يقوم المجرمون والإرهابيون بغسل الأموال كأشخاص أو مجموعات ليستطيعوا إدخال ريع بيع المخدرات أو العمليات الإجرامية، مثل الخطف أو سلب البنوك أو الأموال المرسلة للإرهابيين إلى داخل الدورة البنكية للبلد أو عالمياً، من دون اكتشاف شخصيتهم أو مطاردتهم قانونياً.
وحسب موقع الأمن والمخاطر، فإن هناك مئات الطرق التي يستعملها المجرمون لغسل الأموال ومنع اكتشافهم.
وتقدّر قيمة الأموال التي تغسل سنوياً بـ1.5 تريليون دولار، ومنها 7 مليارات دولار تنتقل من المكسيك إلى الولايات المتحدة سنوياً.
وتتم هذه العمليات في كل مكان حول العالم يومياً، وكلما وجدت السلطات طريقة لمنع الغسل وجد المجرمون طريقة جديدة لعمله، حيث إن لديهم جيشا من الخبراء والمحاسبين وعلماء الكمبيوتر وأحدث أجهزة التكنولوجيا، والطرق المعقدة جداً للغسل حول العالم، ولا مانع لديهم من الاستثمار في أموال كثيرة.
كانت الطرق التقليدية نقلاً عن موقع «بي في تر» هي توزيع كمية المال الكبيرة على مجموعة كبيرة من الأشخاص الذين، إما يودعونها في البنك في الحساب نفسه ضمن الحد الأعلى للإيداع، أو يرسلونها كحوالة إلى حساب بنكي خارج البلد، أو يسافرون والأموال معهم، مما لا يسبب شكوكا من قبل رجال الجمارك، ولكن هذه الطرق تنوّعت وتحدّثت حالياً.
ومن أحدث الطرق، نقلاً عن موقع «فافت» وموقع «سسولاين» هي استعمال الألعاب الإلكترونية، التي تتعامل بنقل الأموال الوهمية بين لاعب وآخر في اللعبة، فبدلاً من نقل الأموال الوهمية، يقوم المجرمون بنقل أموال حقيقية طائلة عن طريق اللعبة من دون الاضطرار إلى الكشف عن هويتهم.
وكذلك استخدام تكنولوجيا الهواتف النقالة، التي تطورت الآن لتسمح بدفع المشتريات وتحويل الأموال من دون الحاجة لتدخل البنك، وكذلك استعمال بطاقات الائتمان مسبقة الدفع أو بطاقات شحن الهاتف النقال المسبقة الدفع لنقل الأموال المغسولة.
كذلك يتم استعمال المواقع الاجتماعية مثل «تويتر» و«فيسبوك» للتحادث ونقل الخطط والمعلومات بين بعضهم وبعض بأمان، لعلمهم أن معلومات هذه المواقع مشفرة، وليس لدى أجهزة الأمن القدرة على التنصّت على محادثتهم.
آخر خبر كان اكتشاف السلطات الفدرالية في الولايات المتحدة أن بنك Hsbc قام لسنوات عديدة بمساعدة المجرمين في غسل الأموال، وخاصة لإيران.
كذلك قد يقوم المجرمون بالتعاون مع موظف البنك، إما برشوته أو تهديده شخصياً أو تهديد عائلته كما يحدث في المكسيك، مما يسهل إيداع الأموال في البنك بواسطة الموظف.
صندوق النقد الدولي جعل من أولوياته محاربة غسل الأموال التي تستعمل في تمويل الإرهاب والإجرام حول العالم. ويكون هذا بتقوية الأجهزة الرقابية المالية في كل المؤسسات المالية حول العالم، وقطع طرق تمويل الإرهابيين والمجرمين.
وبدأ الصندوق من عام 2000 بتقديم استشارات مكثفة من كل الدول لإقامة مشاريع ومؤتمرات دولية لهذا الغرض.
كذلك طورت برامج كمبيوتر يمكن إضافتها لبرامج الشركات المحاسبية تقوم بفحص كل معاملات مبيعات ومشتريات وتحويلات الشركة والمؤسسة المالية، للتنبيه على احتمال غسل أموال في أي عملية، بالإضافة إلى التدقيق المستمر من قبل المدققين الداخليين والخارجيين. كذلك تقوم بتدريب الموظفين الذين يتعاملون مع الأموال النقدية لطرق اكتشاف أموال الغسل.
وقامت معظم البنوك المركزية في الدول المتحضرة بطلب نشرات دورية إحصائية للمؤسسات المالية تحتوي على معلومات قد تنذر بوجود غسل أموال قبل زيادة تهديده.
أما تمويل القاعدة والمؤسسات الإرهابية الأخرى التي تعتمد على بيع مخدرات أفغانستان والخطف وسرقة البنوك والتبرعات لتمويل أعمالها، فإنها قد قلت عن السابق بسبب موت رئيسها أسامة بن لادن وقيام الدول العربية والإسلامية بمنع انتقال أموال التبرعات لها ومراقبة الأموال الصادرة والواردة من المؤسسات المالية والخيرية.
مساعد الخترش
المفضلات