منتديات أعمال الخليج
منتديات أعمال الخليج

صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123
النتائج 61 إلى 69 من 69

الموضوع: سحب السفراء...قبل زيارة الرئيس الأمريكي!!!

  1. #61
    تاريخ التسجيل
    21-Jul-2008
    المشاركات
    15,143
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن خالد مشاهدة المشاركة
    صحيح البلا منّا وفينا
    لاكثّر الله من أمثالكم يا إخونجيّة على طول الحق مع قطر!!
    طيّب روح قطر وأترك السعودية لأهلها فلا نتشرّف بك وبأمثالك
    كنت محترما ياايمن فماذا دهاك ؟!

    السعودية ليست ملكك او عطنا الصك اللي تملكه عليها حتى تدخل وتخرج من تريد


    ماحدث بين معاوية وعلي رضي الله عنهما سببها فتنة وعاشت الى يومنا الحاضر
    وهذه فتنة لعن الله من ايقضها

    من رفض مقر مجلس التعاون ومن رفض توحيد العملة واكبر دولة للعهر والمجون الامارات وايران تحتل جزرها ومع هذا علاقتها وطيدة معها !!!
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  2. #62
    تاريخ التسجيل
    20-Nov-2013
    الدولة
    الرياض
    المشاركات
    839
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النــاري مشاهدة المشاركة
    باختصار


    مهما كانت مبررات اتخاذ القرار فالخطوة متسرعة جداً وظهوره على السطح في هذا الوقت لا يخدم الجميع

    اسوء ما سنشاهده الايام المقبلة

    صغار وعوام الشعب والبسطاء بالنيل من البيت القطري صغيره وكبيرة بالتخوين والعمالة والتأمر والاعلام سيضع المزيد من الوقود والحطب والقادم اشد
    مختصر مفيد
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  3. #63
    تاريخ التسجيل
    11-May-2005
    المشاركات
    2,779
    كلمات ( يا مغفل ) و ( يا سامج )

    عيب تصدر من بعض الاعضاء يعني قل رأيك ان كان قوي ومفحم بالدليل لن تحتاج ان تستعين بالقاموس ( السوقي السافل ) هذا

    وان كان فيك نقص وفي عقلك ورأيك فأكيد بتكون من انصار القاموس السوقي للهروب ومحاولة لجم المخالف لك في الرأي

    لأنك تعلم انه مايستعمل نفس قاموسك

    اساس الاختلاف بين الاعضاء هنا يعود لمنطلقات بناء ارائهم وتحديد مفهوم الوطنية ومفهوم الاخوة الاسلامية مع باقي المسلمين من كل البلدان

    اللي هي اهم في الدنيا والاخرة
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  4. #64
    بالنسبة لقضية السفراء فلن أتكلم عنها فساسة بلادي هم ادرى واعرف

    ما لفت نظري

    هو انكشاف عورات بعض الأعضاء الحقودين على هذا البلد
    2 وجود كثير من الروافض بالمنتدى بأسماء مموجه
    3 وجود كثير من السعوديين اصحاب الولاء الضعيف للأسف
    4 اضمحلال وقصور في العمق السياسي لبعض المحللين الأعضاء

    وفق الله بلادي لما يحبه ويرضاه ً
    وما يتخذونه من امر فنحن معهم قلبا وقالبا
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  5. #65
    تاريخ التسجيل
    10-May-2005
    المشاركات
    247
    يااخوان الموضوع ليس اختلاف في وجهات النظر بشأن مصر بل قطر اصبحت خنجر في خاصرة الخليج وخاصة السعودية وللأسف هناك اجندة تملى على قطر من قبل دول لزعزعة السعودية واشغالها بمشاكل من اجل استكمال مايسمى بالربيع العربي وفي الواقع هو تمزيق العالم العربي واضعاف الدور الاسلامي السعودي الذي يحتمه علينا وجود الحرمين الشريفين وخوف اعداءنا من ذلك
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  6. #66
    تاريخ التسجيل
    21-Feb-2010
    المشاركات
    1,405
    يالربع ليه الحده والتخوين بينكم وانتم ماتعرفون بعض ...
    كلكم معرفات نكره ...مانتم باسمائكم الحقيقيه ...
    اذن المفروض ارد على الكلام ماهو على الشخص ...
    الجميع له الحق يبدي رايه ....والجميع ليس له الحق بمصادرت هذا الراي لو خالفك ...
    الاستقطاب والسب والشتم ماهي علوم رياجيل ..
    الرجال منول والفرسان يمدحون اعدائهم بالشعر وهم رايحين يغزونهم
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  7. #67
    تاريخ التسجيل
    21-Sep-2008
    المشاركات
    5

    غريب كلامك ؟ يدل علي انك غير مطلع نهائيا

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طيب النية مشاهدة المشاركة
    الحق واضح انه مع قطر بغض النظر عن اي شيء اخر

    قطر دعمت الشعوب ضد الحكام , وقطر دعمت الشرعي مرسي ضد الخائن السيسي

    وبعدين :

    قطر دوله متطوره تتطلع لمستقبل مشرق , بينما دول الخليج تتخبط في اخطاء كثيره , ومن حقها انها تشوف مصلحتها بعيدا عنهم

    قطر دعمت الاخوان فمن هم الاخوان ؟

    الاخوان هم ال مسكو الحكم بعد الانقلاب في السودان وتسببو في قسمت السودان بذكائهم الكبير

    الاخوان ماتابو رجعو قسمو فلسطين بحماس

    الاخوان ماتابو الان يحاولون فصل اقليم برقه وابحث عن الموضوع ... قال ايه قال نريدها امارة اسلاميه ولو ركزت راح تلاحظ ان الاقليم غني بالنفط ؟؟ يعني هي مسالة فلوس لاغير

    الاخوان وقفو مع صدام ضدنا وضد الكويت

    البشير الاخونجي لما نجحت السعوديه بصد صدام انزنق وصار يبغا فلوس ففتح ارضه للحرس الثوريه مثل ماعمل مرسي لما انزنق وجاب الايرانيين لمصر

    بس واضح ان امريكا تبغي اي خابور تبتز فيه حلفائها عشان مايخرجو عن طوعها والا ليش سلمت العراق لايران ؟؟؟ الا لانها عارفه ان العراق اذا كان مع السعوديه حيصير العراق والسعوديه اقوياء

    ومافي ايران تبتزهم

    اسرائيل تبتز ايران فتشتري ايران اسلحه من روسيا وتبتز روسيا السعوديه بايران فتشتري السعوديه اسلحه من امريكا افهموها

    الحقد الروسي علي السعوديه كبير من ايام افغانستان وكيف الملك فيصل ساعد في انهاء الاشتراكيه ال استشرت في اليمن ومصر

    الحل هو الحليف الصيني فهو لايحمل اي عداء بينه وبين العرب جميعا
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  8. #68
    تاريخ التسجيل
    28-Nov-2005
    المشاركات
    1,166
    تحيتي لكل الاخوان والاخوات .....

    الاندفاع والتعصب لراي معين او فكرة معينة ...قد تكون ناتجة عن توجيه مخطط له من بعيد , وذلك باستغلال حدث معين لجعلك في حماس شديد ومندفع في اتجاة معين، بمنعى اصح توجيه بالريموت كنترول .

    ومع اختلاف وجهات النظر ...حيث كل واحد منا ينظر من زاوية مختلفة ، تحدث الفرقه والعداوة ونهاجم بعضنا البعض ...وهذا يكون نجاح المخطط الموجه علينا .
    وبعد ان تنكشف الخطط ونعرف الخدعة والورطة التي وقعنا فيها ....نندم على كلامنا وتصرفاتنا ...ولكن لا ينفع الندم بعد فوات الاوان ..

    وقد نشعر بالحزن لاننا ظلمنا اخواننا او ظلمنا انفسنا ......واذا عمت الفتنة وحلت الكارثة ....مع الاسف يصبح كل عمل مبرر ..وكل جريمة لها مسوغ .....
    فلنحذر اخواني واخواتي ان نكون عصا يسعملها اعداءنا لنضرب بها انفسنا واهلينا .
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  9. #69
    تاريخ التسجيل
    2-Jul-2005
    المشاركات
    212

    القاطِرة القَطَرية بين عهْدين

    زارني صحفي بريطاني منذ بضعة أشهر في المدينة التعليمية بالدوحة -وهي إحدى المعالم الحضارية الجديدة في قطر- وطلب حديثا حول سياسات قطر وأهدافها الإستراتيجية. كان حوارا طويلا، لكنه بدأ بداية مستفزة، حيث سألني ضيفي بطريقة فيها شيء من نبرة التعالِي الإمبراطوري، فقال ما معناه: "ما الذي تريده هذه الدولة الصغيرة من التدخل في شؤون إقليمية ودولية أكبر من حجمها، وما هو سر نجاحها وتأثيرها البالغ"؟
    أحسستُ بجرح الكبرياء، لأن صحفيا دانماركيا وصحفية ألمانية سألاني السؤال ذاته من قبلُ، وكأنما يردد هؤلاء على مسامع الدول العربية تلك النصيحة الهجائية التي هجا بها شاعر عربي قديم خصمه فقال:
    دع المكارم لا ترحلْ لبُغيتها / واقعُدْ فإنك أنت الطاعمُ الكاسي

    فقررتُ الإجابة على السؤال المستفز باستفزاز مماثل: فقلتُ: "لدى قطر أهداف عديدة، أقلُّها تغيير هذا الكون الذي نعيش فيه" وفهم صاحبي الجواب، وتبسَّم بخُبْث، ثم خفض من سقف لهجته المتعالية فيما تلا من حوار.
    شرحتُ لضيفي البريطاني أن نجاح قطر يرجع -في اعتقادي الشخصي- إلى عوامل أربعة:

    - أولها الاستخدام الفعال لعناصر القوى الناعمة التي تملكها، وهي المال والإعلام والدبلوماسية. ولا يجحد منصف أن قطَر حققت بحسن استخدام هذه العناصر الثلاثة ما لم تحققه أي دولة أخرى في الماضي القريب. فكل العالم يعرف اليوم قناة الجزيرة وأثرها، وكل مثقف عربي يدرك كيف حققت هذه القناة للعرب استقلال الوعي والضمير من سطوة إعلام غربي ظل العرب أسرى لديه مدة أكثر من نصف قرن، ومنه إذاعة بي بي سي، وصوت أميركا، وإذاعة فرنسا الدولية.
    أما الدبلوماسية القطرية الفعالة فقد عرفها اللبنانيون والسودانيون في أزمتهم، وعرفها الفلسطينيون تحت الاحتلال، وعرفها التونسيون والمصريون والليبيون واليمنيون في ثوراتهم المظفرة. ويعرف السوريون اليوم قيمتها وهم يخوضون ملحمة الحرية الحمراء. وأما المال القطري فقد تم توظيفه بفاعلية في البناء الداخلي القياسي، وفي مدِّ الدبلوماسية القطرية بأدوات الفعل المؤثر.
    - والثاني أن قيادة قطر رجَّحت الأفعال على الأقوال في ما تنجزه، فلم يصحب جهدَها الإقليمي والدولي دعاية فجة للقائد، ولا صخب كبير حول الزعيم.. كما رأينا في تجارب زعماء أديولوجيين ساد لديهم الشعار على الفعل، والدعاية على الفاعلية. فرغم أن قطر تملك أعظم ذراع إعلامي ناطق باللسان العربي، ولديها حضور دولي في الإعلام الناطق بالإنجليزية، فإن هذا الإعلام انخرط في خدمة القضايا العربية الكبرى، وبناء وعي ووجدان الإنسان بشكل عام. وقلما تناول الشأنَ القطري إلا كما يغطي شؤون الدول الأخرى، وهو في ذلك لا يخرج عن صرامته المهنية.
    فمع الشيخ حمد بن خليفة رأينا لأول مرة بين قادة العرب المعاصرين من جعل الفعل سابقا للقول، والإنجاز مقدَّما على الشعار، ومصالح الشعوب راجحة على عبادة الحكام. وقد استطاعت قناة الجزيرة بنسختيها العربية والإنجليزية -رغم ندرة حديثهما عن قطر وقيادتها- انتزاع مساحة للعرب والمسلمين في الوعي العالمي، حتى اضطر منافسوها الألدَّاء إلى الاعتراف لها بالسبق والفضل، واعترف لها البعض باقتحام بيوتهم على مضض، وهم من كانوا يحسبون الضمير العالمي حقلا مفتوحا للتشكيل على أيديهم دون منازع.
    ولعل العديد منا لا يزال يذْكر عبارات وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون التي اعترفت فيها يوم 2 مارس/آذار 2011 أن متابعي قناة الجزيرة في الولايات المتحدة في ازدياد مطّرد، وبأن القناة "شئنا أم أبينا" قد فاقت الإعلام الأميركي، وبدأت تضع بصمتها على العقول والضمائر داخل الولايات المتحدة.
    - والثالث أن قطر وضعت إستراتيجيتها في انسجام مع العالم، وبذلك تفادت القيادة القطرية مأزق الاصطدام بالقوى العالمية المؤثرة، وهو مأزق وقع فيه حكام عرب ثوريون من قبل، فجعلوا شعوبهم تدفع ثمنا فادحا دون ضرورة، بسبب الديماغوجية وانعدام الحس العملي لديهم، في ظل اختلال كبير في ميزان القوى لصالح الأعداء.

    وقد انطلقت قطر في سياستها من رؤية إنسانية رحبة، وكأنما التزمت القيادة القطرية بفلسفة الرئيس والفيلسوف البوسني علي عزت بيغوفيتش الذي كتب مرة: "إنك لا تستطيع تغيير العالم برفضه، وإنما بقبوله".
    وربما تكون تركيا من بين القوى الإقليمية المسلمة هي التي تشبه قطر في هذا المضمار، حيث حافظ كلا البلدين على الانسجام مع العالم، ولم ير في نهضته الداخلية أو دوره الإقليمي نقيضا لعلاقاته الخارجية، ولا في انتمائه الشرقي نقيضا لتحالفاته الغربية. وقد نالت قطر الشيخ حمد -كما نالت تركيا أردوغان- الكثير من الأذى من ألسنة السوء التي اعتبرت هذا التوازن خضوعا للقوى الدولية الطامعة، وجهلت -أو تجاهلت- عنصريْ التوازن المبدِع والحس العملي المتحكميْن في هذه المعادلة.
    - ورابعها الموقف المُوازن بين المبدئية والواقعية. فرغم أن قطر توغلت في ملفات كبيرة وشائكة، رآها من لا طموح لهم أكبرَ من حجمها الجغرافي والسكاني، ورغم أنها التزمت بموقف مبدئي إلى جانب الشعوب العربية الثائرة، وإلى جانب الشعب الفلسطيني المحتل، فإن حس الواقعية ظل حاضرا دائما لدى القيادة القطرية. وقد برهن الشيخ حمد بن خليفة على ذوق إستراتيجي مرهَف وحس عملي عميق، فلم يورط بلاده في مهاترات لا تترتب عليها ثمرة عملية، لكنه لم يتزحزح عن مواقفه المبدئية في نصرة الشعوب العربية.
    فكان كالمحارب السائر بين الألغام، يحسب لكل خطوة حسابها، وينزع الألغام ببراعة، دون أن يتراجع أو يكلَّ، أو يعرّض بلاده لخطر معيق لتقدُّمها الجَسور، وليس من ريب أن هذا التوازن بين المبدئية والواقعية، والجمع بين الرؤية الإستراتيجية والبراعة التكتيكية، هما لبُّ النجاح القطري خلال الأعوام الثمانية عشر الماضية.
    تنهَّد ضيفي البريطاني ثم سألني -وكرر السؤال- عن الصلة الأيديولوجية التي تربط الشيخ حمد بن خليفة بقوى إسلامية وعروبية في المنطقة. وأجبتُه بأن مفتاح الفهم لفلسفة الشيخ حمد بن خليفة ليس الأيديولوجيا، بل الإستراتيجية.
    فهو رجل آمن بتدعيم عناصر القوة في الأمة العربية، وعمل بجد وتجرد في سبيل ذلك، سواء كانت عناصر القوة تلك معنوية أم مادية. وقد تكون بعض القوى الإسلامية والعروبية والليبرالية داخلة ضمن عناصر القوة في الأمة طبقا لرؤية الشيخ حمد، لكن المنظور الذي ينظر به إليها ليس منظورا أيديولوجيا ساذجا، كما تصور بعض من يغمزون في دور قطر ورسالتها، بل هو منظور إستراتيجي مبدئي صلب.
    ومن هنا وقوف قطر مع حزب الله اللبناني لما كان رأس الحربة ضد الغزو الإسرائيلي عام 2006، ووقوفها ضده اليوم لما تحول ظهيرا لجزار دمشق. فالسر في نجاح سياسة قطر الخارجية خلال الثمانية عشر عاما المنصرمة هو توجيه بوصلتها مع اتجاه الشعوب العربية، والدوران معها حيث دارت.

    وهنا أترك حديث الماضي مع ضيفي البريطاني، لألقي نظرة على الحاضر والمستقبل. إن فهم المدلول العميق لتخلي الشيخ حمد بن خليفة عن الكرسي وهو في قمة العطاء غير ممكن إلا بوضعه في سياق الزمان والمكان.

    لقد فقدَ أربعة من قادة العرب كراسيهم في العامين المنصرمين: ما بين قتيل مُجندَل، وجريح محترق، وأسير مقيَّد، وهارب جبان. وهكذا تعددتْ مصارع الحكام في أيامنا: هروبا وسَجْنا وحرْقا وقتلا. لكن أمرا واحدا لم يعرفه الحاكم في بلداننا العربية الحديثة، وهو الاستقالة الطوعية بكرامة، إذا استثنينا حالة المشير عبد الرحمن سوار الذهب في السودان.
    وها هو الشيخ حمد يترك السلطة طوعا، وهو عزيز النفس، موفور الجانب، محبوب من شعب قطر، ومن الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج. وتلك كلمة حق تعيَّن قولها اليوم في حق رجل لم يسألها قط من الأقلام العربية الوافرة العدد، المقيمة على أرض قطر، والناطقة من منابرها الإعلامية.
    كما ترك الشيخ حمد السلطة وهو أصغر حكام الخليج سناَّ، فقدَّم درسا بليغاً لقادة تقدَّم بهم العمُر، ووَهَنَ منهم العظم، واشتعل الرأس شيبا. ولم يفكروا قط بمدِّ دولهم بدماء جديدة، ولو ضمْن السياق العرفي السائد في بلدانهم. لكن القيادة القطرية أخذت زمام المبادرة وبنتْ سابقة في انتقال السلطة لم تعهدها الممالك العربية.
    على أن سياق الربيع العربي يتطلب الكثير، وهو أمر تدركه القيادة القطرية المواكبة لحركة التاريخ العربي اليوم. وربما تكون البصمة التي سيضعها الأمير الجديد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على تاريخ بلاده وتاريخ العرب هي السير قدُماً في إنجاز وعد والده بمجلس شورى منتخَب، وبناء نموذج دستوري قطري، يفتح صفحة جديدة في العلاقة بين الحكام والمحكومين في الممالك العربية عموما، وفي منطقة الخليج خصوصا.
    إن الصراع بين الحاكم والمحكوم في دول الخليج العربية لا يزال صراع حدود، ولم يتحول بعد إلى صراع وجود كما هو الحال في الجمهوريات العسكرية العربية. وهذا مما يمنح نفَساَ وفرصة للحاكم والمحكوم في دول الخليج للتواضع على صيغة تحقق للشعوب شيئا من حقها في حكم نفسها بنفسها، وتحقق للأسر الحاكمة الحفاظ على كرامتها ومجدها التاريخي.
    لكن الأمر يتوقف على مستوى وعي الحكام بعمق التحول التاريخي الجارف، واستعدادهم لاستباق الأحداث، والالتقاء بشعوبهم في منتصف الطريق -كما فعل ملك المغرب- قبل أن يتحول صراع الحدود إلى صراع وجود، وهو أمر لا يخدم الحاكم ولا المحكوم في هذه المجتمعات الرخوة، التي تقع في القلب من التجاذبات الإقليمية والدولية.
    ورغم حاجة قطر إلى البقاء منسجمة مع سياقها الخليجي، ورغم بعدها عن التوتر بين الحاكم والمحكوم، إلا أن السياسة القطرية التي اعتادت أن تكون اختيارا لا اضطرارا، وفعلا لا انفعالا، تستطيع أن تحول قطر إلى نموذج للإصلاح السياسي السلمي في المنطقة، فتُسهم في تجنيب شعوب الخليج دفع الثمن الفادح الذي دفعته شعوب عربية أخرى.
    ومهما يكن من أمر، فإن الصديق والعدو يتفقان اليوم على أن الشيخ حمد بن خليفة كان من أعظم صُنَّاع التاريخ في عصرنا. فقد تحولت قطر تحت قيادته إلى دولة مزدهرة، ثم إلى قاطرة مشحونة بالقوة والفتوة والأمل، تسحب العالم العربي الراكد إلى مسرح التاريخ من جديد، وكل الأمل أن تستمر القاطرة القطرية متجهة وجهة الشعوب العربية، حاملة آمال وآلام الجسد العربي الواحد.
    فالشعب السوري ينتظر خاتمة مشرفة لملحمته الدامية من أجل الحرية والكرامة، وشعوب أخرى عديدة تضع عينيها على قطر، وتأمل فيها الخير الكثير.
    لقد امتلك الشيخ حمد بن خليفة وجدان الشعوب العربية، لا بالشعارات الجوفاء التي تعقِبها خيبات الأمل الكبرى، كما حدث مع حكام أيديولوجيين من قبل، بل بالنظر الإستراتيجي، والعمل المُنجَز الذي حرَّر الوعي العربي بإعلامه، وضمَّد الجراح العربية بدبلوماسيته، ودفع بالتنمية في قطر وفي العالم العربي باستثماراته. وبذلك وضع الشيخ حمد بَصْمته على تاريخ العرب المعاصر، وترك أثراً لن يمَّحي. وصدق المتنبي إذ قال:
    ولا تحسبنَّ المجدَ زِقًّا وقـينةً / فما المجد إلا السيف والفتْكة البِكرُ
    وتركك في الدنيا دوياَّ كأنمـا / تداولَ سمْعَ المرء أنملُه العَشْـرُ
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
المنتدى غير مسؤول عن أي معلومة منشورة به ولا يتحمل ادنى مسؤولية لقرار اتخذه القارئ بناء على ذلك