اَلْحَمْدُ لِلهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآَلِهِ وَاَصْحَابِهِ وَمَنْ وَالَاهُمْ وَبَعْدُ: فَاِنَّنَا نَبْدَاُ مَعَكُمْ فِي هَذِهِ الْمُشَارَكَةِ بِاِجَابَةٍ سَرِيعَةٍ عَلَى رِسَالَةٍ مُزْعِجَةٍ جِدّاً مِنْ حسن نصر الله يقولُ فيها: عليكم اَنْ تختاروا فوراً بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَشايخِكُمُ المعارضين! ونقول لحسن نصر الله: اِنَّ شَيْخَنَا النُّصَيْرِيَّ فِي شَرِيعَتِنَا النَّصَيْرِيَّةِ سَوَاءً كَانَ مُوَالِياً اَوْ مُعَارِضاً، فَاِنَّهُ يُمَثِّلُ الرَّبَّ الّذِي نَرْكَعُ وَنَسْجُدُ لَهُ كَمَا اَنْتَ تُمَثِّلُ الرَّبَّ بِقَوْلِ النَّاسِ لَكَ يَانَصْرَ اللهِ عَمَلاً بِقَوْلِهِ تَعَالَى{ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُون(وَنَحْنُ لَسْنَا بَلْ لَايُشَرِّفُنَا اَنْ نَكُونَ كَاَهْلِ السُّنَّةِ الْاَوْغَادِ الَّذِينَ لَايَحْتَرِمُونَ مَشَايِخَهُمْ وَعُلَمَاءَهُمْ وَلَايُقَدِّسُونَهُمْ كَمَا سَيَاْتِي مِنْ كَلَامِ مَشَايِخِنَا الْمُعَارِضِين، بَعْدَ ذَلِكَ اَيُّهَا الْاِخْوَة: فَهَاهُوَ الْبَغْدَادِيُّ زَعِيمُ الدَّوَاعِشِ الْاَبْطَالِ يَحُلُّ عَلَيْنَا ضَيْفاً كَرِيماً فِي مُحَافَظَةِ طَرْطُوسَ وَهُوَ يُرِيدُ اَنْ يُدَاخِلَ مَعَنَا فِي هَذِهِ الْمُشَارَكَةِ مُوَجِّهاً خِطَابَهُ اِلَى اَهَالِي تُونُسَ وَالْهِنْدُوسِ وَالْبُوذِيِّينَ قَائِلاً: بَرْشَا بَرْشَا! يَااَوْلَادَ الْجَحْشَة! لَقَدْ جَعَلْتُمْ فِي عُقُولِنَا وَشَّة! هَلْ نَحْنُ كُفَّارٌ وَاَنْتُمْ مُسْلِمُونَ يَامَنْ تَسْتَهْزِؤُونَ بِالْاِسْلَامِ وَبِرَسُولِ الْاِسْلَامِ وَتَدْعُونَهُ اَبُو كَبْشَة! وَاللهِ لَنُحَاسِبَنَّكُمْ عَلَى كُلِّ كَلِمَةٍ تَقُولُونَهَا طَعْناً بِرَسُولِ الْاِسْلَامِ وَلَنَجْعَلَنَّ عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَلَنْ نُعْطِيَ لِصُرَاخِكُمْ وَاسْتِغَاثَاتِكُمْ اِلَّا الْاُذُنَ الطَّرْشَا! فَنَحْنُ نَعْلَمُ اَنَّكُمْ اَشَدُّ عَدَاوَةً لِلْاِسْلَامِ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى الرُّومِ وَالْفُرْشَا! فَمُوتُوا بِغَيْظِكُمْ فَلَنْ تَشُمُّوا مِنَّا اِلَّا رَائِحَةَ الْمَوْتِ مَادَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْاَرْضُ وَالْكُرْسِيُّ وَالْعَرْشَا! ثُمَّ نُوَجِّهُ خِطَابَنَا اِلَى الْهِنْدُوسِ! اَنْ يَذْبَحُوا لَنَا يَوْمِيّاً مِائَةَ بَقَرَةٍ! وَيُرْسِلُوا بِلُحُومِهَا طَازَجَةً مُغَلَّفَةً بِطَرِيقَةٍ صِحِّيَّةٍ اِلَى مُقَاتِلِينَا فِي جَمِيعِ اَنْحَاءِ الْعَالَمِ! وَاِلَّا فَالذَّبْحُ قَادِمٌ اِلَيْكُمْ يَااَعْدَاءَ الله! فَاِنَّنَا نَشْعُرُ بِالْقَرَفِ وَالِاشْمِئْزَازِ مِنْ اَكْلِ لُحُومِ النَّاقَةِ الَّتِي يَرْكَبُهَا آَلُ سُعُودٍ الْاَقْذَار! ثُمَّ نُوَجِّهُ خِطَابَنَا اِلَى الرُّهْبَانِ الْبُوذِيِّينَ: بِاَنْ يَقُومُوا بِتَقْبِيلِ اَرْجُلِ الرُّوهِينْجَا جَمِيعاً قَبْلَ الذَّهَابِ اِلَى مَعَابِدِهِمْ! وَاِلَّا فَاِنَّنَا سَنُقَتِّلُ مِنَ الْبُوذِيِّينَ مَقْتَلَةً عَظِيمَةً لَمْ يَشْهَدِ التَّارِيخُ لَهَا مَثِيلاً ذَبْحاً بِالسَّكَاكِين! وَنَعُودُ بِالْقَلَمِ الْآَنَ اِلَى مَشَايِخِنَا الْمُوَالِينَ قَائِلِين: نَحْنُ ضِدَّ الْاِرْهَابِ، وَنَحْنُ لَانَتَّفِقُ مَعَ الْاِرْهَابِ، وَلَكِنَّنَا نُؤَيِّدُ الْاِرْهَابَ فِي حَالَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَطْ: وَهِيَ مَازَادَ عَلَى الْقِصَاصِ الْعَادِلِ بِحَقِّهِ ظُلْماً وَعُدْوَاناً: اَنْ يَقُومَ بِتَحْصِيلِهِ مِنَ الْخَوَنَةِ الَّذِينَ يَزْعُمُونَ اَنَّهُمْ يُكَافِحُونَ الْاِرْهَابَ: عَمَلاً بِقَوْلِهِ تَعَالَى{وَلَايَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى اَلَّا تَعْدِلُوا، اِعْدِلُوا هُوَ اَقْرَبُ لِلتَّقْوَى(وَهَكَذَا سَيَبْقَى الْقِصَاصُ الْعَادِلُ مُسْتَمِرّاً اِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ مِنَ الطَّرَفَيْنِ مَعاً اِنْ لَمْ تَقُومُوا جَمِيعاً مِنَ الطَّرَفَيْنِ مَعاً بِضَبْطِ مِيزَانِهِ عَلَى مِيزَانٍ عَادِلٍ لَايَظْلِمُ الطَّرَفَيْنِ مَعاً بَلْ لَايَظْلِمُ النَّاسَ وَالْاَطْرَافَ الْمُتَصَارِعَةَ جَمِيعاً بِمِقْدَارِ شَعْرَةٍ مِنْ فَتِيلٍ اَوْ نَقِيرٍ اَوْ قِطْمِير، وَصَدِّقُونَا اَيُّهَا الْاِخْوَةُ: اَنَّ الْمُشْكِلَةَ لَيْسَتْ فِي الْاِرْهَابِ فَقَطْ! وَلَا فِي الَّذِينَ يُكَافِحُونَ الْاِرْهَابَ فَقَطْ! وَلَكِنَّ حَقِيقَةَ الْمُشْكِلَةِ تَكْمُنُ فِي التَّلَاعُبِ بِهَذَا الْمِيزَانِ الْعَادِلِ مِنَ الْاَطْرَافِ جَمِيعاً؟ بِسَبَبِ طُغْيَانِ الْمَادَّةِ وَالْمَالِ عَلَى الْعُقُولِ الضَّعِيفَةِ الْجَاهِلَةِ؟ مِمَّا يُؤَدِّي اِلَى غَضَبِ الْمُنْتَقِمِ الْجَبَّارِ عَلَى النَّاسِ جَمِيعاً بِالْعُقُوبَةِ الْعَسْكَرِيَّةِ الْمَعْرُوفَةِ الَّتِي يَتَعَامَلُ بِهَا الضُّبَّاطُ مَعَ الْعَسْكَرِيِّينَ فِيمَا بَيْنَهُمْ فِي دَوْرَةِ الْاَغْرَارِ حِينَمَا يَجْعَلُونَ الْمُكَافَاَةَ فَرْدِيَّةً وَالْعُقُوبَةَ جَمَاعِيَّةً عَلَى الْعَسْكَرِيِّينَ الْاَغْرَارِ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْقَصْرِ اِلَّا الْبَارِحَةَ الْعَصْرِ بَلْ يَسْمَحُونَ بِمَوْتِ نِسْبَةٍ كَبِيرَةٍ مِنْ هَؤُلَاءِ تَحْتَ قَسْوَةِ التَّدْرِيب! وَاَنْتُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ اَيْضاً: مَازِلْتُمْ اَغْرَاراً وَاَنْتُمْ مُقْبِلُونَ عَلَى هَذَا الدِّينِ الْعَظِيمِ، وَعَلَيْكُمْ اَنْ تَتَدَرَّبُوا جَمِيعاً عَلَى التَّعَامُلِ مَعَ اَحْكَامِهِ وَآَيَاتِهِ الْمُحْكَمَةِ وَالْمُتَشَابِهَةِ جَيِّداً، وَاللهُ تَعَالَى يَسْتَحِقُّ مِنْكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ اَنْ يَكُونَ عَلَيْكُمْ قَائِداً عَسْكَرِيّاً يَسْمَحُ اَيْضاً بِمَوْتِ نِسْبَةٍ كَبِيرَةٍ مِنْكُمْ وَخَاصَّةً اِذَا كُنْتُمْ مَازِلْتُمْ اَغْرَاراً فِي التَّكْتِيكِ الْعَسْكَرِيِّ وَالْكَرِّ وَالْفَرِّ كَمَا حَصَلَ مَعَ الرُّمَاةِ الْاَغْرَارِ فِي غَزْوَةِ اُحُد بِدَلِيل{اِذْ يُوحِي رَبُّكَ اِلَى الْمَلَائِكَةِ اَنِّي مَعَكُمْ، فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا، سَاُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ، فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْاَعْنَاقِ، وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَان{وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَاتُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً، وَاعْلَمُوا اَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ(بِهَذِهِ الْعُقُوبَةِ الْعَسْكَرِيَّةِ الْجَمَاعِيَّةِ عَلَى الْعَسْكَرِيِّينَ الْاَغْرَارِ وَلَوْ كَانَ فِيهِمْ عَسَاكِرُ اَبْرِيَاء(نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: اَعْدَاءُ اللهِ لَايَتَعَامَلُونَ مَعَنَا اِلَّا بِنِظَامٍ عَسْكَرِيٍّ حَرْبِيٍّ! وَنَحْنُ الْمُسْلِمِينَ الْحُثَالَةَ نَرْفُضُ اَنْ نَتَعَامَلَ مَعَهُمْ بِالْمِثْلِ بِنِظَامٍ قِتَالِيٍّ جِهَادِيٍّ مَا شَرَعَهُ اللهُ اِلَّا اِرْهَاباً عَلَى اَعْدَاءِ اللهِ بِدَلِيل{وَاَعِدُّوا لَهُمْ مَااسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَاتَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ( وَهُمْ نَحْنُ مَعَ الْاَسَف! نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: لَقَدْ خَابَ اَمَلُنَا بِالْجَيْشِ الْكُرِّ! وَكُنَّا نَظُنُّ اَنَّهُمْ رِجَالٌ بِكُلِّ مَعْنَى الْكَلِمَة! وَلَكِنْ مَعَ الْاَسَفْ مَازَالُوا اِلَى الْآَنَ لَايَسْتَطِيعُونَ اِسْقَاطَ طَائِرَةٍ حَرْبِيَّةٍ وَاحِدَةٍ اِلَّا اِذَا سَقَطَتْ عَلَى الْاَرْضِ مُضْطَّرَّةً لِهُبُوطٍ اضْطِّرَارِيٍّ! فَعِنْدَ ذَلِكَ يَتَحَرَّكُونَ كَالطَّنْطَاتِ الْمُخَنَّثِينَ مِنْ اَجْلِ ضَرْبِهَا وَهُمْ يَعْلِكُونَ الْعِلْكَةَ كَالنِّسَاءِ الْعَاهِرَات! وَكَمْ نَشْتَهِي اَنْ نَرَاهُمْ لِنَبْصُقَ عَلَى وُجُوهِهِمْ وَاَدْبَارِهِمْ وَاحِداً وَاحِداً! نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: وَنَحْنُ مَازِلْنَا اِلَى الْآَنَ فِي يَقَظَتِنَا وَفِي مَنَامِنَا نَعِيشُ فِي هُودَاسٍ وَكَابوُسٍ مُخِيفٍ مُرْعِبٍ نَتَوَقَّعُ فِيهِ اَنْ تَاْتِيَ الطَّائِرَاتُ الْاِسْرَائِيلِيَّةُ فِي أَيِّ لَحْظَةٍ مِنْ اَجْلِ قَصْفِنَا فِي اَرَاضِينَا وَلَانَجِدُ مَنْ نَثِقُ فِيهِ مِنْ اَجْلِ رَدْعِهَا وَاِبْعَادِ خَطَرِهَا وَكَابُوسِهَا الْمُرْعِبِ عَنْ يَقَظَتِنَا وَمَنَامِنَا! فَاَصْبَحْنَا نَتَخَبَّطُ فِي تَصَرُّفَاتِنَا! فَاَيْنَ الْمَهْرَب! فَاِذَا لَجَاْنَا اِلَى الْاِرْهَابِ لِيُسَاعِدَنَا! فَالْاِرْهَابُ لَايَفْهَمُ فِي لُغَةِ الطَّائِرَاتِ! وَلَايُمْكِنُ اَنْ يَفْهَمَ اِلَّا بِلُغَةِ الْاَجْسَادِ الْمُفَخَّخَةِ الَّتِي لَنْ تُجْدِيَنَا نَفْعاً! وَاِذَا لَجَاْنَا اِلَى الْمُعَارَضَةِ لِتُسَاعِدَنَا! قَالُوا لَنَا: مَالْنَا غِيرَكْ يَااَللهْ! وَاَنْتُمْ تَعْلَمُونَ اَيُّهَا الْاِخْوَة: اَنَّ اللهَ لَايُمْكِنُ اَنْ يَقِفَ اِلَى جَانِبِ الْكُسَالَى وَالْمُتَمَاوِتِينَ وَالْمُتَوَاكِلِينَ الَّذِينَ لَايَاْخُذُونَ بِاَسْبَابِ النَّصْرِ مِنْ اَجْلِ اَنْ يُسَاعِدَهُمْ اَوْ يَكُونَ مَعَهُمْ! بَلْ يَنْزِعُ الْمَهَابَةَ وَالْخَوْفَ مِنْ قُلُوبِ اَعْدَائِهِمْ مُتَجَاهِلاً قَوْلَهُ{سَاُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ( لِاَنَّ الْجَزَاءَ الرَّبَّانِيَّ دَائِماً يَكُونُ مِنْ جِنْسِ الْعَمَلِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ اَسَاسِيَّاتِ النَّصْرِ فِي هَذِهِ الْاُمَّةِ وَفِي هَذَا الدِّينِ لَاتَكُونُ غَالِباً اِلَّا عَلَى ضَوْءِ قَوْلِهِ تَعَالَى{قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِاَيْدِيكُمْ(وَلَنْ تَكُونَ اَبَداً عَلَى ضَوْءِ الْمُعْجِزَاتِ وَالْكَرَامَاتِ وَالْآَيَاتِ الَّتِي يَقُولُ اللُهُ عَنْهَا{ وَمَامَنَعَنَا اَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ اِلَّا اَنْ كَذَّبَ بِهَا الْاَوَّلُونَ(لِمَاذَا؟ لِاَنَّ اللهَ تَعَالَى اِذَا اَرْسَلَ بِهَذِهِ الْآَيَاتِ وَالْمُعْجِزَاتِ نَاصِراً بِهَا اِيَّانَا، فَاِذَا كَذَّبَ بَعْدَ ذَلِكَ وَلَوْ وَاحِدٌ مِنَّا فَقَطْ بِهَذِهِ الْآَيَاتِ فَاِنَّ الْعُقُوبَةَ الرَّبَّانِيَّةَ سَتَكُونُ جَمَاعِيَّةً مُرَوِّعَةً وَسَيُبِيدُنَا اللهُ عَنْ بَكْرَةِ اَبِينَا؟ لِاَنَّ وَاحِداً مِنَّا فَقَطْ جَعَلَهُ عُرْضَةً لِلسُّخْرِيَةِ وَالِاسْتِهْزَاءِ بَعْدَ مُعَايَنَتِنَا وَمُعَايَنِتِهِ هُوَ اَيْضاً لِهَذِهِ الْآَيَاتِ مِنَ الْمُعْجِزَات، وَلِذَلِكَ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ عَلَيْنَا اَنَّهُ لَايَنْصُرُنَا بِالْمُعْجِزَاتِ فِي زَمَانِنَا! وَلَوْ نَصَرَنَا فَاِنَّهُ سَيُؤَاخِذُنَا بِظُلْمِنَا وَلَابُدَّ حِينَئِذٍ مِنْ دَفْعِ فَاتُورَةٍ بَاهِظَةِ الثَّمَنِ جِدّاً فِي حَالِ تَجَاهُلِنَا شُكْرَ اللهِ وَبَطَرِنَا بِنِعْمَتِهِ عَلَيْنَا مِنْ نَصْرِهِ لَنَا بِظُلْمِنَا لَهُ اَوْ لِاَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ، فَمَتَى سَنَجِدُ مِنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ نَسْتَطِيعُ اَنْ نَعْتَمِدَ عَلَيْهِمْ فِي اِسْقَاطِ الطَّائِرَات؟ وَصَدِّقُونَا اَيُّهَا الْاِخْوَةُ: اَنَّنَا سَنَدْفَعُ لَهُمْ مَافَوْقَنَا وَمَاتَحْتَنَا مِنَ الْاَمْوَالِ! بَلْ سَنُخَصِّصُ مِنَ الْجَوَائِزِ الْقَيِّمَةِ الثَّمِينَةِ النَّفِيسَةِ لِمَنْ يَسْتَطِيعُ اِسْقَاطَ وَلَوْ طَائِرَةٍ وَاحِدَة! وَصَدِّقُونَا اَيُّهَا الْاِخْوَةُ فِي الْمُعَارَضَةِ: اَنَّنَا حِينَهَا فَقَطْ سَنَتَخَلَّى عَنْ دَعْمِ الْاِرْهَابِ! وَنَتْرُكُ الْقَلَمَ الْآَنَ لِمَشَايِخِنَا الْمُعَارِضِينَ قَائِلِين:كَلَامُ مَشَايِخِنَا الْمُوَالِينَ فِيهِ شُبْهَة! فَاِنْ كَانُوا يُرِيدُونَ الشِّرْكَ بِاللهِ فَنَحْنُ لَمْ وَلَنْ نَرْضَى اَبَداً اَنْ نَكُونَ آَلِهَةً تُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللهِ الْوَاحِدِ الْاَحَدِ عَمَلاً بِقَوْلِهِ تَعَالَى الَّذِي اَسْقَطَهُ مَشَايِخُنَا الْمُوَالُونَ قَبْلَ الْجُزْءِ مِنَ الْآيَةِ الّتِي ذَكَرُوهَا وَهُوَ التَّالِي{ مَاكَانَ لِبَشَرٍ اَنْ يُؤْتِيَهُ اللهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَاداً لِي مِنْ دُونِ اللهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ
(أَيْ عُلَمَاءَ وَلَيْسَ آَلِهَةً مَعْبوُدَةً بَلْ كُونُوا عُلَمَاءَ{بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ وَلَايَاْمُرَكُمْ اَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ اَرْبَاباً اَيَاْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ اِذْ اَنْتُمْ مُسْلِمُون(فَنَرْجُو مِنَ الْاِخْوَةِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ مُشَارَكَتَنَا الِانْتِبَاهَ جَيِّداً اِلَى هَذِهِ الْآَيَةِ وَمَعْنَاهَا وَهِيَ مِنْ سُورَةِ آَلَ عِمْرَانَ وَرَقَمُهَا 79+80 ، وَنَسْاَلُ اللهَ اَنْ يَاْخُذَنَا اِلَيْهِ وَيَتَوَفَّانَا مُسْلِمِينَ مُوَحِّدِينَ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ شَيْئاً اِذَا كُنَّا سَنُسَبِّبُ لِلنَّاسِ فِتْنَةً وَهِيَ عِبَادَتُهُمْ لَنَا وَالْعَيَاذُ بِالله، وَلِذَلِكَ نَقُولُ لَكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: عَالِم رَبَّانِي فَقِيه وَاحِد فَقَطْ اَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنْ مِائَةِ عَابِدٍ لَايَفْقَهُونَ جَيِّداً جِدّاً مِنْ دُرُوسِ عَقِيدَةِ التَّوْحِيدِ وَالْاَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ وَالْقَصَصِ الْقُرْآَنِيَّةِ... بَعْدَ ذَلِكَ هُنَاكَ سُؤَالٌ مِنْ اَحَدِ الْاِخْوَةِ يَقُولُ فِيه: نَحْنُ فِي طَرْطُوسَ نَنْزَعِجُ مِنْ رَفْعِ الْاَصْوَاتِ! فَكَفَانَا مِنْ نَهِيقِ الْحَمِيرِ عَلَى الْمَنَابِرِ{اِنَّ اَنْكَرَ الْاَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِير(وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ: اَنْتُمْ مُنَافِقُونَ لِمَاذَا؟ لِاَنَّكُمْ حِينَمَا تَدْعُونَ شَيْخاً مِنْ مَشَايِخِكُمْ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَعْقِدَ قِرَاناً اَوْ مِنْ اَجْلِ اَنْ يُلَقِّمَ مَيِّتاً عَلَى مَقَابِرِكُمْ اِذَا فَطَسَ كَلْبٌ مِنْ كِلَابِكُمْ! فَاِنَّكُمْ تَرْضَوْنَ لَهُ وَلِاَنْفُسِكُمْ بِالْوَجَاهَةِ عَلَيْكُمْ مُعَزَّزاً مُكَرَّماً مُحْتَرَماً اِلَى اَنْ يَنْتَهِيَ عَقْدُ الْقِرَانِ وَاِلَى اَنْ يَنْتَهِيَ تَشْيِيعُ الْجَنَازَةِ وَدَفْنُهَا! وَاَمَّا حِينَمَا يَعْتَلِي مِنْبَرَ رَسُولِ اللهِ لِيُمَثِّلَهُ عَلَى ضَوْءِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[اَلْعُلَمَاءُ وَرَثَةُ الْاَنْبِيَاءِ( فَلَانَسْمَعُ مِنْكُمْ اِلَّا نُبَاحَ الْكِلَابِ الَّتِي تَبْقَى لَاهِثَةً وَرَاءَ الْمَتَاعِ الدُّنْيَوِيِّ الْحَرَامِ مَهْمَا حَمَلَ عَلَيْهَا خَطِيبُ الْجُمُعَةِ وَتَحَامَلَ عَلَيْهَا بِمَوَاعِظِهِ وَمَهْمَا سَكَتَ عَنْهَا اَوْ لَمْ يَرْفَعْ صَوْتَهُ، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: وَالْكَلْبُ الْحَقِيرُ الَّذِي يَبْقَى لَاهِثاً وَرَاءَ مَتَاعِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا الْحَرَامِ لَايَتَحَمَّلُ اَنْ يَبْقَى دَقِيقَةً وَاحِدَةً فِي الْمَسْجِدِ عِنْدَ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ وَخُطْبَتَيْهَا وَلِذَلِكَ{مَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ اِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ(رَافِعاً صَوْتَكَ يَاخَطِيبَ الْجُمُعَة{ يَلْهَثْ اَوْ تَتْرُكْهُ(سَاكِتاً اَوْ خَافِضاً صَوْتَكَ{ يَلْهَثْ( وَرَاءَ الْمَتَاعِ الْحَرَامِ بَلْ هُوَ مِنْ اَعْدَاءِ اللهِ الَّذِينَ{يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ(عَالِيَةٍ مُدَوِّيَةٍ بِالْحَقِّ {عَلَيْهِمْ(لِاَنَّهُمْ لَايُرِيدُونَ اَنْ تَرْتَفِعَ لِلْحَقِّ رَايَةٌ وَلَا اَنْ يَكُونَ لَهُ صَوْتاً مُدَوِّياً فِي اَنْحَاءِ الْمَعْمُورَةِ فَهَؤُلَاءِ حِينَمَا يَسْمَعُونَ خَطِيبَ الْجُمُعَةِ فَاِنَّهُمْ{اِذَا دُعُوا اِلَى اللِه وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمْ بَيْنَهُمْ(فِي الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ وَالْحَقِّ وَالْبَاطِلِ الَّذِي يَسْمَعُونَهُ جَمِيعاً مِنْ خَطِيبِ الْجُمُعَةِ{اِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ، اَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ اَمِ ارْتَابُوا اَمْ يَخَافُونَ اَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ، بَلْ اُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُون، اِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ اِذَا دُعُوا اِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ اَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَاَطَعْنَا(وَمَااَكْثَرَ مَانَسْمَعُ هَذِهِ الْكَلِمَةَ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ فِي مَسَاجِدِ طَرْطُوسَ بَلْ يَزِيدُونَ عَلَيْهَا اَيْضاً مِنْ قَوْلِهِمْ بَعْدَ انْتِهَاءِ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ سَمِعْنَا وَاَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَاِلَيْكَ الْمَصِير! وَلَكِنَّهَا مَاتَلْبَثُ اَنْ تَتَلَاشَى فِي قُلُوبِهِمْ وَتَخْتَفِي كَمَا تَخْتَفِي فَقَاقِيعُ الصَّابُونِ وَتَتَلَاشَى اِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبِّي! وَنحْنُ دَائِماً اَيُّهَا الْاِخْوَةُ لَانُعَمِّمُ كَلَامَنَا عَلَى النَّاسِ جَمِيعاً فَهُنَاكَ مِنَ الْاَتْقِيَاءِ الْاَشْرَافِ الْاَطْهَارِ فِي طَرْطُوسَ مَالَايُعَدُّ وَلَايُحْصَى، وَآَخِرُ دَعْوَانَا اَنِ الْحَمْدُ لِلِه رَبِّ الْعَالَمِين