اطلاله على مشاريع الشركه :
مركز النقل العام
فكرة مركز النقل العام إحدى الأفكار التي بزغت بتوجيهات كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، فتم على أساسها القيام بدراسات للجدوى الاقتصادية ودراسات أخرى تسويقية تضع في الاعتبار الاحتياجات الفعلية والمستقبلية لشركات النقل والمسافرين من وإلى الرياض عبر هذا المركز. وكان قد لوحظ عبر السنوات الأخيرة التوسع المطرد والتطور المستمر في حركة نقل المسافرين بين المدن الرئيسية وعدد من العواصم العربية المجاورة، إلى جانب حملات الحج والعمرة المتجهة من الرياض إلى مكة المكرمة، ونتج عن ذلك تكدس شركات النقل التي تقوم بهذه الخدمة في منطقة الشمسية بالبطحاء في وسط المدينة، فزاد ذلك من ازدحام المنطقة وتفاقمت صعوبة تقديم الخدمات المختلفة المتعلقة بالنقل بين المدن والنقل الدولي. وقد أدى هذا الوضع إلى التفكير الجدي في إيجاد حلول ناجحة تحقق انفراجاً بشكل فوري وجذري، مع الأخذ في الاعتبار ضرورة استقطاب فئات أكبر من طالبي خدمة النقل الداخلي والدولي والمتطلبات المستقبلية على خدمات النقل البري. من هذا المنطلق أعدت شركة الرياض للتعمير خططاً متكاملة لتشخيص مشكلة النقل ووضع الحلول المناسبة بالتعاون مع عدد من الجهات ذات العلاقة وبعد دراسات مستفيضة لعدد من المواقع المقترحة لموقع المركز حصلت الشركة على موافقة وزارة المواصلات على إنشاء مشروع المركز على الضلع الجنوبي للطريق الدائري.
الموقع
يقع مركز النقل العام في منطقة العزيزية مطلاً على الطريق الدائري الجنوبي في أرض مساحتها الإجمالية (135.490) متراً مربعاً، ويحتل المركز جزءاً من الأرض التابعة لشركة الرياض للتعمير. *المخطط*
أهداف المركز
من أهم أهداف مركز النقل العام بالرياض تخفيف الضغط الواقع على وسط المدينة من الناحية المرورية، وتقديم خدمة حضارية متكاملة بمرافق فسيحة مهيأة لتقديم هذه الخدمة، وتوفير أقصى درجات الراحة للمسافرين والقادمين عبر وسائط النقل التي تقدم خدمات من خلال المركز. وبالإضافة إلى ما سبق فإن المركز يشكل إحدى الواجهات الحضارية التي تنضم إلى مدينة الرياض.. حيث تشكل مرافقه صروحاً جمالية حديثة تعكس بضعاً من ملامح النهضة الشاملة التي تشهدها المملكة عموماً وللرياض على وجه الخصوص.
مكونات المركز
يتكون مبنى مركز النقل بالرياض من : المبنى الرئيسي ويبلغ إجمالي مساحته المبنية 19254م2 ويتكون من صالة المغادرة وتبلغ مساحتها 200م2 ويمكن زيادتها إلى 1850م2، وصالة قدوم وتبلغ مساحتها 650م2، وكاونترات تسلم الأمتعة بمجموع 54 وحدة وكاونترات تسلم الشحن بعدد 8 وحدات، ومنطقة تجارية بالدور الأرضي متنوعة الأنشطة (محلات تجارية، بنوك، ليموزين، تأجير سيارات، كبائن هاتف، مركز بريد.. إلخ", ومكاتب إدارة المركز بالدور الأول، ومكاتب وكالات النقل ومكاتب الحج والعمرة في الدور الأول، ومطعم رئيسي بالدور الأول. كما أن المركز يحوي مبنى الطرود وتبلغ مساحة 1200م2 وبمنى المحولات الكهربائية والمبردات بمساحة 425م2، وهناك وحدتان للكافتيريا الخارجية بمساحة 44م2 لكل بمنى وساحات مواقف للحافلات تتسع لـ162 حافلة.
شركات النقل بمركز النقل العام
تقنيات حديثة لرحلة المسافرين
لاهتمام بالمغادرين والقادمين في مركز النقل العام يشمل أيضاً تسخير التقنيات الحديثة لخدمتهم. فهناك معلومات المسافرين PIS المكون من شاشات تلفزيونية 29 بوصة بمجموع 34، شاشات إلكترونية بلازما 42 بوصة بمجموع ثلاث شاشات لعرض الرحلات المغادرة والقادمة، وتم تزويدها بنظام متقدم لتقسيم الشاشات بحيث يتم استخدامها للدعاية والاعلان في نفس وقت عرض جدول الرحلات، والجدول الزمني وتخزين المعلومات DATA ونظام نداء المسافرين PAS بواسطة إذاعة داخلية، ونظام إدارة المبنى (BMS) المكون من حاسب آلي وأجهزة تحكم مربوطة بجميع الأنظمة الكهروميكانيكية مثل التكييف والمضخات والقواطع الكهربائية والإضاءة وإنذار الحريق، بواسطته يتم التحكم في هذه الأجهزة إضافة إلى معرفة أي عطل يحدث بها، ونظام المراقبة الأمنية ) المكون من حاسب آلي وأجهزة تحكم مربوطة بجميع الأنظمة الكهروميكانيكية مثل التكييف والمضخات والقواطع الكهربائية والإضاءة وإنذار الحريق، بواسطته يتم التحكم في هذه الأجهزة إضافة إلى معرفة أي عطل يحدث بها، ونظام المراقبة الأمنية إذ تم توزيع كاميرات المراقبة في جميع الصلات والممرات بالمبنى حيث يسهل مراقبته أمنياً، ونظام إنذار الحريق حيث يتكون من كواشف للدخان والحرارة مربوطة بنظام إدارة المبنى (BMS)، ونظام إطفاء الحريق ويتكون من رشاشات آلية ونظام سلمة مركزية موزعة على بيع مرافق المبنى ويتم ضبطها آلياً من غرفة التحكم.
إنسيابية الحركة وشمولية
كانت انسيابية حركة الحافلات وحركة السيارات القادمة للمركز هدفاً راعته الخطة التشغيلية لمركز النقل العام. وقد اهتم الفريق بتسهيل إجراءات المسافرين حيث تم اعتماد نظام قراءة بيانات الركاب آلياً باستخدام الباركود Bar Code. وروعي في مركز النقل العام أن يخدم جميع فئات المجتمع حيث تم بناؤه على أحداث أنظمة البناء وتم تزويده بصالات مريحة مجهزة بمقاعد مريحة لتكون في خدمة المسافرين. ويسهم موقع المركز على الطريق الدائري الجنوبي في تسهيل الوصول آلية، تزويده بمواقف لسيارات الزائرين تتسع لـ200 سيارة. ويوجد في صالة المغادرة "بوابة تستوعب" حافلة في وقت واحد، وكذلك ست بوابات قدوم تستوعب ست حافلات في وقت واحد، والمركز مصمم لاستيعاب 4 ملايين راكب سنوياً قابلة للزيادة.
أنشطة مساندة
العديد من الأنشطة المساندة لمركز النقل العام تم توفيرها، منها ما هو خارج مساحة المركز ومنها ما هو داخلها. فقد تم تخصيص الدور الأرضي للأغراض التجارية المتنوعة من بوفيهات، كبائن هاتف، محلات هدايا وإكسسوارات، سوبر ماركت وصراف آلي، تأجير سيارات، ليموزين سيارات الأجرة عبر المدن، تأجير فنادق وشقق مفروشة. كما يوجد قرب موقع المركز فندق أربع نجوم يشرع في تنفيذه ليكون في خدمة المسافرين، وهناك خدمات للدفاع المدني والشرطة.
المحلات التجارية بمركز النقل العام
المخطط
----------------------------------------------------------
مركز التعمير التجاري
بينما تحتفظ الرياض بكل سماتها كمدينة ذات تاريخ زاخر بالعطاء، وكعاصمة عربية سعودية، وكحاضرة تتطلع بتوثب إلى الأمام "فهي -أيضاً- تمزج بروعة واتقان بين الأصالة وكل معطيات الحضارة: إنسان مسلم ملتزم ومجتمع ذو تقاليد وعادات أصيلة" وفي نفس الوقت تقدم وارتقاء تقني وحضاري" وأخذ بأسباب ومعطيات الحضارة في أوجهها التي لا تتعارض مع ثوابت وموروثات هذه البلاد الطيبة.
بهذا المفهوم ظلت الرياض ترتقي وترتقي، تحفها عناية الله ورعايته، ثم سياسة رشيدة من حكومة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله، ثم اهتمام ودعم وتخطيط ومتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض الذي وهب كل وقته للرياض بانساتها ومرافقها وخدماتها وكل تفاصيلها الصغيرة والكبيرة.
وعندما سعت شركة الرياض للتعمير لتكون ضمن السواعد التي تبني وترتقي بمدينة الرياض، كانت حريصة على أن تكون إضافاتها في الصميم.. ولمساتها تتوازى مع ما توفر لها من دعم ومؤازرة وثقة، فكان مركز التعمير أحد الإنجازات التي تتحدث عن جهد تم بذله.. ليعود البريق لجزء عزيز من الأرض التي احتضنت البطولات، ورسمت بشموخها ملامح التاريخ الحديث لهذا الوطن.
صمم مركز التعمير التجاري لكي يلبي حاجة قاطني وسط المدينة واطرافها ويطور النشاط التجاري في عاصمتنا الحبيبة وقد جمع المركز بين الأصالة والحضارة في البناء حيث اصطبغ طابعه العام بنكهة الأصالة في طراز البناء العربي والإسلامي القديم مع استخدام أحدث أنواع ما وصلت إليه التقنية الحديثة في البناء فكان إنشاء المركز في قلب الرياض ذو مدلول تاريخي عميق يربط الماضي التليد بالحاضر المجيد.
وقد شرف حفل افتتاح مركز التعمير التجاري سمو ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني في 12/8/1421هـ فكان يوم لا ينسى في تاريخ شركة الرياض للتعمير ومركز التعمير التجاري هذه الرعاية الأبوية الكريمة من لدن سموه. وتبلغ مساحته 88.000م2 وبلغت مسطحات البناء 229.000م2.
موقع المركز
يقع مركز التعمير التجاري وسط مدينة الرياض في قلب المنطقة التجارية (الديره) ويحده غرباً طريق الملك فهد وشرقاً شارع المقيبرة وجنوباً شارع السبالة وشمالاً شارع الإمام محمد بن سعود ويخترق منطقة المركز من الشمال إلى الجنوب شارع العطايف. *المخطط*
فكرة.. وواقع
وفقاً لدراسة أجرتها الهيئة العليا لمدينة الرياض، يتركز 69% من سكان مدينة الرياض في جنوب وغربي المدينة، وهذا يعني أن هناك ثلاثة ملايين نسمة يسكنون تلك المناطق.
ووفقاً لما هو مرصود من حركة البيع والشراء فإن هذا العدد الكبير من السكان ظل محصوراً في سعيه لاقتناء حاجاته من الماركات العالمية على شمال الرياض، فالسلع ذات السمعة الراسخة بعلاماتها التجارية العالمية لا توجد إلا في الشمال، وبذلك يتجه سكان الجنوب والغرب في الرياض عبر طريق الملك فهد والفروع الخارجة عنه إلى الشمال حيث يجدون حاجتهم .
بعض الرسوم من المشروع :
المخطط:
----------------------------------------------------------------------
حي تلال الرياض
شأن كل مشروعات الشركة، خضع حي تلال الرياض النموذجي لتقييم عميق مسبق، تولت أعباءه الأجهزة المختصة في شركة الرياض للتعمير، وشمل تفاصيل الفكرة وركائزها الأساسية، ثم المردود المتوقع مادياً وخدمياً وحضارياً، ثم العمل التصميمي الذي يلبي طموحات الفكرة، ثم _أخيراً_ أفضل الخيارات المتاحة للتنفيذ لكي يصبح المشروع ماثلاً للعيان.
وببدء عمليات تنفيذ البنية التحتية تكون المسيرة ا لفعلية قد بدأت، حيث اكتملت المراحل السابقة بكل ما صاحبها من جهد وتمحيص ومتابعة، ولم يبق إلا ترجمة الجهد من خلال مراحل التنفيذ العملية للمشروع.
والأحياء السكنية الحديثة تخضع في نشأتها لمعايير علمية وديمغرافية وبيئية واقتصادية متنوعة؛ إذ لم تعد متطلبات الماضي البسيطة من وجود الماء والأرض الخصبة والمرعى الجيد كافية لإنشاء الحي السكني في عالم اليوم، فدخلت عناصر جديدة كالبيئة، وضرورات توفير الخدمات المختلفة، ومقومات إيجاد الانسجام السكاني، وتوفير عناصر الانتماء لدى القاطنين.. لتصبح جميعها ركائز أساسية في إقامة الأحياء لا غنى عنها في عالم اليوم.
وتبدو التجارب الإسكانية الحديثة في العالم أكثر وعياً بمتطلبات الإنسان في مقار سكناه من تلك التي سبقتها، وهو أمر يحدث بسبب تراكم الخبرات، ودراسة التجارب لتلافي السلبيات، وتوفر الشفافية لاستقراء المتطلبات التي قد تستجد في حاجات الساكنين مستقبلاً؛ ويبقى -مع كل ذلك- تثبيت القوالب في الفكر الإسكاني أمراً بعيد المنال، إذ يحدث التباين في التجارب لوجود الفروقات بين المجتمعات، ولوجود الاختلافات بين فئات الساكنين، ولوجود الخصوصية لكل تجمع.
لذلك راعت فكرة حي تلال الرياض تقديم أحدث نموذج إسكاني في الرياض، يسهم في إيجاد السكن الملائم ويحقق المردود الاقتصادي، ويشكل -فوق ذلك- سعياً جريئاً لإيجاد نموذج متطور، يتجاوز المرفقية النمطية إلى استقراء شامل لكل المتطلبات النفسية والاجتماعية للسكان، فالهدف قيام مجتمع سكاني يتمتع بالانسجام والحيوية والخصوصية.. في إطار من الارتباط الوثيق بحركة الحياة من حوله دون انغلاق.
لقد كانت المراحل التصميمية لحي تلال الرياض خاضعة لمعايير متعددة.. تم الاستفادة فيها من التجارب السابقة، وخضعت للدراسة العميقة لكل التفاصيل، ليأتي المخطط النهائي مستوعباً لما يجب أن يكون عليه الحي وسط عاصمة لا تكل أبداً من التوثب والانطلاق.
حي تلال الرياض قادم.. وغدا سيصبح (النموذج) إضافة حضارية حية بين أحياء عاصمة المملكة الجميلة.
تلال الرياض: الفكرة التخطيطية وتطورها
عتمد الفكرة التخطيطية الرئيسية لهذا الحي على وضع تجمع سكني راق في مدينة تعتمد اعتماداً كلياً على السيارة الخاصة، ولهذا السبب وضعت المنطقة السكنية في داخل الحي وأحيطت بأركان تجارية تخدم الحي وتخدم أيضاً الأحياء المجاورة، أما بالنسبة للخدمات العامة مثل المدارس والمساجد والحدائق فقد وزعت بطريقة تلائم التصميم العام للحي.
وقد خطط تلال الرياض ليكون حياً حقيقياً بمعنى الكلمة حيث تتوفر فيه شروط الحي السكني الرئيسية وهي وجود مركز مميز وحدود واضحة ومداخل واضحة ومحددة وشبكة رابطة من الطرق والأرصفة التي تخدم العربات والمشاة في آن واحد وكل ذلك يقع ضمن منطقة يكون الاستخدام السكني فيها هو المسيطر.
فحديقة الحي والمسجد الجامع تمثل المركز الواضح والمميز لهذا الحي والطرق الرئيسية التي تحيط بالحي تمثل الحدود الواضحة والمدخل المحددة تتمثل في المداخل الأربعة الوحيدة لدخول الحي (انظر المنظور اعلاه) والشبكة الرابطة تتمثل في الطرق والأرصفة وممرات المشاة التي تربط المركز بالأطراف وجميع النقاط الأخرى في الحي.. ولتسهيل الحركة المرورية فقد تم تطوير طريق حلقي تجميعي يجمع الحركة المرورية من داخل الحي ويوزعها على المداخل/ والمخارج الأربعة الرئيسية الرياض.
تعكس الفكرة التخطيطية لحي تلال الرياض المشاكل التخطيطية في المناطق السكنية القائمة في المدينة، فالمتتبع لهذه المناطق قد يجد صعوبة في اطلاق كلمة حي على أي منها. فعلى الرغم من تعارف الناس على تسمية هذه المناطق أحياءً سكنية مثل حي البديعة وحي الورود وحي الأندلس وحي النخيل وغيرها من التجمعات السكنية الأخرى فإن أياً منها لاتتوافر فيه شروط الحي. فالشروط الرئيسية للحي والتي ذكرناها اعلاه من حدود واضحة ومداخل محددة ومركز يجذب ويخدم الساكنين وشبكة رابطة من الأرصفة وممرات المشاة التي تجعل الاتصال بين جميع نقاط الحي ممكنة وميسرة لاتكاد تتوافر في التجمعات السكنية القائمة في المدينة.
لقد اختلطت على كثير من الناس المفاهيم الرئيسية للحي السكني حتى اصبح البعض يطلق على مشاريع الاسكان احياءً سكنية راقية!! إن ما يوجد في المدينة اليوم لا يخلو من ان يكون مساكن تقع على شوارع في مناطق سكنية وتسمى تعارفاً احياءً أو يكون في شكل مشاريع اسكان عامة. وهذا يعني بالضرورة غياب فكرة الحي السكني بأكملها. ومن هنا ظهرت الحاجة الى حي يكون مثالاً ويسد الفجوة في فكرة وعقلية التطوير في المدينة. وسوف يكون تلال الرياض هو هذا الحي وعلى الأخص ان تطويره يتم بالطرق المتبعة في المدن الامريكية.
لقد تم التركيز في حي تلال الرياض على أن تكون مسافة المشي من المركز إلى أية نقطة في الحي محدودة بعشر دقائق كحد أقصى على أن تكون معظم مسافات المشي للخدمات الاساسية في حدود 5 الى 7 دقائق. وعلى الرغم من أن الدقائق مشياً هي المعيار الأفضل للتصميم إلا ان حجم الحي لم يسمح بذلك بين جميع النقاط... وقد استنتجنا من ذلك أن مساحة بقدر كيلو متر مربع هي تقريباً الحد الاقصى لمساحة الحي إذا اردنا تكوين حي يمكن المشي فيه بسهولة من المركز إلى اية نقطة أخرى خاصة وأن المشي هو الوسيلة المثلى لتعارف الناس داخل احيائهم مما يساهم في تطوير نقاط من الترابط الاجتماعي داخل الحي.
وحيث أن الحي هي كلمة مرتبطة بالحياة فإن الحياة في الحي توجد فقط اذا كان المشي هو الوسيلة الرئيسية للتنقل... وهذا من الركائز التي اثرت كثيراً على تخطيط حي تلال الرياض. أن تصميم الحي لأن يكون المشي فيه ركيزة تخطيطية لا يهدف فقط الى توفير اسلوب صحي لحياة السكان بل هو الأساس لتكوين القيم العامة في الحي. والمقصود هنا هو أنه كلما كان المشي وسيلة ميسرة لقضاء جميع الحاجات والرغبات داخل الحي زادت فرصة تكوين القيم العامة في الحي. والمشي يكون ميسراً اذا توفرت ثلاثة شروط:
- أرصفة مشاة عريضة يفصلها عن مسارات السيارات شريط تشجيري.
- اشجار ظليلة توفر خطوط ظل متصلة على تلك الارصفة.
- توفير نظام أمني (من كبار السن أو المتقاعدين) يحمي السيدات والأطفال من مضايقات السوقة والجاهلين.
ان تيسير المشي داخل الحي سيلعب دوراً مهماً لتعزيز القيم، والقيم العامة هي ركيزة مهمة لتطور المجتمع المدني في أي مكان في العالم. ولكن كيف تتعزز القيم بناءً على هذا الطرح؟ ان القيم بصفة عامة هي ضوابط للسلوك الاجتماعي للفرد يتفق عليها المجتمع ويدعمها وينبه الخارجين عليها. وتتعزز هذه القيم اذا بدأ الناس يعرفون بعضاً بالوجه على الأقل. والمعرفة الوجهيه لسكان الحي تزداد اذا كانت الناس تمشي كثيراً في الحي لأن فرصة الالتقاء وجهاً لوجه بين الافراد تزداد.
وعندما يلتقي الناس غالباً ما يبدأ أحدهما بالسلام... وهي سنة حث عليها سيد الخلق محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، وبمجرد ان يرد الطرف الآخر السلام يبدأ نوع من التآلف الاجتماعي بين الناس واحترام بعضهم البعض، وتختفي تدريجياً السلوكيات الخاطئة لسببين رئيسين: أولهما أن الجيران وساكني الحي اذا عرفوا بعضهم البعض معرفة وجهية وليس بالضرورة معرفة صداقية فإنهم يبدأون مراعاة شعور غيرهم، فعلى سبيل المثال من الصعب لمراهق أن يقوم بسلوك خاطئ أو مزعج للجيران أذا عرف ان جميع السكان يعرفونه ويعرفون اباه لأن الرسالة ستصل إلى والده وسيعاقب ولو أدبياً على ما فعل. والعكس صحيح جداً فكثير من السلوكيات الخاطئة للمراهقين تستمر ولا تصحح بل تصبح عادات احياناً لأن المجتمع لا يقومها من خلال تعريف ولي أمره بسلوكه وهذا التعريف لا يمكن ان يحدث في التجمعات السكانية الحالية لأنها تفتقد كما سبق وان ذكرنا فكرة الحي السكني.
إن القيم الفاضلة هي الركيزة الأولى في تكوين الحي السكني، وهذه القيم لا يمكن أن تقوم بدون بيئة عمرانية انسانية يكون المشي الميسر والآمن هو السلوك السائد في الحي. وقد اغفل المخططون هذه القضية لدرجة ساهمت فعلاً وليس قولاً بتهالك القيم العامة في التجمعات السكنية. ولقد بذلنا كل الجهد الممكن- على الرغم من المحددات والقيود والظروف التي صاحبت تخطيط الحي -للخروج بتجمع سكاني يمكن ان يسمى حياً. لقد صممت الطرق والشوارع في هذا الحي كي تخدم المشاة والعربات في آن واحد، كما صممت ايضا هذه الشبكة لكي تصل أية نقطة في الحي بمركز الحي بيسر وسهولة. ومركز حي التلال يتميز بحديقة كبيرة جداً تصل مساحتها إلى 100.000 متر مربع ويتوسطها جامع يربط جميع السكان على الأقل مرة واحدة في الأسبوع لتأدية صلاة الجمعة.
تطور الفكرة التخطيطية
وعلى الرغم من أن جميع الأفكار التخطيطية المدروسة هي أفكار جيدة ومن الصعب القول بأنها الأمثل إلا أن التغيير يكون احياناً حتمياً. وهذا ما حدث في المرحلة الثانية من العمل في تلال الرياض حيث رأي المستثمرون ان تعديل شبكة الشوارع من الأسلوب الأفعوي إلى الاسلوب الاستقامي يكون مقبولاً اكثر من قبل الناس وبالتالي سيسهل تسويقه وفي فترة اقصر. ولهذا السبب تم تعديل المخطط تعديلاً أولياً مع المحافظة على الفكرة الرئيسية ومقومات الحي الحقيقي كما نرى في المسقط والمنظور التالي:
ويلاحظ في المنظور للمسقط العام كيف أن للحي أربعة مداخل فقط جميعها تصب في طريق دائري يخدم جميع عناصر الحي كما تتوسط الحي حديقة كبيرة تمثل القلب الحي وتناظرها أربع ساحات تجارية في الأركان وكل ساحة تجارية ترتكز على مسجد محلي يقع في الركن الأخير للساحة، والسبب في ذلك تقريب المسجد قدر المستطاع من الوحدات السكنية وفي نفس الوقت احياء الجزء الميت من الساحة التجارية باستخدام جاذب. فعلى سبيل المثل، عندما يحين وقت الصلاة سيجد العديد من قائدي المركبات في الشوارع المحيطة ملاذاً في الساحة التجارية وحين يوقفون سياراتهم في الساحة لتأدية الصلاة سيمشون للمسجد وسيرون جميع عناصر الساحة ونشاطاتها التجارية لأن المسجد يقع في أبعد نقطة في هذه الساحة وهذا سيلعب دوراً كبيرا في انجاح الساحة تجارياً وتعزيزها بقيم المصلين دائماً.
أما بالنسبة للساكنين فإن وصولهم للساحة التجارية سيؤدي إلى مرورهم بالمسجد كما هو موضح في منظور الساحة التجارية والذي يوضح إيضا موقع البوابة التي تربط الحي بالساحة. وهذا التوقيع سيلعب دوراً مهماً في تعزيز العبادة وتشجيع ادائها وعلى الأخص من قبل صغار السن والشباب. هذا بالأضافة إلى أن العامل الأمني سيكون قوياً وسيجعل ذهاب الطفل أو المرأة للتسوق أكثر يسراً وأمناً لأن الطريق سيمر بالمسجد وهذا معناه أن هناك رجالاً صالحين موجودون دائماً بهذا الطريق. كما أن المرأة أيضاً ستحاسب نفسها إذا ذهبت للتسوق حيث سيكون خمارها ورداؤها ساتراً لأنها ستمر بالقرب من بيت الله.
ولم تصمم الساحة التجارية لتكون فقط مكاناً للتسوق فحسب بل هي أيضاً تمثل مكاناً لتوفير فرص العمل لشباب الحي وهذا امر مغفل في كثير من الاحياء القائمة. أن الساحة التجارية ستجذب بالضرورة نشاطات كبيرة مثل الأسواق المركزية ومكاتب الخدمات الأخرى (خطوط السفر، فروع البنوك... ألخ) وهذه النشاطات تحتاج إلى يد عاملة قريبة وفي فترات مختلفة من اليوم وسيكون من السهل جداً لأي شاب من ساكني الحي يرغب في العمل الشريف أن يلتحق بهذه النشاطات ولو لفترات قصيرة في اليوم (دوام جزئي) وسيكون من المقبول لوالده أن يشجعه للعمل في هذه الأماكن والتي لا تبعد سوى دقائق عن مسكنه بدلاً من الوضع الراهن والذي يتطلب من الشاب أن يكون لديه سيارة ولو للعمل الجزئي. أما الفائدة الأعظم من جعل البيئة العمرانية ميسرة لعمل الشباب ضمن الأحياء التي يقطنونها فهي تكمن في تعويدهم على الانضباط والتعامل مع الناس وزرع الروح الرجولية فيهم. ففي كثير من الشواهد أن الشباب الذين يقضون وقت فراغهم واجازاتهم في العمل فإنهم غالباً ما ينجحون في حياتهم المستقبلية ويكونون عوناً لوالديهم على الحياة الشريفة.
تلال الرياض والمحاضرات العامة
لقد سنحت لي الظروف أن أعرض مشروع تلال الرياض في أكثر من محفل حيث تم عرضه في ندوة الإسكان التي قامت عليها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض وفي محاضرات علمية أخرى داخل المملكة. كما حصلت لتلال الرياض الفرصة ان يعرض خارج المملكة في جامعات مرموقة علمياً على مستوى العالم. ففي صيف عام 2000م حيث كنت في زيارة لجامعة اريزونا قمت بإلقاء محاضرة عن الفكرة التخطيطية لتلال الرياض.. وبعد المحاضرة دعاني عميد كلية التصاميم البيئية جون دومينور (وهي كلية العمارة والتخطيط في جامعة ارويزونا) الى مكتبه واطلعني على فكرة مشابهة جداً لفكرة المربع ذي الاركان التجارية المنتظرة والتي تم العمل بها في تلال الرياض وقد تحمست لفكرة تلال الرياض اكثر لانني لم اعرف البروفيسور جون من قبل والاعمال التي قام بها.. فمن ناحية علمية وفنية فإن اتفاق طرفين على فكرة ما وهما على غير اتصال ببعضهما البعض يعطي ثقة كبيرة في الفكرة التي تم تطويرها. وبعدها طلب مني السيد فريدريك شتاينر رئيس قسم التخطيط بالكلية نسخة من مشروع التلال وقد اعطيته ذلك شريطة ان تكون هذه النسخة للغرض التعليمي فقط ووافق طبعاً لان هذه من الامور التي يتفق عليها من يرتبط بالمجال الاكاديمي عرفاً وخلقاً.
وقدم تم نشر تلال الرياض في اكثر من مجلة حيث تم نشره في مجلة البناء وتم نشره في مجلة امانة مدينة الرياض حيث ساهم ذلك أيضاً في تعريف الناس بالمشروع بطريقة جيدة.
وختاماً فإن تلال الرياض يمثل محاولة جريئة من شركة الرياض للتعمير والقائمين عليها لتطوير المفهوم التخطيطي للحي السكني وتقديم رسالة وخدمة في آن واحد للمجتمع السعودي... وقد يكون هذا الحي مثالاً يستفاد منه في تطوير الأحياء القادمة بإذن الله.
بعض الرسوم :
المخطط
------------------------------------------------------------------
المفضلات