مساحات عمل مشتركة أو مراكز أعمال؟

[Walid]

ما هي مساحات العمل المشتركة؟


تكاثرت مساحات العمل المشتركة منذ بضعة أعوام لتأمين إحتياجات الرياديّين و أصحاب الشركات الصغيرة، الباحثين عن مكاتب للإيجار بأسعارٍ معقولة. هذه الأماكن المعتمدة بشكلٍ أساسي على شبكة الإنترنت، تتّبع فلسفة خاصّة: تقاسم مكان منفتح على الجميع للعمل لفترةٍ طويلة أو محدودة، في بيئةٍ هادئة، وسط أشخاصٍ يتبادلون الخبرات و المعرفة.
مساحات العمل المشتركة هي قبل أيّ شيءٍ مكان للتعايش و تقاسم الخبرات أو حتّى القدرات الخاصّة من وقتٍ إلى آخر. إنّها أرخص من مراكز الأعمال التجاريّة التقليديّة التي تقترح أيضاً أماكن منفتحة على جميع أنواع الشركات. مساحات العمل المشتركة تؤمّن أيضاً إشتراكاً لمدّة معيّنة حسب رغبة الريادي، و ذلك من خلال دفع مرسوم إشتراك شهريّ. أسعار الإشتراك تعتمد على شعبيّة المكان و كميّة الطلب على المساحات التي يؤجّرها. الإشتراك قد يكون مجّانياً أحياناً في بعض مساحات العمل المشتركة. و الإيجارات المخفّضة قد تجبر البعض بإغلاق أبوابه لعدم قدرته على تحمّل المصاريف التي تنتج عنه و نقص الوسائل الرئيسيّة لاستمراره، كما حصل مع مساحة العمل المشتركة الأوروبيّة HUB Brussels. HUB Brussels كان مصدر إلهام للعديد من مساحات العمل التي أنشئت في بلجيكا، فرنسا و هولندا. هذا المركز لم يستطع تحمّل أعباء المصاريف التي كان ينتجها لتأمين خدماته و توقّف عن العمل معلناً إفلاسه.





أين تقع مراكز الأعمال في كلّ هذا؟


في مواجهة النفوذ المتزايد لهذه المساحات المشتركة المنفتحة والأقل "تجاريّة" من تلك المساحات التي تقترحها المؤسّسات الكبرى المتمركزة بمتانة في الأسواق، كانت ردود تلك الجهّات الفاعلة في السوق تترجم بالإعتماد على تأمين بيئة عمل مشتركة، جماعيّة و قبل أيّ شيءٍ محترفة و مجهّزة بأحدث التقنيّات.
كما نرى على الموقع الرسمي لشركة Regus، هذه الشركة تضع تحت تصرّف جميع المؤسّسات إمكانيّة إستئجار مكاتب باليوم. المرونة في العمل هي إحدى الميّزات الأساسيّة التي تريد الشركات المختصّة بحلول أماكن العمل ضمّها الى ميّزات مساحاتها المكتبيّة. هذه الشركات تعقد آمالاً متزايدة على تأمين إمكانيّة العمل ضمن جماعة و تأهيل أماكن أكثر إنفتاحًا تسهّل على المبادرين التواصل و مشاركة الخبرات في مناخٍ أكثر حيويّة و نشاط يشبه تماماً ما تؤمّنه مساحات العمل المشتركة.
الفرق بين مساحات العمل المشتركة و مراكز الأعمال لم يعد كبيراً كقبل. فالخدمات هي نفسها و الأسعار متشابهة. الإختيار بينهما أصبح يتوقّف على ما يفضّله كلّ شخص.