سلام الله عليكم أيها الأحبة تقبل الله طاعتكم ..
وأعتذر مقدماً من بعض الألفاظ الواردة في مقالي ولكنها ضرورة التوضيح، وتصوير الموقف، وتقريب المعنى، وهي غير مستنكرة في سياق الضرورة في الدين وبيان الأدب وليس هذا محل التأصيل والتفصيل لذلك ..
لقد صح في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر، وفر من المجذوم كما تفر من الأسد"، أخرج الحديث البخاري في كتاب الطب باب الجذام، ورواه ابن حبان بزيادة ولا نوء.وكذلك أخرجه أبو نعيم في الطب.
وأحسن ما قيل فيه قول البيهقي، وتبعه ابن الصلاح وابن القيم وابن رجب وابن مفلح وغيرهم أن قوله: "لا عدوى" على الوجه الذي يعتقده أهل الجاهلية من إضافة الفعل إلى غير الله تعالى، وأن هذه الأمور تعدي بطبعها، وإلا فقد يجعل الله بمشيئته مخالطة الصحيح من به شيء من الأمراض سبباً لحدوث ذلك؛ ولهذا قال: "فر من المجذوم كما تفر من الأسد"، وقال: "لا يورد ممرض على مصح"، وقال في الطاعون: "من سمع به في أرض فلا يقدم عليه"، وكل ذلك بتقدير الله تعالى.
وهذا ما حدث في شركة التعاسة والندامة، ومجمع الأستهتار والقمامة، بما أسميه الخديعة الكبرى !!
للأسف هي شركة العجول المجذومة التي طالعتنا بإعلانها الذي أزكم الأنوف مجمله :
- ارتفاع خسائر شركة "المعجل" إلى 224.8 مليون ريال(1.80 ريال/ للسهم) بنهاية النصف الأول 2014 ، مقارنة بخسائر قدرها 100.6مليون ريال تم تسجيلها خلال نفس الفترة من عام 2013، بنسبة 123 % . بذلك تكبدت الشركة خسائر للفترة المنتهية في 30 يونيو 2014 بمبلغ 224.8 مليون ريـال سعودي، كما بلغت الخسائر المتراكمة للشركة مبلغ 2,561 مليون ريـال سعودي في ذلك التاريخ، والتي تعادل 204.88% من رأس مال الشركة. ونتيجة لذلك فقد بلغ إجمالي العجز في حقوق المساهمين مبلغ 1,311 مليون ريـال سعودي كما في 30 يونيو 2014. بالإضافة لذلك فقد تم وقف التداول على أسهم الشركة.
- كما جاء في الإعلان أن شركة فاس السعودية القابضة ( فاس) وهي مستثمر جديد محتمل قامت بتوقيع مذكرة تفاهم أولي مع العجول بينت أنها لا ترغب بالمضي قدماً على الأساس الذي تم الإتفاق عليه سابقاً.
- كما جاء في الإعلان أن الشركة لا يمكنها الاستمرار في بيع وحدة الخدمات البحرية التابعة لها على الاساس المقترح سابقاً ( استكمال الشركة لعملية بيع قطاع الخدمات البحرية لمستثمر ذي علاقة برئيس مجلس إدارة أحد البنوك المقرضة).
- لم يأت ذكر لـ 1.3 مليار مستحقاتها لدى عدة جهات سبق الإعلان عنها في أكثر من ربع/سنة مالية وللحقيقة لا أدري سبب شغف العجول بهذا الرقم ! فهو مستحقات مزعومة ! كما أنه حصيلة الأكتتاب! زد على أنه الرقم المتوقع للربحية بحسب زعم الشركة عام 2015م في إعلانها السابق! بالإضافة لكونه الرقم ذاتة في حقوق المساهمين قبيل طرح الأكتتاب ! غباء منقطع النظير لداجن الأكتتاب ومدير عملياتهم التي تمتليء بالحدث الأكبر !
أما سبب تصديري للحديث فهو تصوير نبوي بليغ بحالة المجذوم ! فشركة العجول بأعلاناتها مجذومة ولا أحد يرقب الورود عليها .. وكل مسؤول لن يتصدى للإفصاح عن ما لديه من معلومات تمثل مقدمات خوفاً من تحمل كامل تبعات ومآل الشركة وفقاً للمسؤولية الجزائية .. كما إن أي خيط يتم الإفصاح عنه سينتهي لأطناب .. ! وإن حبكة الأكتتاب جعلت من الأيدي تتسخ بقدر ما تستفيد ! وتخون الأمانة بقدر ما تستكفي !
وإن تقدير سهم الشركة تبعاً للمستثمر المحتمل يمثل غرراً سيجتر تبعاته لكنه سلم منه ! فالشركة بتقييم مالي توجب من الجهات الرقابة فرض الوصاية عليها والحجر على أصولها وأعمالها تمهيداً لإجراءات الإفلاس النظامية عليها .. وكل ما يحدث الآن وما سيتلوه مزيد من تكبد الخسائر تبعاً لمتطلبات أعمالها التي لا تستطيع تنفيذها مع تكاليف طاقاتها الفنية والبشرية الأساسية وصيانة معداتها .. وإن أفضل مطالبة للأحرار - وهم قلة - من ملاكها وبقية تيوس الفرش - وهم الكثرة - : المطالبة بتصفية الشركة مع إقامة الدعوى على كل الجهات التنظيمية والتشريعية والقانونية والمالية التي عاثت يدها في قصعة الشركة فأستغنت من طرحها للأغرار الكرام الذين وثقو بأن شركة العجول المجذومة طاقة خرا يعتمد عليها الكنيف !
إن الأمل الحادي عند البعض بالشركة وعجولها كسراب بقيعة يحسبه الضمآن ماء ! وإن أي عبقرية مالية لن ترفع الحدث الأكبر والأصغر عنها ! وأن أي عودة للشركة لمتثل طاقة فعلية يعتمد عليها ستكون في المنامات وأخبار الكذبة من القصاصين! وأن أي خطة لاستصلاح حال الشركة مزيد من السرق لأصولها المديونة لجهات بنكية ! وأن أي تدخل من الجهات السيادية لن يحدث وإن جف القلم من إسهال الكتابة ! وإن أي تصور بإمكانية إعادة علاوة الإصدار ستؤكد إن الأنسان في أصله قرد ! فمن أغتنم فقد نجا أيها السادة بمنطق الدنيا! وعليه بقي لكم الطالبة بالتصفية ورفع دعوى المسؤولية التي ستبقى الباب مفتوحا بينكم وبين جهات وأشخاص رفعاً للعتب من أولادكم وإلا فليس لديكم في مقارع بطون من أعد الجريمة المالية إلا يوم العرض !
وإني أختم بقصيدة للقوصي الشاعر محركاً لحروفها ومقتبساً معناها ومعارضاً لمبناها لتلائم حال هذه الحثالة التي قدمت مكر السوء في التخطيط عليها سخط الله فما بعد عريهم من خزي ! :
إِلى حَيث أَلقَت رَحلها أُم قشعم******توجه فَما في الناس مِن مندم
وَوَدع وَفارق مجذوماً وَلا تَعُد ******هَذا فراق خَير عيد وَمَوسم
وَلا تغترر بالهرم العتيق فأنه******شر من راع المَودة بِالفَم
وَلا تَنتَظر نَبل المَعالي بسمحهم******فَجفن المَعالي عَن وُجوده عَم
وغر العجول مستهتر لَم يَزَل******لَهُ مكر ولبد أَظفاره لَم تقلم
دامَ لَهم الفعل الذَميم مُؤرِخاً ******وربما عَذاب وافر في جَهَنَم
إلى حيث ألقت رحلها شركة العجول المجذومة ...أنها يا سادة طاقة خرا يعتمد عليها الكنيف :d (كرمتم)
وإلى كل من ولغ في أتون الشركة قبيل إيقافها فأقتات على فتاتها بالدعاية لها وبث سمومه في قمامة الأنترنت، وعتبات المنتديات ورضي لنفسه أن يكون تيساً مستعاراً بقصد أو غير قصد بشخابيط التحليل أو أدرينالين أو هرطقات المعرفة .. كل ذلك ليصور الأمر بغير مراده وليلبس الشركة بما لم تعط .. أقول له تب لله في شهر التوبة قبل أن تمتد يد داعي عليك لو أقسم على الله لأبره فأنك اليوم في فسحة وغداً ستعرض بعملك على من لا تخفى عليه خافية ..
فوالله لم أكتب - على ضيق الزمان وبعد المكان - ناصحاً إلا غيرة لله على أناس أصابهم هم وبلغ بهم الغم مبلغه، وليس لقلمي من الأمر إلا صراحة القول بالبيان والتوضيح ولله - وحده سبحانه - العون والتوفيق .. والله غالب على أمره ولكن اكثر الناس لايعلمون
مع تحياتي ..
المفضلات