التاريخ: الأربعاء 2003/09/10 م
الشريك السعودي في البنوك المشتركة، مثله مثل ولد أثرياء مدلل، لما بلغ وشب تزوج بأجنبية ذات حسب ونسب، من نفس الفئة التي لا تطيقها السعوديات!
على الورق في صك النكاح العصمة بيده، أما الواقع فإن كل شيء وحتى عنقه بيدها هي، تسحبه يميناً ويساراً وهو يبتسم، ويقول "بشويش.. ما هو قدام الناس"!
عندما ترى صورة هذا الولد المدلل تعجبك "رزته" خصوصاً قلم التوقيع الذهبي الذي يضعه في جيبه، ليس لهذا الزوج سوى المظهر لذلك بلعت وهبشت الزوجة الأجنبية كل شيء وتركت له سيارة فارهة واستراحة وتصدر حفلات الاستقبال ولا ننسى حسابا معتبرا، لكن كل هذا لا يقاس بما وفره هو لها، وما تحوله كل يوم إلى حسابها في بلدها، وفوق هذا فقد جعلته يصبح ناكرا لجميل والدته ونائياً عنها، لم يعد مسؤولاً سوى عن نفسه، لهذا اسأل الشريك السعودي في البنوك المختلطة عن حال الوالدة.. وشلونها؟ عساها طيبة؟ هل فكرت فيها، لعلك تتذكر ماذا قدمت لك، حتى وصلت إلي ما وصلت إليه، هل يعقل أن تستمر عاقاً لها، وتزيد بأن تتيح لزوجتك الأجنبية الاستيلاء على الأخضر واليابس!؟ الوالدة بلادنا، دولتنا، وطننا هي الآن أكثر ما تكون حاجة لأولادها وكلما كان الولد أكثر ثراء ووجاهة كانت المسؤولية عليه أكبر، لكن الشريك السعودي.. "ما جاب خبر"، الوالدة كانت ومازالت في ذهنه مصدر حليب وزبد مستمر لا ينقطع، وليس في ذلك بأس، لكن ان يتيح لزوجته الأجنبية كل هذه السيطرة، أن يتستر عليها فيقال إن العصمة بيده وهو أسير في قيد ذهبي تحت أمرها فهذا أصبح أمراً مخجلاً ومضحكاً، تستر على ادارة دفة القرار عيني عينك، وتعاون على شفط مدخرات البشر لتديرها الزوجة الأجنبية بمعرفتها هناك.. بعيداً، أو تقرضها بأسعار مضاعفة لأهلها، تنفع اقتصاد بلادها وتترك أهل الزوج المدلل والذين يرددون "الحلال حلال أبونا والقوم طردونا".
أخرت هذا المقال انتظاراً لرد فعل على ما قام به البنك السعودي الأمريكي ضد رجل أعمال سعودي عندما أقفل حسابه في الرياض بجهاز الريموت كنترول من نيويورك، لم يصدر حسب علمي أي رد فعل، ولا تعليق!! يظهر ان أسلوب الانتظار، والتأني الزاحف، هو المسيطر، لأنه في العجلة الندامة رغم أن "العجلة"! عندما اخترعت غيرت وجه الأرض والحضارة، لم يصدر رد فعل مع أن سلامة نظامنا المصرفي ومصداقيته، في أحد البنوك على الأقل، تعرضت لخدش كبير، لكن مؤسسة النقد من الحكمة والتأني وطلب السلامة لا تحرك ساكناً، هكذا عودتنا، شعارها "لا تحرك تبلش"، نحمد الله أنها لم تضعه على الأوراق النقدية، كان الاقتصاد أصيب بالسكتة!!
هنا الرسمي الذي بيده الأمر والنهي لم يفعل شيئاً، فهل يمكن أن نطالب الشريك السعودي بفعل أي شيء!؟، لذلك ليس لنا بعد الله تعالى سوى أن نطالب مجلس الاقتصاد الأعلى بالتدخل الجراحي لعلاج مشكلة النطق لدى مؤسسة النقد، وتشخيص حالتها وقدرتها على الحركة، ومعرفة حاجتها للتأهيل، تمهيداً لعلاج الخلل في ادارة أموال البلاد ودفع البنوك للقيام بواجباتها.
المفضلات