التغييرات و التحولات التي يشهدها عالم الأعمال اليوم تجعلنا نتساءل عن منهجيّة العمل في الأعوام المقبلة. المرونة الأكبر و انعدام الإرتباط بمكتبٍ ثابت يظهران ميول أكثر نحو الإستقلاليّة في الأعمال و التنقّل المستمرّ.



التنقّل في العمل و العولمة.


مع بروز قطاع الخدمات و تضاؤل المهن اليدويّة في نهاية القرن العشرين، عرفت الأشغال تحوّلات جزريّة في معظم البلدان المتقدّمة. و منذ 10 أعوامٍ، ساهم انتشار شبكة الإنترنت بتغييراتٍ كبرى في مفهوم العمل سببها إنتشار الهواتف الذكيّة و الأجهزة اللوحيّة و النقّالة. في الواقع، الإتّصال الدائم بشبكة الإنترنت و تكاثر التنقّلات لدى العاملين يجعلنا نستنتج أن المكاتب الثابتة التي ما زالت موجودة حاليّاً مهدّدة بالإختفاء. من ناحيةٍ أخرى، مسألة عولمة الأعمال، الضروريّة لنجاح العديد من الشركات، تشجّع المهنيّين بمغادرة مكاتبهم الثابتة و القيام برحلاتٍ مهنيّة لالتقاء شركاء جدد في مختلف الأماكن في العالم.
نتيجةً لهذه التقلّبات، إنتشرت الأشغال المتنقّلة التي لا تنحصر في مكانٍ واحد و التي تسمح للعمّال بالقيام برحلاتٍ مهنيّة على الصعيد العالميّ أو الوطنيّ أو على صعيد المنطقة، مستعينين بشبكة الإتّصالات و المعلومات للحفاظ على قدراتهم. بعض الدراسات تقدّر أن في سنة 2014 أكثر من مليار شخصٍ سوف يعملون بعيداً عن مكاتبهم التقليديّة.



إنتشار العمل من المنزل.


من الأسباب الأساسيّة للإبتعاد عن المكاتب الثابتة هو تعزيز العمل من المنزل في بعض البلدان. في المملكة المتّحدة مثلاً، عشرة في المئة من العاملين فيها إختاروا العمل من المنزل كبديلٍ عن الذهاب يوميّاً إلى مكاتبهم. البعض أيضا يفضّل استئجار مكاناً للعمل لوقتٍ محدّد و عقد إجتماعاته في جوٍّ مهنيّ و هادئ. العديد من الشركات توفّر مساحات مكتبيّة مؤقّتة في مراكز أعمال مؤهّلة و مجهّزة بأحدث التقنيّات. هذه المنهجيّة في العمل تعطي العديد من النقاط الإيجابيّة للشركات كتحسين التواصل بين عمّالها، التعاون مع شركاء مستقلّين و تحسين الإنتاجيّة في العمل.
و لكنّها من ناحيةٍ أخرى، تسبّب بعض المشاكل التي يجب حلّها للعمل بشكلٍ سليم. نذكر مثلاً الشعور بالوحدة و الإنعزال الذي يعانيه العامل المنفرد، تلاشي العلاقات الإنسانيّة في الشركة و إنقطاع دورها الإجتماعي. نتيجةً لهذه المشاكل، بدأت تظهر بعض المبادرات لخلق أماكن مشتركة للعمل تسمح بتعزيز العلاقات المهنيّة و تبادل الخبرات بين المهنيّين سامحةً لهم بالعمل بكل حريّة و المحافظة على الشعور بالإنتماء إلى حلقة من المهنيّين المحترفين.

الاســـم:	teletravail.jpg
المشاهدات: 280
الحجـــم:	21.5 كيلوبايت

المصادر:


جريدة لو موند.

مصدر الصورة هنا.
مساحات مكتبيّة ريجس.