بعد ان كان ماسة السوق ونموذج لقصة نجاح مشرفة يندر مثيلها في تاريخ السوق السعودي اصبح سهم موبايلي سهم رعب علي مدي الخمسة اشهر الماضية. اذ مر بثلاث محطات من الاعلانات السلبية المفاجئة التي افقدته حتي الان مايزيد عن 60% من قيمته السوقية.
المحطة الرابعة وهي الاعلان المدقق لنتائج 2014 تسببت بايقاف السهم وجائت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير خصوصا مع بروز قضية مخالفة تلك النتائج لشرط التزمت به موبايلي امام بعض دائنيها والمتمثل بالمحافظة علي حد اعلي متفق عليه لنسبة الديون للارباح.
مخالفة هذا الشرط ادخلت الشركة من الناحية الفنية (النظرية) في حالة "افلاس" لزيادة حجم القروض قصيرة الاجل التي لاتملك امكانية سدادها. هذا المصطلح بحد ذاته كان كافي لبث الرعب في القلوب رغم ان حجم التدفقات النقدية لشركة بمكانة موبايلي تجعل الاتفاق مع البنوك امر شبه مفروغ منه وان المفاوضات ستنتهي الي اعادة جدولة بشروط افضل طبعا للبنوك. تلك المفاوضات خير من يقودها ويشرف عليها من طرف موبايلي الاستاذ سليمان القويز رئيس مجلس الادارة المعروف بخبرته الطويلة في المجال المصرفي ، وهو رئيس مجلس ادارة البنك الفرنسي احد مقرضي موبايلي.
اليوم نشر الاعلان التطميني بامتياز من مجلس ادارة موبايلي علي موقع تداول ، والذي اثق شخصيا بكل مافيه كونه من مجلس الادارة الذي يراسه شخص جديد في المنصب خبير في الامور المالية ومعروف بحزمه ومهنيته العالية ولا مصلحة لديه في تشويه سمعته بالتغطية علي اشياء مناقضة ستنكشف مستقبلا لو وجدت. هذا الاعلان يفهم منه عدة امور ايجابيه ابرزها اللهجة الواثقة من قبل الشركة بان احداث 2014 كانت استثنائية (كبوة جواد) ، وان دفاتر الشركة قد تم تنظيفها ، مايعني ان لامفاجات صادمة بعد اليوم بحجم مفاجات الشهور الماضية. يضاف لذلك طبعا ثقة الشركة بالتوصل لاتفاق مع البنوك .
ابارك للمستثمرين طويلي ومتوسطي الامد في موبايلي تسليط الضؤ عليها من قبل الدولة واحداث التغييرات التي تمت فيها حتي الان خصوصا تغيير رئيس مجلس ادارتها (اعتقد بان التحقيقات ستكشف دور غير جيد اطلاقا للرئيس السابق) . تسليط الضؤ هذا والتغييرات التي تمت وستتم في الشركة ربما هي كل ماتحتاجه لمعاودة التالق شركة بامكانات موبايلي من حيث بنيتها التحتية الضخمة والمتطورة جدا وخبراتها المتراكمها وقاعدة عملائها الواسعة.
الا ان عودتها لتحقيق الارباح العالية المعروفة عنها قد تتطلب فترة من الزمن.
اتوقع بنسبة كبيرة ان يعاد السهم للتداول اليوم الاربعاء . ومن الصعب جدا التكهن بالكيفية التي سيتعامل بها السوق معه لاختلاف نظرة الناس، كل جسب ادراكه ونقديره للامور. فمنهم من همة الاول التخلص من السهم باي طريقة (خصوصا مع الترهيب المصاحب لسالفة الافلاس : ) ومنهم من قد يراه بسعره الحالي فرصه لايجود السوق بمثلها دائما. لذلك فكل الاحتمالات بنظري واردة (من النسبة الدنيا للقصوي) وارجح التطرف (تحت او فوق) في التعامل مع السهم خصوصا في بداية التداول.
نصيحتي لمن يملك بالسهم : اقفل الشاشة
وفق الله الجميع
المفضلات