د. سليمان الخطاف
أعلنت كبرى الشركات البتروكيماوية في العالم عن ادائها في الربع الثالث لهذا العام وقارنت أداءها في أول تسعة أشهر من هذا العام مع نفس الفترة من عام 2014م. ولاشك أن أسعار النفط وانخفاضها الهائل في العام الحالي هو أهم فرق مع العام الماضي.
فلقد وصل سعر معدل نفط برنت إلى 55 دولارا للبرميل في التسعة الأشهر الأولى من عام 2015م مقابل 106 دولارات للبرميل في التسعة الأشهر الأولى من العام الماضي.
كان تأثير هذا الانخفاض الكبير بأسعار النفط على قطاع انتاج النفط والغاز سيئاً للغاية وأكبر مثال على ذلك اعلان شركة شل أكبر شركة بترول وغاز في اوروبا عن أكبر خسارة صافية لها منذ أكثر من 15 عاما.
وأعلنت ايني أكبر شركة نفطية بايطاليا تعرضها لخسائر بالربع الثالث. ولكن ما هو تأثير هذا الانخفاض الكبير بأسعار الخام على اداء الشركات البتروكيماوية وغير المنتجة للنفط الخام؟.
أعلنت شركة باسف الالمانية وهي أكبر شركة كيميائية بالعالم عن ادائها في الربع الثالث من هذا العام فكان محيراً خاصة إذا ما تمت مقارنته باداء الشركات البتروكيماوية بالمملكة.
ربحت شركة باسف في الربع الثالث 1.21 مليار يورو مقابل 1.01 مليار يورو لنفس الربع من عام 2014م أي ان ارباحها ارتفعت بهذا الربع بحوالي 200 مليون يورو، رغم انخفاض أسعار المنتجات البتروكيماوية.
واما اداؤها في التسعة الأشهر فلم يتغير ما بين عام 2014 و2015م. وهذا يشير إلى عدم تأثر اداء باسف بتغير أسعار النفط.
وأما شركة داو كيمكال فلقد ارتفعت ارباحها في التسعة الأشهر الاولى من هذا العام مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي بحوالي 440 مليون دولار. واعلنت شركة ليونديل باسل وهي أحد أكبر منتجي البلاستيك بالعالم عن انخفاض طفيف بأرباح الربع الثالث لهذا العام مقارنة بأرباح الربع الثالث من العام الماضي.
وارتفعت أرباح التسعة الأشهر الاولى من هذا العام بحوالي 300 مليون دولار عن أرباح نفس الفترة من العام الماضي.
من المهم أن نعي انه في ظل انخفاض اسعار النفط إلى أقل من 50 دولارا للبرميل يصبح انتاج البتروكيماويات من لقيم النافثا في اوروبا وآسيا منافساً ومجدياً ولكن إذا ارتفعت أسعار النفط يصبح انتاج البتروكيماويات من سوائل الغاز الطبيعي في الخليج العربي وامريكا الشمالية أكثر تنافسية وأحسن من ناحية الجدوى الاقتصادية.
ويبدو ان ليونيديل باسل قد استفادت من هذه المعادلة لأنها تملك فروعا في امريكا واوروبا وآسيا.
وحتى في اليابان فلقد ارتفعت أرباح شركة ميتسوبيشى للكيماويات لفترة الستة الأشهر من ابريل وحتى سبتمبر 2015م بحوالي 1.7 مليار دولار عن نفس الفترة من العام الماضي.
وتضاعفت أرباح شركة ميتسوي لنفس الفترة ما بين عام 2014م و2015م. وأما شركة اكسون موبيل للكيماويات فقد رفعت أرباحها في التسعة الأشهر الاخيرة من هذا العام بحوالي 366 مليون دولار عن نفس الفترة من العام الماضي وكانت معظم الارباح من مشاريعها خارج الولايات المتحدة مثل تلك بالمملكة وآسيا.
وفي نفس المجال أعلنت الشركات البتروكيماوية بالمملكة اداءها للربع الثالث وللتسعة الأشهر من هذا العام كالتالي: انخفضت أرباح سابك بحوالي 3.4 مليار ريال في التسعة الأشهر الاولى من هذا العام مقارنة بالعام الماضي.
وانخفضت أرباح سافكو لنفس الفترة بحوالي 650 مليون ريال. وانخفضت ارباح ينساب بحوالي مليار ريال في التسعة الأشهر الاولى من هذا العام مقابل العام الماضي.
وأما شركة التصنيع فلقد اعلنت عن خسارة بحوالي 736 مليون ريال في التسعة الأشهر الأولى من هذا العام مقابل ربح 970 مليون ريال لنفس الفترة من العام الماضي. وارتفعت خسائر شركة كيان الى حوالي 618 مليون ريال في التسعة الأشهر الاولى من هذا العام.
واعلنت شركة بترورابغ عن خسارة 460 مليون ريال في الربع الثالث من هذا العام رغم ان أعمال التكرير هي من انقذت شركة شيفرون من تحقيق خسائر مؤكدة.
وتعتبر شركتا بتروكيم والمتقدمة من الشركات القلائل التي اعلنت عن ارتفاع في الارباح، فلقد اعلنت الشركتان عن ارتفاع ارباحهما في التسعة الأشهر الاولى من هذا العام بحوالي 150 مليونا و 16 مليون ريال على التوالي مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وارجعت الشركتان اسباب الارتفاع بالارباح الى انخفاض اسعار اللقيم وارتفاع حجم المبيعات.
والجدير بالذكر أن أسعار لقيم البتروكيماويات في المملكة بالاضافة للقوانين المنظمة يساعد على ايجاد أفضل الظروف للصناعات البتروكيماوية.
فلم تتغير أسعار الغاز الطبيعي واسعار الايثان في المملكة منذ عام 1998م، وتعد الارخص بالعالم (0.75 دولار للمليون وحدة حرارية). والجدير بالذكر انه ورغم الهبوط الشديد لاسعار الغاز بامريكا إلا أن سعر لقيمي الغاز الطبيعي والايثان حالياً في امريكا أعلى من المملكة بحوالي 3 اضعاف.
والأكيد ان ثبات أسعار اللقيمين الأساسيين الغاز الطبيعي والايثان في المملكة عند هذا الحد المتدني قد ساعد هذه الشركات على الاستقرار وعلى تحقيق الارباح الكبيرة.
ويعد سعر اللقيم من التكاليف الاساسية لتصنيع البتروكيماويات لاسيما وان اغلب المصانع البتروكيماوية في المملكة يفترض ان تكون قد استرجعت رأس مالها.
وعلى سبيل المثال يبلغ السعر الحالى للميثانول في آسيا واوروبا بحسب شركة مثينكس حوالي 300 دولار للطن وتبلغ كلفة انتاجه في المملكة مع الشحن للصين اقل من 100 دولار للطن.
لا توجد علاقة مباشرة بين هبوط أسعار النفط واسعار اللقيم بالمملكة بل على العكس فان هبوط اسعار النفط من شأنه أن يخفض اسعار لقيم البروبان كما ذكرت شركتا بتروكيم و المتقدمة.
لاشك ان اسعار البتروكيماويات الأساسية من ميثانول ويوريا وبلاستيك قد انخفضت مع انخفاض اسعار النفط.
و
لكن يبقى السؤال الذي يطرح نفسه، لماذا لم تنخفض ارباح الشركات البتروكيماوية العالمية مثل داو كميكال وباسف وميتسوبيشى وليونيديل باسل بنفس القدر الذي انخفضت فيه ارباح الشركات البتروكيماوية بالمملكة؟.
http://www.alyaum.com/article/4099454
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة waheb
المفضلات