السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طرح الأخ الحبيب أويس موضوع التجنيد الإجباري لأبناء البلد،
وكان التفاعل معه عاليا وأبدى الإخوة آراءا مؤيدة في مجملها،
وقرأت مقالة الكاتب عبدالله المفلح في الرابط الذي وضعه الدكتور سين من الناس
والذي يدعو الى مواجهة إيران في بيتها وحتى إسقاط نظامها لنزع الشر من مصدره
وهذه الآراء توصف الداء توصيفا صحيحا،
ولكنها تجعل الحمل في علاجه على بلادنا ولوحدها تقريبا
*****
المقترح الذي أضعه هنا يعالج جزءا أساسيا من المشكلة، ويصحح خطأ تاريخيا وقعت فيه المنطقة العربية
وهو مأخوذ من سياسة إيران نفسها، بمعنى أن نحارب الخصم بنفس نوعية سلاحه
الإقتراح يتلخص في تشكيل جيوش موالية لنا في البلاد التي حصل فيها الخلل
وذلك لإخراج تلك البلاد من الجبهة المعادية وتحويلها الى صفنا
وهي بالترتيب سوريا واليمن ، حيث الأغلبية السنية واضحة ولكنها لا تملك التمثيل المناسب في الجيش والأمن،
وفي العراق ولبنان، حيث نسبة السنة قريبة من نسبة الشيعة وتمثل مكونا أساسيا فيها
المشكلة الأساس في هذه البلدان، هي سيطرة الأقليات على الجيش والأمن
حيث إستطاعت الأقليات خلال القرن الماضي السيطرة على هذه المؤسسات لأسباب مختلفة
أهمها تصارع أبناء الأغلبية السنية من خلال أطروحات قومية وإشتراكية تسببت في تصفية وجودها فيها
وهنا تمثل سوريا مثالا صارخا حيث النصيريين يشكلون أكثرية في الأمن والقيادة في الجيش
والحال مشابه في اليمن، حيث نسبة كبيرة من قيادات وأفراد الجيش تنحدر من منطقة الرئيس السابق
أما في العراق، فكانت "لا طائفية" نظام البعث سببا في تمثيل جيد للشيعة في الجيش والأمن
وبعد أن تدخلت أمريكا لإسقاطه وسلمته لأزلام وعصابات إيران من ركاب الدبابة الأمريكية،
قامت هذه العصابات بتصفية السنة من الجيش والأمن بحجة إجتثاث البعث وأبقت على العناصر الشيعية "البعثية" !
وللتذكير: شكلت إيران عصابات غدر وسلحتها ودربتها منذ الثمانينات لتصبح رأس حربتها بعد إحتلال العراق ،،،
في لبنان شكلت إيران الشيعية مع القيادة النصيرية بسوريا عصابة حزبولا لتتحكم بالبلد عسكريا وسياسيا خارج السلطة
وقامت بتصفية كل التشكيلات العسكرية الأخرى وخصوصا السنية فيما زرعت أغلبية شيعية في الجيش والأمن
*****
لتصحيح هذه الأخطاء التي جرت في العقود الأخيرة تحت بصر الدول العربية وسكوتها بحجة عدم التدخل،
الحل الأمثل هو العمل على تشكيل جيوش من أهل تلك البلدان بدعم وتدريب من المملكة ودول الخليج
- وذلك لموازنة القوى الأقلوية المسيطرة حاليا بتخفيض أعدادها تدريجيا لتكون مقاربة لنسبتها من السكان،
- ولإخراج أهل تلك البلدان من سيطرة وتحكم الأقليات الحاكمة وإعادتها الى الوضع الطبيعي
- كما يفيد تشكيل هذه الجيوش في فرض الأمن والإستقرار في بلدانها عند سقوط الأنظمة الأقلوية القائمة
- وفي مناخ الإستقرار، تختفي البيئة المناسبة لوجود الجماعات المتطرفة والتي تمثل بدورها تهديدا إضافيا للمنطقة
بهذا الحل، يمكن إعادة الإستقرار الحقيقي للمنطقة كلها من خلال تمثيل طبيعي فيها،
والأهم منع إيران من السيطرة على البلاد العربية من خلال اللعب على وتر الأقليات،
وإخراجها من المنطقة بتحجيم نفوذها بل والقضاء عليه، وإعادتها لحجمها الأصلي،
والبداية من اليمن حيث التشكيل بأمر الرئيس الشرعي، وسوريا من خلال الثورة !
هناك جهات خارجية لا ترغب في إعادة المنطقة الى وضعها الطبيعي،
وذلك لتبقى مشلولة ومشغولة بصراعات داخلية تمنعها من الإستقرار السياسي والتقدم العلمي والصناعي،
ولكن هنا تظهر القيادة والإقدام بتنفيذ هذا الحل ولو لم ترغب القوى الخارجية
*****
ملاحظات:
- أعتذر عن المتابعة "المستمرة" للموضوع لإنشغالي خلال الإجازة الإسبوعية !
- الى من يقول: الموضوع سياسي والمنتدى إقتصادي،
أقول له: وسع صدرك، إن لم يكن في الموضوع فائدة حقيقية، يكفيه إثارة نقاش جاد بين إخوة كرام !
*****
المفضلات