بعد كشف الوثائق التي لم يظهر منها الا القليل وبعد أفول نجم لندن التي تلعب دورا مركزياا في صلب الملاذات الآمنة وهذه الوثائق كشفت علاقات بريطانيا مع آلاف الشركات التي تتمركز في أراضي ماوراء البحار كبنما وجزر الكايمان وغيرها
يقول نيكولاس شاكسون مؤلف كتاب “الملاذات الضريبية” إن “لندن هي مركز لجزء كبير من الأعمال المثيرة للشبهات التي تجري في العالم”
المهم بعد انفصال بريطانيا وتوقع ان لاتلعب لندن الدور المالي المتميز لها في المستقبل وكما يقول الخبير الالماني ستجري عملية اعادة توجيه الى أين ربما الطرق في اغلبها في الوقت الحاضر تؤدي الى أمريكا
هذا مقال من التايمز بعنوان هل تؤدي وثائق بنما لنهاية الرأسمالية ؟
ليس من السهل البدء في استعراض الكوارث التي تحتويها وثائق بنما. تلك الوثائق المسربة من شركة محاماة موساك فونيسكا والذي كشف عنها المجلس الدولي للصحافة الاستقصائية.
نعم، نحن نعلم أن اقتصاد الظل يزدهر منذ زمن بعيد. ولكن الأمر يأخذ أبعادًا أخرى عندما نتحدث عن 11.5 مليون وثيقة مسربة تعرض الطريقة التي كانت تعمل بها موساك فونيسكا مع أكبر المجموعات الاقتصادية العالمية مثل ubs وhsbs وسوسيتية جينرال وأسماء آخرى كبيرة لمساعدة نخبة العالم بدءًا من قادة الحزب الشيوعي الصيني وليس إنتهاءًا بنجم كرة القدم ليونيل ميسي في إخفاء الأموال في الملاذات الضريبية حول العالم.
وبالرغم من هذا فكل ما سبق مجرد قمة الجبل الجليدي. يقول هيزر لوي مديرمركز الشؤون الحكومية للنزاهة المالية العالمية وهي مركز استشارات مقره واشنطن العاصمة “حجم التسريب غير مسبوق، ولكن الحيل التي يُزعم أن موساك فونيسكا تستخدمها لخدمة عملائها ليست جديدة ولا مفاجئة، فبسبب الشركات مجهولة الهوية وبسبب فشل الحكومات وشركات الخدمات المحترفة أو البنوك في الحصول معلومات المالكين المنتفعين يظل الباب مفتوحًا على مصراعيه للأموال القذرة لتنساب حول العالم بدون أي عواقب فعلية”.
بالنسبة لي هذه من القضايا الأساسية التي يجب أن تهتم بها الانتخابات الرئاسية الأمريكية. يعرف المصوتون بكل مستوياتهم أن النظام الراسمالي العالمي يعمل لصالح 1% وليس لصالح الـ99% الآخرين. وهو ما يفسر لماذا ينجح المرشحين بيرني ساندرز ودونالد ترامب. حيث أنهما يضعان يدهما على الحقيقة وإن كانت بطرق مختلفة. تُظهر وثائق بنما الجانب الأساسي المتسبب في إنهيار النظام – حيث تسمح العولمة لرؤوس الأموال والأصول المملوكة لـ1% (سواء أفراد أو شركات) بالإنتقال بحرية، بينما لا يستطيع البقية الباقية من الـ99% عمل أي شيء من هذا. كان من المتفرض أن تسمح العولمة بالإنتقال الحر للأشخاص والبضائع ورأس المال ولكن في الحقيقة أن النظام مصمم أساسًا لخدمة الأغنياء (أو الشركات الكبرى). والنتيجة هي ظاهرة التهرب الضريبي العالمي وأعمال الأوفشور ونخبة غنية تطير على ارتفاع 35000 قدم فوق مشاكل الدول القومية التي يقع فيها دافعو الضرائب التكاليف.
ماذا نستخلص من هذا؟ أعتقد أننا نذهب باتجاه إعادة تقييم جذرية لطريقة عمل السوق ومشاكله، والمناقشات حول التجارة الحرة جزء من عملية إعادة التقييم هذه وأيضا تشكل الدعوات المتعلقة بالدعوة لحملة عالمية ضد التهرب الضريبي جزءًا من إعادة التقييم. أعتقد أنه سيكون هناك تدقيقًا شديدًا عن السهولة التي تنتقل بها رؤوس الأموال حول العالم – حيث رأيننا بالفعل حالة من الهرج والمرج حول النمط المعكوس للضرائب ولكننا سنرى إنعكاسات أكبر في قضايا ومناطق جديدة.
يقول بيتر اتواتر عالم الاقتصاد السلوكي “أعتقد أن ردة الفعل الشعبية ستكون شديدة وستؤثر تلك الردة على كل شيء بدءًا من العقارات الراقية حتى الشركات السياسية الوهمية” كما يضيف ” يزداد غضب المصوتين نحو النخبة المالية والسياسية. حيث يستطيع أفراد النخبة الذين يشكلون 1% الانتقال حيثما شاؤوا كما يحصولون على منافع كبيرة لهذا الانتقال بينما لا يستطيع بقية الـ99% فعل هذا والأسوأ من هذا أن الـ99% هم من يتحملون تكاليف الكوارث بدءًا من المباني الفارغة في صحراء ديترويت ومرورًا بالمخلفات السامة من المنشآت الكيميائية في ويست فرجينيا حتى المسؤوليات الضريبية في بورت ريكو”
إصلاح كل تلك القضايا المتزايدة- ليس فقط للولايات المتحدة والدول الغنية- هو الغاية التي تأسس لها النزاهة المالية العالمية، حيث فقدت اقتصاديات الدول النامية 7.9 تريليون دولار نقدًا بسبب تلك الحيل المزعومة التي قامت بها شركات مثل موساك فونيسكا بين عامي 2004 و 2013. وأكثر من هذا أن التدفقات المالية غير المشروعة تنمو بنسبة 6.5 % سنويًا -وهو ضعف معدل نمو الناتج العالمي. في الوقت نفسه الذي تتباطأ فيه معظم الأسواق الناشئة وهو السبب في تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي ما دفع المطلعين بأن هذا سيتسبب في حدوث إنكماش اقتصادي خلال هذا العام أو الذي يليه. فهذه قضية يجب علينا جميعا التصدي لها.
المفضلات