السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خبر على القنوات الفضائية أثار في نفسي مقارنة أحببت مشاركتكم بها
في إدارة المؤسسات بين العالم الثالث وبين العالم المتقدم، وبين الحكومات الميليشياتية وبين بقية العالم
الخبر كما ورد على موقع الجزيرة نت، يتعلق بسفر ابن وزير النقل العراقي مهدي العامري من بيروت الى بغداد،
http://aljazeera.net/news/pages/cdfe...a-4b0a5726fd07
الخبر يقول أن ابن الوزير حجز على رحلة من بيروت الى بغداد على طائرة الخطوط اللبنانية، ولكنه تأخر عن موعد الإقلاع،
ولأهميته فقد تأخرت الطائرة لدقائق بإنتظاره ولكنه لم يحضر، فأقلعت الطائرة في رحلتها الى بغداد بدون الراكب المهم (VIP)
ولكن بعد إقلاعها تلقت إتصالا من هيئة الطيران المدني العراقية، بأنها ممنوعة من الهبوط في بغداد ما لم يكن إبن الوزير على متنها !!!
فعادت الطائرة العودة الى مطار بيروت وألغيت الرحلة وتأخر الركاب
ولكن لحسن حظهم أنهم أصبحوا في نفس وضع ابن الوزير، وما يجري عليه يجري عليهم
الحكومة العراقية وحسب شريط قناة الجزيرة، أرسلت طائرة من بغداد بالركاب المفترض عودتهم مع الطائرة اللبنانية الى بيروت
وأحضرت ركاب الطائرة اللبنانية المتأخرين من بيروت الى بغداد
الى هنا أنتهت قصة إبن الوزير بعودته سالما غانما الى حضن والده وميليشياته،
والأهم، بدون أن يتأخر لوحده !!!
*****
ولمن لا يعرف مهدي العامري
هو زعيم ميليشيات بدر العراقية، أو ميليشيات غدر نسبة الى غدرها ببلدها ومعاونة الأمريكان على إحتلاله
وهذ الميليشيات أنشأتها إيران منذ قيام ثورة الخميني ودربتها وسلحتها لمدة عشرين سنة
وبعد عقد صفقة مع أمريكا في لندن، دخلت هذه الميليشيات أثناء الغزو الأمريكي للعراق
وكان دخولها من إيران (الشرق) فيما دخل الأمريكان من الكويت (الغرب)
ما أوقع الجيش العراقي في كماشة بين الأمريكان وهذه الميليشيات !ّ!!
وبموجب العملية السياسية التي أقامتها أمريكا في العراق
أصبح زعماء الميليشيات واللصوص وزراء في الحكومات العراقية المتعاقبة،
وبعد أن أدت ميليشيات العامري دورها في معاونة الأمريكان لقتال المقاومة العراقية (السنية)
أصبح العامري وزير النقل في الحكومة الحالية، وجرى على يديه هذه الحادثة الفريدة !!!
*****
أما المقارنة مع المليونير الأمريكي
فقرأتها كمثال على الإدارة الناجحة في كتاب قديم عن الأساليب الإدارية الناجحة في المؤسسات
الحادثة وقعت لشركة الطيران السويسرية، وهي من الشركات الراقية في إدارتها
حيث إتصل أحد عملائها المميزين (VIP) وهو رجل أعمال ومليونير أمريكي
أتصل بمكتب الشركة في نيويورك وأخبرهم أن لديه حجز على طائرتهم من نيويورك الى أوروبا
وأنه سوف يتأخر عن الوصول في الموعد، وأنه في طريقه الى نيويورك بطائرته الخاصة !!!
وأن الرحلة مهمة جدا له ولعمله !!!
طبعا المليونير لم يطلب منهم تأجيل الرحلة إكراما له، ولكن فحوى الإتصال توصل هذه الرسالة بالضبط:
إنتظروني لنصف ساعة وسأكون عند البوابة لأدرك الرحلة المهمة !!!
تصرف الشركة كان مثالا للشركة التي تقدر عملاءها المهمين، ولكن تقدر جميع عملائها بدرجة أكبر:
أقلعت الرحلة في موعدها ليتمكن الركاب الذين أتوا على الموعد من اللحاق بأعمالهم المهمة أيضا،
وقامت الشركة بحجز مقعد للعميل المهم على أقرب رحلة تالية مغادرة من نيويورك الى وجهته وعلى شركة منافسة
بالطبع وصل المليونير متأخرا،
ولكنه وجد ترتيبات خاصة وجاهزة ليلحق برحلته متأخرا قليلا،
ولكن وهو الأهم، بدون إضرار بغيره !!!
*****
من هذه المقارنة يتبين لنا الفرق بين المؤسسات والبلاد التي تديرها عقليات قادة الميليشيات
وبين المؤسسات التي تديرها عقليات إدارية ناجحة
خاطرة راودتني عندما سمعت الخبر، وأحببت مشاركتكم بها
مع الإنتباه الى أن الكاتب من العالم الثالث (وسط بين الميليشيات والعالم المتقدم)
*****
المفضلات