مقال رئيس تحرير أخبار الخليج المقربة من الحكومة
أنور عبدالرحمن
هل أنتم عرب.. يا قناة «العرب»؟!
يقول ملك أفلام الرعب والخوف المخرج السينمائي الأستاذ الفريد هيتشكوك: «إن التلفزيون آلة قد تجلب الجريمة إلى البيوت».
فكم كانت دهشتي كبيرة وأنا أتابع النشرة الإخبارية الافتتاحية لهذه المحطة الفضائية الجديدة التي اختارت لنفسها اسم «العرب»، والتي انطلق بثها يوم أمس من البحرين، حيث استضافت في نشرتها الإخبارية الأولى «الوفاقي» المتطرف حتى النخاع خليل المرزوق لإعطاء رأيه في القرار المنشور يوم أمس بإسقاط الجنسية البحرينية عن 72 شخصا لقيامهم بأفعال تسببت في الإضرار بمصالح مملكة البحرين، وتصرفهم بما يناقض واجب الولاء للوطن.
والسؤال المطروح هنا، وانطلاقا من الاعتبارات المهنية والموضوعية، لماذا خليل المرزوق فقط؟ أليس هناك جمعيات سياسية أخرى في البحرين لها مواقف ورؤى سياسية مغايرة، أو على الأقل لماذا لم تتم الاستعانة بمحللين سياسيين بحرينيين أو خليجيين محايدين لعرض وجهة النظر الأخرى؟!
علمًا أنّ مَن تمّ سحب الجنسية منهم لا ينتمون إلى «الوفاق» فقط، بل ينتمون إلى مذاهب إسلامية مختلفة، فلماذا ممثل «الوفاق» فقط؟! أم أنّ هذه متاجرة بقميص «الوفاق»؟!
نقول منذ البداية، إذا كانت هذه اتجاهات سياسة التحرير للمحطة الجديدة، وهي سياسة سبق أن طبقتها، أو اتبعتها قناة «الجزيرة»، فكانت المحصلة أنها أصبحت غير مقبولة من جميع الأطراف والعقلاء.
فهنا نقول للقائمين على إدارة وتحرير قناة «العرب» إن هذا التصرف يضع علامات استفهام حول حقيقة توجهات إدارة التحرير في هذه القناة منذ الوهلة الأولى.
فلا شكَّ أنكم تعلمون أن حرية الفكر والثقافة والصحافة وتنظيم المؤتمرات والمحاضرات السياسية والفكرية في البحرين هي أرفع من كثير من البلدان العربية والإسلامية.
لذلك فإن اللجوء إلى أسلوب «العنتريات» في التغطية الإخبارية التي تحاولون إبرازها لإثبات أنكم محطة مستقلة لن يجدي نفعا، ولن ينطلي على القواعد الثابتة والراسخة في البحرين الحرّة، لأن مناخ أفكار المواطنين والمسؤولين في هذا البلد سيظل أرفع بكثير من آفاق هذا المنحى من التفكير الذي لجأتم إليه.
نصيحتنا لكم، أن تبتعدوا عن أسلوب «استعراض العضلات»...
نصيحتنا لكم أن تكونوا على قدر المسؤولية في قضايا المصير العربي...
هذه نصيحتنا لكم باختصار إذا كنتم عربيي الفكر والثقافة والإحساس والالتزام في رسالتكم الإعلامية.
أما المزايدات والادّعاءات باسم حرية الكلمة أو البث الفضائي الحر، فإنها سوف تسيء إليكم في عيون المشاهد العربي بأسرع مما تتخيلون.
بل وأكثر من ذلك، فإن إخفاقكم يمكن أن يكون قد بدأ يوم ميلادكم!
- المصدر -
- وصاحب الصورة هذا هو من تحدث عنه ( هيتشكوك أقصد أنور عبدالرحمن )
وتقول مصادر - عين -
أن جمال خاشقجي وفريق من تحرير العرب متوجهون للقاء ملك البحرين
…………………………………………
والخوف أن ينبطق على فرحتنا بقناة العرب
المثل الشعبي القائل :
- يا ليت سُعدى ما تحنت ولا قادت حنانيها -
وهذا المثل خاصٌ بالحناء التي تستخدم من أجل الاحتفال بمناسبة سعيدة ومنتظرة
فلما جاءت لم تكن الفرحة بجمال الحناء .
المفضلات