هل نرى دايتون جديدة ؟
قبل سنوات,وبينما كانت صربيا وكرواتيا تحاصر مسلمي البوسنة وتوشك ان تبيدهم عن بكرة ابيهم,كان العالم الغربي والعربي يتفرج على دماء المسلمين وهي تراق لا يتجرأ سوى على ان يشجب ويستنكر مع ابتسامات صفراء ترتسم على وجوه السياسيين الكالحة.
في حينها كان الالاف من الشباب المجاهد المنتشي بانتصاراتهم على الاتحاد السوفيتي في افغانستان ما زال محملا بكثير من الرغبة في القتال ونقل تجربتهم الجهادية الى شتى بقاع الارض,يتبعهم الاف اخرين سحرت مخيلتهم قصص الجهاد الافغاني وماثر الجهاديين العرب وكراماتهم في ساحات الوغى عندما كانوا يتلمسون واقعا قول الله تعالى ** كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ }.
في حينها وبعد ان انتشرت جرائم الصرب في البوسنة ومع تخاذل حكام المسلمين عن نصرتهم وتواطيء الغرب والامم المتحدة مع الصرب وتقاعسهم عن اتخاذ موقف حازم لنصرتهم,لم يجد الجهاديون العرب سوى ان ينفروا بانفسهم لنصرة اخوانهم في البوسنة,فتآزر الجهاديون من الشيشان وافغانستان وتركيا والدول العربية وباقي الدول الاسلامية على البوسنة ,وارتفعت وبشكل لافت للنظر صيحات الجهاد من جديد.
وخلال مدة قصيرة استطاع الجهاديون رغم قلة عددهم وعتادهم ايقاف تقدم الجيش الصربي المدعوم من الكتلة الشيوعية السابقة بكل ما في ترسانته من قوة وعدد وسلاح (كان صدام حسين وحافظ الاسد والقذافي من الداعمين للصرب على حساب المسلمين,بينما وقفت ايران التي تدعي الاسلام في الحياد ظاهريا لكنها كانت تدعم الصرب سرا من خلال التجسس على حركة الجهاديين خلالها).
ثم بدات ملامح الانتصار على الصرب عندما استطاع الجهاديون التقدم على اكثر من محور ولاحت تباشير النصر والتمكين للجهاديين .
وعندها حدثت المفاجأة الكبرى !
فرغم ان جرائم الصرب بحق المسلمين كانت قد فاقت الخيال,ورغم انها استمرت لسنوات,الا ان الغرب "الكافر" لم يفكر في التدخل عسكريا لايقاف تلك المجازر الصربية الا حين تيقن بان جحافل الجهاديين التي تسربت الى البوسنة في غفلة منهم قد اوشكت على تحقيق نصر تاريخي يضاف الى انتصارها في افغانستان,وحيث ان مرارة انتصار الجهاديين واقامة امارة اسلامية في افغانستان كان يمكن للغرب ان يتحملها لانه بعيدة على مناطق نفوذه ,فانه لم ولن يستطيع ان يتحمل انتصار الجهاديين واقامة امارة اسلامية في البوسنة ,قلب اوربا,بل قلب العالم الصليبي!!
حين تدخلت امريكا والغرب بشكل عاجل وبزخم لم يسبق له مثيل من اجل ليس دحر الصرب وانما من اجل ايقاف تقدم كتائب الجهاديين والحيلولة دون انتصارهم ,وهكذا كان,فقد تمكن الغرب من ايقاف الهجوم الصربي الكرواتي من خلال شن عدة غارات وجد الصرب والكروات انفسهم بعدها عاجزين عن تحمل الضغط العالمي والغربي,فاذعنوا للامر الواقع واقفوا حرب الابادة ,في المقابل عين الغرب على البوسنة نظاما حليفا للغرب لم يقوى على ان يقول لامريكا "كلا" حين امرته بان يطرد الجهاديين من ارضه .
منذ اكثر من خمسة عشر شهراً والنظام البعثي النصيري السوري يرتكب افظع المجازر بحق المسلمين العزل و لم يتدخل الغرب منذ اكثر من عشرة اشهر والنظام البعثي السوري يرتكب افظع المجازر بحق شعبه,لم يتدخل الغرب رغم انه يدعي انه احتل العراق لتخليصه من نظام صدام,بل ورغم انه كان يدعي ان نظام الاسد كان يعتبر احد محاور الشر التي يجب على الغرب تدميرها,بل ورغم ان الكيان الصهيوني كان يدعي بان نظام الاسد يعبر عدوا من الدرجة الاولى,بل ورغم ان البعث السوري كان يدعي انه احد اهم دول "الممانعة"!!!,
لماذا لم يستغل الغرب فرصة الثورة السورية فيتدخل للتخلص من عدوهم "المفترض" بشار الاسد؟,
ولماذا لم تتدخل اسرائيل للتخلص من راس "الممانعة" ؟
وهل عجز اللوبي اليهودي فعلا عن اقناع روسيا بالتخلي عن نصرة الاسد مثلما اقنعها بالتخلي عن نصرة حليفها القذافي او نصرة حليفها صدام من قبله؟,
هل يعقل ان تستطيع روسيا رفض طلب اليهود بضرورة التخلي عن نظام الاسد وهو الذي يتحكم بتسعين بالمائة من اقتصادها ؟؟.
الى الان ما زال الغرب يرفض التدخل عسكريا لاسقاط الاسد,لكن المفاجاة قد حدثت رغما عنهم عندما استطاع الجيش السوري الحر الصمود امام آلة القتل البعثية بل والارتقاء الى ان يكون القوة الضاربة بيد الثورة السورية التي بدات شيئا فشيئا تتحول الى ثورة جهادية هجومية وليس دفاعية
وامام هذه المفاجاة,وامام عجز عملاء امريكا المزروعين في مجلس الثورة السورية كرضوان زيادة واشباهه,سوف لن تجد امريكا ومعها الغرب سوى التدخل عسكريا ليس لنصرة الثورة السورية وانما لمنع الجهاديين من الاحتفال بنصرهم على الاسد مثلما فعلت في البوسنة وليبيا والعراق (منذ سنوات قلنا بان امريكا سوف تضطر للانسحاب من العراق لكنها لن تستطيع ان تخرج من العراق وتسمح للجهاديين ان يحتفلوا بالنصر لذلك سوف تدعم الميليشيات الشيعية وتصنع حزب الله جديد في العراق ثم تمنحهم النصر حتى لا تقول القاعدة انكا كسرت امريكا في العراق).
لهذا فسوف ترون الطائرات الغربية قريبا وهي تقصف القصر الجمهوري في قلب دمشق لكي تمنع ثوار سوريا من نيل ذلك السبق ,في ذات الوقت الذي ستسمعون فيه عن مقتل العشرات من الثوار السوريين على يد الصواريخ الامريكية "الذكية" بعد ان اخطات طريقها!!!
وسوف ترون قريبا كيف يتم تسريب عشرات الافلام والوثائق التي تدين حزب البعث المجوسي (السوري) من التي ما زالت السي اي اي تتحفظ عليها في ذات الوقت الذي تعمل الاستخبارات الغربية اليوم على تجميع اكثر عدد من الوثائق التي يمكن ان تدين او تبتز لاحقا الثوار السوريين او تستخدم كورقة ضغط لمساومتهم!!
احفظوها جيدا ,المفاجاة الثانية لن تتحق الا عندما يقترب الجيش السوري الحر وجماعات الجهاديين من تحقيق النصر,عندها فقط سوف تتحقق المفاجاة الثانية باسرع مما تتوقعون,وحينها فقط سوف ترون طائرات الغرب الكافر تقصف القصر الجمهوري للبعث المجوسي "الكافر" باحدث اسلحة القتل والدمار الكافرة!!!.
اللهم اضرب الظالمين بالظالمين واخرجنا من بين ايديهم سالمين.
منقول ببعض التصرف
المفضلات